يا مرحباً بلقاء الله
لا زلتُ أؤمن أنّ الوداع محطةُ اللقاء، ولازلتُ أشعر بأنّ مذاق الفراقِ اللاذع حلاوة الوجود، أحترمُ ذاكَ التناقض بداخلي، كغمامتين تسيران باتجاهينِ متعاكسين، إلّا أنَّ كلتاهما تمطر، وتُثلج، كلتاهما ترتديان الابيض، أحترمُ بأنّني وعلى مدارِ الخمسة عشر ربيعاً والأربعة أشهر والأيام الخمسة والعشرون الّتي مرّت من عمري إلى هذهِ اللحظة، أنجزتُ الكمَّ المطلوب من الابتعاد والقرب، وأحترم كلّ الاحترام، الأقربين والابعدين، أمّا المستائين فاللّه يخاطبهم: {قلْ موتوا بغيظكم}.. لا زلتُ أؤمن وللآن أنّ الوصولَ سهل، والصّعوبة تكمن في المحافظةِ على ما وصلتُ إليه، وحافّة الهاوية تلك الّتي تنحدرُ أحلامي الموازية للواقع دائماً إليها.. هي حافّة للمبتدئين الجبناء.. لازلتُ أؤمن، أؤمن أنّني قابلة للتغير في كلّ ثانية، وبأنّي لن أصلَ للاستقرار المثالي فكرياً إلّا بحدوث تلك الضوضاء السّابقة للسكون والسلام الداخلي، لن أستفيق من غيبوبة التشتيت البتّى قبل أن يتشتّت تشتيتي وتستكنّ حواسي بانتظارِ العودة إلى نقطة البدء، ومن ثمّ ابدأ من جديد.. بهدوءٍ واستقرارٍ تام.. لازلتُ أؤمن، وهذا ما يسعدني أنّني أؤمن.. وأنّني لا زلت أتحلّى بذات الاندفاع والحبّ لقراءة كلّ كلمة من كلمات القرآن الكريم.. أفتخرُ بذاتي بالدرجات الأسمى، ومستعدّة كلّ الاستعداد لتذوّق طعم الفراق الّلاذع، لربما بلوعته أستطيع تمييز الطعم المرّ والحلو له.. كالموتِ مثلاً، لم أعد أخافه قط.. فأنا وبكلّ اتجاهاتي ومنعطفاتي أسير نحوه، الوداعُ لمخافة الموت أو الرّحيل للعالم الآخر، الوداع للأقربين والأبعدين والأصدقاء والمستائين، وأهلاً بالإيمان المُطلَق بأنّ اللّه سيفتحُ أبواب جنّةٍ أُعدت للصالحين.. أهلاً وكلّ الرّحبِ بالفردوسِ الأعلى، ويا مرحباً بلقاءِ اللّه.
#زينب الإبراهيم_سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق