الأحد، 18 أكتوبر 2020

الروائية منى العبود تكتب .. القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

(( القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد ،فليرحل الجميع ،لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ ،لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد ،كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني ،كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله ،أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ ،فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل ،فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب ،مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها ،غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع ،مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها ،كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم ،ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي ،باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره ،كوني بخير لأجلي ،فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي ،رحيلكِ يعني رحيلي ،فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة ،باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق ،ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة ،فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج ،لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني ،ولا أن يرى هشاشتي وضعفي ،لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان ،كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة ،ألبستني أمي حاجياتي ،وأجلستني على كرسي متحرك ،نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة ،وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء ،تنفست بعمق ،كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة ،{أنظري هناك إلى ذاك العصفور ،وإلى تلك الفراشة الملونة... ،وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات ،أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه ،نظرت حولي أتعمق بالطبيعة ،ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور ،أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة ،نحو أدم ،نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي ،وسرعان ما حلقت عيناي نحوه ،وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات ،يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف ،يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده ،يمطرها بحب هندي ،بينما يغرقها بغزل تركي ،لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه ،المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله ،تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف ،لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك ،فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني ،علي الرحيل ،سأسافر ،جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي ،نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة ،ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً ،الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي ،غص به قلبي ،حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها ،أرشديني يا أمي

_أنظري هناك ،ليس إلى المدى إنما للمستقبل ،أن كان مثل هذا زوجكِ ،يتسكع مع العشرات غيركِ ،كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز ،أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها ،ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة ،تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة ،وعندما تقعين ستقعين وحيدة ،رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده ،هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي ،وتسلحت بها لأشد بها عضدي ،ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر ،هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي ،غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها ،رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات ،لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما ،عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا ،باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً ،عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي ،غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً ،ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً ،هرولت الأيام سريعاً ،وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف ،حادث سير أليم أنتج وفاة الأم ،والطفل في حالة حرجة للغاية ،يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل ،خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة ،بعد ساعة طرق الباب ،أذنت للطارق بالدخول ،ذهلت لمرآه ،كان وجهه متجهماً ،ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه ،باغتني بدهشة:
_وجد

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا ،لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم ،ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم ،ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف ،هي فتاة أخرى تدعى يارا ،تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم ،{ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟ لازال حبكِ ينبض في قلبي ،لم أنساكِ لحظة ،تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة ،ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان ،أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول ،باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد ،وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت ،وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر ،أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلم: منى شكري العبود_ سوريا

الكاتب ابراهيم عبد الكريم يكتب . .. حينما يحزن العصفور ..قصة

حينما يحزن العصفور
الكاتب : ابراهيم عبد الكريم /فرنسا

كلما نظر الأستاذ هشام في اتجاه  التلميذة سلمى زاده مظهرها المحزن انشغالا، كثيرا من الٲسئلة طرحت على   ذاكرته.  ماهو سبب  تعاستها؟ ماذا بوسعه فعله لتعود البسمة على شفتيها؟  لقد  أصبحت  شاحبة  الوجه، هزيلة الطبع  وكأنها لم تنم طيلة أسابيع عدة، انتبه لشرود ذهنها. تجلس على الطاولة  جامدة كالتمثال المنحوت، تتخلل نظراتها  ملامح الألم في صمت دائم وكأنها تعيش في عزلة أبدية بعيدة عن قاعة القسم التي تظم حوالي ثلاثين تلميذا، من حين لآخر،  وفي سرية تامة، يراقب  بعينيه كل خطوة من خطواتها  وهي  في وسط  مجموعة من اصدقائها وصديقاتها  للقيام بعمل جماعي في مادة العلوم الطبيعية. بلا شك تريد إثبات حضورها بالقسم  لكن في الحقيقة فكرها غائب.  ربما تحاول نسيان ما يشغل بالها لكن بعد ثواني محدودة   تحلق بفكرها خارج جدران القاعة. تبدو  وكأنها  وحدانية التفكير،  كانت حاضرة غائبة.
 في البداية حاول الأستاذ  هشام تفادي نظراتها  اليائسة، ظنا  منه انها لحظة  عابرة، ربما تكون نتيجة مشاكل مع الأصدقاء أو الصديقات لأسباب ربما لها علاقة  بسن المراهقة أو  ربما لأسباب عائلية، إلا أنه تفاجئ بتكرار نفس الصورة اليائسة الحزينة  طيلة  أيام الأسبوع الٲول ثم تلاه الأسبوع الثاني حين  تكررت  الصورة بنفس الوتيرة،  ازداد يأسها،  لا شيء يدعو للاطمئنان، سلمى  الفتاة التي لا يتعدى سنها الخامسة  عشرة من عمرها تعيش في عزلة تامة بملامح مخيفة تدعو للقلق. لابد من فعل شيء لمعرفة السبب لمساعدتها. عرف عن سلمى الاحترام ومجهودات لاباس بها لتحسين مستواها الدراسي،  تعمل بجد، تقدم كل ما في قدرتها  للنجاح في دراستها. لكن في الأيام الأخيرة أصبحت لاتقوم  بأي عمل  سواء داخل القاعة أو خارجها  على الرغم من حضورها اليومي بالقسم. أصبحت كالوردة التي تجف  من الداخل لانعدام السقي وقلة الأمطار  والاعتناء بها، ذبلت وإن لم  تروى  فسوف تضيع كليا.  قرر الأستاذ التدخل في محاولة معرفة السبب، ربما يكون عائليا، ربما تعاني من معاملة سيئة من طرف الزملاء والزميلات. أعطاها موعدا، مدعيا، مناقشة مستواها الدراسي،  على العلم أن الذي يهمه هي حالتها التي تدعو للقلق. لكن للأسف أن سلمى اعتذرت للكاتبة في آخر لحظة "لاعتبارات عائلية. كان لازم علي الرجوع  إلى المنزل للاعتناء بٲخي الأصغر لغياب كل من أبي وامي في عملهم" هذا ما صرحت به للكاتبة قبل أن تخرج من المؤسسة في اتجاه منزلهم.  
عادت الصورة أكثر تأزما، ومرة أخرى تعتذر عن الموعد الثاني الذي كان مقررا مع استاذها، لكن هذه المرة طلب الاستاذ من طبيبة المؤسسة استدعاء سلمى بطلب رسمي من الادارة.  هذه المرة استجابت للطلب، وجدت نفسها مجبرة لكي لا يصل الخبر إلى إذن والديها. دخلت المكتب وهي تسير ببطء، قدم وراء قدم، بعدها جلست  وقد ترقرقت الدموع في عينيها.  طلبت من الاستاذ التدخل ليتم اللقاء دون والديها، كل ما يهمها حسب اللقاء الأول هو كتم السر عن أبيها. 
كانت المفاجاة، سلمى، التلميذة  المراهقة، حامل،  توجد  في ورطة لم تكن السبب في وقوعها ولا تعرف مخرجا لها، تعرضت للاغتصاب بأحد الأحياء  حوالي الساعة العاشرة ليلا، حينما كانت في طريق العودة  إلى منزلهم  بعد حضورها عيد ميلاد صديقتها.  كتمت السر في صدرها خوفا من ردة فعل عائلتها اوما سمته بكلام الناس لا سيما وأن ما وقع لها جرت أحداثه بالليل. كانت خائفة  من أبيها. الرجل  الذي لا يترك فرصة تمر دون  الحديث عن سمعته وسمعة العائلة. حينما  يتحدث عن الفتاة في المجتمع يحملها كل المسؤولية عن ما يمكن أن يقع لها من مخاطر ، أما الأخ الأكبر فيعتمد على القوة في معاملاته داخل الاسرة.   كان جسدها يرتعش وهي تفضي بما في قلبها للطبيبة بصدق والدموع تملأ عينيها، فشت كل أسرارها دون تردد لكن في نفس الوقت خائفة من الحديث  لوالديها.  كتمت السر في انتظار ما تحمله الايام، صارحت الطبيبة بصوت خافت قائلة: " فكرت في مغادرة المنزل لٲي وجهة بعيدا عن مراى كل من اعرفه" هذا ما صرحت به التلميذة سلمى . كانت تعيش في رعب دائم دون انقطاع لمدة تزيد عن خمسة أسابيع.   الأكثر من هذا أنها تعرفت على مغتصبها  الذي يتجرأ  ويعترض طريقها من حين لآخر  لأنه يدرك أنها غير قادرة على إفشاء سرها لوالديها  والالتجاء إلى القضاء  ليحاكم قانونيا. في الٲخير قرر استدعاء والديها  لأخبار هم  بما وقع لها وحالتها  الصحية المتدهورة وفي نفس الوقت الاتصال بالشرطة لفتح تحقيق في الاغتصاب. في البداية أظهر والدها  تصلب العنيد بحيث حملها مسؤولية ماحصل. لكن بعد تدخل الطبيبة والأستاذ في محاولة لإقناعه  ببراءة  ابنته. لم يكن أحد قادر على انتشالها من دوامة التفكير في الاغتصاب الذي تعرضت له منذ خمسة أسابيع إلا والديها.   اخيرا تحقق هدف المتدخلين، فقرر متابعة الجاني قضائيا، فرجع الدم يكتسح الوجه الشاحب لسلمى، طافت عليها ابتسامة حذرة. إنها نهاية حزن وخوف دام أكثر من خمسة أسابيع التي كادت أن تسبب  نتائج  لا يحمد عقباها في حياة التلميذة  سلمى وهي  لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها كما تقرر  متابعة الغاصب قضائيا.  

فرنسا/16/10/2020 
إبراهيم عبد الكريم

الشاعر حسام الدين فكري يكتب .. أعداء الأحلام

أعداء الأحلام
شعر : حسام الدين فكري
**********************
هذي الرُفقة لا أُريدها
ما أردتُها مِن قبل
ولا أَمَل أن أُريدها
في قابل الأيام
يا هوام..في هوام
يا رُكام الأوهام
يا سدنة معبد الكُفر
يا مصّاصي الأحلام
لستُم في حياتي إلا
كالنمل في صحن العسل
كاليأس في قلب الأمل
كالخمر والميسر والأنصاب والأزلام
انقشعوا بخيلكم الكليلة العجفاء
نحو أرضٍ ما فوقها سماء
أو تقطّعوا شِيَعاَ شّذَراً
في بلاد الزندقة والأهواء
ارتحلوا بأجسادكم وظِلالكم وأشباحكم
لا تَدَعوا خلفكم شيئاً من أثَركم
اتركوا النهار مُبصراً والليل مُقمراً
كي أصدح مع النجوم مِن بعدكم
سوف ألهو طفلاً ساذجاً
مع السناجب الصغيرة
وأتفَتّح مع النرجس المُقبل على الحياة
سوف يدنو كُلّ ما كان بعيداً
سوف أرى كُلّ ما لم أكُن أراه
كُنتم تحجبون عنّي الشمس
بأياديكم الغليظة
وأصواتكم النكراء
الآن يتسللُ الدفءُ إلى جسدي
ناعماً..شافياً..حنوناً
له دبيب الخِدر اللذيذ
وبريق الفضّة السائلة
وحفيف الندى في بواكير الصباح
الآن أصبح الصباح
نقياً..شفيفاً..رهيفاً
ما رأيتُ استدارة عينيه
تبدو كاملةً أبداً
إلا الآن !

الشاعر محمد الزهراوي يكتب .. سيرة الطين

— سيرة الطين
الشاعر..محمد الزهراوي 
               أبو نوفل


سيرَة الطّين
.............

واسائِلَتي
عنْ ماضٍ ولّى
وسُؤالٍ منْ
أنْتَ ؟ ذات أيّامٍ
من جوعٍ وحزْنٍ 
في التيه!!
سيِّدَني.. كوني 
مُهرة جامِحة الأحلام
في مدى حياتي ..
ومِن الماء إلى 
الماء في دموع 
وطني أيتُها 
القَصيدةُ أو..
حتّى ضغائِني
وجرْحِيَ المُهْتَرئِ.
وإنْ أردْتِ سيرَة
مِدادِيَ سائِلتي في
دياجي اللّيالي..
أو ما رآهُ نسْرِي َ
مِن صفَحات الجوِّ
وقِمَمِ الجِبال..
وخطّتْه شُجونِيَ
بِحِبْر ألمي..
وأنا طِفْل مهْمومٌ..
أُراوِد في الحلْمِ 
طائِرَةً ورَقِيّة ..
بِسَماء الحَيّ 
وزُقاقِنا المتْرِب أو
مُذْ كنْتُ يافِعاَ في 
وطني المقْتولِ..
لنْ تجِديها في 
غياهبِ الغيْب أوْ
سراديب الظلام ..
بلْ نقِّبي مسْتَعينَة 
بِمِصْبتاح ديوجينَ
وترَيْتَها في شعرِيَ
عالِقةً بِوَجَعي..
وأنا البدَويّ جئْت 
إلى المدينَة أسْعى
مِن غيْر قصْدٍ
لِأنْشُر بذاريَ
في الكوْنِ بِاسم
الحُبّ والإنْسانِ
أو تعْثُرين على
بعْضٍ مِنْها..إنْ
كان الأمر يعْنيكِ 
ويَهُمُّكِ تاريحِيَ
الحزين وأنا أحظى
بِاهْتِمامكِ ياحَمْقاءُ ..
في الصّدى أوْ
في آثارِ أقْدامٍ ..
بِطيّات الكُتبِ..
في أحلام النّساء
وأحْزان المدُنِ 
التي تشْهدُ أنّني
عِشْتُ أمْشي
أحْمِل عالِياً كبَهْلولٍ
كوْنِيّ ّالعِشْقِ
شُعْلَة الحُريّةِ..
على كاهِلي حملٌ
ثقيل بهِ صرّةُ
أشْياءِ قلْبي 
المنْسِيّةُ..
وهُمومُ العالَمِ
أو في منْفايَ..
في ثمالَة كأسي
بِغَيْرِ مكانٍ..في
أحْرُفٍ سودٍ كالغِرْبان
أو في السّراب!
إذْ كان العمْرُ ..
غْيمةً بيْضاءَ انْتهَتْ
وبدَأتُ رحيلي في
غبَشٍ مِن الظنِّ..
وأنا من غيْر 
أصْفادِ إلى حيْث 
الغوْص بعيداً..
والغُرْبَةُ قبْريَ في
مَدٍّ آخَر لِلزّمَانِ..
أمَلاً في السلامِ
أو الفِدَوس المفْقودِ
لِأنّي منهَكٌ ..
ملَلْتُ مْنّي ودونَ 
ذَنْبٍ رَمَتْني
الحياة الغَنوجُ ولا
تدْري أيْنَ ..
مِن اللامكانِ.
رضيتُ بالحُكْم 
ياقاضي فأنْتَ منْ
أمرَ بِالنّفْيِ في
الموت أوَلا يكْفيكَ
هذا إلهي! ؟ .

                     محمد الزهراوي .. أبو نوفل
                                  المغرب .

عبد القادر زرنيخ يكتب .. سأنتظر حبك ...

سأنتظر حبك...في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.

.
.
.

يا سيدتي

   سأنتظر حبك بنرجسيتي المتواضعة

             بكل جوارحي الممانعة

سأنتظر هواك رغم العاصفة

          سأحبك مع هطول المطر

                 مع جمرات الحروف إذ الشوق يزملني

ياسيدتي

سأنتظر حبك بقيثارتي المجنونة

         بكل أوتاري المتعبة

سأحبك مع كل فصل يحاكيني بأيامه المثقلة

        يافلسفة الهوى

بعينيك نثرت منطقي وخلدي

فأنا الفارس

         وأنت المتعبة

أنا المقدام

     وأنت العاشقة

قفي على قصائدي كحورية محنطة

يا سيدتي المقنعة

    حبك هواية بأقلامي المفندة

         أعلنت هواك كرسالة أمام الشمس ووردتها

سأنتظر حبك بمرآتي العاجية

         كي أراك امرأة لاتشبه النساء بعصر الأبجدية

                 كي أقرأ قصيدتي تحت الأشواق المرصعة

أيتها العاجية بحروفك المربعة

    قفي أمامي كمنبر يبحث القراءة المجمعة

      سأنتظر حبك

سأنتظر حبك بكل عبراتي الممزقة

     أتلو أمامك قصائد الهوى

      لعلي أبحر بعينيك بشراع لا يعي الشواطئ المضرجة

سأنتظر حبك بميلاد الأحلام المتكسرة

     لعلي ألملم ذكرياتي

               وشتات آمالي

تحت الشمس وراء البحيرة 

     رسمتك والانتظار بعينيك حديقة وأبجدية

أنا يا سيدتي

    قد رسمت بعينيك ألف قصيدة

               قد تلوت بعينيك ألف رواية

سأنتظر حبك بأبجديتي المخبأة

      وراء الجدران إذ الأخيلة تعانقها

                هده الذات ثكلى بعينيك فأين بوصلة الحديقة

تاهت الورود بعينيك أم انتظاري

            تاهت الأحلام بورودك أم بأقلامي

سأنتظر حبك رغم سكون الليل وفجره المتواضع

       رغم الكبرياء ونداء الأرواح المتعبة
.
.
.
توقيع....الأديب عبد القادر زرنيخ

احمد الخلبة يكتب .. صرخة طفل فقد امه

صرخة طفل فقد امه 

أمااااااااه
عو ي اليا.. او خذيني اليك 
لا تتركيني لوحدي 
قلبي الصغير لا يحتمل 
فقدي لك ..وشوقي اليك 
عودي اليا ..او خذيني اليك 
من بعد حضنك يحتويني 
من يداوي وجعي 
يشاركني انيني 
من يجفف دمع عيوني 
من يسند عصني الاخضر 
بعد فقدي ساعديك 
اي ريح يرد روحي 
اذا هزها الم 
مثل  ريحك 
لمن اقول :امي 
لمن ابث همي 
من يقبلني صباحا 
وقبل نومي 
اي وجه يضيئ لي مبتسما 
فتتلألأ روحي فرحا 
مثل وجهك 
من يناديني :يا حبيبي وقرة عيني 
بصدق وحنان 
مثل صوتك 
هل ابقى وحيدا بعد موتك ؟
اريد ان الحقك واعيش عندك 
عودي اليا ..او خذيني اليك 
مدي يديك واحضنيني 
ها انا يا أم.. اغمضت عيوني 
روحك روحي 
وروحي روحك 
فكيف لك…… 
يا روح روحي 
ان تروحي ..وتتركيني 
عودي اليا ..او خذيني اليك 

            احمد الخلبه

حسين عبروس يكتب .. حكاية ناي

حكاية ناي..
(1)
هذاالنّاي ماأعذبه
في الصورة والصوت
هوإن باحت مواجعه
حنّ له القلب
ضيّقه وواسعه
مأهول بالحزن أوّله
مأمول بالوجد آخره
فعلى أيّ أوتارالرّوح
كان طيّعه؟
وعلى أيّ البوح
كان شيّقه؟
ومن أيّ الأسرار
كان طالعه؟
هوإن شذّت
في الدنيا مراكبها
جدّ في الأنفاس ليّنه
(2)
ناي وجوقة مثلى
وأحزان شفيفة
شفّت بها الرّوح
حتى بدافي الأعمار
لهــــــا وصــــــلا
ومن الأبعــــــــاد
لهـــــــــا نــــــولا
ومن الأطـــــياف
لـــــــها شكــــــلا
(3)
هذا النّـــــــــاي جلّ
من أبدعه وصــــوّره
في الجفنين حـــــوّره
جـــلّ مـن أرســــــاه
بقلــــــــبي وحــــرّره
جـــلّ مـــن أهــــــداه
إلى سمعي وطيّــــــبه
جـــلّ مـــن ســـــــاقه
في ركــــــبي وعمّــره

د.عبد الله دناور يكتب ... كل الحزن

كلّ الحزن
ــــــــــــــــ
ورود الروض ما أحلى شذاها
تذكّرني بـمـن يحيي هـواهـا
ـ ...............................
إذا مـا جفّ فـي الأرزاء قلبي
يرطب خـافقي المضنى نداها
ـ ...............................
فأبيـضـهـا يـذكّرنـي بـوجـهٍ
وأحـمـرهـا يذكّرني لـمـاهـا
ـ ...............................
إذا جمشتها فـاحـت بـعــطـر
وهـذا الفـوح أحسـبـه دواهـا
ـ ...............................
أحـبّ شـقـائق النعمان تزهـو
مـع الأنداء هـل شربت سناها
ـ ................................
أحـبّ لـقاءهـا فـي كـلّ روض
فيشفيني مـن البـلـوى لقاهـا
ـ ................................
يعاندني الـزّمـان بـحـلم قلبي
وكـلّ الحـزن يـأتـي من نواها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.  23/9/2020
سورية ـ حماة

أدهم سلامة يكتب .. ماذا لو

#ماذا_لو
تسلقنا جدار
 الصمت
وانهكتنا ملامح
الجسد
وسقطت من
 أيدينا
تفاحة الهوى
وامتزج الكلام
بقبلة

ماذا لو
علقنا بمنتصف
 الطريق
على حدود
نحرك 
وبلاطك 
الرخامي
اتحسس  شامتك
المقدسية
تجرنا الخطيئة
نحو 
الأستسلام

ماذا لو
احرقنا أعواد 
العشاق 
واشعلنا
لهفة الأشتياق
وقسونا على بعض
بضمة
تشقق جدار
العزلة
لحظة نزوح
القمر،

ماذا لو
اسدلتي شعرك
 الغجري
على ظهري
واوقفتي
بعيناك
دوران الأرض
ومحوتي شروق
الشمس
وأصبحنا 
ليل سرمدي

ماذا لو
غيبنا أسرار
رشيد
وأسقطنا
سوار كسرى
وجفننا
الفرات
وحملنا النيل
بين ضجيج
الآه
ولعنة الفراق

ماذا لو
.. أدهم سلامة

فاديا شيخموس تكتب .. قلبي بين ذراعي

قلبي بين ذراعي
كحزمة قش
اجهشت بهاالنيران
عبثا"اكبح عنها الحريق
                                                 فاديا شيخموس#

محمد الفاطمي يكتب .. رسول الله

رسول الله

بحبّ الله قد عظُم الحبيبُ***وطهّرَ قلبهُ الصّـــــــمدُ الرقيبُ
وقد أسْرى الرّحيمُ به فحارتْ***عقولُ النّاس والبشرُ اللّبيبُ
وفي فلك السّـــماوات اسْتجدّتْ***يِطلعتهِ الكواكبُ والغيوبُ
رسولُ الله بيتــــهُ فاض نوراً***وأشْرقَ مثلَ شمسٍ لا تغيبُ
أحبّ الضّاد في والقرآنَ حبّاً***بنورِهِما استجابَ لهُ المُجيبُ
ووجّهنا إلى الإحسان هَدْياً***وداء النّاس يعرفُهُ الطّـــــــبيبُ
رسولُ الله بالإسلامِ أَحْيا***شُعوباً طالَها الجَهْلُ الرّهــــــيبُ
أراحَ الخلْقَ من شِرْكٍ فظيع***وبالتّوحيدِ أَسْلمَتِ الشُّــعوبُ
وعلّمنا الصّلاةَ  بذِكْرِ ربّي***فلاحَ الخيرُ واتّـضحَ النّصـــيبُ
أراهُ محمّـــــــــدا وأراهُ نوراً***ونورُ اللهِ ليــسَ لهُ غُروبُ
وَقَدْ بلغتْ رسالتُه الأَعادي***فَبانَ الحقُّ وانْكَشَفَ المُـريبُ
ألا صلّوا عَلَيْهِ بِلا حُــــدودٍ***فَإنّهُ للقُلوبِ هُــــــــو الحَبيبُ
مدحْتُك يا رسُولَ اللّه حُبّاً***وَشَوْفاً للْمَشاعِرِ يَسْــــــتَجيبُ
أُناجيكَ اللّيالي مِنْ فراشي***وبالتّأكيد يسْـــــمَعُني الرّقـيبُ
وأعلمُ أنّ نعْشي في طريقي***وأنّ المـــوتَ مَوْعِدُهُ قريبُ
مُعلّـــــــمنا رسولُ الله صُبْحٌ ***بِهِ القُرآنُ مَصْدَرهُ المُجـيبُ

محمد الفاطمي الدبلي

محمد شداد يكتب .. ضياع الأمة

ضياع الأمة
*********
يا سارق العفاف عن وطنٍ
ماذا أبقيت لنا سوى العفنِ
العفة ترياق الحياة و كفى...
و العري خير دثاره الكفنِ.
*********
محمد شداد

السبت، 17 أكتوبر 2020

الأصيل أحمد جغيبر يكتب .. حكاية الألم

حكاية الألم
:
كيف أيها الراوي 
تسرد حكايتي
كيف أيها الراوي
تشقق صفحاتي
فقد كتبتُها بريشة إدماني
أعلمني كيف ألملمها 
وأنت بعثرت كياني
في لحظة خطيئةٍ
كتبت الشوق والعشق
لكن عن كياني
لم أكتب
أوَ تعرف لمَ ؟
أتعرف كيف ومتى وأين
قد كتبتك نصف قصائدي
ونصف ثمالتي 
وكل إدماني
أتعرف لمَ نَسَيتَ نفسي
ولم لم أعد أراني
أتعرف يا ذاك البعيد
كيف قتلت نفسي بِيَدي
وأنت تعاقرني كأسي
وتثملني رؤية عينيك
كتبتك رواياتي 
وسرد حكاياتي
وسر كوني 
ومَلَّكتُكَ قلبي وفكري
وأودعتُك كل أسراري
اوَلَم تعرف 
من أنا !!!
انا الإنسان المَنسِّي
انا العطف المَنفِّي
انا قطعة قطنٍ مَرمِيّةٍ
على جداول دمي
أنا المحب الكهل 
أنا من غَيَّبَني الزمان
لأصبح التوق 
المرتحل 
على أطواق الرمل
وعلى نسمات الجوف 
المُعتَكِفَةَ داخل مُغُر الألم
:
#الأصيل_احمد_جغبير 
:

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

ابراهيم عبد الكريم يكتب .. الأم

الٲم
جلست تتأمل فنجال الحياة
بعطف وقلب يفيض بالوفاء
تذكرت قسوة العيش والعناء
هي من سخرت وقتها للأبناء
بالجد والفناء وبث روح الهناء
ٲنت من تقدر قيمة الشقاء
ٲنت من علمتني قيمة الصفاء
والاحترام في انتظار العلاء 
تملي التاريخ بصدق وبلاء        
ضحت بالنفس في التصدي للأعداء               
ربت كل الأجيال بروح النقاء.      
دوما تعمل على بث الضمان 
وزرع الثقة بروح الاطمئنان
والعمل على تحقيق  الأمان
ٲنت العلى والرفق والإحسان
ٲنت مدرسة بجسم الإنسان
مازالت تحتضن عطر المكان
رغم كبر السن وتغير  الزمان
خلقت لتضفي النور والهناء
هي من تحملت عبء الأبناء
لن تركض لغطرسة الوباء
أينما حلت تزرع الحب والإخاء 
تهدي روحها للتطور والنماء
والعيش تحت راية السلم والبناء
هي الأم في عالم يسمو للبقاء
ٲطلب لها الرحمه من رب السماء

إبراهيم عبد الكريم

الأحد، 11 أكتوبر 2020

الشاعرد.عبد الله دناور يكتب .. سيدة الفرح

ـ سيدة الفرح ـ
ـــــــــــــــــــ
دوري كناعورة
وامنحي الأشجار
نصيبها من الندى
كفكرة شاعرية
تجول في الروح
منها تولد القصيدة
حلّقي كعصفورة
تفتح الفضاء بجناحيها
رفرفي كفراشة
لها الربيع
طوبى لبقعة
تدوسينها بإيقاع
وراءك يخضرّ الرصيف
تراها من سندس خطاك
طوبى لشارع تمشينه
تحييك قناديله
لمدينة تسكنينها
تقيم فيها السعادة للأبد
فقط ..أريد أن أعرف
ما لقلبي من الهدايا
هذا المساء
قبل الليل وغيابك
سيدة الفرح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.   10/10/2020
سورية.. حماة