‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

منى العبود تكتب ...القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

((العنوان: القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد، فليرحل الجميع، لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد، كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني، كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله، أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل، فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب، مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها، غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع، مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها، كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم، ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي، باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره، كوني بخير لأجلي، فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي، رحيلكِ يعني رحيلي، فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة، باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق، ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة، فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج، لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني، ولا أن يرى هشاشتي وضعفي، لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان، كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة، ألبستني أمي حاجياتي، وأجلستني على كرسي متحرك، نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة، وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء، تنفست بعمق، كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة {أنظري هناك إلى ذاك العصفور، وإلى تلك الفراشة الملونة... وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات، أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه، نظرت حولي أتعمق بالطبيعة، ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور، أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة، نحو أدم، نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي، وسرعان ما حلقت عيناي نحوه، وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات، يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف، يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده، يمطرها بحب هندي، بينما يغرقها بغزل تركي، لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه، المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله، تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف، لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك، فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني، علي الرحيل، سأسافر، جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي، نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة، ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً، الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي، غص به قلبي حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها، أرشديني يا أمي

_أنظري هناك، ليس إلى المدى إنما للمستقبل، أن كان مثل هذا زوجكِ، يتسكع مع العشرات غيركِ، كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز، أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها، ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة، تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة، وعندما تقعين ستقعين وحيدة، رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده، هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي، وتسلحت بها لأشد بها عضدي، ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر، هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي، غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها، رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات، لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما، عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا، باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً، عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي، غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً، ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً، هرولت الأيام سريعاً، وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف، حادث سير أليم أنتج وفاة الأم، والطفل في حالة حرجة للغاية، يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل، خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة، بعد ساعة طرق الباب، أذنت للطارق بالدخول، ذهلت لمرآه! كان وجهه متجهماً، ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه، باغتني بدهشة:
_وجد!

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا، لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم، ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم، ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف، هي فتاة أخرى تدعى يارا، تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم {ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟! لازال حبكِ ينبض في قلبي، لم أنساكِ لحظة، تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة، ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان، أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول، باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد، وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت، وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر، أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟!
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلمي: منى شكري العبود_ سوريا

الاثنين، 26 أكتوبر 2020

د.عبد الله دناور يكتب .. لا نبتغي الجاهلين

ـ لا نبتغي الجاهلبن ـ
ـــــــــــــــــــــــــــ
أحبابي.. إخواني في كل مكان في هذا العالم.. أحباب
 محمد حبيب رب العالمين.. أعرف حبكم وغيرتكم عليه صلوات ربي عليه.. كثير من التافهين الحاقدين في هذا العالم التافه والزمن التافه كثير منهم يحاول أن يظهر ويلتمس الشهرة وكثبر منهم ينوي إثارة زوبعات ليغطي على ما يجري من هرولة لأحضان صهيون فليس له إلا هذه الأساليب الدنيئة الحقيرة فيسلط لسانه ويقذف مصطفى رب العالمين بنار حقده وكيده وهذا ليس بجديد أحبتي فرسولنا أكبر من كيد الكائدين وحقد الحاقدين و ليس بغريب فالنبي واجه أكبر الأذى حتى من أقرب المقربين إليه فما الغريب في الأمر فأرى من الأفضل أن نهملهم وندعهم ينبحون ما شاء لهم فالكلاب ـ أجلكم ـ إذا لم تجد من تنبح عليه فإنها تنبح القمر و النجوم وأرى أن أفضل شيء إذا أردت أن تستحقر إنسانا ما ألا تكترث به قال الله تعالى ـ والذين هم عن اللغو معرضون ـ وذا مروا بالجاهلبن قالوا سلاما  ـ وقال..  سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ـ
وقال الشافعي..
يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
من هذه الناحية أرى أننا سبب من تلك الأسباب التي جعلتهم يتجرؤون علينا وعلى نبينا
مرة أخرى أقدر غيرتكم ونخوتكم فاهملوا هؤلاء الجاهلين الحاقدين وتعالوا نحتفل بمولد خير البرية صلوات ربي عليه وندير ظهورنا لهم فهم لا يستحقون حتى الرد عليهم ـ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ـ يريدون أن يتحرشوا بنا فتعالوا بدل أن ننشغل بمجادلتهم العقيمة أن نفرح ونحتفل بمولد مصطفى وحببب رب العالمين ونتذاكر سيرته العطرة ومواقفه الشريفة ونقتدي بهديه ـ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة... ـ هو نور الهداية والرحمة المهداة فلا نجهل فوق جهل الجاهلين فإن المحب لمن يحب مطيع.
ـــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.     25/10/2020

الأديب حسين عبروس يكتب..الخاطرة فن التخفي

الخاطرة فنّ التخفّي..

وصلتني مجموعة من الأسئلة من فريق مجموعة غيث العقول يطلبون مني أن اقدم إليهم محاضرة عن بعد في موضوع الخاطرة.هذا الموضوع الذي يراه البعض من سقط المتاع في مجال الكتابة الادبية ، ويراه البعض الآخر هو حالة من الكتابة التي يهرب إليها المبتدئين كي يعبروا عن ما بدواخلهم. وأراها فنا متكاملا لا يحسن الإبحار فيه إلا من عرف عمق الكتابة وخبر فيها تجربة الكتابة في جميع محطات الإبداع
* معنى الخاطرة لغة : هي مؤنث الخاطر، والخاطر هو كل مايخطر بالنفس، وكل مايجول في الذاكرة من أفكار وهواجس. وهي نص نثري مكثّف يكون في الغالب يختلف عن النصوص الأخرى، دون استطراد أو إطالة مملة، ويكون بلغة سلسة أخاذة تشد القارئ، أو السامع، وهي بوح الذات بعد الصمت الذي يخيّم على صاحبه  (الكاتب) وتكون في كثير من الأحيان غير واصحة المعنى للقارئ إلا من قبل كاتبها أو من يشاركونه الفكرة من المقربين من الأصدقاءفي عنصر الحديث.وتسمى هذه الخاطرة بالخاطرة الذاتية، التي يحاول الكاتب فيها أن يخفي وراءه ليبوح بكلّ ما في صدره من أنّات وزفرات وكل سرّ من أسرارالوجدان والعواطف.فيكتبها تنفيسا عن النفس وتكون مبهمة،لكن العارف بأحوال النفس يستطيع تحديد معانيها، وتحديد حالة صاحبها.
* نشأة الخاطرة: لقد ظهرت الخاطرة كنص أدبي مع ظهور نشة الكتابة وتطوّرت من حالة الحديث الشفهي إلى النص المكتوب بأكثر فنيّة وجمالية على أيدي كبار الكتاب والأدباء في العالم،وتبعتهم قوافل الأجيال من المولعين بفن الكتابة من الشبابأ فأبدعوا في كتابتها.وكثير من المبتدئين يظنون أنهم يكتبون الشعر أو القصة وهم في الحقيقة يكتبون ما يسمى بالخواطر.وهي في البدايات الخطوة الأولى لكل كاتب  يخوض التجربة، ويراها الكثير من الكتّاب واجهة التخفّي التي تستر أسرارهم النفسية  والعاطفية والفنية، وذلك قبل أن يظهروا الى العالم بنصوص جيدة محكمة الإبداع.وهم يعبرون من محطة التخفي إلى دائرة الضوء والتّجلي.وأغلب الذين يبدأون رحلة الكتابة بالخاطرة يميلون الى عالم السرد، فيجدون أنفسهم يدخلون عالم كتابى القصص والروايات، وقليل منهم من ترسو سفائنهم على كتابة النص الشعري والمقال الأدبي والنقدي.
* الفرق بين الخاطرة والنصوص الأدبية الأخرى.
* الخاطرة والمقال: تختلف الخاطرة عن المقال من حيث الموضوع والصياغة والأسلوب ، فتكون أكثر فنية وبلغة آسرة وأسوب مشوّق وجمل قصيرة وصوّر بديعةأ ويكون المقال الأدبي أو العلمي يرتكز أساسا على موضوع معين يعتمد فيه الكاتب على اظهار الحقائق وتقديم الأدلة والمصطلحات الفنية والأدبية والعلمية.ويكون في الغالب مفتوحا على الآراء والمناقشات ويكون طويلا.
* الخاطرة والقصة القصيرة: تعتمد الخاطرة عللى شخصية الكاتب في سرد التفاصيل وقي القصة تعتمد على بطل وشخصيات ثانوية وتركز الخاطرة على عنصركشف المفاجئ في العرض بينما تحاول القصة أت تعري تفاصيل الواقع بسردية ناقدة للأوضاع أوبطريقة واضحة في الطرح للأحداث وكيقية معالجتها. وفي الغالب تتموقع الخاطرة بين الأقصوصة وبين قصيدة النثر.
* الخاطرة والشعر: يكون النص الشعري (الشعر الحر) في الغالب يقوم على وحدة المقطع الشعري بجمل معينة مكثقة وبوزن من تفعيلة بحر واحد أو عدة تفعيلات مثل البسيط ( مستفعل أو فاعلن) وتغلب على النص الشعري الصورة الفنية التي تختلف عن الخاطرة وعن القصة. وبذلك يكون البون شاسعا بينهما . وقد تختلف الخاطرة من حيث القصر والطول حسب قدرة الكاتب.
* أصناف الخاطرة: تشتمل الخاطرة على عدة أنواع منها.
* الخاطرة الوجدانية (العاطفية)
* الخاطرة الفنيّة
ا* الخاطرة السياسية 
* الخاطرة الفلسفية
* الخاطرة العلمية
* الخاطرة الإجتماعية
ويكون لكل نوع من هذه الأنواع أسلوبه وادواته الفية واللغوية والجمالية التي تجعله محط أنظارالقارئ المهتم. من حيث اللغة السليمة الراقية الخالية من الهنات اللغوية النحوية والإملائية ، كما تشتمل على عنصر التكامل الفني، ووصوح الفكرة والإنسجام والإيحاء وجماليات الحسّ الفني والغختصار وعدم الإطالة إلا عند الضرورة الفنية، كما تشتمل على الإيقاع الموسيقي الذي يشد السامع.، وبذلك تصبح الخاطرة حديقة الكاتب المبدع الذي تجتمع فيها ظلال جميع الفنون ، ويظلّ الكاتب فيها يبحر في عوالم شتّى داخل الزمن والمكان فلا يكتب النص الإبداعي خارج الزمن سواء كان من النصوص الروائية أوالقصص والنصوص الشعرية أو الخواطر.ويبقى وحده الكاتب الحاذق الماهر الموهوب هو من يصنع فصاءات الزمان والمان والجمال داخل نصه.

حسين عبروس

الجمعة، 3 يوليو 2020

ربا الدّو تكتب ...... أمي

#أمي
يا آخر معاقل الحب وأولى القبل
بدأت أحن إلى يديك ، نظراتك التي تحصنني من كل شر أشتاقها جداً وأحتاجها أكثر ، أتعلمين يا أمي الغربة ليست في الوطن ، الغربة بالبعد عنك ، أآنا بأمس الحاجة لحضنك ويديك تربت على كتفي أن لا خوف من المستقبل كما كنت تفعلين ، لكنك قلت هذا ورحلت ، الآن علمت لما اجبرتيني على السفر وأنت التي رفضتي رغبتي هذه مراراً وتكراراً كلما حدثتك بها ، الأن عرفتُ لمَ أقصيتني بعيداً عن جناحا عطفك عندما كنت ضعيفة دونهما ، كنت قد علمتِ بمرضك مؤخراً ، ولم ترغبي أن تشاركيني الوجع 
أمي ، لقد آلمتيني كثيراً آلمني غيابك المفاجئ آلمتني الفاجعة أصبحتُ بالمنفى دون وطن دون أمان وكأن سكاكين الوحدة تقطع أمعائي ، لم أخرج من حالتي هذه منذ سنتين 
مرت سنتان على فراقك وانا ما زلت هناك عند تلك الساعة اللعينة ، لا أستطيع تجاوزها ، أحمل ألمي أينما حللت ، حتى بات يظهر على وجهي ،على جبيني يقرؤه المارة 
أمي ، رديني اليك رداً جميلاً يليق بحنانك

شوية حكي💔
#ربا_الدّو

الخميس، 2 يوليو 2020

فتحي موافي الجويلي يكتب......صوت فلسطين

‘‘‘‘ صوت. فلسطين‘‘‘‘

سيدي.‘‘.
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
هل لي أن أسالك كيف تحيا وتعيش وكيف تقضي يومك بدون تقصير..وآيذاء للروح وللفقير أبهذا الشكل كنت و تكون..أين غاب عنك الضمير ؟
سيدي‘..  هل لي أن أتكلم وأبوح.   فوالله
لم أتذوق الطعام منذ أيام أو ما يزيد..
فوالله قد أناستني الهموم والحمول أن أتذكر
الجوع ونداء البطون.فأصبحت ثملا مقهور..
فأنا بحاجة لمنقذ مما أنا فيه بكل مر  ومراره
فأنا منكم مجروح بل مقتول جسدآ وروح..
فلقد طردت من وطني  من آرضي  من بيتي
وتم تشريدنا وأهلينا أجمعينا..
من آرضا كنا ساكنيها وكانت لنا بيت كبيرآ.
وطن أغتصب عنوه وطردنا منه دون رحمه
نتسول العيش فى العراء ك المتسولينا..
بعد ما كنا أصحاب أرضا وأسياد..
الأن نحن بالخلاء دخلاء علي الأوطان 
نتسول الرزق الحلال...فهل هذا سيدي يرضيك.!؟
مات أبي وأستشهدت أمي وأخي.   وأخذت أختى
كبقية.النساء سلبآ ونهبآ وقيل سبيه ..أين الرحمه
أين الدين.. تشردنا  فأنتهكت محارمنا. فأغتصبنا 
فدمرنا أشد تدميرآ.. فضاع الحلم والشرف والاهل
والوطن فكل شيئ غثاء... هباء.. فهل هذا سيدى
يرضيك...!؟          ضاع الأمن والأمان
ضاعت كل الأحلام‘‘..ألتحفنا الذل والأحزان والنسيان.
أنسونا الوطن وقيمته..ونسيت قيمتي ك إنسان.
أبدآ لم أعد بشرى أنا بل أصبحت (.....)
فينا قتلتم الرغبة بالحياة..
ماذا بعد ... هتك العرض
ذل النفس  ..تجريف الأرض
قتل الأطفال والشيوخ
أغتصاب النساء ..تجويع الرجال
أستعباد الشعب كألأنعام..فهل هذا عدل وقضاء.
سيدي ...سنتمني الموت عن الحياة
والموت بكرامة لا بالمذله فهذا قمه الفداء
والعطاء وعزه النفس لقاء وفناء دفاعا عن
الشرف والأوطان..
فهذه حكايتي منذ قديم الزمان.!؟ فأين أنت منها
 أمس واليوم والأن...قل لي كيف ترآني بعد سماع
شكواى وكل الآلام الذى أحملها منذ أزمان. 
ماذا تنصحنى لأفعله ولكل الجزاء..
فيا قاتلي البشر قبل الميعاد
أين الرحمه ورقة الفؤاد. اين الدعوة لحماية
الأوطان وتقديس قيمة البشر من الضياع
ك قيمة وقام..   أين قيمتى ك إنسان..
بين العالم والعوالم كلها شعوبا وأوطان..
        خلقت حرآ  ولن أستعبد ك بقية الشعوب 
والأوطان...   دعونى  أعيش وأحيا بسلام‘...
ولتكن لي أخآ وأختآ من باقي الأوطان
أقسم انني مثلكم بشرآ وحرآ.        و(إنسان)
         سيدي.....    أنا إنسان.  😥
ماذا فاعل أنت الأن..!؟🤔
فتحي موافي الجويلي‘..

الاثنين، 29 يونيو 2020

رائد الجحافي يكتب ..فراغ طفل ويراع طفولي

فراغ كهل، ويراع طفولي..
يسقط الفجر فوق اماسينا نبدأ لعبة المساء والصباح.. "سلوى" اذهبي شرقاً..
 "احمد" اسلك الغرب..
 قفي هنا يا "انشراح" ، سأبدأ بعد العشرة ...ثمانية.. تسعة.. عشرة انطلقنا جميعاً: "سلوى" الى الشرق "احمد" في الغرب، بينما لا أدري اين مكاني.. صرخت انشراح بوجهي: لا تتردد ستموت ثم ضحكت ، واردفت ساخرة: انبطاح انبطاح.. صرخت في وجهها سترين يا انشراح، ووجدت نفسي اهرول مسرعاً ولم ازل أجري وأجري.. اين؟
 لست ادري.. 
الى اين؟ 
لست أدري.. ليل نهار الف مساء وكثير من ملامح صباحات الأيام المتلاحقة، قطعت مرافىء الحلم.. بكيت في شواطىء الذكريات، عبرت تقاطع فصول السنة: زمهرير، رمضاء، زهور، رياح وحين أدركت انني تائه ما خلف ربيع العمر امتطيت البدر عائداً حتى صرنا هلالين، وجدت الشمس تمضي فوق محيط جرحها  والنجوم تروي قصة عشقها فبكيت وبكت السماء فأمطرتني، وجدتني اتدحرج في جدول صغير لأروي ذات الواحة التي جلست عليها انشراح..
هناك وجدت قبرٌ صغير وسنبلتين فقط، احداهما تحمل اسم "سلوى" واُخرى اسم "احمد" وثمة مقصلة تنتظر خاطفهما، وقاتل "انشراح"، وضعت عنقي بكل هدوء، ولم اتذكر ماذا حصل بعدها غير ان كل من "احمد" و"سلوى" سلكا طريق واحد غير الطريقين المحددين لهما...
.. رائد الجحافي