الاثنين، 29 يونيو 2020

رائد الجحافي يكتب ..فراغ طفل ويراع طفولي

فراغ كهل، ويراع طفولي..
يسقط الفجر فوق اماسينا نبدأ لعبة المساء والصباح.. "سلوى" اذهبي شرقاً..
 "احمد" اسلك الغرب..
 قفي هنا يا "انشراح" ، سأبدأ بعد العشرة ...ثمانية.. تسعة.. عشرة انطلقنا جميعاً: "سلوى" الى الشرق "احمد" في الغرب، بينما لا أدري اين مكاني.. صرخت انشراح بوجهي: لا تتردد ستموت ثم ضحكت ، واردفت ساخرة: انبطاح انبطاح.. صرخت في وجهها سترين يا انشراح، ووجدت نفسي اهرول مسرعاً ولم ازل أجري وأجري.. اين؟
 لست ادري.. 
الى اين؟ 
لست أدري.. ليل نهار الف مساء وكثير من ملامح صباحات الأيام المتلاحقة، قطعت مرافىء الحلم.. بكيت في شواطىء الذكريات، عبرت تقاطع فصول السنة: زمهرير، رمضاء، زهور، رياح وحين أدركت انني تائه ما خلف ربيع العمر امتطيت البدر عائداً حتى صرنا هلالين، وجدت الشمس تمضي فوق محيط جرحها  والنجوم تروي قصة عشقها فبكيت وبكت السماء فأمطرتني، وجدتني اتدحرج في جدول صغير لأروي ذات الواحة التي جلست عليها انشراح..
هناك وجدت قبرٌ صغير وسنبلتين فقط، احداهما تحمل اسم "سلوى" واُخرى اسم "احمد" وثمة مقصلة تنتظر خاطفهما، وقاتل "انشراح"، وضعت عنقي بكل هدوء، ولم اتذكر ماذا حصل بعدها غير ان كل من "احمد" و"سلوى" سلكا طريق واحد غير الطريقين المحددين لهما...
.. رائد الجحافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق