‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص وروايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص وروايات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

الأديبة ليال أيوب تكتب ... جريد النخل /قصة

جريد النخل...قصة..  

 يبدو ان الصوت بدأ يتزايد بإرتفاعه..
ويصل الى مضاعفة في حركته الدائبة
كانماأوراق خريف..في هبوةمفاجئة
...
اوربما طقطقة اسنان قارضة..
محاولة ان لا تهدأ..
الصوت ليس بعيداً..كالأصوات التي يتلقاها البحر
بين عائديه ومغادريه..
وبين ماتتعشقه  وتتغلغله أخشاب السفن للماء
وصرير مغلق على عادته..
اوذلك الصوت الذي..يؤنسني حين اضع محارة 
كبيرة على اذني تدغدغ مهجتي
 واستمع كما لو انني ا تبادل النغمات مع أمير ساكن اعماق البحر..وربما بين( الاغيد والخرد)
يتبادر لشاب صوت حورية ما ..بشعرها الطويل 
تسحبه لرحلة شغف على تلك الصخرة الخرساء
حيث جزيرة  الروح..
ذلك الصوت كان محبباً لي عند غروب الشمس
والنهر بكبرياءه..
يجر موجاته الهادئة..معلناً عشقه لكل من احاطه و لابن الرعان الاشم..
فيتبادر بذهني اللمم من  جنياته السبع 
التي تجر فتيانها الى عمقه  بموليا نهرية لحظة الهاجرة.(.خميس تجرهن خود)
باغتني لحظة اكتشافي لذة الاصوات
عندليب بسمرته..في كوة  الجدار يغرد وحيدا
احببت ان اشاركه وحدته.للصابي المتيم.فبدأت أصفر 
له صفرات متناوبة غير متقطعة ملحنة 
مرتلة فرد علي بتغريد ابعد ذاك الصوت 
المقلق..فكلانا في الغمرات ( مغبوق ومصبوح)
تبادلنا صفرات اللاوحدة  بانسجام كمنشور احياه الله
فأحسست بمحبته لترغلتي. المنغمة..اخاطره على روحي..
تذكرت الصوت الاجمل في ذاكرتي ..
صوت.جريد النخل حين يراقصه الوسمي. 
لحظتها تختبأ..اشعة الشمس
فاعرف ان الشمس اختبأت في جريد النخل 
العالي..
هذا الصوت كان يؤنس حياتي فأقيم معه
علاقات لامحدودة ..في حكايا..كنت 
اعتقدها بمفردي ان الشمس عاشقة عاشقة حتى نخاعها..وحتى آخر غدائرها
ايضاً للمطر الذي يهدىء من حموتها الساخنة
..فيستر الجريد عن قصة عشقهما..
اتيقن من الصوت تماماً..حين تاتي صاحبة 
البيت التي لجات اليها..في وحدتي 
بعد حرب ما..
لاتخافي..خبأت صندوق مؤونة..فيه بعض الطحين
.وحدهم الفقراء..من يميزون هذا الصوت
غداً صباحاً..سأنظف المكان
من هذي الخدد..
اما انا..
عاد لاذني صوت المطر يناغم جريده في رقصتهما
الازلية..وهذا الرسيس..
والشمس تومأ باصابعها لشفاه المطر ...هشش..
..تعال اطفا الصِلى من نول الحَيا

تعال فجريد النخل يسترنا.؛
...
ليال أيوب...دمشق..

الأحد، 18 أكتوبر 2020

الروائية منى العبود تكتب .. القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

(( القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد ،فليرحل الجميع ،لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ ،لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد ،كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني ،كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله ،أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ ،فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل ،فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب ،مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها ،غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع ،مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها ،كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم ،ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي ،باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره ،كوني بخير لأجلي ،فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي ،رحيلكِ يعني رحيلي ،فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة ،باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق ،ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة ،فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج ،لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني ،ولا أن يرى هشاشتي وضعفي ،لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان ،كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة ،ألبستني أمي حاجياتي ،وأجلستني على كرسي متحرك ،نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة ،وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء ،تنفست بعمق ،كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة ،{أنظري هناك إلى ذاك العصفور ،وإلى تلك الفراشة الملونة... ،وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات ،أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه ،نظرت حولي أتعمق بالطبيعة ،ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور ،أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة ،نحو أدم ،نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي ،وسرعان ما حلقت عيناي نحوه ،وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات ،يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف ،يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده ،يمطرها بحب هندي ،بينما يغرقها بغزل تركي ،لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه ،المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله ،تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف ،لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك ،فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني ،علي الرحيل ،سأسافر ،جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي ،نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة ،ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً ،الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي ،غص به قلبي ،حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها ،أرشديني يا أمي

_أنظري هناك ،ليس إلى المدى إنما للمستقبل ،أن كان مثل هذا زوجكِ ،يتسكع مع العشرات غيركِ ،كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز ،أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها ،ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة ،تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة ،وعندما تقعين ستقعين وحيدة ،رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده ،هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي ،وتسلحت بها لأشد بها عضدي ،ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر ،هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي ،غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها ،رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات ،لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما ،عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا ،باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً ،عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي ،غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً ،ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً ،هرولت الأيام سريعاً ،وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف ،حادث سير أليم أنتج وفاة الأم ،والطفل في حالة حرجة للغاية ،يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل ،خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة ،بعد ساعة طرق الباب ،أذنت للطارق بالدخول ،ذهلت لمرآه ،كان وجهه متجهماً ،ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه ،باغتني بدهشة:
_وجد

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا ،لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم ،ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم ،ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف ،هي فتاة أخرى تدعى يارا ،تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم ،{ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟ لازال حبكِ ينبض في قلبي ،لم أنساكِ لحظة ،تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة ،ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان ،أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول ،باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد ،وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت ،وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر ،أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلم: منى شكري العبود_ سوريا

الكاتب ابراهيم عبد الكريم يكتب . .. حينما يحزن العصفور ..قصة

حينما يحزن العصفور
الكاتب : ابراهيم عبد الكريم /فرنسا

كلما نظر الأستاذ هشام في اتجاه  التلميذة سلمى زاده مظهرها المحزن انشغالا، كثيرا من الٲسئلة طرحت على   ذاكرته.  ماهو سبب  تعاستها؟ ماذا بوسعه فعله لتعود البسمة على شفتيها؟  لقد  أصبحت  شاحبة  الوجه، هزيلة الطبع  وكأنها لم تنم طيلة أسابيع عدة، انتبه لشرود ذهنها. تجلس على الطاولة  جامدة كالتمثال المنحوت، تتخلل نظراتها  ملامح الألم في صمت دائم وكأنها تعيش في عزلة أبدية بعيدة عن قاعة القسم التي تظم حوالي ثلاثين تلميذا، من حين لآخر،  وفي سرية تامة، يراقب  بعينيه كل خطوة من خطواتها  وهي  في وسط  مجموعة من اصدقائها وصديقاتها  للقيام بعمل جماعي في مادة العلوم الطبيعية. بلا شك تريد إثبات حضورها بالقسم  لكن في الحقيقة فكرها غائب.  ربما تحاول نسيان ما يشغل بالها لكن بعد ثواني محدودة   تحلق بفكرها خارج جدران القاعة. تبدو  وكأنها  وحدانية التفكير،  كانت حاضرة غائبة.
 في البداية حاول الأستاذ  هشام تفادي نظراتها  اليائسة، ظنا  منه انها لحظة  عابرة، ربما تكون نتيجة مشاكل مع الأصدقاء أو الصديقات لأسباب ربما لها علاقة  بسن المراهقة أو  ربما لأسباب عائلية، إلا أنه تفاجئ بتكرار نفس الصورة اليائسة الحزينة  طيلة  أيام الأسبوع الٲول ثم تلاه الأسبوع الثاني حين  تكررت  الصورة بنفس الوتيرة،  ازداد يأسها،  لا شيء يدعو للاطمئنان، سلمى  الفتاة التي لا يتعدى سنها الخامسة  عشرة من عمرها تعيش في عزلة تامة بملامح مخيفة تدعو للقلق. لابد من فعل شيء لمعرفة السبب لمساعدتها. عرف عن سلمى الاحترام ومجهودات لاباس بها لتحسين مستواها الدراسي،  تعمل بجد، تقدم كل ما في قدرتها  للنجاح في دراستها. لكن في الأيام الأخيرة أصبحت لاتقوم  بأي عمل  سواء داخل القاعة أو خارجها  على الرغم من حضورها اليومي بالقسم. أصبحت كالوردة التي تجف  من الداخل لانعدام السقي وقلة الأمطار  والاعتناء بها، ذبلت وإن لم  تروى  فسوف تضيع كليا.  قرر الأستاذ التدخل في محاولة معرفة السبب، ربما يكون عائليا، ربما تعاني من معاملة سيئة من طرف الزملاء والزميلات. أعطاها موعدا، مدعيا، مناقشة مستواها الدراسي،  على العلم أن الذي يهمه هي حالتها التي تدعو للقلق. لكن للأسف أن سلمى اعتذرت للكاتبة في آخر لحظة "لاعتبارات عائلية. كان لازم علي الرجوع  إلى المنزل للاعتناء بٲخي الأصغر لغياب كل من أبي وامي في عملهم" هذا ما صرحت به للكاتبة قبل أن تخرج من المؤسسة في اتجاه منزلهم.  
عادت الصورة أكثر تأزما، ومرة أخرى تعتذر عن الموعد الثاني الذي كان مقررا مع استاذها، لكن هذه المرة طلب الاستاذ من طبيبة المؤسسة استدعاء سلمى بطلب رسمي من الادارة.  هذه المرة استجابت للطلب، وجدت نفسها مجبرة لكي لا يصل الخبر إلى إذن والديها. دخلت المكتب وهي تسير ببطء، قدم وراء قدم، بعدها جلست  وقد ترقرقت الدموع في عينيها.  طلبت من الاستاذ التدخل ليتم اللقاء دون والديها، كل ما يهمها حسب اللقاء الأول هو كتم السر عن أبيها. 
كانت المفاجاة، سلمى، التلميذة  المراهقة، حامل،  توجد  في ورطة لم تكن السبب في وقوعها ولا تعرف مخرجا لها، تعرضت للاغتصاب بأحد الأحياء  حوالي الساعة العاشرة ليلا، حينما كانت في طريق العودة  إلى منزلهم  بعد حضورها عيد ميلاد صديقتها.  كتمت السر في صدرها خوفا من ردة فعل عائلتها اوما سمته بكلام الناس لا سيما وأن ما وقع لها جرت أحداثه بالليل. كانت خائفة  من أبيها. الرجل  الذي لا يترك فرصة تمر دون  الحديث عن سمعته وسمعة العائلة. حينما  يتحدث عن الفتاة في المجتمع يحملها كل المسؤولية عن ما يمكن أن يقع لها من مخاطر ، أما الأخ الأكبر فيعتمد على القوة في معاملاته داخل الاسرة.   كان جسدها يرتعش وهي تفضي بما في قلبها للطبيبة بصدق والدموع تملأ عينيها، فشت كل أسرارها دون تردد لكن في نفس الوقت خائفة من الحديث  لوالديها.  كتمت السر في انتظار ما تحمله الايام، صارحت الطبيبة بصوت خافت قائلة: " فكرت في مغادرة المنزل لٲي وجهة بعيدا عن مراى كل من اعرفه" هذا ما صرحت به التلميذة سلمى . كانت تعيش في رعب دائم دون انقطاع لمدة تزيد عن خمسة أسابيع.   الأكثر من هذا أنها تعرفت على مغتصبها  الذي يتجرأ  ويعترض طريقها من حين لآخر  لأنه يدرك أنها غير قادرة على إفشاء سرها لوالديها  والالتجاء إلى القضاء  ليحاكم قانونيا. في الٲخير قرر استدعاء والديها  لأخبار هم  بما وقع لها وحالتها  الصحية المتدهورة وفي نفس الوقت الاتصال بالشرطة لفتح تحقيق في الاغتصاب. في البداية أظهر والدها  تصلب العنيد بحيث حملها مسؤولية ماحصل. لكن بعد تدخل الطبيبة والأستاذ في محاولة لإقناعه  ببراءة  ابنته. لم يكن أحد قادر على انتشالها من دوامة التفكير في الاغتصاب الذي تعرضت له منذ خمسة أسابيع إلا والديها.   اخيرا تحقق هدف المتدخلين، فقرر متابعة الجاني قضائيا، فرجع الدم يكتسح الوجه الشاحب لسلمى، طافت عليها ابتسامة حذرة. إنها نهاية حزن وخوف دام أكثر من خمسة أسابيع التي كادت أن تسبب  نتائج  لا يحمد عقباها في حياة التلميذة  سلمى وهي  لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها كما تقرر  متابعة الغاصب قضائيا.  

فرنسا/16/10/2020 
إبراهيم عبد الكريم