الأحد، 20 سبتمبر 2020

الشاعرة فاديا شيخموس تكتب .. في القلب امنية

في القلب امنيه
..شظايا اغنية 
من ياسمين 
تناثرت 
فجمعتها عصافير 
عالقة باشواك الحنين
 وصاغت ستائر 
مرهفةمنقوشة
 بغبار السنين 
وحدها 
وسادتي المرهقة
 تشاركني
جنازة الحلم
 الأخير 
تشرب علقم الوقت 
وتمارس معي طقوس 
الشهيق
              فاديا شيخموس

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

حسين عبروس يكتب ... يا طائري

يـــــــا طــــــــائري

كمــــــــا تطفر الدّمـــعة

الحــــــــرّة الآن

بيـــــن الجــــــــفون

كمــــــــا ينبض القلب

بيــــــن الضلوع

وخــــــلف العيـــــون

أحـــــــــــبّك يا طائري

رغم رجـــــع المنــــون

وأشفق منــــــي عليك

إذا مــــــــا كبـــــــرت

وهدّ بنـــــــائي السّكون

فأصـــــــرف في العمر

جـــــــلّ الأمـــــــــاسي

وجـــــلّ المـــــــــــآسي

وجـــــلّ الأمــــــــــاني

لتــــــــحيــــا بقـــــــــلبي

نـــــــديّ الغصــــــــــون

الخميس، 17 سبتمبر 2020

نعيم يوسف يكتب...همس الحروف

همس الحروف
والله ما 'ذكرت° أحزاني في بلد_ _
                    إﻻ وقالوا عليل  الحب  إياه'
بانت بوجهي مآسي ﻻ عداد لها
              وماخفى البان  من أسباب بلواه'
والبعد' عنك_ عذاب" ﻻقرار  له 
              فؤادي الشوق'  والهجران' أدماه'
هذا الفراق' أصاب القلب في كمد_ _
             والجرح' ينزف من آهات  فرقاه'
فهو الكليم  بنار الوجد من وله_ _
              ولهفة' القلب زادت من رزاياه'
 أتى عليه  ولم يترك° سوى نبض_ _
               يحيا به  والفراق المر مجراه'
قد يسأل الصمت من أسباب محنته
               قولي بأنك من ثالوث يرعاه'
 'أم" لها في أحﻻمه  صور" 
                 أرض"وبيت" وأب" كان رباه'
وأنت ياشمس  في عينيه مشرقة     
                 هات يديك_  دليﻻ حتى مسراه'
 أضحى كفيفا و ماعادت مدامعه 
             ترى الطريق الى سرداب  مأواه'

فصادق البحر  والشطآن مرقده'
              حتى يعود' إلى من صار يهواه 
باﻷمس كنت _دواء 'يستطب' به 
              واليوم فيك_زمان' اﻹنس يبداه'
-------؛
-------
وليت جيزان' ضمتنا لشاطئها
                  لكنا فزنا  بما نحن' اشتهيناه'
أنت الوفاء' لعهد_ _صاريجمعنا
                أنا النعيم ﻷت_ _ سوف نحياه'
نعيم يوسف انديوي  
16/9/2020

د.عبد الله دناور يكتب ... عائلة

ـ عائلة ـ
ــــــــــــ
أنت عندي
في الروح
من عائلة النور
أمك الشمس
أخوك القمر
أخواتك النجوم
وبينك وبين الشهب
صلة قربى
تسكنين تلك المجرة
وأنا بعض كوكب 
لي لذة الأشواق
فالقلب لا يجيد التحليق..
كالأشعة في السماء
إنما يشرفني الإنتساب
لهذه العائلة الكريمة.
ــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.  17/9/2020

فتحي مهذب يكتب ... قبل طلوع الففجر من ساق النعامة

فتحي مهذب

                                                          
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
                

أقول : لأشباحي التي تختفي في الخزانة. 
التي ترضع حليب المخيلة. 
بزعانف مستدقة معقوفة . 
لا تغضبي. 
سأقطع أصابعه. 
وأطرده من الحانة مثل آخر موريسكي. 
راشقا حزمة من الأظافر في عموده الفقري. 
لأنه لم يبك معي . 
لم تزرب دموع زرقاء من( عنق حصانه) 
لأنه أخفى نايه البديع ولم يسمعني نشيد القيامة.
لأنه باع صلبانه بثمن بخس. 
لأنه لم يقرص ثعلب النثر الأحمر.
لم يحي روحي التي إفترستها المتناقضات  في سافانا الجسد. 
لأنه لم يذهب معي إلى الله
في معسكرات التعذيب اليومي. 
قلت لنوافذ بيتي لا تقلقي. 
سأشنقه وأتلف قمح هواجسه. 
سأطعم جثته الزنخة للضواري. 
سأرمي خاتمه في بئر ضريرة.  
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
الحارس الوثني يفرغ مثانته
في الكلمات. 
مسدسه بومة تلدغ النهار
وجلد الساعات الهرمة. 
أقول للبستاني : لا تغضب . 
لن أجمع أضمومة من الأزهار المتلعثمة. 
لن أشذب جدائلها وأهديها إليه 
في عيد ميلاده العبثي.  
لأنه خان الله وخانني في غابات اللاوعي المعتمة. 
تاركا إياه يتعذب في الأدغال  البشرية. 
سأهشم دراجته الثمينة. 
قبل طلوع الحية الملتاثة من جسد المهرج. 
أقول : لفراشة تئز في ورق عباد الشمس. 
لا تذهبي إلى جدوله المليء بالدم والفضيحة  . 
سأقتله الليلة وأمثل بجثته المتعفنة. 
لأنه أخفى خبزه ونبيذه في ناووس. 
جر غيمته الكثيفة إلي مرتفعات العدو. 
تاركا وردة الأبدية تذبل في تلافيف السجن.

فاديا شيخموس تكتب ..رماد امرأة

رماد امرأة
لم يعد يعتلي اشتهائي 
وهج النار
أورقت اصابعي عن يدي
كما تورق وردة عن الحياة
لم يعد جنوني يلفت البزاة
لم يعد جوعي
 يشبع نهم الاصدقاء
لم يعد عزفي 
يلملم غيم السماء
ويرسم قطعان 
من القبلات
دون قبلات
لم تعد تزدهي 
صباحاتي بأغاني  الفجر
دونك ماجدوى الحياة؟
أمنت بأن
معك فقط كفايتي
بك فقط بدايتي
               فاديا شيخموس

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

سعيد تايه يكتب ... همسات دافئة

همســات دافئـــــة
شـعـر : سـعـيـد تــايــــه   ( البحر الكامل )  عمان في 15/9/2020
هَمَسَـاتُ قَلْبِـي لِلْمَليــحَـةِ تَـخْفِــقُ   وَتَسـيـلُ دافِـئَـةً كالـزُّلالِ تَـرَقْـرَقُ
فَتَهـيـجُ مِـنْ كَلَـفٍ حَـرَارَةُ وَجْــدِهِ  والشَّـوْقُ بالكَلِـفِ المُعَنَّـى يَعْلَــقُ
يَـا أنْــتِ إنِّـي فـي هَــوَاكِ مُـتَيَّـــمٌ  فـي بَـحْـرِ عَيْنِـكِ زَوْرَقِي يَتَعَشَّقُ
وَيَهيمُ فَوْقَ المَوْجِ يَمْتَشِـقُ الهَوَى   وَيَكَـادُ مِـنْ فَـرْطِ الجَــوَى يَتَمَزَّقُ
وَيَسـيـرُ حُـبُّـكِ فـي وَرَيـدِي رائِقَاً   يَحْـدُو مَطَـايَــاهُ الغَــرامُ المُــورِقُ
قـدْ زارَ طَيْفُـكِ فـي المَنَامِ أريكَتي   يُهـــدِي إلَـــيَّ تَـحِــيَّــــةً يَتَشَــوَّقُ
خَفَقَـتْ لِطَيْفِـكِ أضلُعِـي فَـكَأنَّ لِـي  "فـي كـلِّ جَـانِحَـةٍ جَنَـاحَـاً يَخْـقِـقُ"
وَلَقَــدْ رَأيْــتُ عَـلَـى جَبيـنِــكِ دُرّةً  كالشَّمْسِ تَسْطُعُ بالضِيَاءِ وَتُـومِـقُ
فَتَمَلَّكَــتْ مِنِّـي الفُـــؤَادَ وَمَهْجَتِـي   راحـتْ تُـؤَمِّلُني بالوِصَالِ وَتُغْــدِقُ
بَهَـرَتْ مَحَاسِنُهَـا الفَـريـدَةُ أعْيُنِي  فَتَـرَنَّحَـتْ مِـنِّـي الجَـوانِـحُ تُحْــرَقُ
هـذي مَفَـاتِنُهَـا الثَّـرِيَّـةُ تَـزْدَهِــي  تَـزْكُـو عَـلَـى مَـرِّ الـزَّمَان وَتَعْـبِـقُ
العَسْجَـدُ الوَهَّـاجُ فيهــا مُشْـرِقٌ  والـوَرْدُ مَـنْبَـتُــهُ الخُـــدُودُ مُـزَوَّقُ
والـدُّرُّ مُنْتَظِـمٌ يُحـيـطُ بٍعُنْقِـهَـــا  والطِّيــبُ مِــنْ أردانِـهَــا يَـتَـدَفِّـــقُ
فَتَنَتْ عُقُـولَ العَاشِقِينَ بِحُسْنِها  تَمْشِي كَمَا تَمْشِي المَهَاةُ وَتَـرشُـقُ
إنِّـي لِهَـذا الحُسْنِ أوَّلُ عَـاشِـقٍ  أهــوَى الصَّـبَـابَـةَ لا أمَـلُّ وَأصْـدُقُ
أُهْـدِي لَهَـا عِـطْـرَ النَّسيمِ تَحِيَّةً  تَفُـوهُ بِمَـا تَحْــتَ الضُّـلُوعِ وَتَنْطِـقُ
فَإذا ارْتَضَتْ كانَ النَّعيمُ حَليفَنَـا  يَـنْـــدَى وَيُـرْسِـلُ نَفْحَــــةً تَتَـنَشَّــقُ
هذي مَشَاعِرُ عَاشِقٍ قد سَاقَهَـا   عُـرْبُـــونَ حُـــبِّ لِلْحَبيبَــةِ يَـلْـبَـــقُ 1
1. يَلْبَـقُ : يليـقُ
شـعـر : سـعـيـد تــايـــه
عمان _ الأردن 15/9/2020

الخميس، 10 سبتمبر 2020

منى العبود تكتب ...ظلم على مقصلة الموت...قصة قصيرة


بقلم منى شكري العبود 
قصة قصيرة 
 ظلم على مقصلة الموت

جالسٌ عند ناصيته ،أراقب سيلان الدم الخاثر على امتعاض ملامحه ،وانصت لنفحات شهيق روحه المتألمة ،ذرفت المزيد من دموع الألم بعجزٍ قاتل ،وأسرفت بمشاعر الحزن والأسى حتى غدوت صريع نوبة قلبية ،اجتزت الكثير من المحطات بصلابة رجل مغوار ،وعقدت الصفقة الأخيرة مع الموت لأعود للحياة بعجزٍ في القلب قد يودي بحياتي أن أسأت إليه أو أن سمحت لأحدهم بالإساءة ،كتب في البند الأخير (قد ولى زمن الفرص المتتالية) ،فتحت عيني أتلقف أول ما أرى بعناق حار مبللاً بدموع الشوق ،لكنني لا أرى سوى خيالات شفافة ناصعة تترنح أمامي ،هل يعقل أن الحياة قد استهزئت بي؟ ،أنظر حولي بشغف ضالٍ يطمع برحمة ربه التي لا يستحقها ، أتمعن في أيّ الدرجات غدوت ،بعد حسناتٍ قاحلة ،وأعمالٍ مسخطة ،وذنوبٍ فائضة ،أفزع... أغرق في صمت مطبق يصحبه ليل دجوجي من جديد ،يلفظني الموت مرة أخرى لتلتهمني الحياة بنهم ،ينتشلني من دوامة فزعي صوت أحدهم الذي يهمس لي (أمجد...أمجد هل تسمعني؟؟)) أهز له بطرف سبابتي بجهدٍ بالغ ،يصرخ بسعادة تطغى على كل شيء وكأنه يترقب اللحظة أنه أخي زيّد المحب الوحيد ليّ:
_لقد عاد أمجد... لقد عاد يا شغف
أسأل نفسي :وهل رحلت لأعود من جديد ،شريط باهت يعرض أمام عيني بسرعة فائقة ،أسأل بحرقة:
_هل مات مهاب؟؟
تقترب مني بتؤدة متوشحه باللون الأسود ،ترمقني بنظرات شتى لم أتبين لها معنى صريح ،تقترب مني أكثر ،ثم تهمس في أذني بغل:
_لقد سلبوك كل شيء يا أمجد ،رغم ذلك لقد سلبوا منك أقل ما سلبت منهم ،تستحق لكنني ومهاب لم نستحق الأذى يوماً أنت السبب ،(أردفت بحنقٍ شديد:) لقد قتلتنا ألف مرة يا أمجد ،أنظر لنفسك نصف حيٍّ عاجز لا حول لك ولا قوة ،(صمت قليلاً ثم أضافت بلطفٍ مصطنع تصحبه بسمة سخرية:) لعلك تقصد باب التوبة بيقين كي يفتح لك
ألقي في وجهها سؤالي وأذناي منتظرة أن تتلقف الإجابة بنهم:
_وهل تغفري لي؟؟
همست في أذني بحنق شديد تتعثر حروفها بسيل دموعها فتخرج متقطعتاً:
_لم ولن أغفر لكَ يوماً ،سلبتني نقاء روحي وإنسانيتي ،أدميتني ألف مرة ،وأهنتني ألفاً ،كنت أتألم برضا ،وكنت لكَ دوماً نعمَ المرأة الصالحة ،لكنك كنت رجلاً خائناً جباراً ،أحكمت علي قضبانك كي لا أفر من ظلمك وقهرك يوماً ،(صمتت برهة ،ثم أردفت بحنان أعلمه لطالما تذوقت طعمه مراراً وتكراراً رغم جبروتي ،لطالما كان وجبة روحي المفضلة) لكنك لم تكن تعلم أنني لم أنوي الرحيل ،إنما كنت انتظر لحظة عودتك لي تائباً ،لم ارجوا لكَ الموت أبداً وأنت على حالك ،خشيت عليك من نار الجحيم ،رغم ما فعلته بي (أردفت بنشيج بكائها بغضبٍ هادِر )،لكنني لم يخطر لي يوماً أنني ومهاب سنقطف زرعك بأشواكه ونأكله بسمه
_الآن قد عدت تائباً و....
قاطعتني بحدة:
_الآن قد يئست ولا أرجوا لك ألا مما أشعرتني به ألماً مضاعفاً ،فلتغرق في جحيمك ،تباً لكَ يا أمجد
همت بالرحيل ،كل ما فيني بدأ بالصراخ والبكاء وعينيّ تحلق بأسى خلفها ترجوا غفراناً لا تستحقه ،نظرت لي باشمئزاز طعنني في قلبي ثم رحلت ،نظرت إلى عجزي الذي لم يستحق الآخر حتى شفقتها ،هرولت ذاكرتي إلى ذاك الزواج بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات ،ذاك الزواج الذي أثمر لي بعد عشر سنين عجاف ولداً معاق قلبياً سلب مني روحي لتردم ذاك النقص الذي يعتريه ،لازمته بقلبي وعينيّ ثمانية أعوام حتى شفي تماماً ،أينع على يدي هاتين باسماً ضاحكاً
حلقت في سماءنا غيوم حربٍ سوداء ،غردت الغربان ،ونعقت العصافير تبشر بانقلاب الليل لنهار والنهار لليل ،غدوت واحداً ممن يقبض الأرواح ،تمردت متناسياً نهاية النمرود ،وتجبرت متجاهلاً غرق فرعون بجبروته ،متجاهلاً العدل والقصاص الرباني ،بطشت بمشاعر زوجتي حبيبتي أولاً ،تمرنت أمام دموعها وتوسلاتها بتركها وشأنها على الصمود أمام قهر المظلومين ،أعدت المحاولات مراراً وتكراراً إلى أن غدوت بقلبٍ حديدي لا يعرف الرحمة ،خرجت لساحة الحرب كوحشٍ كاسر ،أزئر بصوت ((الغلبة للأقوى)) ،أنهش بأنيابي التي برزت كل ما يعترض طريقي ،وئدت الضعفاء ،سلبتهم أطفالهم ونساءهم ،كرامتهم وشرفهم أمام أعينهم ،وتركت بعضهم معاقين مبتورين الحياة منتظرين الموت
في ليلٍ عاتٍ انقلبت الموازين وحان وقت القصاص ،صرخت أرجو رحمة لا استحقها لكن ولدي يستحقها ((لم يحن وقت القطاف بعد لازال في أوائل نضوجه)) ،سلبه الموت مني عنوة ،بعد أن سلبوا جمال وجهه بحربة أسلحتهم ،وصفاء صوته بصراخ الألم والاستغاثة بي ،ونقاء جسده بدماء ضجرتها جروحٌ بالغة أهلكته ،بتروا قدميّ  اليسرى ويدي اليمنى وتركوني حياً بعد أن أجلسوني عند مقدمة رأس ولدي أراقب لحظاته الأخيرة ،وأطرب بشجن ألمه ،أخذني الموت في رحلة للنهاية ،ثم أعادني بإعاقة قلبية يمنحني بها الفرصة الأخيرة للتوبة ،يربت زيد على يدي بحنان ثم يهمس لي:
_لا تقلق باب التوبة لم يغلق في وجه أحد يوماً
_وهل لدي وقت لقرعه ،أظن أنني لن أستطع اللحاق به ،عجوزٌ يقرع ذاكرتي صوت دعائها باستمرار بعد أن قطفت روح ولدها أمام عينيها (أرجوا لكَ من الله انتقاماً لا سلام بعده ،أرجوا لكَ من الله جحيماً يغلي بك إلى أن لا يبقى منك الأثر ثم تخلق من جديد لتذوب بجحيمه من جديد)يتبعها صوت طفلة أجهشت من البكاء والخوف بعد أن قتلت والديها وعيناها المختبئة مني تترقب ما يحصل ،تبعت حينها صوت بكائها ،لتنفجر في وجهي باكية تردد: (أذاقك الله ناراً كالتي في جوفي لا راحة لكَ بعدها) أتعلم ماذا فعلت يا زيّد حيّنها ،قد ذبحتها بخنجري ،قطعت أوتار صوتها كي تكف عن الدعاء ،وهناك المزيد والمزيد من الأصوات تقيم ضجة صاخبة ترجوا انتقاماً يليق بظالم مثلي
بكى زيّد بحرقة ثم أردف بحنق شديد:
_لم أتوقع أنك بهذه الوحشية يوماً ،قالوا الكثير عنك ،لكنني لم أصدق أحدهم ،لطالما كانت صورتك الإنسانية القابعة في جوفي تتحداهم ،قولك هذا قد أرداني أمامهم صريعاً مهزوماً يا أمجد ،(صمت برهة ،ثم أضاف بصوت رقيق تطغى عليه بحة الخيبة:) قد خيبت أملي يا أمجد
وخزٌ قاتل في الضمير يصحبه ضيق تنفس رهيب يجتاحني ،أشعر بأن الأوكسجين قد أصيب بداء الشح ،عرق بارد غزير يتساقط من جبهتي ويحتل سائر جسدي الذي غزته قشعريرة أرعدت أطرافي ،غثيان أرجوه أن يلفظ كل ما في جوفي من ذنوب ومشاعر وبؤس ،أشعر بأن قلبي أصيب بنوبة هلع جعلته عاجزاً عن تنظيم نبضه ،ألم قاتل يجتاح ظهري ثم رقبتي وصولاً إلى ذراعي الأيسر ،حالتي تزداد سوءاً ،أشعر بأن الأوكسجين قد تفاقمت حالته وأصيب بداء البخل ،دوار شديد جعلني أحلق ،صوت صفير عالي يخترق طبلة أذني وصولاً إلى قاع جمجمتي ،أسمع صوت زيّد يصرخ:
_أيها الطبيب أنه يموووت أسررررع
نعم أصبت أنني أموت ،عاركت لنطق الشهادتين لكنني لم أفلح بفعلها ،وغدوت في ثباتٍ عميق

منى شكري العبود

الخميس، 27 أغسطس 2020

عبد القادر زرنيخ يكتب .. ترسم وكأنك في أدب وفلسفة

ترسم وكأنك....في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي).....(فئة النثر)
.
.
.

ترسم

    وكأنك لم ترسو بحبر الأشرعة

أنا للحروف راية أرقتها القافية

     ترسم

     وكأنك إنسان بلا ذاكرة بلا وطن

      وكأنك وطن لا تتلوه قصائد الأوطان

تقرأ

    وكأنك لم تمر بين الحروف 

     وكأنك ذاكرة بعالم النسيان

من سيرسم أحلامي حرا من كل الفصول

     من سيرسم أبجديتي على الرصيف والدروب

تقرأ

وكأنك كلمة عابرة على هامش السنين

       وكأنك مفردة لا تقودها الأقلام

تقرأ

وكأنك هامش بين الطرقات

     وكأنك وحي من عالم الأحلام

ترسم

كعشق مازال يرنو كلماته ولم يصل

    مازال يبحث كناياته ولم يقل

تحكى

وكأنك رواية لا يعيها عالم الحكايات

    وكأنك لم تكن حلما على القول والأقوال

ترسم

وكأنك ذاكرة يتوه بها النسيان

    ربما تخونني المفردات ربما تكسرني الكلمات

ترسم

وكأنك قمر بلا أطياف تعادله ظلمة الأوجاع

     وكأنك التاريخ بلا رحمة على قارعة الضعفاء

تقرأ

وكأنك قافية بلا وردة تعي بحر الآمال

    هناك من رسمني وحيدا بين الحروف وأزقة الأقلام

أمشي على ربوع الهدى أبحث الغفران

       يلثمني الحاضر الماضي بآمالي وكأنني خارج الزمن

ترسم

وكأنك حديقة تغار الحقول من منابرها

     وكأنك حرا من أسوارها على قارعة الصفحات

ترسم

وكأنك للطريق رصيف لا تراه الناس بأقدارها

   وكأنك نصا لا تتلوه الحروف أمام العبارات

تقرأ

كهامش على الصفحات لا تتلوها العبارات والأوزان

      وكأنك حر من تلاوة كل الشعارات والأحياء

تقرأ

وكأنك غربة لا تعيها ورود السلام وروح الكبرياء

    وكأنك غربة تحت وطأة التاريخ يقودها الدخلاء

ربما أسهبت بشخصيتي الوجودية

       لكنني أعني حريتي الإنسانية

ترسم

   وكأنك أثر بين الرماد لا تراه النار الأثيرية

      وكأنك قشة بين الشعارات رمتها أسوار الوطن

تقرأ

وكأنك لغة بلا  مأوى تبحث الدواة حائرة

    وكأنك أبجدية بلا هوادة

     تصيح على دروبها البلاغة

ترسم

وكأنك منبر بلا كلمة بلا حرف بلا مأوى

    وكأنك بلاغة بلا قلم يعتصرها الألم

ترسم

وکأنك لعبة بلا وطن

        قصيدة بلا قلم

          سعادة بلا فرح

ترسم

وكأنك خطوة بلا أثر

   وكأنك منفي بلا سفر

        معزول بلا مطر

ربما المفردات أرقتني قبل البشر

   سأرسم المجد رغم الطين والحجر

أنا الحر بعاطفتي رغم العشق والشجن

     أنا الحر بحرفي رغم العداء والمحن

      أنا الحر بدفاتري رغم محبرة المحن

وجدت نفسي خارج النسيان إذ الحاضر يرسمني

   على العرش حرا لا يقيده رسم ولا قراءة القلم

ترمى

     وكأنك قيثارة عزفت روايتي بكل أبجدية

           وكأنك حر من الظلال إذ الليل يحادثني

ترمى

  وكأنك الصمت أمام البلاغة وجنون الرواية

     وكأن الوطن الحر أمام فجر الولادة

تكسر

وكأنك هوية بلا رقم بلا وطن

           وكأنك وطنية بلا فجر فماذا من الشعارات ننتظر

أنا للحروف  هداية فكيف أرمى أمام الوطن...........

    الكلمات ترسمني وأرسمها فكيف يمحوها الزمن

      من سيتلو حريتي أمام ذاتي إذ الوطن ينتحب

                أنا الحر بكسر أقلامي إذ الظنون حائرة العبارات

أحلم

وكأنني دمية من عالم الظلال أرسم الوطن

      أنا الوطن وإن رميتم أبجديتي

            سأحيا قنديلا يضيء قصيدتي

.
.
.
 توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

عبد الرحمن المضلعي يكتب ..نهاية الظلام

نهاية الظلام
ــــــــــــ
رويدكَ ليس دمي مستباحْ
سأعلن للعالمين الكفاحْ

حذاري نفخت الرماد اللهيبْ
حذاري فتحتَ صديدَ الجِراحْ

سخرتَ بأناتِ شعبٍ صبور
وأسمعتهُ قهقهاتَ الرباحْ

فلا يخدعنْكَ الظلامُ المقيتْ
 غداً سوف تشرقُ شمسُ الصباحْ

'ويجرفك السيلُ سيلُ الدماءْ'
وقصفُ الرصاصِ وعصفُ الرياحْ

فخذ من دمانا تزدنا شموخْ
سيصلبُكَ الصبرُ فوقَ الرماحْ

'ففي الأفقِ الرحبِ هول الرعودْ'
يُبيدكَ في العالمِ المُستباحْ

فما أنت إلا سراب كذوبْ
ستأكلكَ النارُ فوقَ البطاحَ

عبدالرحمن المضلعي
مستوحاه من قصيدة قديمه

حاتم جوعيه يكتب .. ورحلت عنا قبل إشراق النهار

-  وَرَحَلتَ عَنَّا َقبلَ إشْرَاق ِ النَّهار ِ -

( في رثاء الرَّسَّام الكاريكاتيري الفلسطيني الشَّهيد " ناجي العلي " - في الذكرى السنويَّة على وفاتِهِ - )

( شعر : حاتم جوعيه -  المغار - الجليل  -  فلسطين  )

📷 📷

يا   أيُّهَا الحُلمُ  المُسافرُ في الحقيقَهْ

يا أيُّها البدرُ الذي قد غابَ عَنَّا وارْتحَلْ

قتلوكَ ؟ لا لمْ يُطفِئوُا الشَّمسَ المُنِيرَة َ في السَّماءْ

لم يحجبُوا قمرَ الضِّياءْ

لن يخرقُوا نظمَ الطبيعةِ والوجُودْ

أنّى لهُمْ أن يعكسُوا شكلَ الفصولْ

قتلوكَ ؟ لا.. لا لمْ تمُتْ لوْ صَوَّبُوا كلَّ البنادقِ نحوَ صدرِكْ

لوْ أغمَدُوا مليونَ سيفْ

لو عذ َّبُوكَ ومَزَّقوكَ وَأحرقوكْ

لمْ يسكتوا ذاكَ النَّشيدْ // لمْ يُسكتوا ذاكَ النَّشيدْ

ستظلُّ نبراسًا لهذا الشَّعبِ من جيل ٍ لجيلْ

أنتَ الذي عاهدتنا

أنتَ الذي عانقتنا

أنتَ الذي واكبتنا

أنتَ الذي أعطيتنا ومضَ الأمَلْ

يا واحة َ الإبداع ِ في العصرِ البخيلْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ في الحقيقةِ والخيالْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ للبعيدْ

هلا َّ سألتَ  النازحينْ ؟

هَلا َّ سألتَ النازحينْ ؟

عن هول ِغربتِنا الطويلةِ والضَّيَاعْ

هَلا َّ سألتَ النازحينْ ؟

خُذني إليكَ لنرتقي أفقَ الصُّعودْ

وَلنختصرْ هذا الرَّحيلَ لنختصِر دربَ البكاءْ

إمض ِ بنا نحوَ السَّماءْ

وادخُلْ خيامَ الأنبياءْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ للبعيدْ

الغيمُ يرحلُ والصَّباحْ ما زالَ َمشدُودَ الجِراحْ

وخيامُ أهلي ُتمَزِّقُهَا الرِّياحْ

وعِضَامُ أطفالي زهورُ الرَّفض ِما بينَ الصِّفاحْ

الثَّورة ُ الرَّعناءُ تترعُ قمَّة َالرُّوح ِالكئيبَهْ

والوردُ يذوي خلفَ أسوار ِ الحدائِقْ

وبنادق ُ الطغيان ِ تصطادُ الأحبَّة َ والعَنادِلْ

وتطاردُ الطفلَ البريىءَ وراءَ هاتيكَ التلالْ

وأرى دُموعَ الحزن ِ تذرفها المنافي

وأراكَ رغمَ الجوع ِ ُرغمَ القهر ِ رغمَ الموتِ صَامِدْ

نامَ الجميعُ .. بقيتَ وحدكَ مع دموع ِ الأهل ِ سَاهِدْ

يا أنتَ يا مَنْ ترفعُ الرَّاياتِ حُمرًا في وجوهِ المُبعدينَ النازحينْ

الهاربينَ منَ الحقيقةِ واليقينْ

الهاربينَ منَ التَّصَدِّي والصُّمودْ

الهاربينَ منَ التقوقع ِوالتفكُّك ِ والتحلُّل ِ والضياعْ

لو أطلقَ الطغيانُ نيرانَ القذائف ِ كلَّها لن يُسكتوا َشدْوَ البلابل

لنْ يسكتوا شدوَ البلابل ْ

لنْ ينتهي ذاكَ النشيدْ

* * * * * * *

جسرٌ منَ الأحزان ِ ُمْمتَدٌّ إلى دمِكَ المُحاصر ِ في الظهيرَهْ

جسرٌ إلى دمِنا المُصَفَّى كالحِسَاءْ

دمنا المُرَاقِ على الشَّوارع ِ والأزقَّهْ

أنتَ البداية ُ والنهاية ُ أنتَ جسرُ العابرينْ

أنتَ القصيدة ُ في تألُّقِها وعالمِها الجميلْ

خَلَّدتَ ذكركَ للأبَدْ

وَمَشيتَ وحدَكَ لا أحَدْ

ورفعتَ فنَّكَ عاليًا من فوق ِ صرح ِ المُبدعِينْ

يا أيُّها الوجهُ الذي يحتلُّ وجهَ الخصبِ في دنيا السَّرابْ

دنيا تموجُ بكلِّ ألوان ِ الرّياءِ وكلِّ ألوان ِالعذابْ

ما عُدتَ وحدَكَ مع عراك ِ الرِّيح ِ ما .. ما عُدتَ وَحدَكْ

تابعتَ رحلتكَ الطويلة َ صامدًا بعزيمةٍ حَطَّمتَ قيدَكْ

لنْ يقتلوا الإصرارَ فيكْ

لنْ يقتلوا الإصرارِ فينا

كلِّلْ جبينَكَ كي يرى الثُّوَّارُ مَجْدَكْ

وقَّعتَ خطوكَ في انسيابٍ في انسيابٍ في انسيابْ

ما هُنتَ يومًا مع عراك ِ الموج ِ والرِّيح ِ العنيدةِ والعذابْ

لا لم َتذ ُبْ ... لا لمْ َتذ ُبْ ... والصَّخرُ ذابْ

وَرسَمْتَ دربَ الفجر ِ للطير ِالأسيرْ

أطلقتَ طيفكَ هائمًا ما بينَ أزهار ِالحقولْ

عانقتَ  أعوادَ السَّنابلْ

وَفتحتَ صدركَ للوطنْ

يا أيُّها الحُلمُ المُسافرُ في الحقيقةِ صاعدًا أفقَ السَّماءْ

أنتَ الذي أترَعْتنَا حُبًّا وشوقًا للضياءْ

أنتَ الذي واكبتنا دربَ الفداءْ

ورحلتَ عنَّا قبلَ إشراقِ النَّهارْ

( شعر : حاتم جوعيه - المغار – الجليل  )

الاثنين، 24 أغسطس 2020

شيء من نبيذ/ بقلم إدريس سراج


شيء من نبيذ الروح

أنا على أول جرح
ما زلت
أحيى بأعلى
القمم المجاورة للقصيد
عزيزي
و كما شئت
أو لم نشأ
التقينا و افترقنا
على صور
نطوقها بحنين جارف
اذا ما استفاق
جرح غائر في الذاكرة
التقطنا نفسا
الان تطوقني الذاكرة
بأعشابها
أنتفض
لأحكي
سيرة الياسمين
تلك التي
ورثها عن أندلسي
أنا 
و لو انكسر ظلي 
 ثم  انصرفنا 
 الى روتين اليومي 
لم نكبر كما شئنا 
كبر الصمت بيننا 
كما لم نشأ 
 كلما التقينا 
ضاقت اللحظة
  بالصمت  
و اتسعت للتحية
 نبحث
 عما يكسر 
الصمت الطويل
 و هل تصورت 
هذا الغياب  الذي
 انبسط على سفوحنا 
حتى خلت  الكلام بيننا 
صار 
من حظ غيرنا
 و أذكر  
و أنا خلف صمتي
 أنظر حولي
 كأني
 من زمن اخر 
أو ذاكرة أخرى
 أو جرح
 أباده النسيان 
أذكر أني حزنت 
 أذكر
 أني تعودت
 على الجرح 
أذكر 
ذات حلم 
كنا نرغب بالشمس 
و الشمش ما اعطى الله غير هي- 
أتذكر يا صاحبي
  أنت الان 
 خلف  البحر 
 قرب    
 أشيائك الاخرى 
أثتها 
كما شئت أو استطعت
و أنا هنا ......
 لم تعد
 هذه الاشياء 
ملحة كما كانت
 في زمن ما
 أو حلم ما 
ربما عفا  عنهاالدهر  
لكني 
ما زلت أحيا 
بخوفها 
 بنفس عطرها 
كلما انتابني 
أنينها 
عزيزي 
 بعد ذلك 
قد نؤسس
 للهواجس الجديدة
 
في انتظار 
ما قد يجمعنا
 تحت سقف الحرف 
و الصور 
و ياسمين الذاكرة 
تذكر 
لك خلف البحر
 فصلا من جحيمنا 
و دنانا
من نبيذ الروح .....

إدريس   سراج
فاس    المغرب

الأحد، 23 أغسطس 2020

أنتِ/ بقلم عبداللطيف العولي


....................أَنْتِ......................
همت في غرام الورد
تهت في عبيره
وقد لفني بعطر مسكر
تتفتح بتيلاته
بتأن ولطف
لإهداء كل ولهان
إبتسامة عسلية
كموناليزا
أتفحص شفتيها
وأطيل النظر
فتبسم
لتبادلني باتساع ثغرها
وعينيها الساحرتين
إبتسامة ملائكية
فتصيب قلبي
بسهام
ترديني صريعا
فأخالني عصفورا
يلهو في زرقة السماء
نشوان
فوق زرقة البحر
فأنا بين زرقتين
زرقة عينيك
وزرقة البحر...
ع.اللطيف العولي
والقنيطرة/المغرب
04/05/2019

لمن أكتب / بقلم عبداللطيف العولي


...........لمن أكتب........
سيداتي سادتي المحترمين
مرارا قلت بأعلى صوتي
أنا لا أكتب للنخبة
ذووا الخبرة في الجناس
و الكناية و البلاغة و المجاز
أنا أكتب لمقهوري الزمن الرديء
لأصحاب الشهادات المعطلين
لمن تأويه جحور المذلة
للباعة المتجولين
لسجناء الرأي و الكلمة الحرة
للمدافعين عن حقوق الناس
لا ألون الكلام و لا أزخرفه
لا أريد تبجيلا و وسامات
كلامي موجه لعامة الناس
من ركب حروفا أو تهجاها
لمن أحرز على شهادات العطالة
هؤلاء هم قرائي
أحكي معاناتهم وأعبر عن آهاتهم
و أوصل إحباطاتهم لكل إنسان
يؤمن بالكرامة و الآدمية
أكانوا مسؤولين أو نخبا...
ع.اللطيف العولي
القنيطرة/المغرب
19/08/2020

ألفٌ ياءٌ _كان / بقلم حسام الدين فكري


ألفٌ ياءٌ – كان
شعر : حسام الدين فكري
*********************
(ألفٌ ياءٌ – سوف يكون)
في البدء كانت كلمة وحيدة
نهضت من الثرى، لا شيء حولها
انقسمت ذاتياً على نفسها
فصارت تُؤنس وحدتها، كلمة أخرى
تُشبهها تماماً
البردُ من حولهما يخرقُ العظام
تدفّأت إحداهما، في صدر الأخرى
فأنجبا كلمة ثالثة، تحملُ الملامح المُوّحدَة
لكنّ في جبهتها، حرفٌ واحدٌ يزيد
الكلمة الثالثة، تتغذى على الشجرة الوحيدة
التي نبتت – حين ولادتها – من أجلها !
الثالثة تحبو في وداعة، فوق الثرى الرطب
تنمو شيئاً فشيئاً، جسدها وعقلها ينضجان
قامتها صارت أطول، والمسافة بين منكبيها، اتسعت أكثر
ثُمّ، في لحظة سحرية
انقسمت بدورها، ذاتياً على نفسها
فصار كُلّ سُكّان الكون
أربعُ كلماتٍ فقط !
...........................
(ألفٌ ياءٌ – يكون)
الزمن يُحرّك البرد، والحرّ، والريح
والحنان في القُلوب، والأفكار في العُقول
تراصّت الكلمات الأربع، في صفٍ واحدٍ
فتكونّت عِبارة ذات مغزى
ثُمّ تبادلت أماكنها، فنشأت عِبارة أخرى
تحملُ معنىً جديداً
اللعبة عينها يومياً، وكُلّ ساعة، وكُلّ دقيقة
والفراغُ لا شيء يملؤه، إلا لعبة "التبادلات" !
كُلّما زادت التبادلات، كُلّما وُلدت العِبارات
بعد حين، مِن رحم اللعبة
اكتشفت الكلماتُ حاجتها، إلى كلماتٍ أخرى
" سوف نجعل لعبتنا، أكثر إمتاعاً وتشويقاً " !
راحت كُلّ واحدة منهن، تنقسمُ على نفسها
ثُمّ الكلمات الجديدة، تنقسمُ على نفسها
واللعبةُ ما تزالُ مُستمرة
التبادلات صارت لا نهائية، والعبارات اكتسبت أثراً ساطعاً
في كُلّ ألوان الطبيعة من حولها
عِبارة منها، جعلت الأشجار تُورق
وعِبارة أخرى، دفعت الأسماك الصغيرة فوق أمواج البحر
وعِبارة ثالثة، أحالت التُراب إلى ذهبٍ سائل !
ثُمّ فجأة، تغيّر العالم
جاء البشرُ، واستعمروا الأرض
بدأوا باثنين فقط، ثم صار عددهم يزداد
كُلّ بضعة أشهر، تنبثق أصواتٌ جديدة، من المِهاد !
لكن الكلمات تتضاعف بالحد الأقصي للمعادلات
صار كُلّ إنسان، تُقابله ملايين الكلمات
هُنا، في لحظة قَدَريّة عُليا، هبطت الرسالات
في رأس كُلّ كلمة، قِنديلٌ صغيرٌ مٌضاءٌ
والكلماتُ نُجومٌ لامعةٌ، تحت السُحُب البيضاء
كُلّ يوم تصعد زرافات، بقناديلها الشاحبةُ، إلى السماء
ثُمّ تعودُ دائماً، قبل الغروب، وكُلّ قِنديلٍ منها مُضاء
لتسقط من فورها، فوق رؤوس يابسة، خاوية
كانوا يحلقونها تماماً، فتصيرُ صُخوراً صلدة
لا شيء يخترقها..لا كلمات، ولا هواء !
تعودُ الكلماتُ مُنهكة، كسيرة، نحو السُحًب البيضاء
فتستقبلها رسالة نورانيّة حازمة :
" لا تيأسن، عُدن من جديد
سوف تجدن، من يؤمنون "
تنهمرُ الكلمات – هذه المرّة – بقناديل مُشعّة
منحها النورُ الغامرُ، أجنحة فتيّة
تشُقّ بها دياجير الفضاء !
.................................
(ألفٌ ياءٌ – كان)
انقطعت الرسالاتُ
فصار البشرُ، كائنات غير الكائنات !
والكلماتُ – بدورها – فقدت بريق الكلمات
تنثني، وتنحني
تتقزّمُ، وتتطاولُ
ترتدي وجوه بعضها بعضاً
تتداخلُ أحياناً
تتشاجرُ أحياناً
وما عادت لها هيئاتٌ
تُشبهُ ما كانت عليه، من هيئاتٍ
أصبح كُلُّ بشَريّ، يضعُ كلمته بين أسنانه
ثُمّ يمضغها جيداً، فتكتسبُ روحه وشخصيته
قبل أن يسمعها الناسُ !
تلوّنت الكلمات بكلّ ألوان البشر
فتحولّت إلى (أدوات) !
تُعلي، وتُخفضُ
تُدني، وتُبعدُ
وتضعُ الرؤوس الخاوية فوق قمم البلدات !
فلما ضاقتُ الكلماتُ، بما صار يُشبه الكلمات
بالزيف الذي يمتصُّ رحيق المعاني
والكِبر الذي يطمسُ الألسنة العرجاء
راحت تجتمعُ، كُلّ يومٍ، فوق هامات الجبال
تتناجى، تتشاكى
تنتحبُ، تصطخبُ
ثُمّ تُرسلُ أعناقها إلى السماء
وهي ترثي لعهدٍ، كانت فيهِ
تخترقُ الفضاء، نحو السُحُب البيضاء !