حياةٌ سوداويةٌ مُتكوّرةٌ بشخصٍ سَوداويٍ مثلي، منغمسٌ بحسرةِ الماضي، يأنُّ بألمٍ عسيرٍ ولا قوةَ له، هشٌّ وكأنه لم يكُن، ضعيفُ البنيةِ كذاك المنزلِ القديمِ المُهترئِ المُهددِ بالهدمِ والتلاشي، عاجزٌ كالأصمّ الذي لا يستطيعُ أن يصدحَ بصوته لينتشلَ حُزنه من جوفه.
حَالي أصبح مريرًا، فهل لي بتغيرٍ يا عزيزتي ؟
اقتربي من سوادي قليلًا، فالأمر لا يتطلب إلا عناقًا حارًا، مُتغمدٌ بدفءِ الحُبّ، شبّثي وصالكِ وخذيني بَعيدًا، أُنثري نجومًا سرمديةً مليئةً بِسمفونياتِ العشقِ على سواديَ اللعين، ضعيني بين ذراعيكِ، كبّليني، قيّديني، احتويني، ومن ثمّ لا تتركيني، لنصنع من سوادي سعادةً كسعادةِ العاشقين بالسماءِ القاحلة المليئة بالنجومِ اللّمعة.
هَلُمّي إليّ ما بعد منتصف الحب، بعد زوال الآهات بثباتِ النفسِ، لتدعِ القلبَ بالقلبِ والكفَّ بالكفِّ والروحَ بالروحِ، ومن ثمّ الوريدَ بالوريدِ إلى حدِّ الانتشال، ثمّ إلى حدِ الممات.
المماتِ الذي سننجوا به سويًا للأبد المؤبّد، إلى حد البداية التي لا تعلو بها نهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق