الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

منى العبود تكتب ...القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

((العنوان: القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد، فليرحل الجميع، لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد، كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني، كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله، أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل، فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب، مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها، غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع، مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها، كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم، ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي، باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره، كوني بخير لأجلي، فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي، رحيلكِ يعني رحيلي، فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة، باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق، ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة، فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج، لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني، ولا أن يرى هشاشتي وضعفي، لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان، كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة، ألبستني أمي حاجياتي، وأجلستني على كرسي متحرك، نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة، وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء، تنفست بعمق، كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة {أنظري هناك إلى ذاك العصفور، وإلى تلك الفراشة الملونة... وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات، أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه، نظرت حولي أتعمق بالطبيعة، ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور، أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة، نحو أدم، نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي، وسرعان ما حلقت عيناي نحوه، وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات، يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف، يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده، يمطرها بحب هندي، بينما يغرقها بغزل تركي، لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه، المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله، تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف، لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك، فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني، علي الرحيل، سأسافر، جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي، نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة، ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً، الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي، غص به قلبي حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها، أرشديني يا أمي

_أنظري هناك، ليس إلى المدى إنما للمستقبل، أن كان مثل هذا زوجكِ، يتسكع مع العشرات غيركِ، كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز، أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها، ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة، تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة، وعندما تقعين ستقعين وحيدة، رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده، هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي، وتسلحت بها لأشد بها عضدي، ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر، هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي، غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها، رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات، لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما، عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا، باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً، عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي، غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً، ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً، هرولت الأيام سريعاً، وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف، حادث سير أليم أنتج وفاة الأم، والطفل في حالة حرجة للغاية، يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل، خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة، بعد ساعة طرق الباب، أذنت للطارق بالدخول، ذهلت لمرآه! كان وجهه متجهماً، ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه، باغتني بدهشة:
_وجد!

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا، لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم، ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم، ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف، هي فتاة أخرى تدعى يارا، تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم {ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟! لازال حبكِ ينبض في قلبي، لم أنساكِ لحظة، تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة، ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان، أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول، باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد، وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت، وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر، أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟!
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلمي: منى شكري العبود_ سوريا

الخميس، 3 ديسمبر 2020

محمد الدبلي الفاطمي يكتب ... كوتني خمرة الشفتين كيا

كَوتْني حُمْرَةُ الشَّفَتيْنِ كيّا
حبيبك من يلين إذا انزعجتا***ويصْفحُ بالسّخاءِ متى أســـــــــــأْتا
يشاركُك السّرائِرَ والأماني***ويسرع في الجــــــــــواب إذا سألتا
فتشعرُ أنّ عشرتَهُ ابتهاجٌ***وأنّك في الغَرامِ قـــــدِ انْتــــــــصرتا
وإنْ أنتَ ابْتُليتَ وجدْتَ روحاً***تمدُّ لكَ الدّواءَ متــــى طـــــــلبْتا
ومنْ لمْ تكثرتْ بكَ لا تُبالي***أكُنْتَ من الحضورِ أم انْـصــــرفْتا
////
أتتني حُمْرَةُ الشّفَتَيْنِ طوْعا***وقالت:إنّها للعِشْقِ تَسْـــــــــــــــعى
قبلتُ مَحَبَّةَ الخنساءِ صِدْقاً***وكان شروقُها كالشّمسِ طبْـــــــــعا
تجاوبتِ المشاعرُ فانْشرحْنا***كأنّ العشقَ في الأحشاء مــــرْعى
تعمّدت التّخفّي خلف وجه***تلحّف بالهدى فازداد وقـــــــــــــعا
وحين طلبتُ منها ما دهاني***وجدتُ جوابها قد صارَ لسْـــــــعا
////
شرحتُ لها المظاهرَ والخفايا***وسقْتُ لها السّليمَ من النّــــــوايا
حكيتُ لها الغرائبَ منْ حياتي***ومن شعْري صنعتُ لها الهدايا
ولم أعلمْ بأنّ زَفيرَ شعري***سيُرمى في الحضيض مع الزّوايا
وجدتُ صدودَها خدشَ اشْتياقي***وأظهرَ لي الدّفينَ من الخبايا
فعدتُ إلى فؤادي مُسْـــــتجيراً***وغادرتُ التّـــــوهّمَ في هوايا
////
كوتني حُمْرَةُ الشّفتيْنِ كيّا***وفي أشْــــــواقِها كذبتْ علـــــــــيّا
تصنّعت المــــــحبّة كيْ أراها***بصدقِ الحُــــبّ قد قدِمتْ إليّـا
وقد نسيتْ بأنّ الحـــبّ صدقٌ***وليس كما رأتْ وهــــماً وغيّا
ستذكرني إذا مرّ الزّمـــــــانُ***على أنّي عشقتُ الحـــبّ حيّا
فتأسفُ عن سلوكٍ كان خرقاً***بنارهِ قد كوى الأحشــــــاءَ كيّا
////
أحبّ الصّابراتِ من النّـــــساءِ***فهنّ القادراتُ على العــطاءِ
وهنّ الأمّـــــــهاتُ بكلّ عصرٍ***يلدْنَ لنا المـــزيدَ من الـذّكاءِ
وأكره في النّساء المومساتِ***لأنّ الفسقَ يوصفُ بالبـــــــغاءِ
يمارســـــنَ الدّعارةَ بازْدراءٍ***وداءُ الجنسِ يصْعبُ في الدّواء
وهذا أخطرُ الأمراض فتـــــكاً***وأعسرُها امتثالاً للشّــــــــفاءِ
محمد الدبلي الفاطمي

احمد العوجي يكتب ... إلى جاحد

إلى جاحد
          --------------
أنا الوردةُ التي كلما دَفَنْتَها
بيدِ اهمالكَ ملأتْ دنياكَ عبقاً..
أنا الروحُ التي كلما خنقتها
بكفِ الهجرِ أمطرتكَ بألقِ
الحضورِ..
أنا امرأةُ( القنديلِ) التي
غسلتْ وحشتكَ كل ليلةٍ
فسرقتَ زيتها وبعتهُ لزناةِ
الليلِ..
أنا منْ أطعمتْ أسماكَ وحدتكَ الجائعةِ فتافيتَ
عمرها فوشيتَ بها: أنها
  لوثتْ نهرَ المدينةِ
على مرمى لهفةٍ من هنا
يتناثرُ زجاجُ قلبي...
اطلقْ سراحَ امنياتي
وخذْ وجعكَ..
اضمرتَ لي حباً عاقراً
وأنا من سددَ فواتيرَ الوفاءِ
دقائقَ...ثم أسجلكَ في
قوائمِ الموتى.
لن أقبلَ فيكَ العزاءَ..
دقائقَ وانهضُ من رمادي
وحينَ تعودُ في قطارِ الندمِ
ستجدُ كلَ المحطاتِ
قد سافرتْ...
وسأتركُ لكَ عنواناً مزيفاً
تلتقي فيه مع غروركَ
ولتتبادلَ معهُ انخابَ اليباسِ..
سأسكبُ ماتبقى من الوقتِ
على رصيف ِالنسيانِ
وارمِ بحبي كطفلِ خطيئةٍ
على بابكَ أيها الجاحد..
امضِ وانتعلْ
نبضكَ البارد
وكل خيباتكَ..
    ----------------
 سليمان أحمد العوجي.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

الشاعرة نرجس عمران تكتب .... همس أخرس

همسٌ أخرسٌ 
هل غادر الهيًام من أمسى دمي ؟
هل واكب الخذلان نبض المعصم ؟ 

يا ساكنا قلبي  ولست بعالم  
كم مرة ً ناداك دون تكلّمِ ؟!

للحب همسٌ أخرسٌ يجتاحني 
وله من الهمسات صوت الأبكم 

يا أنت أنت كما التراب فضمني 
بلغ ترابك قد أتيت   لأرتمي 

هذي أحاسيسي وإن  قد  لمتني
حضني لغير سواك لا لن ينتمي  

فارفق بمن قصد الحبيب ليحتمي 
بك منك من قلبٍ  حزينٍ  ارحمي 

نرجس عمران 
سورية


A mute whisper

 Did the wanderer leave from my blood?
 Did letdown coincide with the pulse of the wrist?

 O dwell in my heart and I am not a world
 How many times have he called you without speaking ?!

 Love has a dumb whisper sweeping through me
 And his whispers dumb voice

 O you you are as dirt, so he gathered me
 Get your dust, you have come to Artemy

 These are my feelings, even if you blamed me
 My bosom to anyone but you does not belong

 Be compassionate with those who intended the beloved to take shelter
 Have mercy on you from a sad heart

 Narges Imran
 Syrian