الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

فتحي مهذب يكتب ... جسد ......ترجمه للإنكليزية : د.يوسف حنا

فتحي مهذب -تونس .  
 ترجمة للإنجليزية: د. يوسف حنا / فلسطين. 

                                     الجسد. 

إعتنيتُ به طويلاً مثلُ خادمٍ متفانٍ في معبدٍ بوذا..
أَقصُّ أَظافرَه كلَّما حاولَ الهروبَ إلى طبيعتِه الأُولى..
إِلى عشيرةِ الذئابِ في المرتفعات..
وبعنايةٍ فائقةٍ أَحْلِقُ شعر إِبطيْهِ لِئَلّا أَجرح أحاسيسَ أطفالِه القادمين ببطءٍ من تقاطيعِ عمودِه الفقريّ..
أَقوم بترويضِ وُعولِ متناقضاتِه
في الخلوة..
لِئَلّا يَجِنّ دفعةً واحدة..
ويسقط مثلُ نيزكِ في بركةٍ آسنة..
وكلَّما خذلتْهُ طبيعةُ النقصانِ
أُعزيهُ لِئَلّا يذوبُ مثلُ سمكةٍ في المحيط..
أَو يختفي في أَدغالِ النكسة..
كُلَّما خانَه الآخرون واضطهدتْه الحواسُ في مقتبلِ الضوء..
يرفعُ صلواتِه إِلى بناتِ نعش.
آبقًا من جنازيرِ الشكِّ إلى منصةِ الكلمات ..
هو ينمو مثلُ شجيرةِ جُمّيز ..
أَو فهدٍ يُقلِّمُ نثرَهُ اليوميَّ على حافةِ الغابة..
منتظرًا عبورَ قِرَدَةِ الكسلان
لينقضَّ عليها..
يطيرُ في العتمةِ وأُلاحقُه على صهوةِ رُخ..
لئَِلّا يرتكبُ مجزرةً في عُشِّ الحمام..
أَو يملأ كوابيسَه في سلَّةِ النَّوم..
كانَ مليئًا بزوارق النساء..
بفهارس طويلةٍ من أَسماءِ الحوريات..
وعلى رملِ هواجسِه آثارُ عروسِ البحر..
يذهب الى الفلاسفةِ بروحٍ عرجاءَ
كُلَّما حاولَ التحديقَ في وجهِ الحقيقة..
وقراءَةَ حركاتِ اللاوعي في المرآة..
يحملُه الليلُ والنهارُ مثل رهينة..
ويقتلُه الحنينُ إِلى الميتافيزيقا..
يبني ويهدمُ ديرَ ذاتِه بيديه..
وفي الحاناتِ يبكي كثيرًا..
تزورُه وحوشٌ مهذبةٌ من تجاعيدِ المسنين..
هو ماضٍ الى غبارِ البدايات..
تاركًا دموعَ متصوفة
على مائدةِ العِلَلِ الأُولى..
والعالمُ ماضٍ في دورتِه العدميَّة..
كنتُ أُعزيه مثلُ أَبٍ روحيّ
واعدًا إِياهُ بثمرةِ التناسخ..
إِن العدمَ بابٌ إِلى الوجود..
حيثُ تجدُّد الهيولى في الغياب..
سنطاردُ الموتَ مثل لِصّ..
وفي جيوبنا تشقشقُ مفاتيحُ الأَبديَّة..
هكذا يمضي فاردًا جناحَيْهِ
إِلى طينتِه الأُولى..
حزينًا ومكسورَ الخاطر..
مثل آلافِ المصابيحِ في الحديقة..
ستنام وحدَك في الظلمات..
في انتظار المعجزة ..
بينما اللاشيءُ يعوي في الفلاة .

*******************

*** The body ***

Fathi Muhadub / Tunisia

Translation from Arabic Dr. Yousef Hanna / Palestine

I took care of him for long like a dedicated servant in the Temple of Buddha ...

I trim his nails whenever he tries to escape to his first nature.

To the Clan of Wolves in the highlands ..

With great care, I shaved its armpits, so that would not hurt the sensations of its children, coming slowly from the sections of its spine.

I tame the caribous of its paradoxes

In seclusion ..

Lest it go mad all at once ..

And it falls like a meteor in a stagnant putrid pool.

The more its nature of fails disappoints him

I mourn it lest it melts like a fish in the ocean.

Or it disappears in the jungles of setback ..

Whenever others betray him and oppress him by the senses in the prime of light ..

He raises his prayers to the daughters of a coffin. Fleeing from chains of doubt to the platform of words ..

It grows like a sycamore bush.

Or a cheetah trimming his daily prose at the edge of the forest.

Waiting until the sloth's cross

to pounce on it ..

It flies in the dark and chases it on a rook,

lest he commit a massacre in the pigeon's nest.

Or fill his nightmares in the sleeping basket ..

It was full of women's canoes..

Of long indexes of nymph names.

And on the sand of his obsessions, traces of mermaid.

He goes to the philosophers with a lame spirit

Whenever he tries to stare at the truth

And reads subconscious movements in the mirror.

Night and day carry him like a hostage.

And nostalgia for metaphysics kills him.

He builds and demolishes his own monastery with his hands.

And in bars he cries a lot ..

It is visited by polite monsters from the wrinkles of the elderly

He is going to the dust of beginnings ..

Leaving mystical tears

At the buffet of first explanations

While the world is going through its nihilistic cycle,

I comforted him like a godfather

Promising him the fruit of reincarnation.

Nothingness is an entrance to existence

Where the chaos was renewed in absence

We will chase death like a thief

And in our pockets the keys to eternity are cracking

This is how he spends his wings

To his first place

Sad and heartbroken...

Like thousands of bulbs in the garden.

You will sleep alone in the darkness,

Waiting for a miracle..

While nothing howls in the desert.

د.عبد الله دناور يكتب ... وردة

ـ وردة ـ
ــــــــــــــ
أصبحت أصدّق أن الورود الغالية على القلب تعيش ربما أكثر مما نعيش.. أمس تصفحت قصائدي الأولى.. كانت وردتك تختبيء آخر الصفحات.. وكان الختام مسكا.. وردتك أحلى قصيدة.. بين يدي حضنتها.. أستعيد تلك اللحظات الهاربة من الزمن تتوج لحظاته ببسمة ونبضات شغف.. لحظات لن تستعاد.. أمام أنظار الجميع ودهشتهم وحقّ لهم فمثل هذه اللحظات حتى الزمن يتعجب منها.. شممتها.. حية ماتزال في القلب.
ورغم تعدد ألوان الورود وقتها سؤال كان بنفسي
لمادا اخترت هذه الوردة بالذات
وكيف عرفت أنني أحب اللون الأبيض. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور25/11/2020

صلاح الورتاني يكتب ... لا تسقطوا قلمي من يدي

لا تسقطوا قلمي من يدي 

قلمي هو جراح وطني 
صوت أجدادي 
هائم في أوطاننا العربية 
يستنشق عطرها وشذاها
يسير في روابيها 
يشحذ العزائم 
يبدٌد الأحزان 
يمسح دموع الثكالى 
يربت على أكتاف اليتامى 
يحفٌزهم على العطاء 
دون هوادة ولا استثناء 
يدفعهم نحو الرقي 
لإعلاء كلمة الحق 
مدوٌية في وجه الأعداء 
قلمي سيظل يجول 
في كل البقاع 
يقتلع ظلم الكبرياء 
صلف من كبٌلوه 
كي لا يصدح بالحقيقة 
لكنه ماض في طريقه 
مع الشرفاء 
يقاوم كل خائن 
كل ظالم 
كل ماصٌي الدماء 
دماء الأبرياء 
دماء الشهداء 
دماء الأمهات الحيارى 
هائمات باحثات 
عن رزقهنٌ في الشتاء 
قلمي الحر ينتفض 
لمن سعى للمجد ولم يصل 
سهر الليالي ولم يزل 
لكنٌهم سرقوا عزمه وكفاحه 
لم يجد بعد الحل 
مازال ينشد الكرامة 
والعزٌة وسيظل 
لن يسقط قلمي من يدي 
مادام الدم يجري في عروقي 
وقلبي ينبض بالحياة 
وذاكرتي تحفر في أمجادي 
أحفٌزهم أولادي 
على حب الوطن 
أزرع فيهم النخوة والشرف 
أبعث فيهم الحميٌة 
لكل من سعى ويسعى 
معي للمجد والحرية 
أصافحه بقلبي وأهديه 
باقة ورد وتحية 

صلاح الورتاني // تونس

الاثنين، 23 نوفمبر 2020

عارف البواري يكتب ... هذا الحسون عصفورك

هذا الحسون عصفورك

أجمل اللحظات عندي أمضيها في حضورك

أستلهم الود منك واستهدي بنورك 

وأنتشي يا قلبي بنقاء شعورك

ليتني طيف لطيف في الأحلام يزورك

وفي حدائقك الغناء واحدة من زهورك

لاشيء  يضاهي سعدك ياقلبي وسرورك

أكرمك الله كثيرا ويسر كل أمورك ...

هل أكون مركبا يتهادى في بحورك

 او رشفة لذيذة يامناي من خمورك

ولدت حقا من جديد يوم تنشقت عطورك

أنفاسك ملء أنفي وإلي إمتد سرورك

عليك أرق سلام من الحسون عصفورك

يستمد الألحان منك مطمئنا في دهورك

سئلت عن أجمل الأيام قلت يوم ظهورك

عارف البواري

21.11.2020

Aref Ah Boueiri

د.جاسم الطائي يكتب ... نوائب الدهر

نوائب الدهر 
نوائبُ هذا الدهرِ تنهى وتأمرُ 
وليس لنا منها سوى الله يجبر ُ 
رمتني وأيامي بِكاراً ولم أزل 
من العيش في عمر الزهورِ وأصغرُ
حملتُ عذاباتي وفي القلبِ غصَّةٌ 
ورحتُ أشدُّ العزمَ طوعاً فيكبرُ
أنا ابنُ سياطِ الظلمِ بِراً بها وقد 
رضعت كؤوس المرِّ دَراً تقَطَّرُ
أنا ابن زمانٍ غادرته طفولةٌ 
ولم يبق مني غيرُ حلمٍ ويكبرُ
خبرتُ متاهاتِ الدروبِ بقفرها
ولي من جميل الزرعِ فيها فيزهرُ
ولي من مغاني الصبرِ لحنٌ على البلى 
إذا شابَ عقلي ظلَّ قلبي يُفكرُ 
فهل تشرقُ الأحلامِ من بعد دجنةٍ
وكلِّي أمانٍ لستُ أخفي وأنكرُ 
ألا إنَّ روحي ما تزالُ كريمةً
تعفُّ وتستكفي الإله وتشكرُ 
----------
د٠جاسم الطائي

د. عبد الله دناور يكتب ... الحق يقال

ـ الحقّ يقال..  ـ
ـــــــــــــــ
إشهد أيّها الليل
هي الآن نائمة
بعد دهر من التّعب
وتعرف حقيقة ..
ما في القلب
أني اكتفيت بصحبتها
وبأنها رأس مالي 
في هذا العمر
يكفي ..
لا أحد سواها ..
يبتسم بوجهي إذا عبست
ولولاها في هذا الوقت
ـ والأعمار بيد الله ـ
من زمان كنت رحلت
وانا بانتظار القمر
أن يطلّ من وراء الغيوم
للحظة واحدة
ليكون شاهدا ـ بعد الله ـ
على ما أقول.
ــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور20/11/2020

أدهم سلامة يكتب ... عاشق

عاشقٌ
أبلِّلُ شفتيَّ
بتمتمةِ 
حروفِ
 اسمِها
أحاولُ ألّا 
أستفيقَ
إلا على 
بلاطِها الرخاميّ
الشّامةُ
 المقدسيةُ
على خدِّها
كنجمةٍ تغيِّرُ
ملامحَ 
القمرِ
أذوبُ في 
سكّرِها
نبيذٌ معتقٌ
أنظرُ في 
عينيها
أرى السِندَ
والهندَ
وكنوزَ كسرى
وأسرارَ
 رشيدٍ
ضمّيني ضمةً 
واحدةً
أسمعُ بها
طقطةَ 
ضلوعي
واضطرابَ 
البحرِ
وزفيرَ النارِ
دقّ الروحِ 
في عودِ
الثقابِ 
يشتعلُ مرةً 
ومرةً
اروي ظمأي
من سنينَ 
عجافٍ
لوِّني حبّي
وجسدي
بألوانِ قوسِ 
قزحٍ
ودعيني أنامُ
في حضنِ
قبلةٍ ...

الجمعة، 20 نوفمبر 2020

د.عبد الله دناور يكتب ... اقتراح

ـ اقتراح ـ
ــــــــــــــ
بيني وبينك
مسافة خصب طويلة
ضفاف نهر
وحتى نلتقي
مارأيك أن أقطع
نصف هذا الطريق الحالم
وأنت نصفه الآخر
وعند ناعورة ..
آخذك بالأحضان
نعقد قراننا الأبدي
نجني مواسمنا ..
عائلة من الأزهار
قبيلة من القصائد
أشجاراً من الألحان
وبهذا المشوار..
هذا التعب الجميل
نكون علامة
فارقة بين المحبين
هكذا أشارت عليَّ عشتار
ووقع القلب ..
أطلق سمفونية من النبض
رقص الحور والصفاف
فما رأيك بهذا الإقتراح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.  17/11/2020
سورية ـ حماة

إدريس سراج يكتب ... خلف البحر

خلف البحر
صباح الخيل الهائم
في دمي .
غيم خلف الاسوار
يوجع صدري
ويقض الهواجس
التي ترابض في عيني .
اليوم كغيره من الرعشة
أخط  تمائم الحروف
و تجاعيد الصور 
على ماء يجرف صحراء الروح
ويوقظ الحمام من نشوته .
و اليوم أيضا أتهجى  صرخة الطفل
الضائع في حروفي 
و أولم للنار ذاكرتي .
خلف البحر تركت  رياض العذارى
و ياسمين غيابي
خلف البحر ذكرى لا تقبل النسيان
وخلف البحر جرح يفتح دراعيه 
لخناجر الماء
خلف البحر رماد أدروه
 على نعوشي 
كلما يممت شطر الحزن
خلف البحر صرخة 
تعوي كلما تربصت بغيمي كي أرضع
منه اشتعالي
و خلف البحر شارذة في غيمي
شمس كانت 
شبح صارت تهدهد كف الجثث
حتى مفترق الصدى 
خلف البحر 
نار تكلست في عين الظبية
المهاجرة منذ سفر الانين
الى بدر التكوين 
في صدرها الموشوم
بأصابيعي البدائية
خلف البحرامرأة نا مت
حتى مطلع الخوف
تطل من نافذة الذكرى
على خبل الصبا
و دعابات الريح حين
يعري تكوينها المبلول بحلمي
و أسماء فجرها المجهول
خلف البحر
سائحات مررن بروضتي
و اشتعلن  في الريح
ياسمينا و أطيافا
خلف البحر نهايات  تنتظرني
خلف البحر بدايات
لصحاري لا تنتهي........

                                         ادريس  سراج
                                         فاس المغرب

د.محمد الأهدل يكتب ...الصلاة على الأحياء

الصلاة على الأحياء 

 تناثرت أشلاء 
 بجسد ممزق
 روحها تنبض 
   وأبناءها  
في سُبات عميق 
  لم توقظهم 
 قرعات الطبول

   عدد أبنائها ...
    عشرون !!
   وزد عليهم ... 
    تؤم عاق !!
لا يعرفان الطاعة ..
 ويجهلان الأنتماء 
ولم يؤمنا بأن الخير 
معقود .. بنواصي 
      الخيول !!
 
تناثرت أشلاء 
مع ستة عشر ...
من أبنائها !!
أحياء يتنفسون ! 
لكنهم دون حراك 
تحبسهم الأعاقة 
 وتلجم أفواهم 
طلاسم الشيطان !
وشهوة الميول
 
ستة عشر إبناً ... 
مجموعهم .. وقوتهم 
لم تشفع لهم بالحراك  
يسيرهم (تؤم الشؤم )
ويمنيهم بالأماني ..
  والخلود .. 
 على بنود الرضى ..
               والقبول !!!!

  تبقى من أبنائها 
  خمسة ... أشداء 
  مازالوا يدركون ..
   حكمة لقمان 
  ويعلمون أسرار ..
      البيان 
 ويحفظون قصة ..
  الجِن مع سليمان
 والعذاب المهين ..
(خمسة) فاقوا بذكائهم 
 ذكاء ثمانية عشر  
من إخوتهم البلهاء 
  أعلنوا العصيان 
ولم يرضخوا لأملاءات 
      العجول ...

  لم أرى أماً .. بقسوتها !!
    بغبائها ... بخبثها 
    وصمتها وغياب ...
        الحنان 
 الضيم والقهر والظلم 
ينهشُ أجساد خمسة        
    من أبناءها ... 
 يُقَّتَلونَ ويُذبَحون ..
  محاصرون بلا دواء
      ولا غذاء ... 
  يفترشون الأرض ..
 وينامون في العراء
ولم نجد لها غيرة 
ولم نرى على ملامحها 
  حتى الذهول !!!

   تناثرت أشلاء
لم يبقى منها .. سوى
  جسد بلا روح 
أعضاءها مشلولة ..
وتشخيصها ( الإعاقة )
فلنصلي عليها صلاة ..
      الجنازة !! 
 بلا وضوء ولا طهور 
وبدون فاتحة الكتاب 
 بلا دعاء ولا صلاة 
 على طه الرسول !!

أحضِروا تابوت نعشها 
وليتقدم أكثركم حكمة 
للبدء بتكبيرة الإحرام
 ويؤم المصلين ..
  ويُكبر الحضور ...
  شَرعَ الإمام  للصلاة ...
   بالتكبيرة الأولى 
  وأعلن صلاة الغائب 
  على أموات أحياء ..
 من تماثيل الفجور !!
  لم تكن الصلاة .. 
 سوى إيماء وإيحاء
دون قرٱن ولا حتى 
      دعاء ... 
فالنعش قد خالف ..
   المسار  !!
ولا يرجى للموتى ..
  رضىً ولا قبول 

د. محمد الأهدل
١٨/ نوفمبر /٢٠٢٠

صلاح الورتاني يكتب ... مساء الخميلات

مساء الخميلات 

تمشي على البحر بخيلاء 
تخالها غزال 
يمتشق الخطى 
تهز خصرا على خصر 
يهتز القلب طربا 
لسحر محياها 
تثير فيك رغبة الكتابة 
تبعدك عن الرتابة 
تبعث فيك روح الدعابة 
توقفها عن مشيتها 
لتقول لها :
مساء سعيد غزال البحر 
تبتسم كبسمة الفجر الضحوك 
تستمر في مشيتها 
تتابعها بنظراتك 
تأخذ ريشتك لترسم لوحة 
جميلة أخاذة 
بكلمات شفافة 
تنظر إلى السماء الزرقاء 
كما تراها في عينيها 
يتعطل الكلام مع الريشة 
وهي تعود بعد سيرها 
لتقول لك :
مالك يا شاعر بماذا تشعر ؟
برعشة قلبية 
أخذتني لعالم الأحلام الوردية 
تهت في عالمك اللامتناهي 
لم أقدر على الكلام 
تعطل السلام 
من حسنك ضاعت كلماتي 
تبعثرت أحرفي 
لم تتشكل رسوماتي 
تداخلت الألوان 
بالزهور والأقحوان 
سبحانه الرحمن 
خالق الحسان 
من سحرهنٌ تاه البيان 
راح الشعراء يتجولون 
في كل مكان ..
ورحت أنا في رحلة التيه 
مع الجمال والسحر والدلال 

صلاح الورتاني // تونس

منى فتحي حامد تكتب ... عبلة الاشتياق

.  .       عبلة الإشتياق
قصيدة/منى فتحي حامد
--------------------------------
قرأت من عينيه 
 كلمات و كلمات ..
اشتياقآٓ متأججآٓ
 تجاه كل النساء ..
فسألتُ عن ماذا و لماذا 
كل هذا الإشتياق ..
محبة نادرة
 افتقد مذاقها الأغبياء ..
بالتاريخ عنها 
قصص و أساطير 
تروي و تحكي 
عن كل العشاق ..
فحلقت متعجبة بمقلتيٌٓ 
من تلك الجفاء ..
زهور نرجسية متفتحة 
 في ريعان الشباب ..
أذاب الحنين أغصانها 
و أذبل ملامحها 
خريف الشقاء ..
أيقنت الآن من جلستكٓ 
 على شاطيء اليٌٓم 
مترقبآٓ مجيئآٓ 
لضياء هلال ..
و إذ هي تأتي إليكٓ 
سابحة بين الأمواج ..
 فتبصر الحنين 
و سائر زنابق الأشواق .. 
من بين كفيها 
عناق أزليٌ الفناء ..
فتتهافت إليها القبلات ..
و يتزلزل من حولكٓ
 لهيب البركان ..
و تبوح لمساتكٓ 
إلى ياسمين الهمسات ..
ها هي حوريتي 
ما أبغى سواها بليلتي  
هي عبلة 
و أنا ما زلت عاشقها 
 عنترة بن شداد ...

/////////////////////

سليمان أحمد العوجي يكتب ... كش وطن

( هذا النص كتبني بمفرده ولم يستعنْ بأحدٍ مني) 

كشْ وطن 
---------------------------
ضفادعُ الشغبِ تهدمُ أخرَ أسوار صمتي.... 
ماعُدْتَ لي.. 
غداً سأتلفُ بطاقتي الذكيةَ
حالما تَصِلُني رسالةُ المخالعة.. 
ماعُدْتَ لي وطناً
ولامقاسكَ من مقاسِ كوابيسي.. 
سنونكَ تستأصلُ ربيعها
لعلةٍ في أرحامِ الزهرِ والشجر..
وتتنكرُ لعُطَلها الرسمية فهي لاتستريحُ ولاتريدُ لأحدٍ أن يستريحَ..
وعمري طائرٌ فينيقيُ النسبِ يرقدُ على بيضٍ من رماد لاالريشُ يسعفهُ ولاأهازيجُ القيامة... 
عصبةُ الأممِ تهدهدُ البحرَ حتى ينامَ..
ترفعُ المصاحفَ والعمائمَ والصلبانَ ومذكراتِ حُسْنِ النوايا والجوار.. 
ثمَّ تقيمُ مأدبةَ النارِ لغاباتِ الضحكِ من ( رأس البسيط)  إلى رأسي.. 
تصادرُ الحرائقُ كلَّ الحكايا التي كانتْ تسعفني يوماً على النومِ في سريرِ أمانكَ.
ونكايةً بالدود المتربصِ أُمَلِّحُ الحزنَ كلَ مساءٍ وأبتاعُ لهُ جناحين من (كربلاء).. 
أطرقُ بابَ أحجياتكَ بقبضةِ العقلِ فتجفلُ غزلانُ روحي من صافرةِ النهايات
تمرُّ النشوةُ بعناقكَ على بركِ دمي مرورَ الوعدِ بالحياةِ على مسامعِ الموتى
أخبارُ فتوحاتكَ ماعادتْ تلطخُ وجهي بأصباغِ الدهشة.. 
أناديكَ فيخرجُ النداءُ تحتَ جنحِ العويلِ ويعودُ بخفّي
الصدى ومانفعُ الخفِّ بلا أرضٍ أوقدم.. 
كنا لوحاتُ الجراحِ على جدارِ الملحِ في معرضِ آلامكَ ..
فأوقَفْتَنا على صراطٍ تستوي فيه النجاةُ والهاويةُ..
ونحن التُعَساءُ فيكَ نجهشُ بأناشيدِ الغرباء ورحى الشتاتُ تطحنُ عظامَ أنسانيتنا ولا أحدٌ يقبلُ فينا العزاء... 
على أسلاكِ صوتكَ كانتْ تستريحُ زرازيرُ مسامعنا
تفلي ريشها من آفاتِ الغربة.. 
قصبُ حواسنا تركه ماؤك المخاتلُ يواجهُ محنتهُ وغارَ في شقوقِ ملذاتهِ الشخصية.. 
كم حـَذَرَنا( ريختر) من المشي على فالقِ الزلازلِ الممتدِ من قممِ كرامتكَ إلى شاطئِ بطيننا الأيسر.. 
فتظاهرنا بالصممِ وماانتهينا.. 
يسألني صديقي
وأنا أدقُ آخرَ مسمارٍ في حدوةِ المكانِ لأغادركَ:
( ماذا تعرفُ عن الشطرنجِ
ومن أوصل َاللعبةَ إلى بلادنا؟) 
أضعُ قلمي جانباً وأجيب:
( كانَ هولاكو حافيَ الذهن
ولم تكنْ تعنيه الألعابُ الذكية.. 
ربما كانت لعبةً فارسية.. 
ربما كان القيصرُ يقتلُ بها الوقتُ مع قائدٍ انكشاري.. 
أو جاء بها الأوربيون بعدَ أن تخلصوا من شرور الهنودِ الحمرِ الغاصبين) وأظنُ ياصديقي أنَّ كلَ هؤلاء مجتمعين كشّوا الفرحَ عن رقعةِ أرواحنا... 
/ عن لعبةِ الشطرنجِ لازلتُ أتحدثُ......
يارب:
على رقعةِ وطني
كلُ ملوكِ الكبرياء الهائمون بغرامه أرهقهم الإمساكُ بعصا الحقيقةِ  من المنتصف كحلوا الترابَ بمرودِ الدمِ وقضوا.. 
يارب:
 داستنا فيلة( أبرهة) 
وأبابيلكَ لم تنبسْ بحجر
وزيرٌ بنصف عين وربعِ لسان بحضورهِ اكتملَ نصابُ الجراد يرطنُ بالنشيد الوطني ملأَ جيوبهُ لوزاً وجواربهِ عسلاً ونحنُ لازلنا وقوفاً للنشيد.. 
يارب:
 جندُ الغنائمِ ألهاهمُ التكاثرُ
ونحنُ لازلنا زوارَ المقابرِ
وماجفَ ريقُ صبرنا.. 
يارب:
لالقاحَ لِكَلَبِ الحاجة وعضاتِ الجوعِ..
- يقاطعني صديقي:
( وماعلاقةُ الكلابِ بحجارةِ الشطرنج) 
لاأجيب ولن أجيب.. 
يارب:
 تلوكُ أحصنةُ الندمِ لجامَ العفةِ المر وتخرجُ عن المضمار.. 
تسقطُ في سواقي الخيبة بلاصهيل.. 
 يارب:
قلاعُ الكراماتِ حاصرها الرومُ والفرس
ولم تنطلِ على القيصرِ
خدعةُ طروادة.
--------
- سليمان أحمد العوجي
- سوريا

محمد عباس الغزي يكتب ... بعران الحي

بعران الحي :
…………………
لمَّا شدَدّتُ مِئزَري 
مالتْ عَليِّ بمئزَرٍ مهتوكٍ
بخيطِ شرياني تريدُ أخيطهُ 
أكفُ حُماتهِ 
خطفتْ بياضَ نقائهِ المنهوكِ
أهدتهُ منشفةً لأيدي العابثين 
قالت : 
ما بالها نوقنا وجِمالنا … ناعسةً في متاهاتِ المُرجفين ؟!!
سيدتي :
للجِمال جمالٌ في البيداء 
يرسمُ قِطارها لوحةَ الفِراق 
في أُفقِ السماءِ  
لكنها بعرانٌ لو هاجتْ 
في دروبِ الحَيّ 
تخبطُ كُل الأطناب 
رَكَلَتنا في أعتى الأمواج
بين قروشٍ يُغريها بريقُ الصِنارةِ تعلقُ بالأنيابِ 
وعلى الساحل 
تضجُّ لها قردة
ما أبقتْ من يقطينِ يونس
قَلَعَتْ أشجار موسى 
حَطَمَّتْ ما بَقِيَ من جِذعِ نخلةِ مريم 
حقداً … 
تقيئتْ في بيوتِ الله 
قَفَزَتْ …  
رَكَبَتْ … ألفَ عجلٍ عربيٍّ بخطامِ الأهواء
………………………………………… 
                                   محمد عباس الغزي 
                                   العراق / ذي قار 
                                    ٢٠٢٠.١١.١٨

الجمعة، 13 نوفمبر 2020

أشرف سعده يكتب في صدري تنهيدات

 في صدري تنهيدات 

لطفل انهكه الشيّب 

قبل أن يبلُغ الحُلم،


وبين يديَّ براعم لأزهار 

ماتت قبل ان تكتمل،

وفي رأسي رجُل 

عجوز يحتضر،


وفي أذني صَريخ

لإمرأه تُغتَصب،

وفي قدمي قيد 

يمنعني أن أنتصر،

وفي قلبي فتاه 

حزينه ولكِنها تبتسم !!