الخميس، 27 أغسطس 2020

عبد القادر زرنيخ يكتب .. ترسم وكأنك في أدب وفلسفة

ترسم وكأنك....في أدب وفلسفة
الأديب عبد القادر زرنيخ
.
.
.
(نص أدبي).....(فئة النثر)
.
.
.

ترسم

    وكأنك لم ترسو بحبر الأشرعة

أنا للحروف راية أرقتها القافية

     ترسم

     وكأنك إنسان بلا ذاكرة بلا وطن

      وكأنك وطن لا تتلوه قصائد الأوطان

تقرأ

    وكأنك لم تمر بين الحروف 

     وكأنك ذاكرة بعالم النسيان

من سيرسم أحلامي حرا من كل الفصول

     من سيرسم أبجديتي على الرصيف والدروب

تقرأ

وكأنك كلمة عابرة على هامش السنين

       وكأنك مفردة لا تقودها الأقلام

تقرأ

وكأنك هامش بين الطرقات

     وكأنك وحي من عالم الأحلام

ترسم

كعشق مازال يرنو كلماته ولم يصل

    مازال يبحث كناياته ولم يقل

تحكى

وكأنك رواية لا يعيها عالم الحكايات

    وكأنك لم تكن حلما على القول والأقوال

ترسم

وكأنك ذاكرة يتوه بها النسيان

    ربما تخونني المفردات ربما تكسرني الكلمات

ترسم

وكأنك قمر بلا أطياف تعادله ظلمة الأوجاع

     وكأنك التاريخ بلا رحمة على قارعة الضعفاء

تقرأ

وكأنك قافية بلا وردة تعي بحر الآمال

    هناك من رسمني وحيدا بين الحروف وأزقة الأقلام

أمشي على ربوع الهدى أبحث الغفران

       يلثمني الحاضر الماضي بآمالي وكأنني خارج الزمن

ترسم

وكأنك حديقة تغار الحقول من منابرها

     وكأنك حرا من أسوارها على قارعة الصفحات

ترسم

وكأنك للطريق رصيف لا تراه الناس بأقدارها

   وكأنك نصا لا تتلوه الحروف أمام العبارات

تقرأ

كهامش على الصفحات لا تتلوها العبارات والأوزان

      وكأنك حر من تلاوة كل الشعارات والأحياء

تقرأ

وكأنك غربة لا تعيها ورود السلام وروح الكبرياء

    وكأنك غربة تحت وطأة التاريخ يقودها الدخلاء

ربما أسهبت بشخصيتي الوجودية

       لكنني أعني حريتي الإنسانية

ترسم

   وكأنك أثر بين الرماد لا تراه النار الأثيرية

      وكأنك قشة بين الشعارات رمتها أسوار الوطن

تقرأ

وكأنك لغة بلا  مأوى تبحث الدواة حائرة

    وكأنك أبجدية بلا هوادة

     تصيح على دروبها البلاغة

ترسم

وكأنك منبر بلا كلمة بلا حرف بلا مأوى

    وكأنك بلاغة بلا قلم يعتصرها الألم

ترسم

وکأنك لعبة بلا وطن

        قصيدة بلا قلم

          سعادة بلا فرح

ترسم

وكأنك خطوة بلا أثر

   وكأنك منفي بلا سفر

        معزول بلا مطر

ربما المفردات أرقتني قبل البشر

   سأرسم المجد رغم الطين والحجر

أنا الحر بعاطفتي رغم العشق والشجن

     أنا الحر بحرفي رغم العداء والمحن

      أنا الحر بدفاتري رغم محبرة المحن

وجدت نفسي خارج النسيان إذ الحاضر يرسمني

   على العرش حرا لا يقيده رسم ولا قراءة القلم

ترمى

     وكأنك قيثارة عزفت روايتي بكل أبجدية

           وكأنك حر من الظلال إذ الليل يحادثني

ترمى

  وكأنك الصمت أمام البلاغة وجنون الرواية

     وكأن الوطن الحر أمام فجر الولادة

تكسر

وكأنك هوية بلا رقم بلا وطن

           وكأنك وطنية بلا فجر فماذا من الشعارات ننتظر

أنا للحروف  هداية فكيف أرمى أمام الوطن...........

    الكلمات ترسمني وأرسمها فكيف يمحوها الزمن

      من سيتلو حريتي أمام ذاتي إذ الوطن ينتحب

                أنا الحر بكسر أقلامي إذ الظنون حائرة العبارات

أحلم

وكأنني دمية من عالم الظلال أرسم الوطن

      أنا الوطن وإن رميتم أبجديتي

            سأحيا قنديلا يضيء قصيدتي

.
.
.
 توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

عبد الرحمن المضلعي يكتب ..نهاية الظلام

نهاية الظلام
ــــــــــــ
رويدكَ ليس دمي مستباحْ
سأعلن للعالمين الكفاحْ

حذاري نفخت الرماد اللهيبْ
حذاري فتحتَ صديدَ الجِراحْ

سخرتَ بأناتِ شعبٍ صبور
وأسمعتهُ قهقهاتَ الرباحْ

فلا يخدعنْكَ الظلامُ المقيتْ
 غداً سوف تشرقُ شمسُ الصباحْ

'ويجرفك السيلُ سيلُ الدماءْ'
وقصفُ الرصاصِ وعصفُ الرياحْ

فخذ من دمانا تزدنا شموخْ
سيصلبُكَ الصبرُ فوقَ الرماحْ

'ففي الأفقِ الرحبِ هول الرعودْ'
يُبيدكَ في العالمِ المُستباحْ

فما أنت إلا سراب كذوبْ
ستأكلكَ النارُ فوقَ البطاحَ

عبدالرحمن المضلعي
مستوحاه من قصيدة قديمه

حاتم جوعيه يكتب .. ورحلت عنا قبل إشراق النهار

-  وَرَحَلتَ عَنَّا َقبلَ إشْرَاق ِ النَّهار ِ -

( في رثاء الرَّسَّام الكاريكاتيري الفلسطيني الشَّهيد " ناجي العلي " - في الذكرى السنويَّة على وفاتِهِ - )

( شعر : حاتم جوعيه -  المغار - الجليل  -  فلسطين  )

📷 📷

يا   أيُّهَا الحُلمُ  المُسافرُ في الحقيقَهْ

يا أيُّها البدرُ الذي قد غابَ عَنَّا وارْتحَلْ

قتلوكَ ؟ لا لمْ يُطفِئوُا الشَّمسَ المُنِيرَة َ في السَّماءْ

لم يحجبُوا قمرَ الضِّياءْ

لن يخرقُوا نظمَ الطبيعةِ والوجُودْ

أنّى لهُمْ أن يعكسُوا شكلَ الفصولْ

قتلوكَ ؟ لا.. لا لمْ تمُتْ لوْ صَوَّبُوا كلَّ البنادقِ نحوَ صدرِكْ

لوْ أغمَدُوا مليونَ سيفْ

لو عذ َّبُوكَ ومَزَّقوكَ وَأحرقوكْ

لمْ يسكتوا ذاكَ النَّشيدْ // لمْ يُسكتوا ذاكَ النَّشيدْ

ستظلُّ نبراسًا لهذا الشَّعبِ من جيل ٍ لجيلْ

أنتَ الذي عاهدتنا

أنتَ الذي عانقتنا

أنتَ الذي واكبتنا

أنتَ الذي أعطيتنا ومضَ الأمَلْ

يا واحة َ الإبداع ِ في العصرِ البخيلْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ في الحقيقةِ والخيالْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ للبعيدْ

هلا َّ سألتَ  النازحينْ ؟

هَلا َّ سألتَ النازحينْ ؟

عن هول ِغربتِنا الطويلةِ والضَّيَاعْ

هَلا َّ سألتَ النازحينْ ؟

خُذني إليكَ لنرتقي أفقَ الصُّعودْ

وَلنختصرْ هذا الرَّحيلَ لنختصِر دربَ البكاءْ

إمض ِ بنا نحوَ السَّماءْ

وادخُلْ خيامَ الأنبياءْ

يا أيُّها الوجهُ المُسافرُ للبعيدْ

الغيمُ يرحلُ والصَّباحْ ما زالَ َمشدُودَ الجِراحْ

وخيامُ أهلي ُتمَزِّقُهَا الرِّياحْ

وعِضَامُ أطفالي زهورُ الرَّفض ِما بينَ الصِّفاحْ

الثَّورة ُ الرَّعناءُ تترعُ قمَّة َالرُّوح ِالكئيبَهْ

والوردُ يذوي خلفَ أسوار ِ الحدائِقْ

وبنادق ُ الطغيان ِ تصطادُ الأحبَّة َ والعَنادِلْ

وتطاردُ الطفلَ البريىءَ وراءَ هاتيكَ التلالْ

وأرى دُموعَ الحزن ِ تذرفها المنافي

وأراكَ رغمَ الجوع ِ ُرغمَ القهر ِ رغمَ الموتِ صَامِدْ

نامَ الجميعُ .. بقيتَ وحدكَ مع دموع ِ الأهل ِ سَاهِدْ

يا أنتَ يا مَنْ ترفعُ الرَّاياتِ حُمرًا في وجوهِ المُبعدينَ النازحينْ

الهاربينَ منَ الحقيقةِ واليقينْ

الهاربينَ منَ التَّصَدِّي والصُّمودْ

الهاربينَ منَ التقوقع ِوالتفكُّك ِ والتحلُّل ِ والضياعْ

لو أطلقَ الطغيانُ نيرانَ القذائف ِ كلَّها لن يُسكتوا َشدْوَ البلابل

لنْ يسكتوا شدوَ البلابل ْ

لنْ ينتهي ذاكَ النشيدْ

* * * * * * *

جسرٌ منَ الأحزان ِ ُمْمتَدٌّ إلى دمِكَ المُحاصر ِ في الظهيرَهْ

جسرٌ إلى دمِنا المُصَفَّى كالحِسَاءْ

دمنا المُرَاقِ على الشَّوارع ِ والأزقَّهْ

أنتَ البداية ُ والنهاية ُ أنتَ جسرُ العابرينْ

أنتَ القصيدة ُ في تألُّقِها وعالمِها الجميلْ

خَلَّدتَ ذكركَ للأبَدْ

وَمَشيتَ وحدَكَ لا أحَدْ

ورفعتَ فنَّكَ عاليًا من فوق ِ صرح ِ المُبدعِينْ

يا أيُّها الوجهُ الذي يحتلُّ وجهَ الخصبِ في دنيا السَّرابْ

دنيا تموجُ بكلِّ ألوان ِ الرّياءِ وكلِّ ألوان ِالعذابْ

ما عُدتَ وحدَكَ مع عراك ِ الرِّيح ِ ما .. ما عُدتَ وَحدَكْ

تابعتَ رحلتكَ الطويلة َ صامدًا بعزيمةٍ حَطَّمتَ قيدَكْ

لنْ يقتلوا الإصرارَ فيكْ

لنْ يقتلوا الإصرارِ فينا

كلِّلْ جبينَكَ كي يرى الثُّوَّارُ مَجْدَكْ

وقَّعتَ خطوكَ في انسيابٍ في انسيابٍ في انسيابْ

ما هُنتَ يومًا مع عراك ِ الموج ِ والرِّيح ِ العنيدةِ والعذابْ

لا لم َتذ ُبْ ... لا لمْ َتذ ُبْ ... والصَّخرُ ذابْ

وَرسَمْتَ دربَ الفجر ِ للطير ِالأسيرْ

أطلقتَ طيفكَ هائمًا ما بينَ أزهار ِالحقولْ

عانقتَ  أعوادَ السَّنابلْ

وَفتحتَ صدركَ للوطنْ

يا أيُّها الحُلمُ المُسافرُ في الحقيقةِ صاعدًا أفقَ السَّماءْ

أنتَ الذي أترَعْتنَا حُبًّا وشوقًا للضياءْ

أنتَ الذي واكبتنا دربَ الفداءْ

ورحلتَ عنَّا قبلَ إشراقِ النَّهارْ

( شعر : حاتم جوعيه - المغار – الجليل  )

الاثنين، 24 أغسطس 2020

شيء من نبيذ/ بقلم إدريس سراج


شيء من نبيذ الروح

أنا على أول جرح
ما زلت
أحيى بأعلى
القمم المجاورة للقصيد
عزيزي
و كما شئت
أو لم نشأ
التقينا و افترقنا
على صور
نطوقها بحنين جارف
اذا ما استفاق
جرح غائر في الذاكرة
التقطنا نفسا
الان تطوقني الذاكرة
بأعشابها
أنتفض
لأحكي
سيرة الياسمين
تلك التي
ورثها عن أندلسي
أنا 
و لو انكسر ظلي 
 ثم  انصرفنا 
 الى روتين اليومي 
لم نكبر كما شئنا 
كبر الصمت بيننا 
كما لم نشأ 
 كلما التقينا 
ضاقت اللحظة
  بالصمت  
و اتسعت للتحية
 نبحث
 عما يكسر 
الصمت الطويل
 و هل تصورت 
هذا الغياب  الذي
 انبسط على سفوحنا 
حتى خلت  الكلام بيننا 
صار 
من حظ غيرنا
 و أذكر  
و أنا خلف صمتي
 أنظر حولي
 كأني
 من زمن اخر 
أو ذاكرة أخرى
 أو جرح
 أباده النسيان 
أذكر أني حزنت 
 أذكر
 أني تعودت
 على الجرح 
أذكر 
ذات حلم 
كنا نرغب بالشمس 
و الشمش ما اعطى الله غير هي- 
أتذكر يا صاحبي
  أنت الان 
 خلف  البحر 
 قرب    
 أشيائك الاخرى 
أثتها 
كما شئت أو استطعت
و أنا هنا ......
 لم تعد
 هذه الاشياء 
ملحة كما كانت
 في زمن ما
 أو حلم ما 
ربما عفا  عنهاالدهر  
لكني 
ما زلت أحيا 
بخوفها 
 بنفس عطرها 
كلما انتابني 
أنينها 
عزيزي 
 بعد ذلك 
قد نؤسس
 للهواجس الجديدة
 
في انتظار 
ما قد يجمعنا
 تحت سقف الحرف 
و الصور 
و ياسمين الذاكرة 
تذكر 
لك خلف البحر
 فصلا من جحيمنا 
و دنانا
من نبيذ الروح .....

إدريس   سراج
فاس    المغرب

الأحد، 23 أغسطس 2020

أنتِ/ بقلم عبداللطيف العولي


....................أَنْتِ......................
همت في غرام الورد
تهت في عبيره
وقد لفني بعطر مسكر
تتفتح بتيلاته
بتأن ولطف
لإهداء كل ولهان
إبتسامة عسلية
كموناليزا
أتفحص شفتيها
وأطيل النظر
فتبسم
لتبادلني باتساع ثغرها
وعينيها الساحرتين
إبتسامة ملائكية
فتصيب قلبي
بسهام
ترديني صريعا
فأخالني عصفورا
يلهو في زرقة السماء
نشوان
فوق زرقة البحر
فأنا بين زرقتين
زرقة عينيك
وزرقة البحر...
ع.اللطيف العولي
والقنيطرة/المغرب
04/05/2019

لمن أكتب / بقلم عبداللطيف العولي


...........لمن أكتب........
سيداتي سادتي المحترمين
مرارا قلت بأعلى صوتي
أنا لا أكتب للنخبة
ذووا الخبرة في الجناس
و الكناية و البلاغة و المجاز
أنا أكتب لمقهوري الزمن الرديء
لأصحاب الشهادات المعطلين
لمن تأويه جحور المذلة
للباعة المتجولين
لسجناء الرأي و الكلمة الحرة
للمدافعين عن حقوق الناس
لا ألون الكلام و لا أزخرفه
لا أريد تبجيلا و وسامات
كلامي موجه لعامة الناس
من ركب حروفا أو تهجاها
لمن أحرز على شهادات العطالة
هؤلاء هم قرائي
أحكي معاناتهم وأعبر عن آهاتهم
و أوصل إحباطاتهم لكل إنسان
يؤمن بالكرامة و الآدمية
أكانوا مسؤولين أو نخبا...
ع.اللطيف العولي
القنيطرة/المغرب
19/08/2020

ألفٌ ياءٌ _كان / بقلم حسام الدين فكري


ألفٌ ياءٌ – كان
شعر : حسام الدين فكري
*********************
(ألفٌ ياءٌ – سوف يكون)
في البدء كانت كلمة وحيدة
نهضت من الثرى، لا شيء حولها
انقسمت ذاتياً على نفسها
فصارت تُؤنس وحدتها، كلمة أخرى
تُشبهها تماماً
البردُ من حولهما يخرقُ العظام
تدفّأت إحداهما، في صدر الأخرى
فأنجبا كلمة ثالثة، تحملُ الملامح المُوّحدَة
لكنّ في جبهتها، حرفٌ واحدٌ يزيد
الكلمة الثالثة، تتغذى على الشجرة الوحيدة
التي نبتت – حين ولادتها – من أجلها !
الثالثة تحبو في وداعة، فوق الثرى الرطب
تنمو شيئاً فشيئاً، جسدها وعقلها ينضجان
قامتها صارت أطول، والمسافة بين منكبيها، اتسعت أكثر
ثُمّ، في لحظة سحرية
انقسمت بدورها، ذاتياً على نفسها
فصار كُلّ سُكّان الكون
أربعُ كلماتٍ فقط !
...........................
(ألفٌ ياءٌ – يكون)
الزمن يُحرّك البرد، والحرّ، والريح
والحنان في القُلوب، والأفكار في العُقول
تراصّت الكلمات الأربع، في صفٍ واحدٍ
فتكونّت عِبارة ذات مغزى
ثُمّ تبادلت أماكنها، فنشأت عِبارة أخرى
تحملُ معنىً جديداً
اللعبة عينها يومياً، وكُلّ ساعة، وكُلّ دقيقة
والفراغُ لا شيء يملؤه، إلا لعبة "التبادلات" !
كُلّما زادت التبادلات، كُلّما وُلدت العِبارات
بعد حين، مِن رحم اللعبة
اكتشفت الكلماتُ حاجتها، إلى كلماتٍ أخرى
" سوف نجعل لعبتنا، أكثر إمتاعاً وتشويقاً " !
راحت كُلّ واحدة منهن، تنقسمُ على نفسها
ثُمّ الكلمات الجديدة، تنقسمُ على نفسها
واللعبةُ ما تزالُ مُستمرة
التبادلات صارت لا نهائية، والعبارات اكتسبت أثراً ساطعاً
في كُلّ ألوان الطبيعة من حولها
عِبارة منها، جعلت الأشجار تُورق
وعِبارة أخرى، دفعت الأسماك الصغيرة فوق أمواج البحر
وعِبارة ثالثة، أحالت التُراب إلى ذهبٍ سائل !
ثُمّ فجأة، تغيّر العالم
جاء البشرُ، واستعمروا الأرض
بدأوا باثنين فقط، ثم صار عددهم يزداد
كُلّ بضعة أشهر، تنبثق أصواتٌ جديدة، من المِهاد !
لكن الكلمات تتضاعف بالحد الأقصي للمعادلات
صار كُلّ إنسان، تُقابله ملايين الكلمات
هُنا، في لحظة قَدَريّة عُليا، هبطت الرسالات
في رأس كُلّ كلمة، قِنديلٌ صغيرٌ مٌضاءٌ
والكلماتُ نُجومٌ لامعةٌ، تحت السُحُب البيضاء
كُلّ يوم تصعد زرافات، بقناديلها الشاحبةُ، إلى السماء
ثُمّ تعودُ دائماً، قبل الغروب، وكُلّ قِنديلٍ منها مُضاء
لتسقط من فورها، فوق رؤوس يابسة، خاوية
كانوا يحلقونها تماماً، فتصيرُ صُخوراً صلدة
لا شيء يخترقها..لا كلمات، ولا هواء !
تعودُ الكلماتُ مُنهكة، كسيرة، نحو السُحًب البيضاء
فتستقبلها رسالة نورانيّة حازمة :
" لا تيأسن، عُدن من جديد
سوف تجدن، من يؤمنون "
تنهمرُ الكلمات – هذه المرّة – بقناديل مُشعّة
منحها النورُ الغامرُ، أجنحة فتيّة
تشُقّ بها دياجير الفضاء !
.................................
(ألفٌ ياءٌ – كان)
انقطعت الرسالاتُ
فصار البشرُ، كائنات غير الكائنات !
والكلماتُ – بدورها – فقدت بريق الكلمات
تنثني، وتنحني
تتقزّمُ، وتتطاولُ
ترتدي وجوه بعضها بعضاً
تتداخلُ أحياناً
تتشاجرُ أحياناً
وما عادت لها هيئاتٌ
تُشبهُ ما كانت عليه، من هيئاتٍ
أصبح كُلُّ بشَريّ، يضعُ كلمته بين أسنانه
ثُمّ يمضغها جيداً، فتكتسبُ روحه وشخصيته
قبل أن يسمعها الناسُ !
تلوّنت الكلمات بكلّ ألوان البشر
فتحولّت إلى (أدوات) !
تُعلي، وتُخفضُ
تُدني، وتُبعدُ
وتضعُ الرؤوس الخاوية فوق قمم البلدات !
فلما ضاقتُ الكلماتُ، بما صار يُشبه الكلمات
بالزيف الذي يمتصُّ رحيق المعاني
والكِبر الذي يطمسُ الألسنة العرجاء
راحت تجتمعُ، كُلّ يومٍ، فوق هامات الجبال
تتناجى، تتشاكى
تنتحبُ، تصطخبُ
ثُمّ تُرسلُ أعناقها إلى السماء
وهي ترثي لعهدٍ، كانت فيهِ
تخترقُ الفضاء، نحو السُحُب البيضاء !

القدس لنا / بقلم انيس ديان


(( القدس لنا ))

يا قدس
أنا مسلم عربي
وطني رصيف في شارع
خلفي
وبيتي مِكب نفايات
كيفما قالوا
أنا مجنون وبالترّهات
أهذي
أفتش في العفن الكريه
عن ولاة وملوك و رؤساء
أحدهم محشور في شطيرة هامبرجر
وأخر مسجون في علبة
بيبسي
يا قدس
أين أُصلّي
وجميع أوطاننا نجس!!
لم يبق شيئا هنا
الاَّ وطاله من غدرهم
قبس
يا قدس
يقولون اشرب السُّم
ليبرئ داؤك
اتق النار ولو بعت
أرضك
يقولون عانق قاتل
محمد الدرّة
وانسى دماء ناجي العلي
ما أغنى عنه رسمه
اجلس هنا على الكرسي
الأنيق
يا قدس
أشقيتنا..
كف عن هذا الشغب
وقّع أسفل قميص القسّام
أنك وحدك من أذّنب
وأنك من ذبح السلام
لا حاخامات اسرائيل
ولا الحكام العرب
يا قدس
لم تسقط رايتنا
من وهن
أو قلة عدد
انما من أهدوا امرأة
أبي لهب
حبل من مسّد
شياطين بعباءات حرير
يطوّق رؤوسهم عِقال
يساقون كالبغال
جنّاتهم من بنزين مصفّى
وقاصرات الطّرف عين
من موساد بني صهيون
يا قدس ااه
تآكلت سيوف العُرب
في متاحف العجم
والجواد الكريم أضحى
سقيم أصم
ليت الحرف يسرقني
اليك
قصيدة بنكهة الله أكبر
يا قدس
لك الله
لك نحن
إذما تشظى الصبر
وامتطينا صهلة النصر

أنيس ديان/اليمن/عدن

في داخلي /بقلم ماسة شحرور


في داخلي

في داخلي مقبرة سوداوية ٌ مظلمةٌ حتى أنها حالكة الظلام،زوارها كثر، هم أحلامي، أمنياتي ،شغفي،تعبي ،فرحي،مجهودي، حبي،أحبابي،فشلي،مخاوفي، ذاتي،كينونتي،كياني، أزورها كل يوم، كل ليلة،أحاول دفنها، قتلها، جعلها رمادًا،لأن كلها ما عادت تعني لي الكثير، لا عليكَ من أحلامي وأحبابي فما عدت أهتم لامرها ، كل ليلةٍ أمضي لأتخلص منها وإذا بها تشتعل وتنير وتتجدد محاولة إخباري بأنها تحيا إلى أن تتلاشى روحي داخلها، إني وصلتُ أعلى درجات الخيبة لكني لم أسقط، الضوء ينبعث من داخلي، يبث النور لي كي يؤنسَ وحشتي قليلًا علي اهتدي وأكمل المسير،رغم ملامحي الكئيبه وجسدي الهزيل إلا أنني أواصل المسير، استيقظ كُلَّ صباح لأواجه نفس الواقع المرير،أنا في كفاحٍ أليم،هل ترى كل تلكِ الألوان؟
أنها تعكس لك كم أنني فوضويةٌ منسيةٌ أسيرةٌ غارقةٌ محاولة لملمتِ شتات ذاتي، أصبحتُ لوحة وما ينقصها سوى الأمان،إلا أنني سأواصل المسير.

السبت، 22 أغسطس 2020

وانا اعبر في شارعنا/بقلم محمد النديم


وانا اعبر في شارعنا..
حيث مقهانا القديم ..
حيث كل الأرصفة...
وعليها .. من جموع العابرين ..
وحدها من كل من مروا امامي...
جلست .... تقراؤني..
وانا اقراؤها..
مالذي يعجبها في رجل مكتظ بالشيب ..
له... خمس ندوب ..
وعلى الوجه سراب من بقايا الامنيات..
هو ما يملكه من ذلك الميراث ..من حب قديم
مالذي يجعلها..
كلما مرت على فنجانها تشرب قهوة ..
قد احاطتني بنظرة
وانا..
من شدة الاعجاب بالشعر الرمادي القصير..
والدبابيس التي مرت على الشعر ...
كاسراب الفراش..
كدت اطلب يدها
غير اني قد تريثت قليلا ...
وتذكرت ..باني
آخر القتلى على سور الغرام...

محمد النديم

وانا اعبر في شارعنا/بقلم محمد النديم

وانا اعبر في شارعنا..
حيث مقهانا القديم ..
حيث كل الأرصفة...
وعليها .. من جموع العابرين ..
وحدها من كل من مروا امامي...
جلست .... تقراؤني..
وانا اقراؤها..
مالذي يعجبها في رجل مكتظ بالشيب ..
له... خمس ندوب ..
وعلى الوجه سراب من بقايا الامنيات..
هو ما يملكه من ذلك الميراث ..من حب قديم
مالذي يجعلها..
كلما مرت على فنجانها تشرب قهوة ..
قد احاطتني بنظرة
وانا..
من شدة الاعجاب بالشعر الرمادي القصير..
والدبابيس التي مرت على الشعر ...
كاسراب الفراش..
كدت اطلب يدها
غير اني قد تريثت قليلا ...
وتذكرت ..باني
آخر القتلى على سور الغرام...

محمد النديم

لا تستهويني القيود / بقلم امارة بكرجان


لا تستهوينِي القُيود، أحبّ الفرار دائماً وأختار الهُروب بالصَمتْ؛
لكي لا أخدُش سلامَ قلبِي بالترّهات، وشحابةِ الكَلِمات

أُحبُّ أن أجرِّب الطَير
كالحمامَةِ مثلاً
أن استلقِي على الهوَاء
مُبسطة جناحًاي
أن أثِق بالرّيح، وأُداعبهُ دونَ أن أخشَى الخُذلان بالسقُوط
أريدُ أن أحمُلَ رسالةَ حُب في ثَغري أوصلها لعاشِقَين بأمانَة
دونَ أن اقرأً مُحتواها أو أن أحتَسي حلاوةَ غزلهم كأجرٍ لي

ألا تلفتنِي كلمةُ أحبّك
المطبوعَة بخطّ عاشقٍ مُرتبك
تنهال من يديهِ نفحات عطرٍ
مُنسدلة على ورقةٍ مُنطوية تعجُّ بالصدق، وهدوء الليل الراوِي

ألا ينتابنِي فضولِي لاستكشِفَ
غيمةً
لا أحبُّ مرافقتي الدائمة بسؤال
تسألُني ذاتي الأقحوانيّة
هل الغيومُ تصلحُ للراحة كما الوسائِد ؟
ولكي لا أؤذي فصاحَة كلماتِها، وأخبِرها أنها خُذلت أيضاً
بثقتِها للغيُوم
فاللمرة المليون الشكلُ يختلف عن المضمُون
خُدعتِ أيَّتها الذات
بذرات هواءٍ مُبخر تجمَّعت لتتشكلَ غيمة على شكلِ حُبٍ أبيض
يخدعُ قلوبَ الحالمين
من يمشون ومعَهم حقيبَة مِن خيال

ولا أنسَ إجابتِي المُلطخة
بالكذب
المُعذب
لأقول لكِ
أجل إنها كالوسائد الطائرة
تحملك لدُنيا أخرى
تجعلُك ترتشفين مذاقَ الحُب.

تُبهرُني ثقتِي بالسماء أيضاً
دائماً أفشَل بالتنبؤ
أستتقيأ الغيومُ عليّ مطراً لاحمُلَ مظلّتي؟
أم أن الشمسَ ستباغِتني من بين غيمتَان حميميتان؟

يروُاغني ذكائِي لأغافلَ الغيوم،
وأحمُل
مِظلَّة
تسترُنِي من أرواح تسقُط، وهي في طريقِها إلى السمَاء
مُنهارة القوى
كالأشبَاح
العاريَة

و بدلاً من أن أُكُون الأرنب الذكي
أكون السُلحفاة، وتُلقي عليّ أمطاراً
غزيرة، وكأنها تنتظرهذا اليوم طويلاً؛
لتُحيطيني بأمطار مُنزلقة
على مظلتي
تُحاصِرُني، وتحملُ مع كُلّ قطرة ذِكرى لأحدٍ ممَن أستلمَ قطعةً من قلبِي
كجائزة لحُبي له

بين أرواح الناسِ
أقع
بغزارةِ المطر تكُون دقاتُ قلبِي مُتسارعة إلى أن تُنجيني
شمسكَ يا عزيزَ القلبِ
الهاوي، ومن خلف تلكَ الشمس
المُنجية
يُلقي الفضاءُ عليّ تحيّة؛ لأثقَ به من جديد دون مُراوغة.
#أمارة_بكرجان💛💭

رافقني في رؤيا/بقلم خولة عبيد


رافقَني في رؤيا
و الرّؤيا أرجوها محقّقةً
ربّتَ على كتفي
دعاني لقهوتي المعطّرةِ
بطيبِ أنفاسِهِ
الفجانُ كانَ خرافيّاً
بهِ من روحِ والدي الكثير
المكانُ يعجُّ بالزّهورِ
رُكني كان خافتاً
وحدَهُ و الشّمعةُ قربُهُ
تقصّدَ أنْ أرتجفَ في عينيهِ
كان يُحبُّ لجوئي فيهِ
على طاولةِ اللّقاءِ
رسمنا ما يليق
هيّأَ طريقاً لمسيري
زرعَهُ لؤلؤاً و جوري
حجبَ أنظارَهم عنّي
سرقني في غيمةٍ
و أطلقني للحياة
لطالما كنتُ متفرّدةً
لكنّ تفرّدي هنا
يفرضُهُ اختلافي بهِ
و ما أجملَ اختلافي !!

( العود الملكي )
#خولةعبيد // سوريا

مطر أغسطس / بقلم علي الكيماوي


مطر أغسطس يغازل غابة الصنوبر
وترقصُ على إيقاعِ اغاني الكنارِ
كما تعربد طيور الواقِ

العشاق يوقدون على منوالهِ قصائدٍ
ويسكبون الأماني

قصيدة
لحنٍ
وأغاني

تخلع الذكريات معطفها القديم
وتغتسل بثلوج الصنوبرِ
وفي القاعِ يبقى الحنين

أنا سجين، متأبطُ الاحلامِ
الليل جاثمُ على صدري
ومطر ثقيل يطرق الابوابِ
لم افتح النافذة.......
ما المطر نافذة الأشواقِ

كما لو أن لثمت الريح
المطر الشوق والغرامِ

يحملك البرق إليَّ من شعاع إلى شعاع
تذوبين في الظلام
وتمنحين الأشياء الألوانِ
النور، النضار، الإشراقِ

يا أنيقة كغابات أفريقيا الفتية
المطر على واحات قلبك يقيم
ترسمك الحقول بمرايا الغمامِ

يا أنيقة...
وحدك تجلسين قرب مدينة الاحلام
تمسدين حبل الحبِ
و تذوبين الروح
تشعلين الغرامِ

تعالي... تعالي....

على أكتاف السحب الراحلات
فوق اهداب العيون الضاحكات
على انهار القلوب اليانعات
من مناقير العصافير المغردات

تعالى... تعالي

نطوي الليل والايام
ونختار موسم الاحلام
ونرتب فصل الأمنيات
ولعمرنا أنسب الأغنيات

#كيماوي

مشهد تسعيني / بقلم كرار سالم


مشهد تسعيني
___________________
كرار سالم

أنا و أخوتي الأربعة
مدِينون..
لأُمّي العظيمة
و هي ترتّقُ جراحنا و قمصاننا
بألوان مختلفةٍ
لم يشغلها تنسيق الألوان
المهم أن نذهبَ إلى المدرسة
مستورين
كانت القمصان بيضًا
و الأزرار مختلفة ألوانها
حمرٌ، خضرٌ و سودٌ
مثل تشكيلة علم العراق
أمّي حريصة على أن نحملَ البلاد معنا دائمًا..