الأحد، 24 يوليو 2022

هاجر كحل تكتب... إلى أين؟

إلىٰ أين؟! التّراجعُ عن طريقٍ في منتصفهِ لم نجد فيه ما يُرضي طموحنا، والتّراجعُ عن الخطأِ فضيلةٌ حتّى يمكننا القولُ أنّنا نستفيدُ من بعضِ أخطائنا وسلبية ما سِرنا بهِ نحنُ في مرحلةٍ حضاريّةٍ اختلطت بها المفاهيمُ والمعاييرُ والقيمُ حتّى وجدنا أنفسنا نتخبطُ ببحرٍ من الظّلماتِ يطفو على سطحهِ تناقضُ الأفكارِ وتناقضُ الأهدافِ وكأنّهُ بقصدٍ أو بغيرِ قصد وبإرادةٍ وبغيرِ إرادة وجّهت بوصلةُ مسيرتنا بما لا يتلائمُ مع ما عقدنا العزمَ عليه. آمنّا بفطرةٍ بتطورٍ بتحضّرٍ بتقدمٍ ما ينسجمُ مع سقفِ طموحنا بعدَ صراعٍ طويلٍ مع واقعٍ تداخلت فيهِ الخيوطُ والألوانُ ووجدنا أنفسنا مطيّةً بل سلّماً يعبرُ علينا الآخرون لتشويهِ وتحريفِ ما عزمنا عليهِ وهو طموحُ بشرٍ مبتغاها سكينة روحٍ بتوفيرِ الحدِّ الأدنى من الوجودِ البشريّ حياةٌ مفعمةٌ بالسّعادة والطّمأنينة وتحقيق الوجودِ والذّاتِ في أحضانِ وطنٍ كلّ معطياتهِ وكلّ طبيعتهِ لا تقولُ سِوى نحنُ مجتمعُ محبةٍ وسلامٍ وانسجامُ روحٍ وعاطفةٍ فما وجدنا عندما قيّمنا واقعنا بتجرّد أنّنا مسلوبين الإرادةِ والذّات حتّى نحنُ في سُباتٍ فكريٍّ وروحيٍّ عميقٍ لأنّنا وجدنا أنفسنا تدور بها رُحى الحياة بطريقةٍ هوجاء وعشوائيّة تستنزفُ وتستهلكُ بسرعةٍ فائقةٍ كلّ ما نسعى جاهدين لنرسمَ بسمةَ حياةٍ لا أريدُ أن أكونَ متشائماً أو سلبيّاً أو ممن يجلدونَ ذاتهم بل يجبُ أن نواجهَ هولَ ما نحنُ فيهِ بكلِّ جهدٍ وعزيمةٍ بإعادةِ بناءِ الذّاتِ وتوجيه البوصلةِ نحو ما خُلقنا لأجلهِ حتّى نكونَ جديرينَ بالحياة. _هاجر كحل_ -سوريا، السويداء-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق