كلُّ يومٍ أصحو أتعثرُ بعبق الياسمين
قهوةُ الصباح
جريدةْ
صوتُ فيروز
وضبابيّةُ الراديو
عصافيرُ الشوقِ على النافذة
وذاكرةٌ قريبةٌ بعيدةْ
و مائدةُ صباحٍ عليها أطباقٌ من الأملِ والصبرِ
وصدى الأمنياتِ الحبيسة
وأصواتٌ لازالتْ عالقة بين الثنايا
أتعثرُ بين رسائلِ الشوقِ والحنينِ باحثةٌ عن ملجأي
هاربةٌ من صوتِ المدافعِ و شظايا الذاكرة
أنزوي في ركني أحتضنُ الجدارَ وأكتبُ فلسطينُ وطني
أخطُ بعَبَراتي رحلةُ الأنين ، و صمتُ السنين
أكتبُ هاك فلسطين بأريجها وبسحرِها أو
هَذِهِ عروسُ الشرق وقبسي لولا سناها ما
استنار ظلام ، هي جنة الدنيا وفردوسها
فهل لهواها مُلام ؟
هي قهوتي وحكايتي و منزلي وبقايا تحت الركام
هي ذاكرتي وبحاتُ حَنجرتي ، هي سيجارة العمر الطويل وتجاعيد الصور و بلبلة الرحيل .
أمتدُ في وادي السحيق وأنحسرُ ما بين مدٍ و جزر تصفعني أمواج الثورة من هنا و من هناك
أجدني في بيارات يافا أقضم برتقالها وألتحف أرضها و أنعم بهواها .
مجازًا إنها رحلة في الذاكرة ، في أعماق الذاكرة .
_ رزان البستنجي