أنا السيّد شتاء!
أنا شتاؤك؟! هكذا رأيتني أم هكذا شاءت كلماتك؟!
ماذا اقترفت ؟ لم أفجّرفي رحاب البوح الأجوف كلمات حبّ ناريّة ملوّنة يهلّل لها الجميع؟!...أشدّ قدميك للأرض؟!.. أقدّم لك الورود التي زرعتها ويديّ معفرتين بتراب الحقيقة؟!أنت التي تسحرها القفّازات الأنيقة الحاملة لباقات الورد الورقيّة.!..ها قد جاء شتاؤك ليقف أمامك بكلّ ما نسبت إليه من أعاصير وأنواء..بسمائه الدائمة الغيوم بأشجار عمره الجرداء..هاأنا أمامك لأسألك فقط إن كنت خطوت نحوي حقّا ؟ ! لو فعلت لكنت اخترقت ظلمتي ووجدت شمسي في انتظارك..هل دخلت قلب هذا الشتاءالحزين؟!ما أراك فعلت وإلا كنت ظفرت بالربيع ..مازلت تتوهين في دهاليز كلماتك وحين تطبق عليك وحدتها لا ترين نفسك إلا امرأة تعيسة موعودة بالشتاء..اخرجي إليّ .. واجهي الشتاء..أنفضي عنك غبار الحروف..حتى تري صورتي جيّدا..اسألي نفسك لم لا يفارقك هذا الشتاء.!هل خطر ببالك يوما أنّه مثلك ينشد الفرح..لا تنظري مشدوهة إليّ ..ألست شتاءك فاعلمي أنّ سمائي مدلهمة بما أحمل من عتاب..أنّ أعاصيري أسئلة العذاب..لم لا تملكين لرسمي غير القتامة ؟ لو أدركت صدقي لفجّرت من عمقه الألوان..لو كففت أن تكوني نايا حزينا لغنّت بروحك البلابل..مازلت تنظرين إليّ..أنا لست كلماتك تعيد على نرجسيتك صدى الأوهام.. أنا صوت حقيقيّ يطالبك بالحياة..ما نفع كلّ ماتكتبين ؟وأنت عاجزة أن تخلقي لحظة واحدة سعيدة؟ما العدل في أن تريني شتاء ولم تفكري لحظة أن تكوني لي يوما ربيعا؟!..
بقلم وفاء الرعودي-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق