الخميس، 17 سبتمبر 2020

فتحي مهذب يكتب ... قبل طلوع الففجر من ساق النعامة

فتحي مهذب

                                                          
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
                

أقول : لأشباحي التي تختفي في الخزانة. 
التي ترضع حليب المخيلة. 
بزعانف مستدقة معقوفة . 
لا تغضبي. 
سأقطع أصابعه. 
وأطرده من الحانة مثل آخر موريسكي. 
راشقا حزمة من الأظافر في عموده الفقري. 
لأنه لم يبك معي . 
لم تزرب دموع زرقاء من( عنق حصانه) 
لأنه أخفى نايه البديع ولم يسمعني نشيد القيامة.
لأنه باع صلبانه بثمن بخس. 
لأنه لم يقرص ثعلب النثر الأحمر.
لم يحي روحي التي إفترستها المتناقضات  في سافانا الجسد. 
لأنه لم يذهب معي إلى الله
في معسكرات التعذيب اليومي. 
قلت لنوافذ بيتي لا تقلقي. 
سأشنقه وأتلف قمح هواجسه. 
سأطعم جثته الزنخة للضواري. 
سأرمي خاتمه في بئر ضريرة.  
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
الحارس الوثني يفرغ مثانته
في الكلمات. 
مسدسه بومة تلدغ النهار
وجلد الساعات الهرمة. 
أقول للبستاني : لا تغضب . 
لن أجمع أضمومة من الأزهار المتلعثمة. 
لن أشذب جدائلها وأهديها إليه 
في عيد ميلاده العبثي.  
لأنه خان الله وخانني في غابات اللاوعي المعتمة. 
تاركا إياه يتعذب في الأدغال  البشرية. 
سأهشم دراجته الثمينة. 
قبل طلوع الحية الملتاثة من جسد المهرج. 
أقول : لفراشة تئز في ورق عباد الشمس. 
لا تذهبي إلى جدوله المليء بالدم والفضيحة  . 
سأقتله الليلة وأمثل بجثته المتعفنة. 
لأنه أخفى خبزه ونبيذه في ناووس. 
جر غيمته الكثيفة إلي مرتفعات العدو. 
تاركا وردة الأبدية تذبل في تلافيف السجن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق