_____________________
محمد سيزيف
أعلم تماما يا ريتا إنني لست كاتبا جيدا مثل كافكا، لأكتب لك رسائل عشق عميقة، و لست بمخيال غسان كنفاني ايضا لكنني اكثر حزنا منه لأخلدك في نصوصي.
انا سيزيف، الكائن الحزين بالميلاد، ابن الحروب و القرى المحتضرة، فاشل في كل شيء، في الموت، في الحب، في الحياة، مشرد منذ الصرخة الأولى، اتذكر حين كنت مراهقا كتبت لأصدقائي العديد من رسائل الحب مما كان سببا في إرتباطهم أما انا كالعادة لم أحظي حتى بحبيبة هلامية، حظي و أعرفه جيداً، كنت خجولا لم يبسق لي النظر مرتين في وجه اي امرأة الا في وجهك يا ريتا انت تملكين كل شيء و انا فارغ من كل شيء، تملكين الفكر، الجمال، الحظ، المال، و ترفلين في آسرة السعادة، هذا هو الفرق، انا اتنفسك و انت تتنفسين الاوكسجين، انت أجمل نساء المدينة و انا بلا شك أقبح رجال القرية و افقرهم، لكن الاختلاف دوما كان مصدرا للوئام، و في فيزياء المغنطيس الأقطاب المختلفة تتجاذب، لذا جذبتيني نحوك كما تفعل المغنطيس ببرادة الحديدة.
اه لو تعلمين حجم معاناتي بعد رحليك عني، علقتني في شنكل الوحدة كما يفعل القصاب بالعجول، لكن كل ذلك الحزن و العذاب الروحي لم يكن كافيان لقتلي لكنه دفعاني للإنتحار، أي أن أغدو كاتبا.
غالبا لا يكتب المرء و هو بخير، أكتب لعلني أنجو من ورم فراقك الخبيث،
لعلني ان لم أتعافي منك يكفيني أن يوضع خربشاتي في رفوف المكتبات.
ما الفرق بين الحرب و الحب؟
بالنسبة لي لا فرق، في كلا الحالتين تسقط ضحايا، و الكثير من الخراب.
لا فرق أن تصاب برصاصة كلانشنكوف او بقذيفة إنفصال نزق كلاهما مؤلمان و مميتان أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق