مرثية لمدينة كانت عذراء.
***************
مدينتي السمراء،
بالأمسِ و الأمس القريب تبدو،
من دون كل المدن الجميلة...
كسنبلة قمحٍ خضراء،
***
فيكِ تحدق عيون الجوعى
و الأرامل و الثكالى،
و تحلق فوقكِ العصافير...
من أجل حبة قمحٍ
و حبةٍ أخرى...
تُطعمها الصغارا
***
كي تغرد ...
و تغني للحياة في صباحات العشق،
ألحان الوصالا
ليتك غداً تعودين...
كما كنتِ بالأمسِ زهرة ياسمين
معلقة على الشرفات
و خصلات العذارى
حين تصبحين
***
لكن حين يغفو الربيع مساءً،
و تعوي ذئاب الصحارى،
في أذن الصمت،
القابع في دهاليز السكون،
تغتالك في العتمة...
و نصال السكارى!
***
تتربص بك...
و بجيدكِ المرمريُّ،
المناجل الصدأة،
الملطخة بدم الأحرار...
المقدسة في محاريب الحيارى
***
لكن لن يعتريك خوف،
و لن يطالكِ خسوف،
أيتها النخلة الوارفة الظلالا
كم يألف ظلك اليتامى
في وهج الظهيرة
***
و لياليك البعيدة هنااااك
في مسآءاتك المسكونة بالإبتهالات
و ماضينا المترع...
بالأفراح السعيدة
يحلو عند ضفافك شدو القصيدة
***
يا لعشقي لك،
مدينتي العذراء...بتِ
في عيون الأحرار...
زهرة كنتِ تفوحين في مسآءات الصبر
عطراً و أريجاً...
و سكينة..
******
محمد شداد/ السودان
الخرطوم/8/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق