أنثى لم تكُن
شعر : حسام الدين فكري
********************
كُنتُ أُريدُكِ أن تُمطريني
من سُويداء قلبك الأخضر
ثلجاً في قلب الصيفِ
يسيلُ فوق صدري اليابسِ
بَرداً وسلاماً
وأمناً في قلب الخوفِ
كُنتُ أُريدُكِ أن تقتلي اشتهائي
للنوم في طُرقات اليأس
وامتثالي لكيد نفسي
وارتطامي بالمدّ العقيم
وابتهاجي المُزيّف بالزيفِ !
كُنتُ أُريدُكِ دليلاً يحملُ مِصباحاً
في نهارٍ لا يُبصرُ
وليلٍ لا يعي
وزمَنٍ مُلّجمٌ بألجمة النزفِ
أردتُكِ أن تملأي بحنانك
تلك الفجوة الهائلة
بين الشرقِ والغربِ
بين السكينةِ والرَجفِ
أرَدتُكِ نهراً من الزَهر
ينثني بين شُقوق العَبَثِ
واختلاجات الحَرفِ
أرَدتُكِ أُنثى ناعمة
في يديها الضوءُ والخُبزُ
تُشرقُ في سمائي
وتَسبحُ في طيفي
كُنتُ أراكِ في خيالي
قِنديلَ المساءِ
ورَشفة الإناءِ
وصَهيل الجَوادِ
وبَريقَ السيفِ
لم أكُن أعلمُ إنّكِ
ما رأيتني في خيالك إلا
مفعولاً به راكعاً
منصوباً على نَضد الشوقِ
واسماً أعجمياً
ممنوعاً من الصرفِ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق