الجمعة، 20 نوفمبر 2020

منى فتحي حامد تكتب ... عبلة الاشتياق

.  .       عبلة الإشتياق
قصيدة/منى فتحي حامد
--------------------------------
قرأت من عينيه 
 كلمات و كلمات ..
اشتياقآٓ متأججآٓ
 تجاه كل النساء ..
فسألتُ عن ماذا و لماذا 
كل هذا الإشتياق ..
محبة نادرة
 افتقد مذاقها الأغبياء ..
بالتاريخ عنها 
قصص و أساطير 
تروي و تحكي 
عن كل العشاق ..
فحلقت متعجبة بمقلتيٌٓ 
من تلك الجفاء ..
زهور نرجسية متفتحة 
 في ريعان الشباب ..
أذاب الحنين أغصانها 
و أذبل ملامحها 
خريف الشقاء ..
أيقنت الآن من جلستكٓ 
 على شاطيء اليٌٓم 
مترقبآٓ مجيئآٓ 
لضياء هلال ..
و إذ هي تأتي إليكٓ 
سابحة بين الأمواج ..
 فتبصر الحنين 
و سائر زنابق الأشواق .. 
من بين كفيها 
عناق أزليٌ الفناء ..
فتتهافت إليها القبلات ..
و يتزلزل من حولكٓ
 لهيب البركان ..
و تبوح لمساتكٓ 
إلى ياسمين الهمسات ..
ها هي حوريتي 
ما أبغى سواها بليلتي  
هي عبلة 
و أنا ما زلت عاشقها 
 عنترة بن شداد ...

/////////////////////

سليمان أحمد العوجي يكتب ... كش وطن

( هذا النص كتبني بمفرده ولم يستعنْ بأحدٍ مني) 

كشْ وطن 
---------------------------
ضفادعُ الشغبِ تهدمُ أخرَ أسوار صمتي.... 
ماعُدْتَ لي.. 
غداً سأتلفُ بطاقتي الذكيةَ
حالما تَصِلُني رسالةُ المخالعة.. 
ماعُدْتَ لي وطناً
ولامقاسكَ من مقاسِ كوابيسي.. 
سنونكَ تستأصلُ ربيعها
لعلةٍ في أرحامِ الزهرِ والشجر..
وتتنكرُ لعُطَلها الرسمية فهي لاتستريحُ ولاتريدُ لأحدٍ أن يستريحَ..
وعمري طائرٌ فينيقيُ النسبِ يرقدُ على بيضٍ من رماد لاالريشُ يسعفهُ ولاأهازيجُ القيامة... 
عصبةُ الأممِ تهدهدُ البحرَ حتى ينامَ..
ترفعُ المصاحفَ والعمائمَ والصلبانَ ومذكراتِ حُسْنِ النوايا والجوار.. 
ثمَّ تقيمُ مأدبةَ النارِ لغاباتِ الضحكِ من ( رأس البسيط)  إلى رأسي.. 
تصادرُ الحرائقُ كلَّ الحكايا التي كانتْ تسعفني يوماً على النومِ في سريرِ أمانكَ.
ونكايةً بالدود المتربصِ أُمَلِّحُ الحزنَ كلَ مساءٍ وأبتاعُ لهُ جناحين من (كربلاء).. 
أطرقُ بابَ أحجياتكَ بقبضةِ العقلِ فتجفلُ غزلانُ روحي من صافرةِ النهايات
تمرُّ النشوةُ بعناقكَ على بركِ دمي مرورَ الوعدِ بالحياةِ على مسامعِ الموتى
أخبارُ فتوحاتكَ ماعادتْ تلطخُ وجهي بأصباغِ الدهشة.. 
أناديكَ فيخرجُ النداءُ تحتَ جنحِ العويلِ ويعودُ بخفّي
الصدى ومانفعُ الخفِّ بلا أرضٍ أوقدم.. 
كنا لوحاتُ الجراحِ على جدارِ الملحِ في معرضِ آلامكَ ..
فأوقَفْتَنا على صراطٍ تستوي فيه النجاةُ والهاويةُ..
ونحن التُعَساءُ فيكَ نجهشُ بأناشيدِ الغرباء ورحى الشتاتُ تطحنُ عظامَ أنسانيتنا ولا أحدٌ يقبلُ فينا العزاء... 
على أسلاكِ صوتكَ كانتْ تستريحُ زرازيرُ مسامعنا
تفلي ريشها من آفاتِ الغربة.. 
قصبُ حواسنا تركه ماؤك المخاتلُ يواجهُ محنتهُ وغارَ في شقوقِ ملذاتهِ الشخصية.. 
كم حـَذَرَنا( ريختر) من المشي على فالقِ الزلازلِ الممتدِ من قممِ كرامتكَ إلى شاطئِ بطيننا الأيسر.. 
فتظاهرنا بالصممِ وماانتهينا.. 
يسألني صديقي
وأنا أدقُ آخرَ مسمارٍ في حدوةِ المكانِ لأغادركَ:
( ماذا تعرفُ عن الشطرنجِ
ومن أوصل َاللعبةَ إلى بلادنا؟) 
أضعُ قلمي جانباً وأجيب:
( كانَ هولاكو حافيَ الذهن
ولم تكنْ تعنيه الألعابُ الذكية.. 
ربما كانت لعبةً فارسية.. 
ربما كان القيصرُ يقتلُ بها الوقتُ مع قائدٍ انكشاري.. 
أو جاء بها الأوربيون بعدَ أن تخلصوا من شرور الهنودِ الحمرِ الغاصبين) وأظنُ ياصديقي أنَّ كلَ هؤلاء مجتمعين كشّوا الفرحَ عن رقعةِ أرواحنا... 
/ عن لعبةِ الشطرنجِ لازلتُ أتحدثُ......
يارب:
على رقعةِ وطني
كلُ ملوكِ الكبرياء الهائمون بغرامه أرهقهم الإمساكُ بعصا الحقيقةِ  من المنتصف كحلوا الترابَ بمرودِ الدمِ وقضوا.. 
يارب:
 داستنا فيلة( أبرهة) 
وأبابيلكَ لم تنبسْ بحجر
وزيرٌ بنصف عين وربعِ لسان بحضورهِ اكتملَ نصابُ الجراد يرطنُ بالنشيد الوطني ملأَ جيوبهُ لوزاً وجواربهِ عسلاً ونحنُ لازلنا وقوفاً للنشيد.. 
يارب:
 جندُ الغنائمِ ألهاهمُ التكاثرُ
ونحنُ لازلنا زوارَ المقابرِ
وماجفَ ريقُ صبرنا.. 
يارب:
لالقاحَ لِكَلَبِ الحاجة وعضاتِ الجوعِ..
- يقاطعني صديقي:
( وماعلاقةُ الكلابِ بحجارةِ الشطرنج) 
لاأجيب ولن أجيب.. 
يارب:
 تلوكُ أحصنةُ الندمِ لجامَ العفةِ المر وتخرجُ عن المضمار.. 
تسقطُ في سواقي الخيبة بلاصهيل.. 
 يارب:
قلاعُ الكراماتِ حاصرها الرومُ والفرس
ولم تنطلِ على القيصرِ
خدعةُ طروادة.
--------
- سليمان أحمد العوجي
- سوريا

محمد عباس الغزي يكتب ... بعران الحي

بعران الحي :
…………………
لمَّا شدَدّتُ مِئزَري 
مالتْ عَليِّ بمئزَرٍ مهتوكٍ
بخيطِ شرياني تريدُ أخيطهُ 
أكفُ حُماتهِ 
خطفتْ بياضَ نقائهِ المنهوكِ
أهدتهُ منشفةً لأيدي العابثين 
قالت : 
ما بالها نوقنا وجِمالنا … ناعسةً في متاهاتِ المُرجفين ؟!!
سيدتي :
للجِمال جمالٌ في البيداء 
يرسمُ قِطارها لوحةَ الفِراق 
في أُفقِ السماءِ  
لكنها بعرانٌ لو هاجتْ 
في دروبِ الحَيّ 
تخبطُ كُل الأطناب 
رَكَلَتنا في أعتى الأمواج
بين قروشٍ يُغريها بريقُ الصِنارةِ تعلقُ بالأنيابِ 
وعلى الساحل 
تضجُّ لها قردة
ما أبقتْ من يقطينِ يونس
قَلَعَتْ أشجار موسى 
حَطَمَّتْ ما بَقِيَ من جِذعِ نخلةِ مريم 
حقداً … 
تقيئتْ في بيوتِ الله 
قَفَزَتْ …  
رَكَبَتْ … ألفَ عجلٍ عربيٍّ بخطامِ الأهواء
………………………………………… 
                                   محمد عباس الغزي 
                                   العراق / ذي قار 
                                    ٢٠٢٠.١١.١٨

الجمعة، 13 نوفمبر 2020

أشرف سعده يكتب في صدري تنهيدات

 في صدري تنهيدات 

لطفل انهكه الشيّب 

قبل أن يبلُغ الحُلم،


وبين يديَّ براعم لأزهار 

ماتت قبل ان تكتمل،

وفي رأسي رجُل 

عجوز يحتضر،


وفي أذني صَريخ

لإمرأه تُغتَصب،

وفي قدمي قيد 

يمنعني أن أنتصر،

وفي قلبي فتاه 

حزينه ولكِنها تبتسم !!



الشاعر حسن قنطار يكتب ثمّ ماذا

 ثمّ ماذا؟


ألم يُشبعْ ذئابَكَ صوتُ جوعي؟

وعزفي لا تنادمُه الذئابُ


ألم تركعْ بناتُ الحِلمِ منّي 

وسبّحكَ التأوّهُ والغيابُ؟


وعرّيتُ القصائدَ فيك حجّاً

ليسعى بين خديكَ الرّضابُ


وأسكرتُ اللياليَ من دموعي 

فيرقصَ فوق جفنيك الضبابُ


أيا وطناً عصرتَ اليوم قلبي

فهل أحيا وقد جفّ الخضابُ


ويا أمّاً حليبُك حال سمّاً

قتلتِني قبل أن يلدَ السحابُ


تُراني أرصفُ الأفلاكَ جسراً؟

وأرويني إذا ضحك السرابُ؟


وحقّكَ ما سئمتُكَ رغمَ موتي 

ولن أقصيكَ لو عزّ الخطابُ


فقل لي إذ فديتُك ثمّ ماذا؟

أترضى أن تساومني الذئابُ؟


عمرو قاعود يكتب على مقربة من الهذيان

 على مقربة من الهذيان 

أجلس قبالة عينيها

أراقب ارتعاشات الكحل 

في بصرها السراب

لا أجد غير ضياع قصيدي

ارتقب ثجاجات رمشها 

بقية من سحب وشمها

يجرني ظل السمانة 

إلى  تضخم الندى 

في كواعب البلور 

أحب الشتاء أكثر

فخلف جوقة ملابسها 

مزيد من نعيم الشهداء

خرائط النسيان تحاك بدهشة

خطوط الطول هناك 

مشبعة باهتزازات القافية

وكثير من الآهات ....ع.مرو


هيثم الأمين يكتب كل شىء على مايرام

 كل شيء على ما يرام؛

المراة التي اجتازت حدود وحدتها، خلسة

على متن رجل لا يتذكّر أسماء حبيباته و لا مقاسات أحزانهنّ

و ينسى وجهه معلّقا، كلوحة، أعلى  رأس السّرير

صارت محطّة...

الرّجل الذي فقد ظلّه في زاوية عتمة

صار حارسا للمدينة، ليلا؛

يتقاسم خطواته مع الأرصفة

و يتعكّز على ضوء قدّاحة

و الموت صار لعبة الأطفال المفضّلة؛

يرسمون، بالطبشور، أجنحة على ظهورهم

ثمّ يقفزون... من أعلى أحلام أمهاتهم!

كلّ شيء على ما يرام؛

ركبتاي ما عادتا تحيكان ملوحة الرّعشة،

أصابعي صارت ستالينيّة المذهب

تكتب للجميع عن الجميع 

و تصفني بالبورجوازي العفن فلا تكتب لي أو عنّي،

دمي مازال أحمر

و لكنّه أميّ لا يجيد كتابة الحبّ، بشفرة، على معصمي

و أنا

شاعر!!!

كل شيء على ما يرام؛

الجميع خارجي، الآن

و أنا... مازلت أكتب عن الحب

و لا امرأة تطلّ، عليها، وحدتي؛

ورود بلاستيكيّة

تزيّن شرفة بيت يجلس على قارعة طريق مهجور

أنا...

و لكن

كلّ شيء على ما يرام

أو ربّما

على ما يرام!!!


الشاعر رؤوف يوسف يكتب هدَهدَ القلب




قَتَلني في هَـوىٰ مـنْ كُنتُ أَهـواهُ

            سَهماً أَصابتْ وَسطَ القَلبِ عَيناهُ


يا رَبي سَلمْ ما أصابَني مـن قاتلي 

            و احفَظْ وَ سَلمْ لِقاتِلي عَيناهُ رَباهُ


و لا تُحـاسِـبهُ إن كـانَ قَـد يرضىٰ

            فَرضاهُ بَعدَ رِضـاكَ سُـبحانَكَ الله


وَ أَنا مُسـامِـحُـهُ وَ كُـلي فِــداً لَــهُ

             القَلـبُ وَ الـرُوحُ و العُـمـرُ فَـدواهُ


أَلسـتَ يا رَبي منْ أعطَيتني قَلبي ؟ 

             وَ لقاتِلي عَـيناهُ مـنْ أَنتَ أَعـطـاهُ

 

وَ زَرعتَ الـروحَ في جَسٰدي أَحبتهُ

            حُبهُ أضنى الروح و الجَسدَ أصناهُ


و عُمري أَعطيتني و لقاتلي أُعطِيهْ

             أنقصـهُ لي عُمري لـتطيلَ مَـحياهُ


أَجِنُ سُليمانَ بالأَمسِ كانَ يسكُنني 

             أَم أَنَّ هُــدهـــداً جـــاءَ سُـــكـنـاهُ


أسمهان همو تكتب يسبقني الوقت

 يسبقني الوقت 

وانا في شجار معه

البارحة ارهقني الركض

وانا افتش عن حذاء يليق بقدمي

وقفت كشجرة تساقطت اوراقها الصفراء

وتاهت الطرق مني 

الذين سرقوا المسافات

اهدوني الركض

سارسم دروبي على جناح الريح

ولن انسى اوكسجين الحب 

وانا اردد حبيتك بالصيف والشتا

وبكل  صباح انهض من سباتي لاقول لك

وحدك من يفك شفرة صباحاتي

الحب موت

وانا كلما اموت لااخبر احدا

اليوم ان سمحت لي او لم تسمح ساقول

بصوت كبير

صباح الخير 

ياحب


الشاعر جواد الأصيل يكتب على أنّي أراك

 على أنّي أرآك بنجــلى عيني

و لو غابت رُباك أغيب عنّي

,

إني الصّب لم أهدأ وجـــــيفا

أعتّق صمتي في لهف التمنّي

,

أتيتك و الحـــــنايا يافـــــعات

و شبّ العشق وأنهار الـتأنّي

,

و فاض هٌيامي لما صافحتني

يداك حبيــبي و طفِقتُ أُغنّـي

,

أردد أسمك المشّتولُ حُــــبا

ألوكك بالهٌيام كنســك ليلي

,

أحبك قلتها في عمق شعـري

وقافيتي إنتشاء العشـــق مـنّي

,

أيا بللُ الفراشة ذات عِـــــطرٍ

وحيث تفوح فيّ العطر أجني

,

اليك القلب يا عمري سلافٌ

شغافي فيك نبض ٌالمطــمئنِّ

,

لعمري يا خليل الروح حالي

كطيرٍ في سماك يجول فنّــي

,

أطوف صبابة تحنان ريشي

و عنق الروح عـــنقاءٌ كأنّي .


علي كريم يكتب كالبرق ظهرتْ

 كالبرق ظهرتْ سريعاً 

أسرع من الصوت 

 إلا صوتي ينطق اسمها لا يسبقه شيئ.. 


تقلب ليلي نهار بومضة عين 

 لتمطر سمائي كلمات غزل 

اسقي بها اطراف شَعرها و شِعري 


هي الشتاء بكل ما يحمله من حنين و عنف.. 

دفئ و برود 

عواصف و جمود 

 و الكثير من الكستناء فوق خديها .


كوثر نزهه تكتب مسافاتٌ طويلة

 مسافاتٌ طويلة تتبعها مسافات 

أركض على مد النظر دون توقف .. 

أخالُ نفسي داخل لعبة مجنونة 

أختتمُ مرحلة منها ليُلقيني العمر في مرحلة تالية فجأة 


الفرق أنني لا أملك كبسة زر لأغيّر الصورة أو حتى لأخرج عنها .. 


.....


غرقٌ لذيذ في التفاصيل 

و أنا لا يمكن أن أنجو بكل أجزائي منها 

أستعدُّ كل يوم لأحداث المشاعر 

ثم إذا ما التقيت إحداها 

ابتسمتُ 

و فتحت لها قلبي 


.....


أريد أن أستريح مرة واحدة 

تحت ظلك .. 

مد لي يديك 

واترك للطير فكرة بناء عشه .. 



رشا الشامي تكتب سخرية القدر

 

في إحدى الليالي الباردة ..
كانَ صوت المذيع الصاخب ينبعثُ من التلفازِ ..
معلناً اسم الفائزة بالمسابقةِ !
وفي نفسِ الدقيقة ، مرّ الشريطُ الإخباري
العاجل بخبر ..
سقوطِ امرأة في مُقتبلِ العمر من شرفة
أحد المنازل !
.
.
اتصلَ المذيعُ برقم الفائزة ..
ليرّد عليه أحد رجال النجدة !

الخميس، 12 نوفمبر 2020

الشاعر د.حاتم جوعية يكتب ... إن الروح هائمةٌ

-   إنَّ  الروحَ هائمةٌ   - 
( شعر :  الدكتور  حاتم جوعيه  -  المغار -  الجليل  -  فلسطين  )

        لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى  صفحة  أحد الأصدقاء في الفيسبوك ، وهو :

( فكُنْ   بقربيَ   إنَّ  الروحَ   هائمةٌ      رغمَ   الهمومِ   إذا  لاقتكَ   تبتسمُ )

   فنظمتُ هذه القصيدة الشعريَّة  ارتجالا ومعارضة  لهذا البيت :

أنتِ الهوى والمُنى  والشعرُ  والنغمُ      العيشُ   طابَ  وكلُّ   الكونِ   يبتسمُ

أنتِ    النعيمُ    لقلبي   والحياةُ    لهُ      معًا    سَمَونا   مع   الأنوار   نلتحِمُ   

الحُبُ   نورٌ  وهديٌ   للألى   خلدُوا     تاريخهمْ  بحروفِ النورِ  قد  رسمُوا  

الحُبُّ  إكسيرُ  روحٍ   شعَّ  جوهرُهَا     معِ     الملائكةِ    الأطهارِ    تنسَجمُ 

الحُبُّ   نارٌ   ونورٌ  للالى   ارتفعُوا     وفي   سماءِ   العُلا    يبقى   مكانُهُمُ 

الحُبُّ   دومًا على  الطغيانِ  مُنتصرٌ     بالحبِّ   يرتدعُ    الأشرارُ  والطغمُ 

وباذلُ النفسِ  من أجل الحبيبِ  سمَا      هُوَ    النبيِّ   بعصر ٍ  سادَهُ    الظلمُ

ونحنُ  في عصرِ طغيانٍ  لقد  نفقتْ      فيهِ   المبادىءُ    والأخلاقُ   والقيَمُ

وعصرُنا عصرُ كفر فيهِ قد سقطتْ      تلكَ النفوس ..تساوى  الناسُ  والبُهُمُ

أضحى الشّريفُ  ذليلا ، عيشُهُ  ألمٌ       وسادَ  في عصرنا  الرِّعديدُ  والبَجَمُ

وإنّني عن  خطى الأوغادِ  في  بعُدٍ       أنا    لربّي   ومهما  استفحلَ   الألمُ 

الحُبُّ والسلمُ نهجي ،الدَّهرَ، أسلكهُ       مَنْ  يتبع  الحقَّ  لا  يُطوى  لهُ  علمُ

هذي  حياتي  لأجلِ   الربِّ   أبذلهَا       لا  أحفلُ  الموتَ  والأهوالُ  تحتدمُ 

عرشُ  الفنونِ   لقد   شَيَّدتُهُ   بدمي       شعري  المُخلّدُ  كم  تاهَتْ   بهِ  أمَمُ

وشعريَ   التبرُ  والياقوت   موقعُهُ       والماسُ    والدُّرُّ    إلا    أنّهُ     كلمُ

قد   يعجزُ  المُتنبِّي  أن   يُعارضَهُ        وكلُّ  مَنْ  خُلدُوا  للشعرِ  قد  نظمُوا

كلُّ  الجَهابذةِ   الأفذاذِ   لي   شهدُوا      ربُّ  القريضِ  وإنِّي  الفارسُ  العلمُ

فوقَ   المجرَّةِ   قد  أرسلتُ   قافلتي      المجدُ     قبَّلني     والعزُّ     والشَّمَمُ

والخيرُ  يرفلُ  في  دربي   ويتبعني      كلُّ الاشاوسِ ، يسمُو العزمُ  والهمَمُ

جوائزُ   الذلِّ   والتّطبيعِ    أرفضُهَا       مصيرُ  مَن  نالهَا   الإذلالُ   والنَّدَمُ

الحرُّ    والشَّهمُ    والمقدامُ    ينبذها      ثمَّ   المبادىءُ   والأخلاقُ    والكرَمُ 

هذي  جناني  مدى  الأزمانِ  وارفةٌ      كلُّ  الينابيع   تجري   ماؤُها    شبِمُ

أنا  أحبُكِ   يا  عُمري   ويا   فرحي      مُستقبلي  أنتِ   والأنفاسُ    والنَّسمُ 

وأنتِ   أنتِ   مدى  الأيامِ    مُشرقةٌ      زادُ  المُتيَّمِ  ،  أنتِ   الفجرُ   والحُلمُ 

لولاكِ   أنتِ   حقولُ  الروحِ  مُقفرةٌ     على سُهوبِ  المُنى  لا  تمطرُ  الدّيَمُ 

أبقى  أحبُّكِ   يا   سُؤلي   ويا   أملي      وفي الوصالُ  يكونُ  الرَّغدُ  والنعمُ

أنتِ    النعيمُ    لقلبي   والحياةُ    لهُ      معًا    سمونا   مع   الأنوارِ   نلتحمُ 

حبيبةَ   القلبِ   إنَّ   الروحَ    هائمةٌ      وفيكِ   أنتِ   جراحُ    الدَّهرِ   تلتئِمُ 

أشواقنا  في  الهوى  تبقى   مُؤجَّجَةً       دومًا     براكيننا     نيرانُها    حِمَمُ  

لا    كانَ   خطبا  ولا  همًّا   يُفرِّقُنا       ففي   البعادِ   يكادُ   القلبُ    ينقصمُ

يبقى  هوانا  مدى   الأزمانِ  مُؤتلقًا       وكم  غرامٍ    طواهُ  اليأسُ   والعَدَمُ 

أبقى    وفيًّا    لعهدٍ    لستُ    أنكثهُ       لوِ  النجومُ   بهذي الأرضِ  ترتطمُ

أبقى    وفيًّا     لآرائي    وَمُعتقدي       حتى  يُعانقَ  جسمي التّربُ  والرّدمُ

ميتافيزكيا  وُجودِ  الخلقِ   مُنطلقي       وراءَ  حُجبِ  الدًّنى ما  زلتُ  أقتحمُ

(  شعر : حاتم جوعيه  - المغار -  الجليل  - فلسطين )

سراج ادريس يكتب ...نلتقي بعد حلم

نلتقي بعد حلم 
السماء خفيضة هذا المساء
السماء تحمر 
في صور اللاجئين لقلبي
من سطوة الحنين
و غزو الكلام 
المنبعث من خرير الماء
ونافورة الذكريات .
قرب السماء و بعيدا 
عن أرض الحكاية
أذكر ما تبقى
 لي من خيبات 
نلتقي
 بعد عشب يحترق
نلتقي
 بعد نافورة و بضع جثت
نلتقي
 بعد خيمة و اسورة عروس
نلتقي
 كي لا نلتقي في ناي الكلام
و عبير السماء الحبلى
 بالسؤال و أنشودة
الطفل المجهول
نلتفي
 كي نودع ربيع الأحلام
و نستقبل
 درب صحاري الصمت 
وبضع نبض صمت 
يرف على عش الغرباء
نلتقي
 كي نهجر زمن الحكابات 
و صرير النفس
الريح خلف قلبي  
يصفق لها الهباء
و ينتعل الرحيل
 بياضا آخر.
هذا الصمت لي 
و هذا الخوف لي 
و هذه الكواكب التي
 تطوق عيناي لي
و ذاك الخوف الذي يسقط  سهما 
على خطى الغمام .
نلتقي
 بعد قليل كي نودع بعضنا
 و نجهش بالصمت .
و نترك  أبواب الصدف 
تصفق  لعبير نعالنا
 تسحب  ظلالها من 
ممشى  الصور .
انتصر
 أيا صمتي لصمتي
كي يخجل كل الكلام 
من صور تحجب صور الكلام .
رأيت مسائي 
لا كالمساء
و نلتقي 
بعد زحام الأصوات 
و هدير الذكريات .
نلتقي
 كي نودع طفولتنا المتبقية 
في ناي الرعاة
ونخل الأحلام .
نلتقي 
كي نلف حول 
خيط الحب العالق
بين أسمائنا القديمة
 و ياسمين الذكريات .
نلتقي
 كي نهب للريح
 أصواتا أخرى غير تلك التي
 ألفتها أسماؤنا
نلتقي
 كي نبدأ الظمأ سويا 
نلتقي
 في عطش جديد
نلتقي 
تحت خيمة السؤال القديم ..........

                                  سراج ادريس
                                 فاس    المغرب