أوجعيني ما استطعتِ
______________________
يا تباريحَ العنا ..عمقَ السنينِ
مااستطعتِ الحزنَ فيه عمّديني
وطّدي الاشجان شكلاً في مصيري
إعتلالاً في العمى لا تبرحيني
يا تقاسيمَ الردى في كلّ جُردٍ
في سِياقِ العتمِ دهراً شيّعيني
أبحرَ العمرُ عذاباً في صراعي
فاستديري في الشرايينِ اعبريني
حين يجتاحُ الردى موجَ انهياري
يحرقُ التيارُ أضواءَ السفينِ
من قطعتِ العهدَ معتلَّ المعاني
يامداءات الجواءِ استقبليني
خضبي الاوجاعَ بالنارِ وظلّي
من دجى الإعصارِ من صمتي الحزينِ
عتّقي الآلامَ إنّ الليل يغفو
في دياجيري ... إليهِ ارسليني
حلّقي مابين أجوائي ظلاماً
يا طيوراً من قٌصاصاتِ أنيني
من تجاريف النزيفِ و اغترابي
في اختناقِ الريح عصفا خثّريني
لا تبالي من ضجيج في سكوتي
صوت ذكرى سهمُ ماضٍ يعتريني
همس خوفي بوحُ أشلاءِ الحكايا
من صدى الأطلالِ ناياً ثقبيني
واسرقيني من ملفاتِ احتضاري
حطّمي القنديل زيتاً اوقديني
عذبيني ما استطعتِ ان ترومي
ياجراحي لا عليك عذّبيني
إن هذا القلبُ مكسورٌ معنى
في هزيع الرعد آهاً اطلقيني
إنّ دهري في زمانٍ مثل ليلٍ
فاغرُ العينينِ معقودُ الجبينِ
يا مجاميعَ الاسى بين الدواعي
ها انا منكِ امتلأتُ فالزميني
لن يقيمَ العمرُ إلا في سوادي
لا يراني النور لمّا تدركيني
من صميم الوهم من مهد الرزايا
من بقايا فجري ان شئتِ اخلعيني
صوت امسي كم باسماعي ينادي
ليت شعري من صداه تسمعيني
يا جراحاً من خطابؤسي تماهت
لا تراعي الحزن فيه مزقيني
احشري الانفاس في قاعٍ تهاوى
في تفاصيلِ الغَيابِ انجبيني
يا غيوما من نحيبِ النجم لاحت
ما سئمتِ الدمعَ فيه تمطريني
إلعبي ما بين ليلِ دون فجرٍ
واجنحي للياسِ فيه حنّطيني
إكتبيني في لغات البحرِ رملاً
حرفَ آهٍ في مصابٍ ترجميني
اسكبي القطرانَ ناراً وهشيماً
لا تبالي بل عليه احرقيني
إنني أدمنت اصنافاً صِعاباً
من زماني ما تعبتُ أتعبيني
حين يغشاني الجوى ملء انكساري
في ولوجِ الجرحِ فتقاً اوسعيني
أوجعيني لا تبالي بنحيبي
لا تراعي يا جراحي أوجعيني
#إيمان_الصباغ
_________________