الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

فاديا شيخموس تكتب .. اخذتك الحرب فتياً

أخذتك الحرب فتيا"
وأعادتك شائخا"
أيها الشيخ...
أغفر لبركة السيل
أغفر لبقعة الليل..
لطعنة العنق...
لبرهة رجموك
 وتفننو بالرجم
مثل قطنة
 مبلولة.. بالطين
مثل غيمة 
مغموسة بالفحم
مثل طفلة 
ممرغة ...بالوحل
اخذك الموت 
ورديا"مشبعا"بالامنيات
وأعادتك
شائكا فارها"مترفا"بالدم
اغفر لهم ياوطن....
دنسوك بوابل الرماد
جملوك بباقات البارود
وبقايا الرصاص...
هذا الوجه لايشبهك
هذا الموت لايقربك
 أنت شامخ ..
كالندى تتحدى ..
كالاريج تتمدد 
شذرات شذرات
كالصدى تتردد
 نثراث نثرات
                    فاديا شيخموس

عاهد الخطيب يكتب .. خريف العمر

خريف العمر
كان حمدان يحدث نفسه في خلوة بينه وبين البحر,
كانت أمواج البحر في رتابة وهدوء,
جعلته يسترخي, ويمضي بعيدا في رحلة العمر,
وقد ساعده على الإستغراق في ذكرياته,
إحدى أغاني أم كلثوم,
والتي كان يعشقها كثيرا بكلماتها وألحانها وأدائها,
إنها أغنية أغار من نسمة الجنوب,
فمضى مع الأغنية ومع ذكرياته
وهاهو يستذكر عالمه الخاص:
وتمضي بنا السنون في جد واجتهاد,
عمل وبناء,
تكوين أسرة,
انجاب,
متابعة لكل فرد,
يمضي العمر,
ويكبر الأبناء,
وينجحون,
ويتزوجون,
ونصبح أجدادا,
وربما نكون قد نسينا أنفسننا,
وقد شاب الشعر,
وتغيرت القيم,
وبعد هذا العمر,
أصبحت أقل شراسة,
وأقل دافعية لإثبات أي شيء
كوجهة نظر,
أو الرد على أي طرف,
أو حتى الشعور بنشوة
أو انتصار,
ربما أن هنالك شعورا خفيا بعدم الاستمرار في الحياة,
وما إن يات هذا الشعور,
حتى يحس كأن نزقأ من الشيطان يقترب منه
فيسارع بالإستغفار,
و لعل المشكلة تعود إلى أبعد من ذلك,
فقد جرت حياته منذ نعومة أظفاره,
على الجدية ومجاراة الواقع,
فكثير من الناس,
يفرض عليهم الواقع أن يكبروا قبل الأوان,
فلا يعيشون طفولة,
وكأنهم يولدون رجالا,
فقد سرق الزمن منهم أحلى سني العمر
كل هذه الهواجس أو فلتقل الخواطر,
كانت تمر على حمدان,
كشريط من الذكريات أثقله بالهموم,
وتبادرت إلى الذهن
تلك التساؤلات المقلقة والمربكة,
فما الحكمة من الحياة التي يعيشها بعضنا كنوع من الشقاء؟
نحرم فيها براءة الطفولة,
يحرم فيها القلب من نبضه,
هل نحن آلات ستعيش زمنا افتراضيا؟
ثم تستبدل بأخرى,
وتجدها إما أن يعاد تدويرها أو يتم إتلافها...
يبدو لي بأن فكرة إعادة التدوير فكرة جيدة,
فهل نملك مثل هذا الإمتياز؟
هل يمكننا بأن ندخل في دورة حيا أخرى؟
ألا ليتنا نستطيع ذلك؟
وقد قاطعت أفكاره كلمات وموسيقى هذه الأغنية,
والتي جعلته يبدوا في حالة اتحاد مع الطبيعة,
فمن المقدمة الصوفية,
وحتى رقيق الكلمات والمشاعر المبثوثة,
في كل مقطع من هذه الأغنية,
وجد أن هذه الأغنية تتحداه حتى كاد أن يكون فيلسوفا,
أو ربما كان ولا يدري...
فتارة يحسد الشاعر الشمس في حركتها,
صبحا ومساء,
وتارة يتمنى أن يكون زهرة,
وتارة يتمنى أن يكون طائرا,
وماذا لو لم أكن أمر بهذه الحالة؟
هل كنت سأحتفي بهذه الطبيعة؟
أو هل ستكون الطبيعة جميلة كما رأيتها اليوم؟
وربما تزيد حدة التفلسف,
فأخذ يسأل نفسه:
هل الشمس سعيدة في حركتها؟
أم أنها أسيرة في عليائها وتكابر؟
وهل الزهور والطيور تعبر عن حزنها؟
بينما نحن نفرح بها؟
تبا لحياة لا نفهم منها إلا المعاناة...
وتستمر الحياة ...
وتستمر المعاناة يوما فيوما....
عاهد الخطيب
28/9/2020

د.جمال فرغلي يكتب .. هل بين شعرك والنسيم مجادلة

*. هل بين شعرك والنسيم مجادلة ؟!  *
.قلبى لغم يتنقل فى طوفانك نجوى ..وروحك نار المرور.
فلأى فردوس اثور..وقيل اهبطا أجنحة تغمس البراكين 
فى سندس الشرايين...رأيت دمى سائلا يخضب أطرافها
..يمم تيممت حتى استوت فى الظهيرة اقمارها ..سهما رميت وما قد رميت .اصادت سهامى ام صادها ؟.. ما دلنى غير برق يلاعب اقمارها .تحمحمنى فى البرق عين المها 
..تأبطت لكنتك المستفزة قلبى عليا. كعبة للمريد 
متكأ لها فيا ..نجوة من شباك. نزوة فى خطاك .وانا فى هداك فى أمان الهلاك فى سماوات تنازع أمرها القديس. والوثنى
 ونزمزم فى نجوتها سيسبان السمسمية. وتاريخ الهوية
.هذى درة عين النورفكيف تفيق  تقاوم صحوك ..
فى هذا الجب المسحور ؟ ..ما بين نورك والملائك موكب.
ما بين وجهك والنهار قداسة.هل بين شعرك والنسيم مجادلة؟ امطارا من وله وشحوب فاتركونى أذوب ضحى فى الغروب من اغرقت الاحلام بسر هداها؟
_ وقلن اخرجى عليهن ربابا أهدابا ..حاشى لله ما انت بشر انت مليك النيران شهابا من يتلو آيات بشاشتها المستفزة 
فى زلزال الصحوة قلاعا من نور ..
مرحى فراشات تطير ولا تطير فى خيال الشاهدين 
.. تدعونى لميلاد اليقين 

     شعر / د . جمال محمد على فرغلى

فتحي مهذب يكتب ..جذور وينابيع

فتحي مهذب

             جذور وينابيع

ذات يوم 
سنختفي مثل فقاقيع هلامية..
تاركين أصواتنا معلقة على حبل الغسيل..
مثل ملابس شفافة في دير مهجور..
دموعنا في زجاجة ثمينة للغاية..
ظلالنا مندسة في عروق دوار الشمس..
تاركين أخطاءنا في قاعة الإستحمام..
قمح صلواتنا في عيون الصغار..
أجراس خطواتنا في المعابد..
سنختفي إلى الأبد..
تاركين الشمس تواصل لعبتها العبثية..
والقمر يضحك باستمرار
فوق رؤوس الجبال..
مثل إلاه تضحكه مشية الموت العرجاء ..
تاركين بريد التعازي لحمام الصداقة..
تاركين شقوقا عميقة 
في قلوب الأحبة..
قواربنا لبحارة لم يولدوا بعد..
مقاعدنا لضيوف جدد..
منازلنا الهشة للعميان..
والغابة الأبدية لطيور الهواجس النائمة..
صورنا الأنيقة في ألبوم العائلة..
وفهارس أسمائنا في الحديقة..
بينما أرواحنا الجميلة..
والمتعبة جدا..
تزور العالم الحي..
في شكل فراشات نادرة..
تتدافع حذو شجرات اللوز ..

سامر منصور يكتب .. الحب يصنع الرجال

الحب يصنع الرجال

فتحتْ حقيبة الضوء
أخرجت شمسا صغيرة
وتركتها لتحبو بين أضلُعي
شعرها ليلٌ مضيء
غنيٌّ عن النجوم
كلما رأيتها أمسك روحي
ولاتمسكني الأرض
كلما رأيتها شعرت شعور قطار
لايستطيع السير
إلا بمسار واحد
وكلما افترقنا
عدت على ذات الخطا
ألملم فتات الذكريات
مترنحا كفرخٍ عرف الجوع
ولم يعرف كيف يمشي بعد
عندما أنتظركِ قبالة الجامعة
لايعود الشتاء باردٌ
وعندما أراكِ
يبدو المطر
رشة عطرٍ سماوي
ويزول الفارق بين
كف الريح وأنامل النسيم
فتدغدغنا
كجدة تداعب
حفيديها المشاكسين
لايهم أين نسير
أين نجلس
فحتى الرصيف
يبدو كجناح العنقاء
فالكون كله يحترق
احتراقا سحريا.. وينبعث
انبعاثا قزحيا دافئا
كلما جعلتك تضحكين
أشعر معكِ أن لاشيء مستحيل
قد أحضر خيطاً أربطه
بأسفل الشمس
كي تسحبيها كبالونٍ جميل
يضمن ابتعاد المساء
ابتعاد موعد تركك لي
وعودتك إلى المنزل
لايهم عندما أفتح لك
باب الحافلة
أو سيارة الأجرة
فأنت تصعدين كأميرة
ويختفي الناس
نحن دائما وحدنا
ولعلنا نبالغ أحيانا
ربما لأننا نؤمن
أن للحب
طاقة سحرية
وتوهجاً
يحجبنا عمن حولنا
أجمل ياسمينة
تلك التي تقطفينها
أجمل الثياب
تلك التي ترتدينها
أجمل الموسيقى
تلك التي تضحكينها
كل الناس يحتاجون
بحتاجون المفارقات
أو السخرية..
كي يضحكوا
أما من يملك الحب
يضحك دوماً
فالحب
مفارقة مدهشة
وسخرية من كل هذا
العالم الرتيب
شباك منزلك وحده المضاء
مقعدك في الجامعة
وحده مضاء
وكل مكان تشرقين فيه
هو المكان
ومادونه
ديكورات مبتذلة لهذه الحياة
الكون لغة ميتة
وأنت المعنى
إحياء المجاز
والانزياح عن الموت
ولو كنا نحن الرجال شجعانا
لاعترفنا
أن الحب
يصنع الرجال

الأحد، 20 سبتمبر 2020

الشاعرة فاديا شيخموس تكتب .. في القلب امنية

في القلب امنيه
..شظايا اغنية 
من ياسمين 
تناثرت 
فجمعتها عصافير 
عالقة باشواك الحنين
 وصاغت ستائر 
مرهفةمنقوشة
 بغبار السنين 
وحدها 
وسادتي المرهقة
 تشاركني
جنازة الحلم
 الأخير 
تشرب علقم الوقت 
وتمارس معي طقوس 
الشهيق
              فاديا شيخموس

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

حسين عبروس يكتب ... يا طائري

يـــــــا طــــــــائري

كمــــــــا تطفر الدّمـــعة

الحــــــــرّة الآن

بيـــــن الجــــــــفون

كمــــــــا ينبض القلب

بيــــــن الضلوع

وخــــــلف العيـــــون

أحـــــــــــبّك يا طائري

رغم رجـــــع المنــــون

وأشفق منــــــي عليك

إذا مــــــــا كبـــــــرت

وهدّ بنـــــــائي السّكون

فأصـــــــرف في العمر

جـــــــلّ الأمـــــــــاسي

وجـــــلّ المـــــــــــآسي

وجـــــلّ الأمــــــــــاني

لتــــــــحيــــا بقـــــــــلبي

نـــــــديّ الغصــــــــــون

الخميس، 17 سبتمبر 2020

نعيم يوسف يكتب...همس الحروف

همس الحروف
والله ما 'ذكرت° أحزاني في بلد_ _
                    إﻻ وقالوا عليل  الحب  إياه'
بانت بوجهي مآسي ﻻ عداد لها
              وماخفى البان  من أسباب بلواه'
والبعد' عنك_ عذاب" ﻻقرار  له 
              فؤادي الشوق'  والهجران' أدماه'
هذا الفراق' أصاب القلب في كمد_ _
             والجرح' ينزف من آهات  فرقاه'
فهو الكليم  بنار الوجد من وله_ _
              ولهفة' القلب زادت من رزاياه'
 أتى عليه  ولم يترك° سوى نبض_ _
               يحيا به  والفراق المر مجراه'
قد يسأل الصمت من أسباب محنته
               قولي بأنك من ثالوث يرعاه'
 'أم" لها في أحﻻمه  صور" 
                 أرض"وبيت" وأب" كان رباه'
وأنت ياشمس  في عينيه مشرقة     
                 هات يديك_  دليﻻ حتى مسراه'
 أضحى كفيفا و ماعادت مدامعه 
             ترى الطريق الى سرداب  مأواه'

فصادق البحر  والشطآن مرقده'
              حتى يعود' إلى من صار يهواه 
باﻷمس كنت _دواء 'يستطب' به 
              واليوم فيك_زمان' اﻹنس يبداه'
-------؛
-------
وليت جيزان' ضمتنا لشاطئها
                  لكنا فزنا  بما نحن' اشتهيناه'
أنت الوفاء' لعهد_ _صاريجمعنا
                أنا النعيم ﻷت_ _ سوف نحياه'
نعيم يوسف انديوي  
16/9/2020

د.عبد الله دناور يكتب ... عائلة

ـ عائلة ـ
ــــــــــــ
أنت عندي
في الروح
من عائلة النور
أمك الشمس
أخوك القمر
أخواتك النجوم
وبينك وبين الشهب
صلة قربى
تسكنين تلك المجرة
وأنا بعض كوكب 
لي لذة الأشواق
فالقلب لا يجيد التحليق..
كالأشعة في السماء
إنما يشرفني الإنتساب
لهذه العائلة الكريمة.
ــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.  17/9/2020

فتحي مهذب يكتب ... قبل طلوع الففجر من ساق النعامة

فتحي مهذب

                                                          
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
                

أقول : لأشباحي التي تختفي في الخزانة. 
التي ترضع حليب المخيلة. 
بزعانف مستدقة معقوفة . 
لا تغضبي. 
سأقطع أصابعه. 
وأطرده من الحانة مثل آخر موريسكي. 
راشقا حزمة من الأظافر في عموده الفقري. 
لأنه لم يبك معي . 
لم تزرب دموع زرقاء من( عنق حصانه) 
لأنه أخفى نايه البديع ولم يسمعني نشيد القيامة.
لأنه باع صلبانه بثمن بخس. 
لأنه لم يقرص ثعلب النثر الأحمر.
لم يحي روحي التي إفترستها المتناقضات  في سافانا الجسد. 
لأنه لم يذهب معي إلى الله
في معسكرات التعذيب اليومي. 
قلت لنوافذ بيتي لا تقلقي. 
سأشنقه وأتلف قمح هواجسه. 
سأطعم جثته الزنخة للضواري. 
سأرمي خاتمه في بئر ضريرة.  
قبل طلوع الفجر من ساق النعامة. 
الحارس الوثني يفرغ مثانته
في الكلمات. 
مسدسه بومة تلدغ النهار
وجلد الساعات الهرمة. 
أقول للبستاني : لا تغضب . 
لن أجمع أضمومة من الأزهار المتلعثمة. 
لن أشذب جدائلها وأهديها إليه 
في عيد ميلاده العبثي.  
لأنه خان الله وخانني في غابات اللاوعي المعتمة. 
تاركا إياه يتعذب في الأدغال  البشرية. 
سأهشم دراجته الثمينة. 
قبل طلوع الحية الملتاثة من جسد المهرج. 
أقول : لفراشة تئز في ورق عباد الشمس. 
لا تذهبي إلى جدوله المليء بالدم والفضيحة  . 
سأقتله الليلة وأمثل بجثته المتعفنة. 
لأنه أخفى خبزه ونبيذه في ناووس. 
جر غيمته الكثيفة إلي مرتفعات العدو. 
تاركا وردة الأبدية تذبل في تلافيف السجن.

فاديا شيخموس تكتب ..رماد امرأة

رماد امرأة
لم يعد يعتلي اشتهائي 
وهج النار
أورقت اصابعي عن يدي
كما تورق وردة عن الحياة
لم يعد جنوني يلفت البزاة
لم يعد جوعي
 يشبع نهم الاصدقاء
لم يعد عزفي 
يلملم غيم السماء
ويرسم قطعان 
من القبلات
دون قبلات
لم تعد تزدهي 
صباحاتي بأغاني  الفجر
دونك ماجدوى الحياة؟
أمنت بأن
معك فقط كفايتي
بك فقط بدايتي
               فاديا شيخموس

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

سعيد تايه يكتب ... همسات دافئة

همســات دافئـــــة
شـعـر : سـعـيـد تــايــــه   ( البحر الكامل )  عمان في 15/9/2020
هَمَسَـاتُ قَلْبِـي لِلْمَليــحَـةِ تَـخْفِــقُ   وَتَسـيـلُ دافِـئَـةً كالـزُّلالِ تَـرَقْـرَقُ
فَتَهـيـجُ مِـنْ كَلَـفٍ حَـرَارَةُ وَجْــدِهِ  والشَّـوْقُ بالكَلِـفِ المُعَنَّـى يَعْلَــقُ
يَـا أنْــتِ إنِّـي فـي هَــوَاكِ مُـتَيَّـــمٌ  فـي بَـحْـرِ عَيْنِـكِ زَوْرَقِي يَتَعَشَّقُ
وَيَهيمُ فَوْقَ المَوْجِ يَمْتَشِـقُ الهَوَى   وَيَكَـادُ مِـنْ فَـرْطِ الجَــوَى يَتَمَزَّقُ
وَيَسـيـرُ حُـبُّـكِ فـي وَرَيـدِي رائِقَاً   يَحْـدُو مَطَـايَــاهُ الغَــرامُ المُــورِقُ
قـدْ زارَ طَيْفُـكِ فـي المَنَامِ أريكَتي   يُهـــدِي إلَـــيَّ تَـحِــيَّــــةً يَتَشَــوَّقُ
خَفَقَـتْ لِطَيْفِـكِ أضلُعِـي فَـكَأنَّ لِـي  "فـي كـلِّ جَـانِحَـةٍ جَنَـاحَـاً يَخْـقِـقُ"
وَلَقَــدْ رَأيْــتُ عَـلَـى جَبيـنِــكِ دُرّةً  كالشَّمْسِ تَسْطُعُ بالضِيَاءِ وَتُـومِـقُ
فَتَمَلَّكَــتْ مِنِّـي الفُـــؤَادَ وَمَهْجَتِـي   راحـتْ تُـؤَمِّلُني بالوِصَالِ وَتُغْــدِقُ
بَهَـرَتْ مَحَاسِنُهَـا الفَـريـدَةُ أعْيُنِي  فَتَـرَنَّحَـتْ مِـنِّـي الجَـوانِـحُ تُحْــرَقُ
هـذي مَفَـاتِنُهَـا الثَّـرِيَّـةُ تَـزْدَهِــي  تَـزْكُـو عَـلَـى مَـرِّ الـزَّمَان وَتَعْـبِـقُ
العَسْجَـدُ الوَهَّـاجُ فيهــا مُشْـرِقٌ  والـوَرْدُ مَـنْبَـتُــهُ الخُـــدُودُ مُـزَوَّقُ
والـدُّرُّ مُنْتَظِـمٌ يُحـيـطُ بٍعُنْقِـهَـــا  والطِّيــبُ مِــنْ أردانِـهَــا يَـتَـدَفِّـــقُ
فَتَنَتْ عُقُـولَ العَاشِقِينَ بِحُسْنِها  تَمْشِي كَمَا تَمْشِي المَهَاةُ وَتَـرشُـقُ
إنِّـي لِهَـذا الحُسْنِ أوَّلُ عَـاشِـقٍ  أهــوَى الصَّـبَـابَـةَ لا أمَـلُّ وَأصْـدُقُ
أُهْـدِي لَهَـا عِـطْـرَ النَّسيمِ تَحِيَّةً  تَفُـوهُ بِمَـا تَحْــتَ الضُّـلُوعِ وَتَنْطِـقُ
فَإذا ارْتَضَتْ كانَ النَّعيمُ حَليفَنَـا  يَـنْـــدَى وَيُـرْسِـلُ نَفْحَــــةً تَتَـنَشَّــقُ
هذي مَشَاعِرُ عَاشِقٍ قد سَاقَهَـا   عُـرْبُـــونَ حُـــبِّ لِلْحَبيبَــةِ يَـلْـبَـــقُ 1
1. يَلْبَـقُ : يليـقُ
شـعـر : سـعـيـد تــايـــه
عمان _ الأردن 15/9/2020

الخميس، 10 سبتمبر 2020

منى العبود تكتب ...ظلم على مقصلة الموت...قصة قصيرة


بقلم منى شكري العبود 
قصة قصيرة 
 ظلم على مقصلة الموت

جالسٌ عند ناصيته ،أراقب سيلان الدم الخاثر على امتعاض ملامحه ،وانصت لنفحات شهيق روحه المتألمة ،ذرفت المزيد من دموع الألم بعجزٍ قاتل ،وأسرفت بمشاعر الحزن والأسى حتى غدوت صريع نوبة قلبية ،اجتزت الكثير من المحطات بصلابة رجل مغوار ،وعقدت الصفقة الأخيرة مع الموت لأعود للحياة بعجزٍ في القلب قد يودي بحياتي أن أسأت إليه أو أن سمحت لأحدهم بالإساءة ،كتب في البند الأخير (قد ولى زمن الفرص المتتالية) ،فتحت عيني أتلقف أول ما أرى بعناق حار مبللاً بدموع الشوق ،لكنني لا أرى سوى خيالات شفافة ناصعة تترنح أمامي ،هل يعقل أن الحياة قد استهزئت بي؟ ،أنظر حولي بشغف ضالٍ يطمع برحمة ربه التي لا يستحقها ، أتمعن في أيّ الدرجات غدوت ،بعد حسناتٍ قاحلة ،وأعمالٍ مسخطة ،وذنوبٍ فائضة ،أفزع... أغرق في صمت مطبق يصحبه ليل دجوجي من جديد ،يلفظني الموت مرة أخرى لتلتهمني الحياة بنهم ،ينتشلني من دوامة فزعي صوت أحدهم الذي يهمس لي (أمجد...أمجد هل تسمعني؟؟)) أهز له بطرف سبابتي بجهدٍ بالغ ،يصرخ بسعادة تطغى على كل شيء وكأنه يترقب اللحظة أنه أخي زيّد المحب الوحيد ليّ:
_لقد عاد أمجد... لقد عاد يا شغف
أسأل نفسي :وهل رحلت لأعود من جديد ،شريط باهت يعرض أمام عيني بسرعة فائقة ،أسأل بحرقة:
_هل مات مهاب؟؟
تقترب مني بتؤدة متوشحه باللون الأسود ،ترمقني بنظرات شتى لم أتبين لها معنى صريح ،تقترب مني أكثر ،ثم تهمس في أذني بغل:
_لقد سلبوك كل شيء يا أمجد ،رغم ذلك لقد سلبوا منك أقل ما سلبت منهم ،تستحق لكنني ومهاب لم نستحق الأذى يوماً أنت السبب ،(أردفت بحنقٍ شديد:) لقد قتلتنا ألف مرة يا أمجد ،أنظر لنفسك نصف حيٍّ عاجز لا حول لك ولا قوة ،(صمت قليلاً ثم أضافت بلطفٍ مصطنع تصحبه بسمة سخرية:) لعلك تقصد باب التوبة بيقين كي يفتح لك
ألقي في وجهها سؤالي وأذناي منتظرة أن تتلقف الإجابة بنهم:
_وهل تغفري لي؟؟
همست في أذني بحنق شديد تتعثر حروفها بسيل دموعها فتخرج متقطعتاً:
_لم ولن أغفر لكَ يوماً ،سلبتني نقاء روحي وإنسانيتي ،أدميتني ألف مرة ،وأهنتني ألفاً ،كنت أتألم برضا ،وكنت لكَ دوماً نعمَ المرأة الصالحة ،لكنك كنت رجلاً خائناً جباراً ،أحكمت علي قضبانك كي لا أفر من ظلمك وقهرك يوماً ،(صمتت برهة ،ثم أردفت بحنان أعلمه لطالما تذوقت طعمه مراراً وتكراراً رغم جبروتي ،لطالما كان وجبة روحي المفضلة) لكنك لم تكن تعلم أنني لم أنوي الرحيل ،إنما كنت انتظر لحظة عودتك لي تائباً ،لم ارجوا لكَ الموت أبداً وأنت على حالك ،خشيت عليك من نار الجحيم ،رغم ما فعلته بي (أردفت بنشيج بكائها بغضبٍ هادِر )،لكنني لم يخطر لي يوماً أنني ومهاب سنقطف زرعك بأشواكه ونأكله بسمه
_الآن قد عدت تائباً و....
قاطعتني بحدة:
_الآن قد يئست ولا أرجوا لك ألا مما أشعرتني به ألماً مضاعفاً ،فلتغرق في جحيمك ،تباً لكَ يا أمجد
همت بالرحيل ،كل ما فيني بدأ بالصراخ والبكاء وعينيّ تحلق بأسى خلفها ترجوا غفراناً لا تستحقه ،نظرت لي باشمئزاز طعنني في قلبي ثم رحلت ،نظرت إلى عجزي الذي لم يستحق الآخر حتى شفقتها ،هرولت ذاكرتي إلى ذاك الزواج بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات ،ذاك الزواج الذي أثمر لي بعد عشر سنين عجاف ولداً معاق قلبياً سلب مني روحي لتردم ذاك النقص الذي يعتريه ،لازمته بقلبي وعينيّ ثمانية أعوام حتى شفي تماماً ،أينع على يدي هاتين باسماً ضاحكاً
حلقت في سماءنا غيوم حربٍ سوداء ،غردت الغربان ،ونعقت العصافير تبشر بانقلاب الليل لنهار والنهار لليل ،غدوت واحداً ممن يقبض الأرواح ،تمردت متناسياً نهاية النمرود ،وتجبرت متجاهلاً غرق فرعون بجبروته ،متجاهلاً العدل والقصاص الرباني ،بطشت بمشاعر زوجتي حبيبتي أولاً ،تمرنت أمام دموعها وتوسلاتها بتركها وشأنها على الصمود أمام قهر المظلومين ،أعدت المحاولات مراراً وتكراراً إلى أن غدوت بقلبٍ حديدي لا يعرف الرحمة ،خرجت لساحة الحرب كوحشٍ كاسر ،أزئر بصوت ((الغلبة للأقوى)) ،أنهش بأنيابي التي برزت كل ما يعترض طريقي ،وئدت الضعفاء ،سلبتهم أطفالهم ونساءهم ،كرامتهم وشرفهم أمام أعينهم ،وتركت بعضهم معاقين مبتورين الحياة منتظرين الموت
في ليلٍ عاتٍ انقلبت الموازين وحان وقت القصاص ،صرخت أرجو رحمة لا استحقها لكن ولدي يستحقها ((لم يحن وقت القطاف بعد لازال في أوائل نضوجه)) ،سلبه الموت مني عنوة ،بعد أن سلبوا جمال وجهه بحربة أسلحتهم ،وصفاء صوته بصراخ الألم والاستغاثة بي ،ونقاء جسده بدماء ضجرتها جروحٌ بالغة أهلكته ،بتروا قدميّ  اليسرى ويدي اليمنى وتركوني حياً بعد أن أجلسوني عند مقدمة رأس ولدي أراقب لحظاته الأخيرة ،وأطرب بشجن ألمه ،أخذني الموت في رحلة للنهاية ،ثم أعادني بإعاقة قلبية يمنحني بها الفرصة الأخيرة للتوبة ،يربت زيد على يدي بحنان ثم يهمس لي:
_لا تقلق باب التوبة لم يغلق في وجه أحد يوماً
_وهل لدي وقت لقرعه ،أظن أنني لن أستطع اللحاق به ،عجوزٌ يقرع ذاكرتي صوت دعائها باستمرار بعد أن قطفت روح ولدها أمام عينيها (أرجوا لكَ من الله انتقاماً لا سلام بعده ،أرجوا لكَ من الله جحيماً يغلي بك إلى أن لا يبقى منك الأثر ثم تخلق من جديد لتذوب بجحيمه من جديد)يتبعها صوت طفلة أجهشت من البكاء والخوف بعد أن قتلت والديها وعيناها المختبئة مني تترقب ما يحصل ،تبعت حينها صوت بكائها ،لتنفجر في وجهي باكية تردد: (أذاقك الله ناراً كالتي في جوفي لا راحة لكَ بعدها) أتعلم ماذا فعلت يا زيّد حيّنها ،قد ذبحتها بخنجري ،قطعت أوتار صوتها كي تكف عن الدعاء ،وهناك المزيد والمزيد من الأصوات تقيم ضجة صاخبة ترجوا انتقاماً يليق بظالم مثلي
بكى زيّد بحرقة ثم أردف بحنق شديد:
_لم أتوقع أنك بهذه الوحشية يوماً ،قالوا الكثير عنك ،لكنني لم أصدق أحدهم ،لطالما كانت صورتك الإنسانية القابعة في جوفي تتحداهم ،قولك هذا قد أرداني أمامهم صريعاً مهزوماً يا أمجد ،(صمت برهة ،ثم أضاف بصوت رقيق تطغى عليه بحة الخيبة:) قد خيبت أملي يا أمجد
وخزٌ قاتل في الضمير يصحبه ضيق تنفس رهيب يجتاحني ،أشعر بأن الأوكسجين قد أصيب بداء الشح ،عرق بارد غزير يتساقط من جبهتي ويحتل سائر جسدي الذي غزته قشعريرة أرعدت أطرافي ،غثيان أرجوه أن يلفظ كل ما في جوفي من ذنوب ومشاعر وبؤس ،أشعر بأن قلبي أصيب بنوبة هلع جعلته عاجزاً عن تنظيم نبضه ،ألم قاتل يجتاح ظهري ثم رقبتي وصولاً إلى ذراعي الأيسر ،حالتي تزداد سوءاً ،أشعر بأن الأوكسجين قد تفاقمت حالته وأصيب بداء البخل ،دوار شديد جعلني أحلق ،صوت صفير عالي يخترق طبلة أذني وصولاً إلى قاع جمجمتي ،أسمع صوت زيّد يصرخ:
_أيها الطبيب أنه يموووت أسررررع
نعم أصبت أنني أموت ،عاركت لنطق الشهادتين لكنني لم أفلح بفعلها ،وغدوت في ثباتٍ عميق

منى شكري العبود

الخميس، 27 أغسطس 2020

عبد القادر زرنيخ يكتب .. ترسم وكأنك في أدب وفلسفة

ترسم وكأنك....في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي).....(فئة النثر)
.
.
.

ترسم

    وكأنك لم ترسو بحبر الأشرعة

أنا للحروف راية أرقتها القافية

     ترسم

     وكأنك إنسان بلا ذاكرة بلا وطن

      وكأنك وطن لا تتلوه قصائد الأوطان

تقرأ

    وكأنك لم تمر بين الحروف 

     وكأنك ذاكرة بعالم النسيان

من سيرسم أحلامي حرا من كل الفصول

     من سيرسم أبجديتي على الرصيف والدروب

تقرأ

وكأنك كلمة عابرة على هامش السنين

       وكأنك مفردة لا تقودها الأقلام

تقرأ

وكأنك هامش بين الطرقات

     وكأنك وحي من عالم الأحلام

ترسم

كعشق مازال يرنو كلماته ولم يصل

    مازال يبحث كناياته ولم يقل

تحكى

وكأنك رواية لا يعيها عالم الحكايات

    وكأنك لم تكن حلما على القول والأقوال

ترسم

وكأنك ذاكرة يتوه بها النسيان

    ربما تخونني المفردات ربما تكسرني الكلمات

ترسم

وكأنك قمر بلا أطياف تعادله ظلمة الأوجاع

     وكأنك التاريخ بلا رحمة على قارعة الضعفاء

تقرأ

وكأنك قافية بلا وردة تعي بحر الآمال

    هناك من رسمني وحيدا بين الحروف وأزقة الأقلام

أمشي على ربوع الهدى أبحث الغفران

       يلثمني الحاضر الماضي بآمالي وكأنني خارج الزمن

ترسم

وكأنك حديقة تغار الحقول من منابرها

     وكأنك حرا من أسوارها على قارعة الصفحات

ترسم

وكأنك للطريق رصيف لا تراه الناس بأقدارها

   وكأنك نصا لا تتلوه الحروف أمام العبارات

تقرأ

كهامش على الصفحات لا تتلوها العبارات والأوزان

      وكأنك حر من تلاوة كل الشعارات والأحياء

تقرأ

وكأنك غربة لا تعيها ورود السلام وروح الكبرياء

    وكأنك غربة تحت وطأة التاريخ يقودها الدخلاء

ربما أسهبت بشخصيتي الوجودية

       لكنني أعني حريتي الإنسانية

ترسم

   وكأنك أثر بين الرماد لا تراه النار الأثيرية

      وكأنك قشة بين الشعارات رمتها أسوار الوطن

تقرأ

وكأنك لغة بلا  مأوى تبحث الدواة حائرة

    وكأنك أبجدية بلا هوادة

     تصيح على دروبها البلاغة

ترسم

وكأنك منبر بلا كلمة بلا حرف بلا مأوى

    وكأنك بلاغة بلا قلم يعتصرها الألم

ترسم

وکأنك لعبة بلا وطن

        قصيدة بلا قلم

          سعادة بلا فرح

ترسم

وكأنك خطوة بلا أثر

   وكأنك منفي بلا سفر

        معزول بلا مطر

ربما المفردات أرقتني قبل البشر

   سأرسم المجد رغم الطين والحجر

أنا الحر بعاطفتي رغم العشق والشجن

     أنا الحر بحرفي رغم العداء والمحن

      أنا الحر بدفاتري رغم محبرة المحن

وجدت نفسي خارج النسيان إذ الحاضر يرسمني

   على العرش حرا لا يقيده رسم ولا قراءة القلم

ترمى

     وكأنك قيثارة عزفت روايتي بكل أبجدية

           وكأنك حر من الظلال إذ الليل يحادثني

ترمى

  وكأنك الصمت أمام البلاغة وجنون الرواية

     وكأن الوطن الحر أمام فجر الولادة

تكسر

وكأنك هوية بلا رقم بلا وطن

           وكأنك وطنية بلا فجر فماذا من الشعارات ننتظر

أنا للحروف  هداية فكيف أرمى أمام الوطن...........

    الكلمات ترسمني وأرسمها فكيف يمحوها الزمن

      من سيتلو حريتي أمام ذاتي إذ الوطن ينتحب

                أنا الحر بكسر أقلامي إذ الظنون حائرة العبارات

أحلم

وكأنني دمية من عالم الظلال أرسم الوطن

      أنا الوطن وإن رميتم أبجديتي

            سأحيا قنديلا يضيء قصيدتي

.
.
.
 توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

عبد الرحمن المضلعي يكتب ..نهاية الظلام

نهاية الظلام
ــــــــــــ
رويدكَ ليس دمي مستباحْ
سأعلن للعالمين الكفاحْ

حذاري نفخت الرماد اللهيبْ
حذاري فتحتَ صديدَ الجِراحْ

سخرتَ بأناتِ شعبٍ صبور
وأسمعتهُ قهقهاتَ الرباحْ

فلا يخدعنْكَ الظلامُ المقيتْ
 غداً سوف تشرقُ شمسُ الصباحْ

'ويجرفك السيلُ سيلُ الدماءْ'
وقصفُ الرصاصِ وعصفُ الرياحْ

فخذ من دمانا تزدنا شموخْ
سيصلبُكَ الصبرُ فوقَ الرماحْ

'ففي الأفقِ الرحبِ هول الرعودْ'
يُبيدكَ في العالمِ المُستباحْ

فما أنت إلا سراب كذوبْ
ستأكلكَ النارُ فوقَ البطاحَ

عبدالرحمن المضلعي
مستوحاه من قصيدة قديمه