ذات ليلةٍ بكماء
لن تراودني الكوابيس بعد الآن
أنا الحلمُ والضحية
مرآةٌ كُنت، حين لاذَ الليل بالفرار
جسدي غير مُهيأٍ بعد، لم أجس يوما فرو قط
وكما يفعل البدو القداما
وقفتُ كـالمحاربِ على الساحل
عدتي، كأس خمرٍ و قلم
كنتُ أنتظرُ الشمس،
أنتظرُ تلك الراهبة أن تخلع ثيابها
كانت شُبه سجارةٍ بينَ، بين شفاه المدى
تقمصت دون قصدٍ كلام الشاعر
(بذوق الأمير الرفيع البديع، أنتظرها) .
ذات ليلةٍ بكماء
حين أطبق الكون جفنيه
كان الصمتُ حارسا شُجاعا لا يهاب الظلام
النوافذ مغلقة
حين نفذت ذخيرة الضوء في جسدي
كنتُ وحدي
وحدي، أصارع ثور الظلام الهائج
وحدي، اشاهدُ تقطرُ أشيائي، قطعا فضية .
ذات ليلةٍ بكماء
حين فاحت رائحة الظلام
كل شيءٍ داخلي تسرب، كل شيءٍ لاذَ بالفرار
فـبدل أن يعرج قمري إلى السماء
غاره إلى العمق.
كورَ كوخهِ من التراب الهش
ترابٍ تفيق الشمس على وجنتيه
الذكرياتُ خائفةَ أيضاً
كانت أشبهُ بقطعِ غيارٍ أو صدف محار
لا تراني حين أراها
إلا إني رأيت قشرها يتموج ك الأفعى
كل شيءٍ داخلي لاذَ بالفرار، الكميةُ نفذت ..
ألا يوجد زر إطفاء ؟
أنا خالٍ، خالٍ من كل شيء
لن تراودني الكوابيس بعد الآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق