السبت، 9 أكتوبر 2021

الكاتبة مريم محمد القواص تكتب .... هلاوس مجنون




هلاوس مجنون
 يومٌ، يومان، شهران، سنتان . 
مَضى عَلى بُعدكِ عني يا سكري بعدان 
أينَ أنتِ الآن ؟!
 في كلِّ مرةٍ أشتاق بها إليكِ أشعلُ سجائرَ أشواقي، وأطفئُ أعقابَ آلامي في منفضةِ أحزاني.
 أجهشُ بالبكاءِ على مقبرةِ العشقِ الّتي أُخمدت نيرانها في أعماقي، وقطّعَ رمادُها نياطَ قلبي. منغمسٌ في سوداودية أيامي، أبحرُ في سفينةِ أوجاعي ليس أبيض ولا أسود رمادي مشترك بينهما، أعتلت عرشَ حياتي.
 منكبٌ على دفتري وأقلامي، فرّت مني حروفي وكلماتي
 عجوزٌ عشرينيٌ، بشعرٍ أسودٍ، وروحٍ طفوليةٍ 
ضجيجُ البشرِ، وتراهات الحبِّ الكاذبةِ، وفي داخلي جنازة.. تُرى مَن المتوفى؟!
 أنا، وما زلتُ على قيدِ الحياةِ رائحةُ الحريقِ تعجُّ في المكان ولكن مَن المحترق؟!
 أخبروهم أنّي أحرق أشواقي في كلِّ ليلٍ لأواسي نفسي برمادي العشقٌ لعنةٌ، والعشّاقُ ملعونون. 
لحظة الإعتراف والاستسلام... 
حاولتُ تناسيكِ، تعاطيتُ حبوبَ الكذبِ، ومنومَ لمشاعري وعقلي. 
لستُ سعيداً شكراً على تذكيري بذلكَ
 تبدأ جولتُنا في تمامِ الثّانية عشر منتصف اللّيل أمطارٌ، بردٌ وتحت قميصي نارٌ تشبُّ في قلبي لم يكن ذلكَ مزحة قاربُ اللّيل أعلنَ إبحاره على أمواجِ أوجاعي، معلناً أنَّ شهرَ البدء بمراسم دفني
 آتٍ فبراير يا جميلي 
آتٍ شهر تشرين حين عرفتها 
اختلطت موسيقا دفني مع موسيقا آلامي، وامتزجت معها دمعاتي
 عجّت رائحةُ حريقي مع حرقِ سيجارتي وسقطَ رمادي 


 بقلم الكاتبة: مريم محمد القواص
 سوريا_حمص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق