الخميس، 13 أغسطس 2020

بيروت/بقلم د. عاطف الدرابسة


بيروت :

سأُرخي الحبلَ للغتي ، وأفُكُّ عقالَ الدَّمعِ ، وأبكي كما لم أبكِ من قبلُ ؛ لعلَّ النَّفسَ تهتزُّ ، تتزلزلُ ، ولعلَّ الرُّوحَ تُخرجُ أثقالها ؛ فما أوجع الأثقال التي تتزاحمُ بينَ جوانحِ الرُّوحِ وأساريرها ، وما أقلَّ الدّمع !

بيروت :

يا عروساً
تساقطَ شعرُها قبلَ ليلةِ الزَّفاف
يا دَماً تناثرَ كالمطرِ
كأوراقِ الشَّجرِ
كأشلاءِ الأطفال
من سرقَ أحلامَ طائرِ الفينيق
من كتبَ على صفحة البحرِ
هنا كانت مدينةٌ تُسمّى بيروت ..

بيروت :

أقفُ على ضفافِ الأفكار
أتأمَّلُ صورَ العُشَّاق
وأستعيدُ أوائلَ الأحلام
حينَ كانَ البحرُ ينحني لبيروت
ويغسلُ قدميها واليدين
وحينَ يزورها الثَّلج
كثوبِ الزَّفاف
ينصبُ الخِيام في فضائها
ويكتبُ بالأبيض :
هنا وُلدَ الشَّرق
هُنا كانَ الحرف ..

بيروت :

يا رمادَ التَّاريخ
يا أنقاض الحضارة والأبجديَّة
يا جداولَ النُّور
يا كلَّ الجهات
مَن أخرسَ صوتَ المآذن
مَن أسكتَ أجراسَ الكنائسِ
وأحلَّ سفكَ دمِ الخيول ؟

بيروت :

يا أوَّلَ نقشٍ في التَّاريخ
يا أوَّلَ ميلادٍ قبلَ الميلاد
يا أوَّلَ جهةٍ قبلَ أن تكونَ الجهات
يا أوَّلَ فصلٍ قبلَ أن تبدأَ الفصول
أيُّ يدٍ تلكَ التي اغتالت رأسَ التَّاريخ 
في لحظةٍ لا تُشبهُ اللحظات ؟

بيروت :

دمُكِ لا يُشبهُ دَمَنا 
دمُكِ من عصيرِ الجنةِ 
من خمرِ الإله  
من سحرِ الكتابِ 
ودَمُنا غُبارٌ تحملهُ رياحُ الخيانات ..

د.ع7

ذات ليلة بكماء /بقلم ضرغام عباس

ذات ليلةٍ بكماء

لن تراودني الكوابيس بعد الآن
أنا الحلمُ والضحية 

مرآةٌ كُنت، حين لاذَ الليل بالفرار
جسدي غير مُهيأٍ بعد، لم أجس يوما فرو قط
وكما يفعل البدو القداما
وقفتُ كـالمحاربِ على الساحل
عدتي، كأس خمرٍ و قلم 
كنتُ أنتظرُ الشمس، 
أنتظرُ تلك الراهبة أن تخلع ثيابها
كانت شُبه سجارةٍ بينَ، بين شفاه المدى
تقمصت دون قصدٍ كلام الشاعر
(بذوق الأمير الرفيع البديع، أنتظرها) .

ذات ليلةٍ بكماء 
حين أطبق الكون جفنيه
كان الصمتُ حارسا شُجاعا لا يهاب الظلام 
النوافذ مغلقة 
حين نفذت ذخيرة الضوء في جسدي 
كنتُ وحدي 
وحدي، أصارع ثور الظلام الهائج 
وحدي، اشاهدُ تقطرُ أشيائي، قطعا فضية .

ذات ليلةٍ بكماء 
حين فاحت رائحة الظلام
كل شيءٍ داخلي تسرب، كل شيءٍ لاذَ بالفرار
فـبدل أن يعرج قمري إلى السماء
غاره إلى العمق. 
كورَ كوخهِ من التراب الهش 
ترابٍ تفيق الشمس على وجنتيه 

الذكرياتُ خائفةَ أيضاً 
كانت أشبهُ بقطعِ غيارٍ أو صدف محار
 لا تراني حين أراها 
إلا إني رأيت قشرها يتموج ك الأفعى 
 كل شيءٍ داخلي لاذَ بالفرار، الكميةُ نفذت .. 
ألا يوجد زر إطفاء ؟ 
أنا خالٍ، خالٍ من كل شيء 
لن تراودني الكوابيس بعد الآن 
أنا الحلمُ والضحية ..

دعيني اكتب لك / بقلم منى شكرى العبود


بقلمي...✏

لايذهبن عقلُكِ بعيداً عن خبايا بوحي
فما يخفيهِ القلبُ
أسمى من مشاعر تُسطر بحرفين
..............****...............
أختلجَ بالنفسِ وهماً
قد ظنوا أنهُ غائباً عن البال
قد ظنوا أنكِ نسيان
لم يعلموا أنكِ تأتيني من بين أحضان الغياب
بسرعة الضوء وأكثر
تحتلين الفكرَ والأعماق
تتربعين كملكة بل تستوطنينَ كعدوٍ مغتال
تحرضينني على أحرف الشوق
تُجبرينني على البوح
تُرغميني على الخروج عن جُرحِ الصمت
..............****...............
لازالت ياأمي قهوة الصباح
تثير تفاصيل الذكريات...
المتناثرة على أكوام حطام الماضي
ولا زالت تتراقصُ ضحكاتُكِ على وجه كوبي
وتترنم بسماتُكِ على يدهِ باحتراف
ولازلتُ أرتشفُ تعاريج وجهكِ الراكنة في القاع
ولازلتُ أُمارس هدوء الأشواق كُلَ صباح
ولازلتِ تحتلين جنون مخيلتي في المساء
..............****................
آهٍ ياحبيبتي...!!!
كيف أصفُ لكِ مدى الأشواق
فمازالت تفاصيلُكِ مسجونةٌ
لدى كوب قهوتنا المفضل
لدى رابطنا المقدس
ومازلتِ رغم الغياب..
رغم المسافات...لدي كل الحياة
ومازالتْ حروفي بين السطر والسطر
تثير الشوق الراكن في الأعماق
وتكسوني هم الاشتياق
................****.................
دعيني أكتب لكِ...
دعيني أكتب لكِ...
ماظننتهُ قد غاب
مع أني أدرك أن ثقل كلماتي لن يصل إليكِ
ولن تدركِ مايلِجُّ بالنفسِ من أشواق
دعيني أرسم تفاصيل وجهك
تفاصيل الابتسامة...تفاصيل الجنون
تفاصيل ماتُحدثين من روعةٍ في كل الارجاء
على قمرٍ سكنتهُ ملامحكِ في ليلي كل مساء
مع أني أُدرك لن يُزين قمري لكِ سماء
لكن رغم الرغم عني ياعشيقة الروح
سأبقى على أمل اللقاء.

منى شكري العبود

عتب /بقلم أليسار عمران

..........عتب........

ظننت غيابي يحضنه خوفك!
 عند زوال خطّ الشفق!

 أكنت أحسبني كعبتك..
جنونك... تطرفك.. 
تشرب وجهي في صباح الفنجان!

تصدّق!!!!؟
 حافية القلب على بيادر الشوك، كنت أسعى.. وأجري..
أشدّ على النبض ليتهادى نبضة ..نبضة...
أستكين تحت وطأة كل الجراحات...

 ينقلب الشوك  تحت قدمي الحافيتين!!
 عشباً.. شجراً ... جورياً

كأنّ حضورك  في عالمي مظلة!
 تنقذ آخر ما تبقى من الثواني في كفّ بصّارة، عيناها معلقتان هناك في الأفق البعيد!!

ظننتني أنت..

جمعتنا جراحاتنا كي نلتئم بمراهم اللقاء!
ظننتني أشياء وأشياء!
لم أكن سوى تلك البلهاء!
 مظلتها ضربٌ من الغباء

أحترق بعشر أصابع!
وأذبح حواساً  خمسة!
أضبط يومي على توقيت كلمة..
  و أرسل أشواقي على جناح أمنية!
يباغتني حضورك المفاجىء في كل أغنية!
 
كم كان وقع سحبك من قلبي مؤلماً!

........

تقطّرت كحبّات سكّر في مرّ دمع الغياب!

أتذكر!!؟
بحضوري تناثرت ألف شظية!!!
وبكيت.. بكيت ...
ألملم هشيم زجاج قلبك المتكسر!!

أتذكر!!!!؟
حين قابلتك   للمرة الأولى !!!!!؟
رأيت في عينيك (مئة عام من العزلة)
نذرت أن أهديها الشوق ألف ألف عام

لوكان الحزن يبدّل بالمال لاشتريت وجهك
ورفعت نخبه عالياً في وجه هذا العالم 
لأحيله برداً وسلاما.. !!

...................................................................

تعالي بنفسك/بقلم أحمد دياب

تعالي بنفسك
لا أريد أن ترسلي بارفانك
يبلغني ان هذا من رائحة العناق
الموجل
ليصلح ما أفسده
غيابك

أنت مطلوبة شخصيا لترممي
تشققات حدثت
في سقف علاقتنا
هات الشتاء معك
هنا الطقس صعب للغاية
لقت نمت لي أضلع جديدة
غير التي كسرتها 
في الشتاء الماضي
لأشعل لك كومة الحنين 
لازودك بالدفء
وهذا ما تبقى
رماد القسوة وحفرة كبيرة
تسكنها الريح كل ليلة

تعالي وحدك بدون
إبتسامتك النووية
فحالتي تثير الشفقة والضحك ايضا

بدون يدك التي لا تهش ولا تنش
العاطلة عن الحنان الصيفي
تعالي نبحث معا عن خاتمك الذي ضاع 
في آخر رقصة
ليلتها قلت دعنا نرقص
لا تبحث عنه الآن
وأنا الافريقي الذي
يبحث عن كل ما وقع منه
سمعت كلامك

تعالي قبل أن تنطفي رغوة الوقت
أنا اغني
وأنت اقعدي بجواري كوردة الموسيقا.

إلى ريتا وحدها/بقلم محمد سيزيف


إلى ريتا وحدها
_____________________
محمد سيزيف

أعلم تماما يا ريتا إنني لست كاتبا جيدا مثل كافكا، لأكتب لك رسائل عشق عميقة، و لست بمخيال غسان كنفاني ايضا لكنني اكثر حزنا منه لأخلدك في نصوصي.
انا سيزيف، الكائن الحزين بالميلاد، ابن الحروب و القرى المحتضرة، فاشل في كل شيء، في الموت، في الحب، في الحياة، مشرد منذ الصرخة الأولى، اتذكر حين كنت مراهقا كتبت لأصدقائي العديد من رسائل الحب مما كان سببا في إرتباطهم أما انا كالعادة لم أحظي حتى بحبيبة هلامية، حظي و أعرفه جيداً، كنت خجولا لم يبسق لي النظر مرتين في وجه اي امرأة الا في وجهك يا ريتا انت تملكين كل شيء و انا فارغ من كل شيء، تملكين الفكر، الجمال، الحظ، المال، و ترفلين في آسرة السعادة، هذا هو الفرق، انا اتنفسك و انت تتنفسين الاوكسجين، انت أجمل نساء المدينة و انا بلا شك أقبح رجال القرية و افقرهم، لكن الاختلاف دوما كان مصدرا للوئام، و في فيزياء المغنطيس الأقطاب المختلفة تتجاذب، لذا جذبتيني نحوك كما تفعل المغنطيس ببرادة الحديدة.
اه لو تعلمين حجم معاناتي بعد رحليك عني، علقتني في شنكل الوحدة كما يفعل القصاب بالعجول، لكن كل ذلك الحزن و العذاب الروحي لم يكن كافيان لقتلي لكنه دفعاني للإنتحار، أي أن أغدو كاتبا.
غالبا لا يكتب المرء و هو بخير، أكتب لعلني أنجو من ورم فراقك الخبيث،
لعلني ان لم أتعافي منك يكفيني أن يوضع خربشاتي في رفوف المكتبات.
ما الفرق بين الحرب و الحب؟
بالنسبة لي لا فرق، في كلا الحالتين تسقط ضحايا، و الكثير من الخراب.
لا فرق أن تصاب برصاصة كلانشنكوف او بقذيفة إنفصال نزق كلاهما مؤلمان و مميتان أيضا.

دعوني أعزف/بقلم مؤمن الطيب


دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ جَمِيل لِكُلّ الْأَوْطَان
لَحْنٌ رَائِع بأروع الْأَلْحَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ طفولتي بنشيد البُلْبُل الْفِتَان
لَحْنٌ السَّعَادَة وَالْحُبِّ فِي كُلِّ مَكَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ الْحَيَاة وَالْأَمَان
لَحْنٌ الْأُخْت وَالْأُمّ وحبهما كَمَا رُزِقْنَا الْمَنَّان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ تَتَفَتَّح بِه اﻷزهار فِي الْبُسْتَانِ
لَحْنٌ جَمِيل لِكُلّ عَاشِقٌ وَلَهَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ أرسم بِه جَمَال أَزِقَّة بَغْدَاد
مِنْ رِيفِ مَدِينِي إلَى رِيفِ مِيسَان

دَعُونِي أعزف
عَلَى الْعَوْدِ والكمان
مِنْ بَغْدَادَ إلَى دِمَشْقَ إلَى تِطْوان
لَحْنٌ تتراقص عَلَيْه طُيُور الرافدين
ونوارس النِّيل وَلُبْنَان

مُؤْمِنٌ الطَّيِّب

شاطىء الخيال / بقلم حسام الدين فكري


شاطىء الخيال
شعر : حسام الدين فكري
**************************
أسبحُ بلا دراية بالسباحة
تتقاذفني أمواجٌ تمتطي مُتون بعضها
في أحشائها أبدو وليداً معصوب العينين
لم يكتشف أبجديته بعد
في تلك اللحظات الوسطى
ما بين الصعود بالقصور الذاتي
والغوص في أعماق المياه المالحة
يلوحُ لي زورقٌ خشبيّ من بعيد
ويرسم لي خيالي، طوقاً للنجاة، يُرفرف بجناحين
ألقاهُ صاحب الزورق المُسنّ، بذراعيه النحيلتين
ورأسه الجرداء، وعينيه الغائرتين
أختطفُ الطوق اختطافاً، وأسبحُ نحو الشاطىء
يحتضنُني برماله الناعمة المُزغبة
استلقي بعض الوقت، ثم أستيقظُ فزعاً
أبحثُ عن هاتفي، فلا أجده
أحزنُ قليلاً، ثُمّ أضحك
فما كُنتُ لأجد "إشارة"، في شاطىءٍ مُقفرٍ كهذا !
وحيداً صِرتُ، مُنعزلاً، وضائعاً تماماً
لا شيء يلوحُ في الأُفُق
كان الزورق صورة في خيالي
لكني الآن على الشاطىء
كيف ؟!..لا أدري !
............................
يزحفُ الليلُ فوق صدري، فيؤنسني القمرُ
في أول الأمر، لم أُدرك من ثرثرته شيئاً
يفتحُ عينيه، ثُمّ يُغلقهما، في تتابعٍ مُستمر
يُرسلُ لي ما يُشبه "إشارات مورس"
الأيام طويلة، يركضُ بين ساعاتها المللُ
شيئاً فشيئاً، أتقنتُ "اللُغة القمرية" تماماً !
صار القمرُ، رفيقي الوحيد، يقرأُ لي "تقريراً يومياً"
عمّا جرى في شتى بقاع الأرضِ
عن الذين صعدوا، والذين هبطوا
والذين تاهوا في أنفاق الطول والعرض
وحين أدركنا، القمرُ وأنا
أن شجَر الأُلفة، قد أورق بيننا
رُحنا نتكاشف بكل شيء
يُخبرني هو، عن الغُيوم التي تؤرقه
تضعُ نفسها أمام وجهه، وتُغطّي عينيه !
وأُخبره أنا عن "غادة"
ضوءُ قلبي الوحيد، الذي لا أعرفُ الآن
كيف أعودُ إليه ؟!
والليلُ بيننا، ثالثُنا الحكيم
يواسينا تارة، ويضحكُ معنا تارة
ويغرقُ في صمته الأثير، تاراتِ أخرى !
كذا تمضي أيامي، في قبو الانتظار الطويل
أتقلّبُ بين شوكِ اليأسِ
ونسيمِ الرجاءِ العليل !
....................................
أعرفُ أن رسالتي، قد شقّت طريقها إليكم
أخبرني القمرُ، صديقي الوحيد، أن الأمواج
قد ألقتها تحت أعيُنكم
فلِمَ، حتى الآن، ما جاءني أحدٌ منكم ؟!!

أنت جسور / بقلم عبداللطيف العولي


..........أنتَ جَسُورُُ.........
قال أحد السادة الكرام
لِمَ أنتَ جَسُورُُ
تقول ما لا يقال
ألا تهاب تهما أو سجنا
ألا تظن أنك أبلها وقحا
ألا تَستكِين و تهدأ
و تأكل خبزا أسود
و تحمد ربك
و تصلي فجرك
و تستعين بالإستغفار
و الإكثار من النوافل
و طلب العفو و المغفرة
قلتُ قولك حق
لكن سيدي
أنا لست إلا إنسانا
أحب الحق و الصراحة
لا أهاب ظلما
و لا جورا و لا زنازين
أقول بفصيح العبارة
هناك ظلم
هناك بؤس و فقر
هناك برد و قر
هناك يأس و غرق في البحر
هناك جوع هناك أمراض
هناك تقاعس
هناك تهاون
هناك ضحك على الذقون
هناك طرد و تشريد
هناك موت بطيء
هناك آلام و تأوهات
هناك ظلمات و كوابيس
هناك قبور
لم تُقرأ عليها فاتحة
هناك و هناك صديقي
قال
أنت جسور جسور...
ع.اللطيف العولي
القنيطرة/المغرب
05/12/2019

قديسة الطرب/ بقلم عبداللطيف العولى

.............قديسة الطرب.............
"لم يسق المودة بيننا سباب"
ساقها كمان و ناي ورباب
وهيمن صوت رخيم
صدحت به فيروز  
فصمت الطير و البشر
و الورد و الزهر
إجلالا لفيروز
وقد بدت كقديسة
تمسح بكفها الذنوب
و تغسل القلوب
مما علق بها من ضجر
غنت فأطاعها الكمان
و سبح الناي
و سجد العود
خرج الكون من صمته
و عمت الترنيمات الأرجاء
و بلبل فيروز يغني
فيندمل جرح 
و يبسم ثغر 
و يرقص قلب
ويطرب طير
و تتمايل سنابل
و أزهار و شقائق نعمان
و تتماوج  أنهار
و تضحك شمس
ولما تغرب
تتورد وجنة قمر...
                      ع.اللطيف العولي
                                      القنيطرة/المغرب
21/08/2019

الأربعاء، 12 أغسطس 2020

محض إلتباس/بقلم ادريس سراج


محض التباس
سهوا
أعبر أقبية الذاكرة
يمسك بي حنين
و يجرني الى حنينه
أستل من خاصرتي سهما
قد نسيته ذات جرح
و أخط
ذاكرة النسيان .
أعرج على شهواتي القديمة
نلهو بأنطونوميا الذات
نوزع القبلات
و ندون عناوين الصبايا
على ورق العلك
و تذاكر الباصات .
نمسك بنهد الكلام
و نعتصر
أقحوان الشفاه
و نبيذ الأحضان .
محض التباس
أو شهقة مجنون
في رواق الحلم .
لم أشأ ولم تشائي
أنثى الرماد
افترقنا
منذ مقتبل الحلم
ثم راودنا نفس الجرح
بنفس الحنين .
محض التباس
أو صرخة في ليل الكلام
انتصر
لما قد يغويك
أو يفتديك
من خطب ألم
بالصور التي تعيدك
الى النشأة الأولى
أو الى ورطة الصمت العميم .
محض التباس
و انا ابن اندلس
أضاعت مجدها
بين أحضان السبايا
و ارث القبائل .
ها نافورة مجدي
عصفورة قلبي و ذي
أمني النفس
بحلم قد أرتوي بصوره.
أمني الصور
بحلم يمجد الكلام .
ساحة آل سراج
من يؤرخ لموتنا الجماعي
من يكتب سيرة الدم
و الخديعة ؟
غرناطة تذكر للسائحين
ها هنا مت ...
و بعد الرحيل الأول
من يطالب بدمي ؟
من يدفن أشجاني ؟
هل من جريح جارح
ينهش تيء الكلام ؟
و بالجموح ذاته
و بالسهام ذاتها
يطعن خاصرة السهو
كي استفيق
من جرحي
قد نسيته ذات ذاكرة ؟
محض التباس
بالتعب ذاته
بالبراءة الأولى
بالنبيذ الذي أراقوه
نخب الخيانة
بالدم الذي استفاق
عصر موت الشعراء
باللذة ذاتها
بالشفاه
التي قبلت
نهد الأميرة
حين الخيول تجمح
أسفل شرفات الذاكرة
حين
المساء يتناسى بداياته
حين الباصات
تلفظ روادها
حين استل
من خاصرتي سهما هو
ذات الألم
الذي ينتاب المحتضر
حين تلفظ الحياة
شغف الحياة .
محض التباس
هل من جارح جريح
يدفن الميت من الكلام
و َسهر ع佄ى قبر الحنين
يداعب احتضار الأفكار
حتى تسهد النجيم
من انتظار٧ا
و يعود الفارس متلهفا
شدر أنثاه
و لن ادعو لأندلس ان حوصرت حلب .
أظبر أقبٚة الذاكرة
أمسك بالحنين
و أجره الى حنينه
كي يقر عينا
بسهم استقر بخاصرتي
ذات جرح
و أخط خارطة أندلس
من رماد الذاكرة .
و بالجموح ذاته
و بالسهام ذاتها
نعلن بداية ظمأ جديد .
و أسئلة أخرى
هي البدايات لا تنتهي
هي النهايات تنتشي
هي محض التباس....

ادريس سراج
                                    فاس المغرب

شرفة قصيدة/بقلم أحمد زبير

(شرفة قصيدة)

اربع وعشرون
ضلعاً وأنتِ
بصدري
كل كؤوسي
بانفاسكِ مترعة
قلبي الموهوم
يرقص كالطفل
يقفز من شرفة الصدر
الى نافذة الضلع
إذا ما سمع صوت
قرع كعبكِ العالي
ينصب لكِ
الكمين بقنينة
كاملة من العطر
موسوعة كبرى
ادرس عيناكِ
أنا التلميذ
اقاوم زخامة
التعاريج المعشقة
على بشرتكِ
دمشق تطبعت بكِ
اعذري قصيدتي
ذراعاها اقصر
من الأحاطة
بخصركِ
لاتضعي العطر
يا جارتي اخشى
أن تتعانق الجدران
من سكرة الفوح

#زبيريات_عاشق
احمد زبير

شاعر متعب/بقلم: حنان محمد


سَمِعتُ يا أُمي أنَ بَعض قُرى
النَملِ تَتَهَامَسُ قُبيل الفجر بثوانِ
تَقولُ أحداهنَّ لِلأًخرى
هَذا الشاعرُ المُتفاني
شاعرُ الخريفِ وهو والربيعُ أخوانِ
ومِن غيثِ الشتاءِ يخيطُ
معطفاً
يَقيهِ حَر الصيف وكلامَ الفتياتِ
والفتيانِ
هذا الهاربُ مِن القلمِ ، والقلمُ
على سبابتهِ يَخطُ أزمانكِ وأزمانِ  
سَمِعتَهُ يقولُ ليلاً 
حروفاً في طياتها أجتمعا قمرانِ 
يقولُ ...: 

يا أهل الهوى 

ألا تَتقونَ الله في قَتلِ عاشقٍ
في الهوى أضاعَ قَلبهُ 
أقيمُ عليهِ الحدَ كطائرٍ مشنوقٍ
بحبلِ الإنتظارِ مَصلوباً
 على روزنامة المسيحِ
أقيمُ عليهِ صلاةَ الصبحِ بين نهدي
جبلٍ .
وأغتصبوا رَحم الأرضِ لِتستقبلهُ 
باكيةً،شاكيةً ، جدائِلُها قهراً شائبةً
لَعلهُ يَكتِبُ قصيدة ...
دِماءُ بكارة أرضي النازفة
خريفٌ ثاني ربيعُ وجنتيكِ قد خفتا 
كما تخفتُ الأضواء قُبيل الأذانِ 
وتوضأتِ يا أرضَ الدُنيا
بدماءٍ زاكية مِن قلوبِ أسودٍ 
لا حملانِ 
مَفاتنُ النساءِ وإن جُمعت بقدحٍ 
لَتكلم القدحُ قائلاً : 
حبذا المذاقُ على اللسانِ 
وَحُرِمَت شفاهُ ألأنسِ قاطبةً على شفاهِ 
ألا شفاهُ مَن كان في الهوى ولهانِ

____________ 
#حنّان_محمد

عناق... نكاية في الغياب / عبدالرحمن بكري

شعر منثور
                 عناق ..  نكاية في الغياب 

يدوسني ناب الغياب
بين ملامح العابرين فوق خيوط الفرح
كنسغ يتسلل إلى جدور الحنين
فتزهر شجرة الأحزان
وشلا دافئا رقراقا
يتلألأ داخل أزرار الكاميرا 
لوحة بألوان المر 
تتابع شظايا احتراق 
تربصت بالأحداق
أزمة وطن يتخبط
في ضنك السؤال
عن أثره بين سياق الأهذاب
ومحك الامتحان
وطبق لم تكتمل أكلته
بأصناف الاختلاف 
كينونة تتساقط على أرداف الماضي
في صرف المعاني 
صيرورة على قياس الاجترار
بمخالبها الطويلة
 تشيد للمقيمين مدائن الجرح 
 تنزوي ، وتنكشف 
 لتقترف فوق الجبين 
 صور ندوب وبكاء
فما اكتفت من سرد فاجعتي
حتى تشرع رغبتي  
في العناق
حلولا للترياق 
كلما دنت بوصلتي من سفن الغرق
تتسع  متاهات الوصول 
وخريطتي يحتلها الماء
تنهكني مجاديف الإبحار
في قلة التعب .

لا تكتئبي 
إن صار اسمك علامة إشهارية
في هوامش الطرق النائية
أو تذكارا منسيا 
أضعه في محفظتي 
من مدخرات ثورة موؤودة
أمتحن به مكبرات صوتي 
في مصوغ تداعيات تبريراتي
كأني في محاورة تاريخية مع الأشباح
تتهكم على سؤالي 
وتشرب زلال حيرتي
من عين العقل
بذكر منتحب 
يلقي بماهيتي خارج حقوق الصفر
كلما انكسرت المرايا 
على وجه الشمس 
وانكفأ بريق النهار على ضفيرتك
يحتله على غفوة مني 
 ليل مقتضب .

لا تغضبي 
إن كنت وجهة في انعطافي
منذ رحلتي الشائكة
في تفاصيل لباسك العاري
فأنا لا أهتم لهذه الخيوط المزركشة 
في ثوب الحياء
حين يفرضونه على موائد الرياء
أنت شغبي .. 
حين تمطر شفاهك زخات قبلات 
ويتسيد داخل جفني زهر الجلنار
ويرقص خصرك الناعم
على دقات القلب
هكذا أحافظ على قدرات احتمالي
كما احتراق الحطب 
في وجه التفاف الهواء 
وباقي غازات أكسيد الكربون
وينتهى بي المطاف 
نبضا مسبيا 
على حدود الانتحار 
فوجودك بين نبضي ولحظي
  تأثيث اصطلاء 
يفوق طاقتي  
وكلما تضاعف نواح بوحي 
وصحت الشمس مفزوعة
تتفقد صورتي بين ركام الغياب
حينذاك ينبعث عناقي 
على موقد الجمر 
وأستعيد تلك السنين 
التي سقت جوفي  
بذرات الضوء
تمدني في شطحاتي السريالية 
فائض من وقود التنانين
حتى أفرك أجنحتي 
وأتقلب على حدي ريح عاتية
كريشة ترقص صرخات
في حلق الحب

            عبدالرحمن بكري
                                   المغرب

لمدن بديلة _ سليمان أحمد العوجي _ سوريا


لمدنٍ بديلة
---------------------------------
على سفحِ الليل
يتأبطُ الرعيانُ خذلانهم
تتدافعُ قطعانُ النبوءاتِ
بطيشٍ مراهقِ السمتِ والرؤى....
على سفحِ الليل....
ذئابٌ موتورةُ العواء
تطالبُ القمرَ بالتنحي
كالخائفاتِ في كرنڤالِ السبي
تُمسِكُ قصائدي
عن الكلامِ المباح...
أغادرُ بلا نعلِ المكان
لمدنٍ بديلةٍ.....
لاترجمُ الضياء
جذري في تربتها
يخاتلُ العدم منذُ الطوفان
غداً يذوبُ ثلجُ الحياد
ويخرجُ عفريتُ المعنى
من جيبِ الكلام...
خجولاً كشمسِ الشتاء
أحملُ ظلي وبقايا صوتي
كأخرِ مقتنياتي...
وأدبُّ على سطورِ النورِ
كنملِ المثابرة...
لمدنٍ بديلةٍ...
تُخَبِئُ لي حلوى الكرامة والمصير....
بين نهدينِ من حرير...
لاتهملني كأضرحةِ الغرباء
لي فيها ماللطيورِ العابرة
وعليَّ ماعلى الغيمِ
من خراج..
لمدنٍ بديلة...
لاتضعُ ملحاً في عيني
وأنا أختلسُ النظرَ
إلى مفاتنِ الهال
في ركوةِ المساء...
لمدنٍ بديلةٍ...
يؤاخي فيها الشذا
بين الفراشةِ والريح
كلما تندرت شرفاتها
بمكارم الحبق....
لايتوهُ فيها الضياء
عن دربِ المكان
فخيطُ الأنسِ في كفِ القمر
لمدنٍ بديلةٍ...
لاتقعُ في حبِ التاريخِ
المتأنقِ بالخرافة...
ولاتصدقُ وردةً
خرجت في غير موسمها
تتمشى على رصيفِ
قصيدةٍ مغفلة...
لاتثقُ ببكاءِ الصيادِ
في جنازةِ العصافيرِ
ونحنُ في الأشهرِ الحرم
لمدنٍ بديلةٍ....
تهبني زماناً آخر
أسميه على مزاجي
أدللهُ ولاأدعهُ يحبو
على شوكِ أيامي
أقفلُ كفي عليهِ
وأحميهِ من رفاقِ السوء
لمدنٍ بديلةٍ....
تمجدُ العابرين إلى الله
وتعيدُ للعاطلينَ عن الحياةِ
قناديلهم.
                           بقلمي:
سليمان أحمد العوجي.
- سوريا