الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

سامر منصور يكتب .. الحب يصنع الرجال

الحب يصنع الرجال

فتحتْ حقيبة الضوء
أخرجت شمسا صغيرة
وتركتها لتحبو بين أضلُعي
شعرها ليلٌ مضيء
غنيٌّ عن النجوم
كلما رأيتها أمسك روحي
ولاتمسكني الأرض
كلما رأيتها شعرت شعور قطار
لايستطيع السير
إلا بمسار واحد
وكلما افترقنا
عدت على ذات الخطا
ألملم فتات الذكريات
مترنحا كفرخٍ عرف الجوع
ولم يعرف كيف يمشي بعد
عندما أنتظركِ قبالة الجامعة
لايعود الشتاء باردٌ
وعندما أراكِ
يبدو المطر
رشة عطرٍ سماوي
ويزول الفارق بين
كف الريح وأنامل النسيم
فتدغدغنا
كجدة تداعب
حفيديها المشاكسين
لايهم أين نسير
أين نجلس
فحتى الرصيف
يبدو كجناح العنقاء
فالكون كله يحترق
احتراقا سحريا.. وينبعث
انبعاثا قزحيا دافئا
كلما جعلتك تضحكين
أشعر معكِ أن لاشيء مستحيل
قد أحضر خيطاً أربطه
بأسفل الشمس
كي تسحبيها كبالونٍ جميل
يضمن ابتعاد المساء
ابتعاد موعد تركك لي
وعودتك إلى المنزل
لايهم عندما أفتح لك
باب الحافلة
أو سيارة الأجرة
فأنت تصعدين كأميرة
ويختفي الناس
نحن دائما وحدنا
ولعلنا نبالغ أحيانا
ربما لأننا نؤمن
أن للحب
طاقة سحرية
وتوهجاً
يحجبنا عمن حولنا
أجمل ياسمينة
تلك التي تقطفينها
أجمل الثياب
تلك التي ترتدينها
أجمل الموسيقى
تلك التي تضحكينها
كل الناس يحتاجون
بحتاجون المفارقات
أو السخرية..
كي يضحكوا
أما من يملك الحب
يضحك دوماً
فالحب
مفارقة مدهشة
وسخرية من كل هذا
العالم الرتيب
شباك منزلك وحده المضاء
مقعدك في الجامعة
وحده مضاء
وكل مكان تشرقين فيه
هو المكان
ومادونه
ديكورات مبتذلة لهذه الحياة
الكون لغة ميتة
وأنت المعنى
إحياء المجاز
والانزياح عن الموت
ولو كنا نحن الرجال شجعانا
لاعترفنا
أن الحب
يصنع الرجال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق