الاثنين، 25 يوليو 2022
الكاتبة نور عسّاف تكتب.... أفكار مبعثرة
بالأمسِ: تزاحمت بصدري مَشَاعِرٌ مشتتةٌ وكنت أعجزُ كطفلةٍ عن شرحِها، ولا توجد مواساةٌ لقلبٍ غارقٍ في المأساة.
الحياةُ سيفٌ ذو حدين تقتلنا من الألم أحياناً، وفي بعض الأحيان تشبعُنا بالأمل والسّعادة
ولكنّها لا يمكن أن تكون ورديةً بلا ثمنٍ!
لقد تسابقتُ مع الأيام كي أجتازَها، وأمضيت حياتي محاولةً إنقاذ نفسي من هذا الوضع البائسِ، والآن اكتشفت أنّي سعيتُ بلا رغبة، حتّى عدت مهزومةً، فارغةً من كلِّ شيءٍ، وحدودي لا تتعدى الأرض الواقفة عليها.
ولم أكن أعلم أنّ مرحلةَ العشرينيات صعبةٌ إلى هذا الحدِّ، وأنّني سأواجه ضغطَ الحياة ومسؤولياتها وأنا أصغرُ بكثيرٍ من هذا الحملِ.
وكمْ تمنيت أن تكون حياتي عبارةً عن روايةٍ حتّى أغيرُ بعضاً من هذه الصّراعات الّتي تستنزفني، وأعيشُ أيامي مستشعرةً الحنان المنبعث من صدري، وأجعلها رقيقةً كَرِقَّة قلبي.
وأخبر نفسي دائماً أنَّه يجب على المرء أن يبقى يحرس الجّزءَ الرّقيق بداخله، مهما حاولت الحياةُ انتزاعه
فالحياة انتصاراتٌ وهزائمٌ، ومكاسبٌ وخسائرٌ، والعاقل من لا يسمح لهزائمها الصّغيرة أن تُجللَ حياته بالسّوادِ، وتمتصُ قدرته على المقاومةِ.
سأحاول أن أصنع الحياة بطريقتي وأضعها في روايةٍ، وسأبذلُ قصارى جهدي لأجعلها مليئة بالسّعادة، والمسرّات الصّغيرة، حتّى أنتشي بها فرحاً وأصفقَ.
وسأطوي كلَّ شعورٍ يخالجني بين صفحات مذكرتي، وسأترك الأشخاصَ الذّين لا ينتمون لحياتي ويحبطونني بأستمرار
وسأسعى دوماً لخلق أشياءٍ جديدةٍ، وخوض تجاربٍ جديدةٍ مغايرة لما كنت عليه سابقاً، لأنَّ الحياة لا تترك مساحةَ عيشٍ إلّا للمتقاتلين، بينما تلفظ المتفرّجين، وعلى المرء خوض تجربته الخاصة فالتّجربة لا تُورّث.
سأبتعد عن الحزنِ الّذي يرافقني، وأجعلُ قلمي يكتب عن التّفاؤل والأملِ، على الرّغمِ من أنّني لا أستطيع الهروب من كلِّ ما يؤلمني، لكن أستطيع أن أتجاهل وأتغافل كلَّ الأشياءِ والأوجاع المؤذيةِ، لأوصل الحياة بقدرِ أقل من الألمِ.
وسأبقى متفردةً، يجذبني ما لا يجذب الجّميع، وألتفت لمن لا يحاول لفتَ انتباه أحدٍ
وسأجعل قلبي يتسعُ للحُبِّ وتمني الخير للجميع، وسيبقى الأمل يستوطنُ روحي ويخبرها دوماً أنَّ أبوابَ الحياة مفتوحةٌ لنا على مصراعيها.
#نور_عسّاف
سوريا/ حمص
الأحد، 24 يوليو 2022
هاجر كحل تكتب... إلى أين؟
إلىٰ أين؟!
التّراجعُ عن طريقٍ في منتصفهِ لم نجد فيه ما يُرضي طموحنا، والتّراجعُ عن الخطأِ فضيلةٌ حتّى يمكننا القولُ أنّنا نستفيدُ من بعضِ أخطائنا وسلبية ما سِرنا بهِ نحنُ في مرحلةٍ حضاريّةٍ اختلطت بها المفاهيمُ والمعاييرُ والقيمُ حتّى وجدنا أنفسنا نتخبطُ ببحرٍ من الظّلماتِ يطفو على سطحهِ تناقضُ الأفكارِ وتناقضُ الأهدافِ وكأنّهُ بقصدٍ أو بغيرِ قصد وبإرادةٍ وبغيرِ إرادة وجّهت بوصلةُ مسيرتنا بما لا يتلائمُ مع ما عقدنا العزمَ عليه.
آمنّا بفطرةٍ بتطورٍ بتحضّرٍ بتقدمٍ ما ينسجمُ مع سقفِ طموحنا بعدَ صراعٍ طويلٍ مع واقعٍ تداخلت فيهِ الخيوطُ والألوانُ ووجدنا أنفسنا مطيّةً بل سلّماً يعبرُ علينا الآخرون لتشويهِ وتحريفِ ما عزمنا عليهِ وهو طموحُ بشرٍ مبتغاها سكينة روحٍ بتوفيرِ الحدِّ الأدنى من الوجودِ البشريّ
حياةٌ مفعمةٌ بالسّعادة والطّمأنينة وتحقيق الوجودِ والذّاتِ في أحضانِ وطنٍ كلّ معطياتهِ وكلّ طبيعتهِ لا تقولُ سِوى نحنُ مجتمعُ محبةٍ وسلامٍ وانسجامُ روحٍ وعاطفةٍ فما وجدنا عندما قيّمنا واقعنا بتجرّد أنّنا مسلوبين الإرادةِ والذّات حتّى نحنُ في سُباتٍ فكريٍّ وروحيٍّ عميقٍ لأنّنا وجدنا أنفسنا تدور بها رُحى الحياة بطريقةٍ هوجاء وعشوائيّة تستنزفُ وتستهلكُ بسرعةٍ فائقةٍ كلّ ما نسعى جاهدين لنرسمَ بسمةَ حياةٍ لا أريدُ أن أكونَ متشائماً أو سلبيّاً أو ممن يجلدونَ ذاتهم بل يجبُ أن نواجهَ هولَ ما نحنُ فيهِ بكلِّ جهدٍ وعزيمةٍ بإعادةِ بناءِ الذّاتِ وتوجيه البوصلةِ نحو ما خُلقنا لأجلهِ حتّى نكونَ جديرينَ بالحياة.
_هاجر كحل_
-سوريا، السويداء-
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)