الجمعة، 9 أكتوبر 2020

عبد الإله ماهل يكتب .. صحفي في محنة ..رواية

الفصل الرابع من رواية "صحفي في محنة"

بلغ النبأ الى الزوجة، فنزل عليها كالصاعقة، كادت على اثره ان تفقد جنينها الذي لم يبقى له سوى الشهرين، ليكتمل ويعرف النور. 
حاولت مقاومة الالم، لكن الصدمة كانت اقوى؛ تجلدت واستعادت بالله.
حز في نفسها هذا المصاب، مصاب بعثر جميع الاوراق. تصادف يومه واجازتها السنوية، فلم تجد بدا من القنوت في بيتها، والاكتفاء بالهاتف؛ لعلها تصطاد خبره. 
ضاعت عليها العطلة السنوية، وضاع معها الاستجمام بين ادغال ذلك الوادي، وضاعت بين زحمة الاقارب والاصدقاء والوسطاء، وضاعت بين العرافين وقراء الفنجان.
 اوهمت صغيرها ان اباه في سفر؛ لترتاح من اسئلته، ولكنها سقطت في مغبة السؤال وضرورة الجواب. 
فلا الصحافة ارتاحت ولا اراحت؛ ضخمت الأمر وزادت في الطين بلة حتى غذا موضوع القبض عليه، واجهة الصفحات الاولى؛ فكان حديث كل لسان، طغا على واقع الاحداث، وانسى الناس حالهم من جفاف وبطالة ومحسوبية.
سخرت له الاقلام بسخاء على مختلف الشرائب، وتضاربت حوله الاقاويل حتى اصبح حبل المشنقة قاب قوسين او ادنى من عنقه.
وضعت راسها على الوسادة، واغمضت عينيها املا في النوم. تحرك الابن جانبا، ربتت عليه وجذبته بحنية الى صدرها؛ فاستسلم الى النوم العميق.
خفق الجنين في بطنها، فتلمست موقعه وابتسمت، ادارت وجهها فتصادفت والوسادة صامتة خالية.
 فحتى بالأمس القريب، كانت كلما تصيدت حركة ببطنها؛ الا واستعجلت زوجها، لتتملى بفرحته. 
انهمرت عيناها بالدموع، وبدت علامات الاستفهام تلقي بظلالها، وتقض مضجعها، ولا سبيل للتخلص منها؛ اللهم مداراتها الى ان يأتي الله بالفرج القريب.

تاليف: أ. عبدالاله ماهل
المغرب

موسى الشطري يكتب .. الياقوتة السوداء ..رواية

المقطع التاسع عشر
رواية ( الياقوتة السوداء )
موسى غافل الشطري

* * *
في بداية الاستعداد لإجراء مراسيم عرس شمران ، ألقي مبكرا في المساء ، و على عجل بالبسط و السجاد إلى الربعة ، في حين شرع خلف بفرشها تشاركه عدة أيدي .
أقدام تروح ، وأقدام تجيء . و تقّلت القهوة بالمقلاة ( مطقطقة ) بطرب ، وقد ضوّعت الأنـــوف برائحتها الزكية . ووضعت فــي الهاون . وراحت يدٌ تنقر:
- (دن..دن ترن..دن..ترن..دن دن...ترن).

* * *
جرت قدما سعده ، مثل القطـاة . من طرف الدار ، إلى الطرف الآخر . ألف ألــف شغــل ينتظرها . وألف ألـــف شغل لم تبدأه ، من وراء التحضيرات لعرس شمران . و لو كانت واحدة غـــــــيرها لكفرت بالحائط ، وقــــالت :
- ( تف على الحايط ) (17) طلعوا الدود الأخضر من عيوني ، قابل مثل قصة ( أبو الـﮜبان ) (18) يزرفون مؤخرته بعود شوك ، و يروح أطفال القرية يفرونه ويرددون ، وهو يرفرف بجناحيه من الألم :
( شلون أُمك ترﮜص بالعيد . ... شلون أُمك ترﮜص بالعيد ) .
مثل هذي الحياة ..تف عليها . أي .. نعم لكن سعده . و بعد أن تمعنت في حالها، تبين لها : أنها ليست من ذلك الصنف . سعده أريحيّة . سعده ولو ...سوده...لكنها مثل مسبحة اليسُر ، حجر كريم . هي مو أبو الكبان ، مزروف (الِتنّاحه)19 ، لكن هي أبو الكبّان بطاعتها .ومن اجل عمها الشيخ حرب وأخوه شمران .. .هيّ ما تنحرج ويكون حالها مثل حال أبو الكبان. شلون تستطيع مثيلتها أن تكون وفية ؟ وكيف هي ما تستطيع ؟ كيف استطاع خلف أن يكون مثل ما هو الآن؟
ألقت آخر سجادة من حضنها ، و وضعت يديها على خاصرتيها وقالت :
ــ آ..............خ . ما ظل عندي ظهر...
(شلون أمك ترﮜص بالعيد ..شلون أمك ترﮜص بالعيد) .
و اگول :
ــ (أَهّا ..وَ هّا..وَ هّا ).
وراحت تفر بعجزها وتكركر:
ــ لكن يكفل العباس أُبو فاضل .. لأعطيها حقها . أنا أختك يَخلف ، مطلوب مني ارفع راسك ، ويْمِدْحن بنات الحوش : و الله خير ما اختاريت يا خلف ، مثل هذي الحمامة السمره . ما لها مثيل . عاش اختيارك خلف .
ويوم الثاني يكولون :
ــ هاذي ألسمرة جوهرة.
واقتنعت سعده : أن شمران عند قدوم زوجته سوف يجزل عليها العطاء ، و يهديها مقابل تعبها هدايا ثمينة . ألا تستحق ذلك ؟ نعم تستحقه . وحينذاك يقول :
- ( إطلبي سعده ).
وتقول :
ــ ( ترﮁية عبيد ، وثوب ابـﮜـع ).
ويضحك بكل حيله .. ضحكته تساوي الدنيا . ثم تأخذ الثوب ، وتثقبه من قفاها ، حتى تبيّن عجيزتها تلمع ( هههههه)، كما فعلا والدا خلف ، بعرس الشيخ حرب ،وترقص مثلما رقصا، وضربا عجيزة بعجيزة ، وآنذاك أضْحَكا عمها الشيخ حرب من كل قلبه ، وتفتقت بطون الحاضرين . لكن سعده .. عندما أدركت : إنها يتعذر عليها أن تنجز ذلك ، أبعدت الموضوع برمته لكي تنصرف إلى طرادها في فناء الدار ، دون أن يتاح لها إن تهرش جلدة رأسها . وكان عليها أن تجفف إبطيها من عَـرَقٍ ينضح ، وتحسه يقطر باتجاه عارضتي أضلاعـــها الى خاصرتيها . فهناك أكثر من نداء من وسط البيت ، كان عليها أن تنجز ما يطلب منها بسرعة ، وهي تجري من مكان إلى آخر، دون كلل . واستدارت باتجاه صوت آمر من عمتها :
ـ اسرعي .
أسرعت مستعينة بتأرجح ردفيها إنها تحس باهتزازهما و قمتي مؤخرتها اللتان امتلأتا بعد زواجها كيف يقفزان للأعلى بشكل واضح و هي تهرول . و رددت صدرها لجملة احتفظت بها من تلاميذ المدينة :
ــ يس.. يم . يس.. يم .. يس ..يم .
* * *

بقية الأيام - عدا أيام التهيؤ لزواج شمران - تقضي سعده معظم وقتها في خدمة عمتها ( صفيّة) الحضرية ، أيام مكوثها في القرية. وهي التي تأخذ الأواني التي تخصها و تجليها على جرف النهر . مما يذكرها بنسوة المدينة وأبيها . ثم تحوي بالطست ما يتسخ من ملابس و فراش .التي تحتاج إلى تنظيفها على جرف النهر و تشرع بفركها بصابون ال ( سلّيت ) .ثم تجلب ماء الشرب من النهر لملئ الحِبْ وتفرغ ما يترشح في الناقوط (19) .
ما أن تنجز ذلك ، حتى تبدأ بكنس الغرف و المرافق التابعة لها، وترتيب المحتويات حسب توجيه عمتها الحضرية . و ما أن تنهي سعده كل شيء ، حتى تفكر الحضرية : بأي عمل تكلفها ؟ فتعطيها إناء مما تبقى من فضلات الأكل أو غيره لترسله بيدها لإحدى معارفها من الفلاحات اللاتي تعودن أن يخدمنها .
و بما أن سعده هي ابنة مدينة ، و تداخلت حياتها في أوقات ليست بالقصيرة ، في بيوت الأغنياء ، و بين نسوتهم ، اللواتي يرين الحياة على نحو أكثر بساطة . وأكثر انسجام ، وأكثر مجاملة و تواضع . لذلك رأت إن هذه الإلفة مع الحضرية هي أقرب إلى قلبها من الأخريات .
مع ان سعده ، في بداية الأمر، لا تجد كل ما ألفته من كامل سجايا بنات المدن لدى هذه المرأة ، فهي ذات طبيعة تتسم بقلة الكلام . لكنها أكثرهن اهتماماً بمعرفة تفاصيل ما يجري في البيت الكبير و القرية . إنها تود أن تعرف تفاصيل الحياة الجارية هنا ، دون أن تختلط بشريكاتهن من زوجها .
إن صفية و حتى هذا اليوم لم تلمّ بتفاصيل مقتل بدرية و انتحار أخيها . كانت قد شاهدت بدر مع شمران ، ذلك الفتى الهادئ الوسيم ، الذي كان من الخجل ما تشبهه هي بالفتاة الخجولة . عجبت كيف أقدم على قتل اخته و انتحر ؟ كان الأمر ، قد أصابها بالهلع ، و قررت أن تترك القرية و تعود للمدينة .
مع من تتداول الحضرية بما حدث آنذاك ؟ كانت ترسل على سعده و تقص لها تفاصيل ذلك الحدث المروع . لم يهدأ لها بال جراء ذلك الرعب الذي انتابها .
كانت الحضرية صفية عندما تريد أن تتحدث بأمر جسيم مثل هذا تستدعي سعده ، و تظل تتكلم و هي تبكي . لا تنسى أبداً ذلك الشاب الجميل الوديع . كيف أنجز مهمتين صعبتين ؟ قتل أخته .. و قتل نفسه .
بعض الأمور التي تخبرها عنها سعده ، تبدو و كأنها تسمعها لأول مرة . لذلك تحاول أن تجالسها وقت غياب الشيخ و تنبش كل شيء تعوزها الدراية عنه .
إنها لا تختلط قطعاً بربات البيت الكبير ، إلاّ إذا كان هناك ما يلزمها ، دون أن يترك لها عذراً . ولكي لا تظلمها سعده فليس كل بنات المدينة سواء ، ( فأصابع اليد ليست سواء ) .
يتبع

محمد الفاطمي يكتب ..ربو البنين

ربّوا البنين

ظلّ التّعـــــــــلّم عندنا يتذبذب***والشّعب لاه في السّــــــــياسة يلعب
وعواقب التّعليم في نكساتها***نكد تهان به الشّعوب فتتـــــــــــــــعب
كنّا نظنّ بأنّنا نتــــــــــــعلّم***وإذا بنا في خطـــــــــــــــــــونا نتذبذب
فاسمع إلى نصح تعطّر بالهدى***وافهم بأنّك في الختام ســـــــــتذهب
واقرأ فمن فقـــه القراءة نرتقي***وبها إلى ربّ العـــــــــــــلا نتقرّب
آن الأوان بأن نغــــيّر نهجنا***من أن تظلّ بنا العـــــــواصف تضرب
ربّوا البنين وعلّموا فتــــــياتكـــــم***فالعلم أفضل ما يحبّ ويكـــسب
والعلم درب الطّامحين إذا سعوا***ومن القراة في الكــــــتاب تطيّبوا
وهو السبيل إلى الــــنهوض بأمّة***وخلاصها من محــــــــنة تتعقّب
وبنو الجهالة في الحياة كأنهـــــم***حمر تطاردها السّباع فــــــتهرب
أنظر إلى الإنسان كيف سمت به***قيم العلوم فطاب فيها المــــكسب
من قائد ســـــــفن الفضاء وعالم***أغـــنى العقول بحكمة لا تنضـب
ومهندس رسمـــت يداه فأبدعت***فنّـــــــا إلى بحر المعارف ينسب
أو قائد ساس الــــــــــبلاد بحكمة***فأتاه فجر بالـــنهوض يرحّـــــــب
فعليك بالعلم المــــــــــــفيد فإنّه***سند يحـــلّ به الحساب الأصـــعب
وسراج نور يســـتضيئ به الورى***كالفجر يلحظه الظّـــلام فيهرب
تبّا لمن غرقت سفينة مجده***فتـــــراه من مضض الرّذيلة يشـــرب
وتراه ينبطح انبطاح بهــــــــــيمة***ويظلّ في بحر الأسى يـــــــتقلّب
فإلى متى سنظلّ نشتم حظّنا؟***ومتى سندرك أنّنا نـــــــــــــــــتعذّب؟
لا خير في شــــعب أضلّه جهـله***فاختار غطرسة تسيئ وتـــغضب
أوليس من سوء التّــــــــعلّم أنّنا***نحتلّ مرتبـة الحــــــضيض ونكذب
فلم التستّر والجـــــــــذام أصابنا؟***إنّ الجهالة بالجـــــــــــــــذام يلقّب

محمد الدبلي الفاطمي

سعيد تايه يكتب .. هي الحياء وللحياء نقاب

هــي  الحيـاء  وللحيــاء نِقــاب
شـعـر : سـعـيـد تــايــــه ( البحر الكامل )  عمان في 8/10/2020
ذّوَتِ  القُـلُـوبُ وَحَــارَتِ الألبَــابُ  فـي حُسْـنِ فَـاتِـنَـةٍ نَــدَاهُ شَبَـابُ
شَتَّى المَحَاسِنِ في المَليحَةِ سِيمَــةٌ  فَهْـيَ الحَيَـــاءُ وَلِلْحَـيَــاءِ نِقَــابُ
وَبِمِعْـطَـفَـيْهَـــا للفُـتُــونِ مَنَـاهِــــلٌ  قَدْ شَفَّ عَنْهَـا في الظَّلامِ شِهَابُ
تَمْشي الهُوَيْنَـــا نَشْــوَةً وَتَــدَلُّــــلاً   غَـيْداءُ تُرْشَفُ والشَّرابُ رُضَابُ
هِيَ نَجْمَةٌ في الأُفْقِ يَهْدِي نُورُهَــا إنْ حَـالَ مَا بيْـنَ النُّجُـومِ سَحَـابُ
تَلْوِي مَعَاطِفَهَـا الصَّبَابَــةُ والصِّبَــا  حَسْنــاءُ تِـرْفُــلُ بالجَمَـالِ تُهَـابُ
تُغْــرِي بِطَلْعَتِهَـا القُلُـوبَ تَهُـزُّهَــا عِشْقَـاً كَمَـا تَهُـزُّ السَّمَـاءَ شِهَـابُ
مـا العِشْــقُ إلا صَـبْـوَةٌ وَصَبَـابَـــةٌ  تَعْتَادُ قَـلْـبَ المَـرْءِ حـيـنَ يُصَـابُ
وَلَقَـدْ أصِـبْــتُ بِحُـبِّ غَيْـدائي الَّتي  أهْـوَى فَمَا دُونَ العاشِقينَ حِجَابُ
تتَعـانَـقُ الأرواحُ مِنَّـا عَــنْ هَــوَىً  وَجَـوَىً كَمَـا تَـتَعَـانَـقُ الأحْـبَـــابُ
مَا كُنْـتُ يَوْمَـاً في هَــواكِ بِمُخطئٍ   بَـلْ إنَّ رَأْيِي فـي هَــواكِ صَــوَابُ
أنْـتِ الَّتِي أرجُــو تَكُــونُ شَريكَتِي   تَتَجَـــدَّدُ الـدُّنْيَــــا يَسيــــلُ لُعَـــابُ
أزْجِـي إليْــكِ سَـلامَ قَـلْـبٍ مُـدْنَــفٍ  فَعَسَـى إلَـيَّ يَجـيِـئُ مِنْـكِ جَــوابُ
في القلـبِ حَاجَـاتٌ وَفيـكِ نَبَـاهَـــةٌ لَـكِ تَنْحَنِي الهَـامَـاتُ بلْ وَرِقَــابُ
أنـتِ الَّتِي سَـبَـتِ الفُـؤَادَ بِلَحْظِهَــا لي في عُـيُـونِـكِ غَـايَــةٌ وَطِــلابُ
إنْ كُـنْـتِ رَاغِبَـةً فَمَـوْعِـدُنَـا غَــدَاَ    آتِـي إلَيْــكِ وَفـي الفُــؤادِ رِغَـــابُ
فَأَنَا المَشُوقُ وَأنْـتِ لَهْفَةُ مُهجَتي   مِنِّــي إلَـيْــــكِ تَحِـيَّـــــةٌ وَخِطــابُ
شـعـر : سعـيـد تــايــه
عمان _ الأردن
8/10/2020

سعيد زعلوك يكتب .. الوادي المقدس



الوادي المقدس

هؤلاء الجنود ما كان لهم أن يقبلوا الهزيمة، ويعودوا لأوطانهم لينعموا بالحياة من جديد، وقد خسروا بدون ان يحاربوا تراب الوادي المقدس أجمع، كان لأبد أن يسخروا كل طاقتهم من أجل أن ينتصروا علي قطعان الجراد المنتشر، ويثبتوا لأهلهم أنهم جديرون بحماية الوطن
أتظن أن جندي منهم سيعود لبيته، يمارس الجياة مرة أخري، وعلي صدره جبال من الثقل تسمي هزيمة.
ولكن الله سينصر من ينصره، وهؤلاء كان وجوبا لهم النصر، أنهم لم يغادروا ساحة المعركة، أعدوا كل ما أستطاعوا من عدة، لم يمنعهم الصيام من تحقيق الحلم المنتظر، وكانت الله أكبر، هي السر الأكبر لتحقيق الحلم، وعاد الوادي المقدس لأهله الكرام،
وعادت الأرض تمنح أبنائها الفيروز، والذهب

سعيد إبراهيم زعلوك

الخميس، 1 أكتوبر 2020

نادية نواصر تكتب .. عيناك

 عيناك

عيناك  سيدتي
بالسحر تغريني
نهر من الياقوت قاتلتي
في البحر يرميني
يا خالق العينين
احرقني
سحر الهوى اني
امضي الى ولهي
امضي بلا قدم
احيا مع ارقي
اختال في خفقي
بلا وجل

عيناك سيدتي
للشاطىء التعبان ترسلني
اليك تدنيني
وتبعدني
عيناك رحماك افاتنتي
فالا انا احيا  اقاتلتي. 
ولا انا ارنو لخاتمتي
مابين نارين انا ثمل
والسحر غلاب
فلا تقفي
مابين نيراني
ومروحتي.. 

د.نادية نواصر
الجزائر

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

ادهم سلامة يكتب ..خربشات حب ..

#خربشات_حب

تَهجُّد
في ليلةِ 
العشاقِ
تتنزَّلُ تراتيلُ 
الحبِّ
أرفعُ يدي
في ليلِ 
شعرِك
سرمديٌّ أنا
أبلعُ ريقي
قشعريرةُ 
الشوقِ
تلاحقُني
دثِّريني بين
كفَّيكِ
لطوافٍ يفقدُني
صوابي
وكأني
 معتَّقٌ في
عسلِ الجنةِ
تهطلُ عليَّ
قبلًا منَ 
القمرِ
تغمرُني
أرتشفُ حباتِ 
الكرزِ
منْ عناقيدِ
سُكرِها
وكأنّني 
أملكُ الدنيا
في ليلةِ
 ثُبوتِ العيدِ
لتقوُّسِ القمرِ
على
 حاجبيها
هيا علِّمني
في محرابِك
كيفَ الوصولُ
فأنا لازلتُ
 قاصرًا
لم أتعلَّمْ
منْ تهجُّدي
إلا كلمةَ
 أحبُّك
وبعضًا منَ
 القبلِ
كنتُ أحملُها
في جوفِ
وردةٍ حمراءَ
 خجلةٍ
تتفتَّحُ
على صدري ...

ادريس سراج يكتب ... هذه الفوضى لي

هذه الفوضى لي

السؤال
بياض يكبر
 فسحة تضيق

يسبح الكلام 
في 
فقاعات الحروف
الخوف جاهز
يخطف الفرح
من خد الورد 
كل العيون
 تنتظر السقوط
أرصع فوضاي
بالألوان المفقودة
 من واجهات المكان
وأ زين
 مطالع الكلام 
بشموع الرغبات
و الشهوات المؤجلة
 حتى مغيب
 شمس الجسد
و طلوع
 نجم الموت
هذا الخوف
 لي
أنا مجاله الحيوي
أنا رجفته الأكيدة 
هذه الفوضى
 لي
أرجها كلما
 واتاني الحنين
الى أحرفي
 الموبوءة بالحزن 

تنتعش الصور
 في عيني
أنتشي بها
ذاكرة تشتعل 
في ليل طوبل 
لدي من الذكرى 
ما يكفي دهرا 
و ينقصني غد
 أحيا فيه فوضاي 

إدريس سراج
فاس المغرب

سامر منصور يكتب ...البلاد الحمراء

مقتطف من نصي بعنوان  "البلاد الحمراء.."

في بلادي حتى العصافير تصدح بالسعال
العصافير تولد عجوزة
والفراشات تولد هرمة مصفرة
تكثر التجاعيد على اجنحتها الراعشة
وانا اشعر أن اضلعي واصابعي
وكل مافي كاغصان شجر الرمان
مثقلة بأزهارٍ كالأجراس المتعبة
بأزهارٍ من خثرات الدم
آه يا اقداح المجرمين
كم يسمع فيك من انسكاب
وكم يسمع لك من رنين
آه يا اجراس الكنائس
كم تشبيهن اليوم اقداحا حزينة للسماء
جامدةً مقلوبةَ
يصدعها الحنين
إلى ذلك النبيذ الأزرق
كل طرقات البلاد أضحت كجثة متفسخة
بين تلالٍ من قرائن الإجرام
كان بلاطها واحجارها تتشقق لتطل منها
رؤوسٌ صغيرة لزهر ٍ رضيع ٍ
يبحث عن حليب الشمس
كانت تتشقق لتطل منها
اطفال السنابل
كان اسفلت البلاد يفتح اجفانه
عن اعين خضراء ندية
لارضٍ مُولّهة بالشمس
كل طرقات البلاد كانت تسير
كأم بحلة جميلة داكنة
تمسك باطراف ثوبها
انامل خضراء لاتحصى
واليوم طرقات البلاد
مسمولة ٌ بآثار المجنزرات والمدافع
أجفانها تغص بملح البارود
وليست تبصر شيئا
من فرط غبشة الدماء
أرضنا أرض النايات
يا أيتها المدافع العاهرة
ذات الشفاه المتوهجة بالحمرة الفاقعة
مللنا أحلاماً حمراء
تركلنا عن أسرتنا
تتقيء يقظتنا
سماء بلادي أضحت عجوزاً
اضاعت عكاز الضوء
طرقات البلاد تشققت لها افواه
تصرخ..
افواه تحنيها الدماء
أرضي .. كل شيء فيها ذابل أصفر
جل البيوت فيها سُرادق للأسى
إلا البيوت السهرات الحمراء
تراها تغص بالضحكات
المال على ارضها
كاوراق الاشجار
في الحدائق حين الخريف
في البلاد الحمراء
الكل ينحني كي يمر
تحت سقف الرغيف
في البلاد الحمراء
كل شيء احمر الا الورد
الا وجنات اطفالنا
إلا التوت والتفاح والرمان
حتى ذاك الذي
كنا نقطفه في خلوات الليل
تحت شراشفنا
كل شيء متخثر
الطباشير
كراسات المدارس
الندى
الصدى
الفجر
السحر
دور القضاء
ووقع القدر
جبين الشمس
ووجه القمر
ضحكات الآباء
كلمات الفرح
الحناجر
شرايين العود
أصابع العازفين
لقيمات الجائعين
آه يا أرض الخثرات
آه يا أرض الحسرات.......
2015

حسام الدين فكري يكتب ... كن كما تريد

كُن كما تريد
شعر : حسام الدين فكري
**********************
قد تستلقي خالياً من خيالك
أو تسترخي سابحاً في سُؤالك
أو تستبقي ناصحاً عن يمينك
أو تستدعي هاتفاً عن شمالك
قد تنحني راكعاً تحت الرِماح
أو تنتصب قائماً فوق النِصال
أو تنتشي لاهياً تحت الجراح
أو تنتحي رابضاً فوق الجبال
كُن كما تريد أن تكون
كُن أنت..أو كُن أنا
أو امزجنا معاً
في روحٍ واحدة
ثُم ضع نفسك، في الجسد الذي يروق لك
ولكن..لا تكُن أبداً
شيئاً لا ألمسه بيديّ
لا تكُن شبحاً في حُجرتي
لا تكُن طيفاً بين أحضاني
لا تكُن صوتاً بلا رأسٍ
ولا رأساً بلا عينين
ولا عينين بلا فمٍ
ولا فمّاً بلا بريق
سِحر الحرف يتّقد بين شفتيك
أشعل رأس الحرف بالحطب الذي
من أغوار نفسي استخرجته
ثُم أوقدها ناراً هائلة
يراها كُل القادمين من الشرق
مثلما يراها العابرون جهة الغرب
اجعلني نُقطة التقاء
بين البعيدين / الغريبين
بين الذين يعرفون والذين لا يُدركون
بين الأمس الذي مات
واليوم الذي لم يُولد بعد
اجعلني بوصلتك التي تدُلّك
على اتجاهات العشق الكامن
تحت طيّات الثياب
وعلى العُيون التي ترى
في قلب الضباب
اجعلني كيفما تُريد
وكُن أنت كما تريد
ولكن لا تجعلنا أبداً
سطراً في حكاية
لن يقصُّها الراوي قطّ !

فاديا شيخموس تكتب .. اخذتك الحرب فتياً

أخذتك الحرب فتيا"
وأعادتك شائخا"
أيها الشيخ...
أغفر لبركة السيل
أغفر لبقعة الليل..
لطعنة العنق...
لبرهة رجموك
 وتفننو بالرجم
مثل قطنة
 مبلولة.. بالطين
مثل غيمة 
مغموسة بالفحم
مثل طفلة 
ممرغة ...بالوحل
اخذك الموت 
ورديا"مشبعا"بالامنيات
وأعادتك
شائكا فارها"مترفا"بالدم
اغفر لهم ياوطن....
دنسوك بوابل الرماد
جملوك بباقات البارود
وبقايا الرصاص...
هذا الوجه لايشبهك
هذا الموت لايقربك
 أنت شامخ ..
كالندى تتحدى ..
كالاريج تتمدد 
شذرات شذرات
كالصدى تتردد
 نثراث نثرات
                    فاديا شيخموس

عاهد الخطيب يكتب .. خريف العمر

خريف العمر
كان حمدان يحدث نفسه في خلوة بينه وبين البحر,
كانت أمواج البحر في رتابة وهدوء,
جعلته يسترخي, ويمضي بعيدا في رحلة العمر,
وقد ساعده على الإستغراق في ذكرياته,
إحدى أغاني أم كلثوم,
والتي كان يعشقها كثيرا بكلماتها وألحانها وأدائها,
إنها أغنية أغار من نسمة الجنوب,
فمضى مع الأغنية ومع ذكرياته
وهاهو يستذكر عالمه الخاص:
وتمضي بنا السنون في جد واجتهاد,
عمل وبناء,
تكوين أسرة,
انجاب,
متابعة لكل فرد,
يمضي العمر,
ويكبر الأبناء,
وينجحون,
ويتزوجون,
ونصبح أجدادا,
وربما نكون قد نسينا أنفسننا,
وقد شاب الشعر,
وتغيرت القيم,
وبعد هذا العمر,
أصبحت أقل شراسة,
وأقل دافعية لإثبات أي شيء
كوجهة نظر,
أو الرد على أي طرف,
أو حتى الشعور بنشوة
أو انتصار,
ربما أن هنالك شعورا خفيا بعدم الاستمرار في الحياة,
وما إن يات هذا الشعور,
حتى يحس كأن نزقأ من الشيطان يقترب منه
فيسارع بالإستغفار,
و لعل المشكلة تعود إلى أبعد من ذلك,
فقد جرت حياته منذ نعومة أظفاره,
على الجدية ومجاراة الواقع,
فكثير من الناس,
يفرض عليهم الواقع أن يكبروا قبل الأوان,
فلا يعيشون طفولة,
وكأنهم يولدون رجالا,
فقد سرق الزمن منهم أحلى سني العمر
كل هذه الهواجس أو فلتقل الخواطر,
كانت تمر على حمدان,
كشريط من الذكريات أثقله بالهموم,
وتبادرت إلى الذهن
تلك التساؤلات المقلقة والمربكة,
فما الحكمة من الحياة التي يعيشها بعضنا كنوع من الشقاء؟
نحرم فيها براءة الطفولة,
يحرم فيها القلب من نبضه,
هل نحن آلات ستعيش زمنا افتراضيا؟
ثم تستبدل بأخرى,
وتجدها إما أن يعاد تدويرها أو يتم إتلافها...
يبدو لي بأن فكرة إعادة التدوير فكرة جيدة,
فهل نملك مثل هذا الإمتياز؟
هل يمكننا بأن ندخل في دورة حيا أخرى؟
ألا ليتنا نستطيع ذلك؟
وقد قاطعت أفكاره كلمات وموسيقى هذه الأغنية,
والتي جعلته يبدوا في حالة اتحاد مع الطبيعة,
فمن المقدمة الصوفية,
وحتى رقيق الكلمات والمشاعر المبثوثة,
في كل مقطع من هذه الأغنية,
وجد أن هذه الأغنية تتحداه حتى كاد أن يكون فيلسوفا,
أو ربما كان ولا يدري...
فتارة يحسد الشاعر الشمس في حركتها,
صبحا ومساء,
وتارة يتمنى أن يكون زهرة,
وتارة يتمنى أن يكون طائرا,
وماذا لو لم أكن أمر بهذه الحالة؟
هل كنت سأحتفي بهذه الطبيعة؟
أو هل ستكون الطبيعة جميلة كما رأيتها اليوم؟
وربما تزيد حدة التفلسف,
فأخذ يسأل نفسه:
هل الشمس سعيدة في حركتها؟
أم أنها أسيرة في عليائها وتكابر؟
وهل الزهور والطيور تعبر عن حزنها؟
بينما نحن نفرح بها؟
تبا لحياة لا نفهم منها إلا المعاناة...
وتستمر الحياة ...
وتستمر المعاناة يوما فيوما....
عاهد الخطيب
28/9/2020

د.جمال فرغلي يكتب .. هل بين شعرك والنسيم مجادلة

*. هل بين شعرك والنسيم مجادلة ؟!  *
.قلبى لغم يتنقل فى طوفانك نجوى ..وروحك نار المرور.
فلأى فردوس اثور..وقيل اهبطا أجنحة تغمس البراكين 
فى سندس الشرايين...رأيت دمى سائلا يخضب أطرافها
..يمم تيممت حتى استوت فى الظهيرة اقمارها ..سهما رميت وما قد رميت .اصادت سهامى ام صادها ؟.. ما دلنى غير برق يلاعب اقمارها .تحمحمنى فى البرق عين المها 
..تأبطت لكنتك المستفزة قلبى عليا. كعبة للمريد 
متكأ لها فيا ..نجوة من شباك. نزوة فى خطاك .وانا فى هداك فى أمان الهلاك فى سماوات تنازع أمرها القديس. والوثنى
 ونزمزم فى نجوتها سيسبان السمسمية. وتاريخ الهوية
.هذى درة عين النورفكيف تفيق  تقاوم صحوك ..
فى هذا الجب المسحور ؟ ..ما بين نورك والملائك موكب.
ما بين وجهك والنهار قداسة.هل بين شعرك والنسيم مجادلة؟ امطارا من وله وشحوب فاتركونى أذوب ضحى فى الغروب من اغرقت الاحلام بسر هداها؟
_ وقلن اخرجى عليهن ربابا أهدابا ..حاشى لله ما انت بشر انت مليك النيران شهابا من يتلو آيات بشاشتها المستفزة 
فى زلزال الصحوة قلاعا من نور ..
مرحى فراشات تطير ولا تطير فى خيال الشاهدين 
.. تدعونى لميلاد اليقين 

     شعر / د . جمال محمد على فرغلى

فتحي مهذب يكتب ..جذور وينابيع

فتحي مهذب

             جذور وينابيع

ذات يوم 
سنختفي مثل فقاقيع هلامية..
تاركين أصواتنا معلقة على حبل الغسيل..
مثل ملابس شفافة في دير مهجور..
دموعنا في زجاجة ثمينة للغاية..
ظلالنا مندسة في عروق دوار الشمس..
تاركين أخطاءنا في قاعة الإستحمام..
قمح صلواتنا في عيون الصغار..
أجراس خطواتنا في المعابد..
سنختفي إلى الأبد..
تاركين الشمس تواصل لعبتها العبثية..
والقمر يضحك باستمرار
فوق رؤوس الجبال..
مثل إلاه تضحكه مشية الموت العرجاء ..
تاركين بريد التعازي لحمام الصداقة..
تاركين شقوقا عميقة 
في قلوب الأحبة..
قواربنا لبحارة لم يولدوا بعد..
مقاعدنا لضيوف جدد..
منازلنا الهشة للعميان..
والغابة الأبدية لطيور الهواجس النائمة..
صورنا الأنيقة في ألبوم العائلة..
وفهارس أسمائنا في الحديقة..
بينما أرواحنا الجميلة..
والمتعبة جدا..
تزور العالم الحي..
في شكل فراشات نادرة..
تتدافع حذو شجرات اللوز ..

سامر منصور يكتب .. الحب يصنع الرجال

الحب يصنع الرجال

فتحتْ حقيبة الضوء
أخرجت شمسا صغيرة
وتركتها لتحبو بين أضلُعي
شعرها ليلٌ مضيء
غنيٌّ عن النجوم
كلما رأيتها أمسك روحي
ولاتمسكني الأرض
كلما رأيتها شعرت شعور قطار
لايستطيع السير
إلا بمسار واحد
وكلما افترقنا
عدت على ذات الخطا
ألملم فتات الذكريات
مترنحا كفرخٍ عرف الجوع
ولم يعرف كيف يمشي بعد
عندما أنتظركِ قبالة الجامعة
لايعود الشتاء باردٌ
وعندما أراكِ
يبدو المطر
رشة عطرٍ سماوي
ويزول الفارق بين
كف الريح وأنامل النسيم
فتدغدغنا
كجدة تداعب
حفيديها المشاكسين
لايهم أين نسير
أين نجلس
فحتى الرصيف
يبدو كجناح العنقاء
فالكون كله يحترق
احتراقا سحريا.. وينبعث
انبعاثا قزحيا دافئا
كلما جعلتك تضحكين
أشعر معكِ أن لاشيء مستحيل
قد أحضر خيطاً أربطه
بأسفل الشمس
كي تسحبيها كبالونٍ جميل
يضمن ابتعاد المساء
ابتعاد موعد تركك لي
وعودتك إلى المنزل
لايهم عندما أفتح لك
باب الحافلة
أو سيارة الأجرة
فأنت تصعدين كأميرة
ويختفي الناس
نحن دائما وحدنا
ولعلنا نبالغ أحيانا
ربما لأننا نؤمن
أن للحب
طاقة سحرية
وتوهجاً
يحجبنا عمن حولنا
أجمل ياسمينة
تلك التي تقطفينها
أجمل الثياب
تلك التي ترتدينها
أجمل الموسيقى
تلك التي تضحكينها
كل الناس يحتاجون
بحتاجون المفارقات
أو السخرية..
كي يضحكوا
أما من يملك الحب
يضحك دوماً
فالحب
مفارقة مدهشة
وسخرية من كل هذا
العالم الرتيب
شباك منزلك وحده المضاء
مقعدك في الجامعة
وحده مضاء
وكل مكان تشرقين فيه
هو المكان
ومادونه
ديكورات مبتذلة لهذه الحياة
الكون لغة ميتة
وأنت المعنى
إحياء المجاز
والانزياح عن الموت
ولو كنا نحن الرجال شجعانا
لاعترفنا
أن الحب
يصنع الرجال