الفصل الرابع من رواية "صحفي في محنة"
بلغ النبأ الى الزوجة، فنزل عليها كالصاعقة، كادت على اثره ان تفقد جنينها الذي لم يبقى له سوى الشهرين، ليكتمل ويعرف النور.
حاولت مقاومة الالم، لكن الصدمة كانت اقوى؛ تجلدت واستعادت بالله.
حز في نفسها هذا المصاب، مصاب بعثر جميع الاوراق. تصادف يومه واجازتها السنوية، فلم تجد بدا من القنوت في بيتها، والاكتفاء بالهاتف؛ لعلها تصطاد خبره.
ضاعت عليها العطلة السنوية، وضاع معها الاستجمام بين ادغال ذلك الوادي، وضاعت بين زحمة الاقارب والاصدقاء والوسطاء، وضاعت بين العرافين وقراء الفنجان.
اوهمت صغيرها ان اباه في سفر؛ لترتاح من اسئلته، ولكنها سقطت في مغبة السؤال وضرورة الجواب.
فلا الصحافة ارتاحت ولا اراحت؛ ضخمت الأمر وزادت في الطين بلة حتى غذا موضوع القبض عليه، واجهة الصفحات الاولى؛ فكان حديث كل لسان، طغا على واقع الاحداث، وانسى الناس حالهم من جفاف وبطالة ومحسوبية.
سخرت له الاقلام بسخاء على مختلف الشرائب، وتضاربت حوله الاقاويل حتى اصبح حبل المشنقة قاب قوسين او ادنى من عنقه.
وضعت راسها على الوسادة، واغمضت عينيها املا في النوم. تحرك الابن جانبا، ربتت عليه وجذبته بحنية الى صدرها؛ فاستسلم الى النوم العميق.
خفق الجنين في بطنها، فتلمست موقعه وابتسمت، ادارت وجهها فتصادفت والوسادة صامتة خالية.
فحتى بالأمس القريب، كانت كلما تصيدت حركة ببطنها؛ الا واستعجلت زوجها، لتتملى بفرحته.
انهمرت عيناها بالدموع، وبدت علامات الاستفهام تلقي بظلالها، وتقض مضجعها، ولا سبيل للتخلص منها؛ اللهم مداراتها الى ان يأتي الله بالفرج القريب.
تاليف: أ. عبدالاله ماهل
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق