حلم التوحد بين روح وجسد
1
بطل عربيٌّ ، قتيلٌ على خشبة المسرحِ ..
لمحة خاطفةٌ .. مرور سريعٌ
على دراما الوطنِ
المسلوب .. غوصٌ في عقلها
الباطنِ .. بحثٌ بأعماق كينونةِ النفسِ ، في
دهاليز لا وعيها .. ابحارٌ
عاصفٌ في حلمِ التوحدِ بين روحٍ وجسد ....
2
مُخرج عصبيٌّ و مؤلفْ .. صُنّاعُ الإثارةِ ..
مهندسُ الصوتِ .. حياكةُ
الضوءِ .. فنانٌ مصابٌ بنوبة جنونٍ ، يُركببُ
ديكوراتِ مسرحيتهِ العظيمة ..
كادر كاملٌ يترجم عبقريةَ اللجوءِ الى
العتمةِ .. مشية القرفصاءِ ،
ذراعان خلف الرأسِ .. أو زحفٌ
على بطنهِ ، مشهد ساخرٌ في
سيناريو وقوفِ نجم تحت انكسار الظل ...
3
راقصة الباليه تقومُ بارتداء حذائها .. درجٌ
لولبيٌّ .. نصُّ الروايةِ .. كل شيء
في مكانهِ ... أقنعةٌ على
الجدارِ .. ثيابُ الممثلين .. ثلجٌ صناعيٌّ ..
غيمٌ .. مطرٌ .. جسرٌ فوق نهر
العبورِ .. رايةٌ ، لا ريةٌ بالأفقِ ترفرفُ ...
عاملُ البوفيه يوزع الشاي
و قطعاً من الكعكِ المحلى .. القائمون
على النظافةِ يرتبون المكان ،
يكنسون غبار الوردِ بالأمس
كان أغنيةً .. ليلةٌ حافلة ٌ بالشهوةِ بالغضبِ ..
توترٌ يسبق فتح الستارةِ .. كلماتٌ
نابية تتطاير .. صراخ ٌ ..
نداءاتٌ .. تحركات خلف الكواليس .. دقائقُ
قليلةٌ على البدايةِ .. وفدٌ رسميٌ
برئاسة أميرٍ ، ملكٍ ، حاكم
غائبٍ في سكرهِ ، لا أعرفُ بالتحديد
شكلهُ .. توافدَ الناسُ سراعاً ..
تجمهرٌ حول البدلةِ العسكريةِ .. هياكلٌ
مالحة تجلسُ على مقاعدها ..
وجوهٌ من ورقٍ .. من غوغائياتِ
الفكرِ المشوهِ ، مضغٌ مرتفع لحبوب الخدر ....
4
سيدةٌ تلقي الأرز على الجنودِ الواقفين .. طفلٌ
تحت الدبابةِ غارقٌ بدم زنبقة بيضاء ،
يحمل بيده اليمنى حصاتهُ
الصغيرة .. نحيبُ شجرةِ زيتونٍ مع
نغم آذان صلاة الفجرِ .. رجلٌ يلفظ أنفاسهُ
الأخيرة ملتصقاً بالشيكِ المكهربِ ..
سَيارةُ إسعاف تسير مسرعةً ..
تحملُ البحر المصاب بشظية عنقوديةٍ ، و بالنعاس ...
5
و راحت بخيوط حزنها تنسجُ أكفانا لجدائلها ..
تحفرُ قبراً أسكنت فيه شالها ..
ثوبَ زفافها .. كحلَ عينيها .. هي مدينةٌ
صغيرةٌ خارج التوقيتِ .. منسيةٌ
كباقي شقيقاتها بقلبِ الدخانِ .. فتاةٌ
نهشتها الذئابُ وحاميها
ينتظرُ خلف البابِ ، يرتدي عارهُ ، يشربُ
نخبها .. يعدُّ نقودا تلوثت بدمها ، وهو ينظر
الى ما تبقى من نهدها .. من
حُسنها .. من جسدها المقهورِ المغتصب ..
فرِحا ، يقول في سرهِ غدا بإذن الله أبيع أختها ...
محمد العودات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق