الأحد، 16 أغسطس 2020

حمى التمتمات/ بقلم علي الدليمي

حمّى التمتمات..
.......

أنا جئتُ مِن عُمقِ السُّكات
أنا ذلكَ المنسيُّ في حربٍ
ك أشلاء الرّفاة .

الكلّ قالَ الانَ
مَن هذا القتيلُ مُمدّداً في أرضهِ يَحكي مع الموتى
تفاصيلَ الجُّناة.

قد جئتُ من عهدي القديمِ مُحدّثا( رَبعي)
بأنّ الموتَ صارَ الانَ في دنيا العروبةِ
يا صغارَ القومِ أبشعهُ نَجاة.

وعلى تفاصيلي رَسمتُ بشاشةً
ألبستها رُغمَ التأوّهِ
ثوبَ قهقهةٍ تُزيفُ بصوتها طعمَ الحياة.

لوّنتُ مِن خضبِ الحروفِ مَدائنا
تَمشي عليها أرجلٌ
لا تَعرفُ القصدَ المُميتَ بسيرِها
لكنّها راحت
لصوبِ الأمنيات .

وتَفرعَنت في جُعبتي
كلّ القصائدِ حينما خاصَمتها يوما فقالت
هل نسيتَ الليلَ والوحي المصاحبَ والجدائلَ والتواشيحَ القديمةَ و القوافي
واشتريتَ الأغنيات.

أنا هكذا في اليمِّ
لا أدري بليلِ الحُزن إن طالت دقائقهُ
فموتي مِثل مَن حولي
شعورٌ باردٌ والظلمةُ السوداءُ
واثقةُ الثّبات.

هذه روحي كأجنحةِ المرايا
رفرَفت ضوءاً وحَرفا
ثمّ طارت في رحابِ الخوفِ
تعصفها رياحُ التّمتمات.

حدّتثُ كلّ الناسِ عن ما شاهدَت عيني بذاكَ الحلمِ
مُذ ماتت على جرفِ الخواطر فكرتي
وتبرّأت مني اللّغات.

...علي الدليمي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق