الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

منى العبود تكتب ...القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

((العنوان: القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد، فليرحل الجميع، لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد، كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني، كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله، أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل، فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب، مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها، غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع، مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها، كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم، ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي، باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره، كوني بخير لأجلي، فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي، رحيلكِ يعني رحيلي، فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة، باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق، ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة، فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج، لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني، ولا أن يرى هشاشتي وضعفي، لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان، كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة، ألبستني أمي حاجياتي، وأجلستني على كرسي متحرك، نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة، وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء، تنفست بعمق، كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة {أنظري هناك إلى ذاك العصفور، وإلى تلك الفراشة الملونة... وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات، أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه، نظرت حولي أتعمق بالطبيعة، ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور، أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة، نحو أدم، نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي، وسرعان ما حلقت عيناي نحوه، وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات، يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف، يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده، يمطرها بحب هندي، بينما يغرقها بغزل تركي، لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه، المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله، تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف، لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك، فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني، علي الرحيل، سأسافر، جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي، نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة، ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً، الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي، غص به قلبي حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها، أرشديني يا أمي

_أنظري هناك، ليس إلى المدى إنما للمستقبل، أن كان مثل هذا زوجكِ، يتسكع مع العشرات غيركِ، كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز، أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها، ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة، تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة، وعندما تقعين ستقعين وحيدة، رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده، هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي، وتسلحت بها لأشد بها عضدي، ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر، هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي، غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها، رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات، لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما، عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا، باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً، عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي، غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً، ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً، هرولت الأيام سريعاً، وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف، حادث سير أليم أنتج وفاة الأم، والطفل في حالة حرجة للغاية، يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل، خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة، بعد ساعة طرق الباب، أذنت للطارق بالدخول، ذهلت لمرآه! كان وجهه متجهماً، ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه، باغتني بدهشة:
_وجد!

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا، لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم، ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم، ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف، هي فتاة أخرى تدعى يارا، تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم {ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟! لازال حبكِ ينبض في قلبي، لم أنساكِ لحظة، تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة، ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان، أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول، باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد، وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت، وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر، أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟!
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلمي: منى شكري العبود_ سوريا

الخميس، 3 ديسمبر 2020

محمد الدبلي الفاطمي يكتب ... كوتني خمرة الشفتين كيا

كَوتْني حُمْرَةُ الشَّفَتيْنِ كيّا
حبيبك من يلين إذا انزعجتا***ويصْفحُ بالسّخاءِ متى أســـــــــــأْتا
يشاركُك السّرائِرَ والأماني***ويسرع في الجــــــــــواب إذا سألتا
فتشعرُ أنّ عشرتَهُ ابتهاجٌ***وأنّك في الغَرامِ قـــــدِ انْتــــــــصرتا
وإنْ أنتَ ابْتُليتَ وجدْتَ روحاً***تمدُّ لكَ الدّواءَ متــــى طـــــــلبْتا
ومنْ لمْ تكثرتْ بكَ لا تُبالي***أكُنْتَ من الحضورِ أم انْـصــــرفْتا
////
أتتني حُمْرَةُ الشّفَتَيْنِ طوْعا***وقالت:إنّها للعِشْقِ تَسْـــــــــــــــعى
قبلتُ مَحَبَّةَ الخنساءِ صِدْقاً***وكان شروقُها كالشّمسِ طبْـــــــــعا
تجاوبتِ المشاعرُ فانْشرحْنا***كأنّ العشقَ في الأحشاء مــــرْعى
تعمّدت التّخفّي خلف وجه***تلحّف بالهدى فازداد وقـــــــــــــعا
وحين طلبتُ منها ما دهاني***وجدتُ جوابها قد صارَ لسْـــــــعا
////
شرحتُ لها المظاهرَ والخفايا***وسقْتُ لها السّليمَ من النّــــــوايا
حكيتُ لها الغرائبَ منْ حياتي***ومن شعْري صنعتُ لها الهدايا
ولم أعلمْ بأنّ زَفيرَ شعري***سيُرمى في الحضيض مع الزّوايا
وجدتُ صدودَها خدشَ اشْتياقي***وأظهرَ لي الدّفينَ من الخبايا
فعدتُ إلى فؤادي مُسْـــــتجيراً***وغادرتُ التّـــــوهّمَ في هوايا
////
كوتني حُمْرَةُ الشّفتيْنِ كيّا***وفي أشْــــــواقِها كذبتْ علـــــــــيّا
تصنّعت المــــــحبّة كيْ أراها***بصدقِ الحُــــبّ قد قدِمتْ إليّـا
وقد نسيتْ بأنّ الحـــبّ صدقٌ***وليس كما رأتْ وهــــماً وغيّا
ستذكرني إذا مرّ الزّمـــــــانُ***على أنّي عشقتُ الحـــبّ حيّا
فتأسفُ عن سلوكٍ كان خرقاً***بنارهِ قد كوى الأحشــــــاءَ كيّا
////
أحبّ الصّابراتِ من النّـــــساءِ***فهنّ القادراتُ على العــطاءِ
وهنّ الأمّـــــــهاتُ بكلّ عصرٍ***يلدْنَ لنا المـــزيدَ من الـذّكاءِ
وأكره في النّساء المومساتِ***لأنّ الفسقَ يوصفُ بالبـــــــغاءِ
يمارســـــنَ الدّعارةَ بازْدراءٍ***وداءُ الجنسِ يصْعبُ في الدّواء
وهذا أخطرُ الأمراض فتـــــكاً***وأعسرُها امتثالاً للشّــــــــفاءِ
محمد الدبلي الفاطمي

احمد العوجي يكتب ... إلى جاحد

إلى جاحد
          --------------
أنا الوردةُ التي كلما دَفَنْتَها
بيدِ اهمالكَ ملأتْ دنياكَ عبقاً..
أنا الروحُ التي كلما خنقتها
بكفِ الهجرِ أمطرتكَ بألقِ
الحضورِ..
أنا امرأةُ( القنديلِ) التي
غسلتْ وحشتكَ كل ليلةٍ
فسرقتَ زيتها وبعتهُ لزناةِ
الليلِ..
أنا منْ أطعمتْ أسماكَ وحدتكَ الجائعةِ فتافيتَ
عمرها فوشيتَ بها: أنها
  لوثتْ نهرَ المدينةِ
على مرمى لهفةٍ من هنا
يتناثرُ زجاجُ قلبي...
اطلقْ سراحَ امنياتي
وخذْ وجعكَ..
اضمرتَ لي حباً عاقراً
وأنا من سددَ فواتيرَ الوفاءِ
دقائقَ...ثم أسجلكَ في
قوائمِ الموتى.
لن أقبلَ فيكَ العزاءَ..
دقائقَ وانهضُ من رمادي
وحينَ تعودُ في قطارِ الندمِ
ستجدُ كلَ المحطاتِ
قد سافرتْ...
وسأتركُ لكَ عنواناً مزيفاً
تلتقي فيه مع غروركَ
ولتتبادلَ معهُ انخابَ اليباسِ..
سأسكبُ ماتبقى من الوقتِ
على رصيف ِالنسيانِ
وارمِ بحبي كطفلِ خطيئةٍ
على بابكَ أيها الجاحد..
امضِ وانتعلْ
نبضكَ البارد
وكل خيباتكَ..
    ----------------
 سليمان أحمد العوجي.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

الشاعرة نرجس عمران تكتب .... همس أخرس

همسٌ أخرسٌ 
هل غادر الهيًام من أمسى دمي ؟
هل واكب الخذلان نبض المعصم ؟ 

يا ساكنا قلبي  ولست بعالم  
كم مرة ً ناداك دون تكلّمِ ؟!

للحب همسٌ أخرسٌ يجتاحني 
وله من الهمسات صوت الأبكم 

يا أنت أنت كما التراب فضمني 
بلغ ترابك قد أتيت   لأرتمي 

هذي أحاسيسي وإن  قد  لمتني
حضني لغير سواك لا لن ينتمي  

فارفق بمن قصد الحبيب ليحتمي 
بك منك من قلبٍ  حزينٍ  ارحمي 

نرجس عمران 
سورية


A mute whisper

 Did the wanderer leave from my blood?
 Did letdown coincide with the pulse of the wrist?

 O dwell in my heart and I am not a world
 How many times have he called you without speaking ?!

 Love has a dumb whisper sweeping through me
 And his whispers dumb voice

 O you you are as dirt, so he gathered me
 Get your dust, you have come to Artemy

 These are my feelings, even if you blamed me
 My bosom to anyone but you does not belong

 Be compassionate with those who intended the beloved to take shelter
 Have mercy on you from a sad heart

 Narges Imran
 Syrian

الخميس، 26 نوفمبر 2020

عبد الله محمد علي يكتب تسكبين الدهشة

 تسكُبينَ الدهشة من خلالِ كتابتكِ للرسائل الباذخة، 

وللنصوصِ النثرية البديعة،

وتتعَثرُ في طُهرِ أصابعكِ

 وفي جنون ترتيلكِ المُقدس 

وهجُ الحروف والكلمات

،وتضيع ..


أضيع أنا في قراءة ما تكتبينْ

 ومّا بينَ سطوركِ والإدعاء 

أضع خدي على كفّ يدّي في ذهولٍ تام

وأقفُ في حَرَم جمالكِ المُثير حزيناً ..

أرددّ الهاء في اللّه ولا أملكُ 

جرأةً للصمتِ إلا البكاء


_

تتبسمينَ بغنجٍ كالعادة ..

تُشاكسينَ النهار الجديد كل يوم

فيشرق النورُ في كل البقاع رائحة العبير

ويُقامُ حفل زفاف بسيط لعصفورين 

في فصلِ ربيعِ البسمات


_

تتضحكين بلطفٍ أثناء حديثك،

تُردِّدين المواويل وضاحةً صدّاحةً ذبّاحة 

فيعود الغائبون من البعيد إلى وطن الديار، 

وأعود أنا من مسافاتي إليكِ 


_

تقومين بفتح فمك الجميل ساهية،

توزعين على الفقراء قُبلات عيد مجيد،

فيولد فجر الفراشات الملونة، 

ويُرَشُ الماء والأحلام على جسد الحياة 


_

تقولين أحبك ؛

تحومين حول الفضاء الكبير ،

فتدور الألحان في حفل مهرجانكِ الراقص

ويطير سرب حمام في سماء فلسطين

وأتقوس أنا مثل قلبي وأنحني به


_

تمشينَ على الأرض 

بخطواتك المخفوقة بالحب

تُنثرين الأماني على الشرفات

فتُزهر في شفاه الصغار الأغاني، 

وينبت الورد،

يرتدي خديك ويبقى في البساتين 


_

تقرأين هذا النص،

تقفين ملهوفة على أصابع قلبي ،،

فتسيل أصابعي أنهاراً ،

ويهرعُ صمتي خائفاً بين يديكِ


_

تتدفقينَ في قلبي

ک سفينة ضائعة بلا قبطان

تصيرينَ سمكة قرش في مخيلة البحار،

تلتهمينَ كلّ أحاديث الغرق

 وأغرق أنا للتو أكثر.


المبدع محمد عيسى يكتب لو أنكِ هنا فقط

 أتخيل أننا في هذا الوقت

في المنزل، بكأسين نبيذ

وسجائر رديئة 

تحدثيني عن أمرٍ ما 

كما كل ليلة 

عندما كنتِ هنا

واضعةٍ رأسك على يدي

تخبرييني عن صديقٍ سيء

أو عن فكرة ما

وأنا أمرر يدي في خيوط شعرك

لطالما أحببتِ النقاش معي

إلا أننا دائما ما نتشاجر في نهاية المطاف

ثم نعود كما لو لم يحصل شيء .


أتخيل الآن أنك نائمة على صدري 

تغنين لجوليا بطرس

تمررين يديك على جسدي

-تنغوشيني-، أغار.

أحكي لكِ حكايةٍ تافهة

تضحكين عليها، فأقول أحبك 

 في كل مرة، حقاً أحبك.

كنتُ أراكي بطريقةٍ عظيمة 

لا أحد يستطيع الوصول إليها.


عزيزتي

لازلت  أكافح النسيان

في هذه الليالي

أحب أن اتذكركِ دائماً 

أحببتُ الحديث عنكِ 

بشغفٍ عظيم، أصبح 

كل من حولي يحبونك أيضاً 

أحبُ كوني أحبكِ.


أتمنى لو كنتِ هنا 

لو كنتِ قريبةٍ للحد 

الذي يسمح لي بعناقك 

أن أحكي لكِ مئات القصائد 

أخبرك عن النصوص المبللة في الدموع

عن صاحب القهوة الذي يفتقدك 

في الحديقة المفضلة 

يسألني عنكِ كل يوم 

كما لو أننا  لازلنا سوياً.


فأحزن،وأشعر بكِ تحزنين أيضاً 


أتمنى لو كنتُ شامةً حنونة 

تهمس أحبك كل ليلة 

لازلت أحفظ تفاصيلكِ 

درجة أحمر الشفاه 

وطريقتك في وضع الآيلاينر

وردتك المفضلة الصفراء 

أحفظ حتى طريقة حديثك.


لا أعلم لما، لكن ربما حقاً 

الإنسان يحب مرة واحدة فقط

الشارع الذي نحبه 

أصبح مثلي لا ينام 


أتمنى لو أني قريبٌ منكِ الآن

واضعاً رأسي على فخذك 

لا أفعل شيء سوى التحديق بكِ

للحد الذي يسمح لي 

بالبوح لكِ بكل شيء


لو أنك هنا فقط.




الشاعر محمد سرحان يكتب تلك التي

 تلك التي قد الهمتني ندى الحنين 

وهي التي فاحت كجوريًّ المرام

,

و هي التي أنثى كنبع الياسمين 

و ربيعها شدنٌ يعلمّني الغرام 

,

يا دفئها المنثال بالعسل المحلّى 

يا روضةً فاضت بروعات الكلام 

أترها تسمع خافقي حين التجلي 

و شغافي لاح يقرؤها ألسّلام 

_________________


المبدعة ليال خير تكتب كش ملك




لَقد علمتهُ تجارُبَ الحَياة أن يكونَ حِصاناً أكثرُ حِكمة، وَورطتهُ بِأسئلة غامِضة، مُبهمة، أقلَقت وجودُه ودفعتهُ للتأملِ طويلاً في مَعنى الحياة على هذهِ الرُقعة، وهذا ما حَفزُّه وأضاءَ لهُ أفق حلمهُ الذي يَسعى إليه ..

ها قَد أنتقلَ إلى الأمامِ نقلةٌ مُميزة ، جَعلت خطوط العَدُو تَستفز جَميعها، وكانت عيونَ البيادِق مَشدوهة الى الحصانِ الشُجاع، وقلوبَهم ترقصُ نَشوةً وفخراً، فأستدار نَحوهم وشَرع يتحدث بلهجةٍ خطابيّة قَوية، عن الأخلاق القِتالية، وعن المبادِئ التي تَجعلهم جنودَ الرقعةِ السَاهرين على حِماية كل مُربع من مُربعات رُقعَتهم الغالية، والتَفاني في حِماية حُدودها. 

كان أسلوبهُ ساحرٌ إلا أن في صَوتهُ رائِحَة الدَّم ، الذي يُذكرنا بأرواحِ أجدادُنا الأبطال في زمانِ الحُروب الرُقعيّة الكُبرى .. 

يَبدو أن عَقل وزيرهُ المُدّبر ، قد أدركَ طُموحه، فأصدَر أوامر بِحمايتهِ 

فشعرَ بالثقةِ العارِمة تُكلّل خطواتِه، وبادرَ تحتَ مظلةِ الحِماية، الى قتلِ بَيدقٌ مُعادي حاول إعتراضِه، وشكّلَ بقتلهِ نقلةً الى الأمامِ، كانَت نقلةً نَوعية في كيانهِ أيضاً، حيثُ كان ذلكَ البَيدق الأسود، أول بَيدق رُقعي يَقتلهُ في حياتِه، شَعر بالقسوة تجتاحُ كيانِه وتجعلهُ يضع نصبَ عينهِ هدفهُ وبتصميمٌ لآ يُقهر 

وقفَ على مشارِف العالَم الجَديد الذي تفصلهُ عنهُ نَقلة

لم يَكتمل شعورُ عظمةِ المَوقف، حتى تَجرأ فيل العدّو الأسود الى إعلان هجومٍ مفاجئ، حيثُ سُمِعَ صوتهُ يَرعد في الفضاءِ  

(كِش مَلك) 

فَصدرت أوامرٌ لِلحصان بالوقوفِ في وجهِ العدو بسرعة

فأسَترق النظرِ لِلوراء، ليرى وزيرهَ الأبيض ينظرُ اليه، وعلى شفتيهِ إبتسامةٌ سَاخرة 

وقالَ في موتُك حمايةٌ لِملكنا وإحراز تقدمٌ لَنا ..ولآ تنسى لآ أزالُ علي قيدِ الحَياة أيها الحِصان الطَموح 

كانَ مُضطراً حسبَ قوانينِ الحَرب، الى الإمتثالِ للأوامرِ كفارس شُجاع

رنّت في إذنُه عِبارة الوَزير الآخيرة، مُعلنة وصولهُ الى الجَحيم

ساهَمت فرقةُ الجنود في إخلاءِ جثتهُ من ساحةِ المَعركة، كان مُثخناً بالجراحِ القاتِلة، وفي لحظاتِ الحَياة الاخيرة كانَ يَتطلع الى وجوهِ البيادِق ليخبرهُم حقيقةً واحِدة

لَم يُدركها إلا في هذهِ اللّحظةِ الفَضيعة، لقدّ تيقّنَ الآن وبعدَ فواتِ الآوان أن الآجدوى هي الإجابة الوَحيدة، وإن الطُموح هو أعتى أشكالِ العبوديّة في هذا العالم الشَطرنجي!


الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

فتحي مهذب يكتب ... أروض متناقضاتي في دار الأوبرا

فتحي مهذب

       

       

أروض متناقضاتي في دار الأوبرا. 

** أطلقت بلبلا من قفص حنجرتي.
شكرني تمثال يحرس بيتي
من هواجس يولسيس..
(كان ضيفي منذ سقوط أوديب
في هاوية الطابو)..

ا********

أغزو قرى ومدائن
وعلى كتفي ببغاء 
تطارد الكلمات بشراهة..
أبصر ثيرانا مجنحة تتحاور..
نشأت في شقق نظيفة..
تبتلع ضبابا طازجا
ثم تدخل بوابة صدري..
أبصر قسا يستقبل غرقى
في بهو كنيسة..
يصعدون تلة ماضيهم
ويتلاشون.

ا*********

لن أزور تمثال غوتاما بوذا
لأني مفلس ومفتش عني..
تلاحقني تماثيل مسنة..
ونساك عميان وأجهزة الأنتروبول..
لأني قتلت بوذيا في قارب صيد..
إختلست ذكرياته المملحة..
وكيس أرز .

ا**********

أنا وحصاني وكلبي
هربنا من آخر صفحة
في رواية 
إلى غابة مجاورة..
ثمة إستقبلنا هنود الأباتشي
بقذائف الآربجي..

ا***********

وليمة قصائد
في جحر ترتاده جوقة من الأضداد.
أيل حصد ذكريات صديقته بمنجل.
نسور محنطة دائمة البكاء..
تمثال فر من فضيحة..
جحر أثثته لي سحليات
وزينه غراب بضحكته المريبة.

ا**********

سعيد بصداقة شجر الهندباء..
أنا قارئ جيد لأسرار الهاوية..
أنام مع ذئبة على سرير ضحوك..
بينما غيمة تفر مذعورة من مجزرة
في حانة يرتادها صيارفة من التنك..وباعة شواهد القبور .

ا*********

دائم النسيان
أبتلع شجرة آخر الزقاق..
يرشقني سرب متناقضاتي بفواكه جافة..
يحوم غراب فوق رأسي
بحثا عن شقة أنيقة
مؤثثة بحرير ذكريات حلوة..
آلات موسيقية لتهدئة الأشباح..
امرأة لشن مظاهرة في مرتفعات النوم..
دائم النسيان..
مخيلتي في المستشفى..
يطاردها ممرضون بالعصي..
والهراوات..
وحين يشتد زئير الأضداد
تختفي في مغارة .

ا***********

لم أره إلا وأنا سكران. 
هذا الهواء الذي تحول إلى كنغر..
يضرب الباب بحوافره..
يقفز من تلة كتفي إلى مخيلتي
يختلس قصائد نيئة..
كنت سأطبخها على نار هادئة..
هاهو يسقط مثل تفاحة نيوتن
من أعلى الرأس ..
مكركرا عظامه الهلامية..
باتجاه شباك جارتي الأرملة
طارقا بابها مودعا قصائدي 
بين ظهرانيها ..
طعاما لرهائن لم يولدوا بعد..

ا***********

أعذروني
أنا في تابوت
في مقبرة مهجورة..
أهاتف طفولتي التي قتلوها
في قطار نائم يتنفس بصعوبة..
إن شئتم
إتصلوا بي من خلال موميائي الحنونة .

ا************

حياني ميت
من شباك المشرحة..
كان يحاضر في رواق الأبدية..
أنا بانتظار زوجتي آخر الأرض..
لتسلمني مفاتيح الخميلة..
تشيعني دموع الموتى..
إلى كهفي القديم .

ا************

مثل نيزك 
إبتسم لي حظي الأعمى..
إختلست مصباح علاء الدين
من طائرة صغيرة
تنام في مخيلة قس..
صرت مربي خيول في شقق ضحوكة..
رائدا جيدا لفضاء اللازورد..
صديقا صميما لخيميائيين ومهربين..
ونجوم متهتكة 
تخبئ نقودها في حديقتي..
لا أدفع الضرائب للأشباح..
لا أمشي وراء جنازة الأضداد..
يحترمني ناس كثر..
جبلوا من قش الحداثة..
تنحني لي ذئاب المستنقعات..
ويلمع حذائي كبير الدببة. 
يحملني أسخيليوس على ظهره
(في زقاق ضيق) .

ا**************

أنا ميت منذ قرون
يحرسني جنود أفارقة..
ويزورني قس مرة في الأسبوع..
يهديني ملابس نظيفة في عيد الشكر..
لا أخرج إلا نادرا إلى مقهى أو حانة. 
أروض متناقضاتي في دار الأوبرا..
وأغني لهاديس في مظاهرة..
أو في رحلة صيد مروعة
داخل غابة الذكريات ..
أنا متورط في جريمة نسيان..
سأقتل إوزة بيضاء يوم القيامة..
وأبيع قوارير عطر فاخرة للملائكة.

فتحيمهذبيكتب .. لأن العدم ينظف البندقة

فتحي مهذب

                     

         

            لأن العدم ينظف البندقية. 

** لأن جوادك مكسور الخاطر. 
يشتم القباطنة في المبغى. 
يجلب الغيمة من ذقن الزبون. 
 ويحمحم في الصلاة. 
لأن جوادك بعين واحدة. 
وقوائم من الجبس . 
خسر الحروب كلها. 
خسر التاج وفصوص الحكمة. 
قمر الغابة الأسمر. 
مفاتيح القلعة البهية. 
 القنديل في الشرفة. 
الأميرة في ألبوم العائلة. 
لذلك ستقف على تفاحة الوقت بساق  واحدة.
في انتظار خاتم سليمان. 
***
دخلت الكنيسة 
بمخالب فهد متربص. 
حاملا قارب التوبة بأسناني الهشة. 
وفي دمي يلهث التنين. 
آلاف السنين من النكران والجحود. 
من الصديد واللامعنى. 
البركات هنا والجوقة ترتق البراهين. 
 أعلى البرج. 
***
أنهارك مظلمة جدا. 
المراكب ترصع أعشاشها باللازورد. 
أنا السمكة التي تقرص المياه. 
لتؤمن وجبتها من النور. 
بأسنانك مزقت المسافة الحلوة. 
وفي القبو الداكن 
قتلت الفهد الذي يلعق متناقضاتنا
بشراهة باذخة. 
صنعت مني مسيحا أرعن. 
تغسلين صلبانه بدم الحيض. 
وضحكت على ذقن السرير.
أف, النميمة ليس البرد الذي يهشم العظام. 
وفي الحانة يشنق أتباعي الواحد تلو الآخر.  
بعت وجهي لمطاردي العواصف. 
آزرك البرابرة في الجنازة. 
بين أصابعك تخفين تابوتي الأزرق. 
***
لأن خيول المطر جائعة. . 
تهشم النوافذ وكثبان النوستاليا. 
لأن الباص سيسقط في التجربة. 
وتغرد الهاوية بغزارة. 
يتلاشى المغنون ويطير شلال الدم.
لأن العدم ينظف البندقية. 
لشن سهرة عائلية في الجحيم. 
لأني منذور للخسران. 
خانني الجسر.  
خذلتني طبائع الأشياء. 
لأن العالم سرد عدمي خالص
والروائي معلق في خرم الإبرة. 
لأن الله قلق جدا. 
والملائكة ذابوا في المحيط. 
لأن الآخرين هم الموت والقيامة. 
لذلك قلت للمعنى وداعا
وارتديت قناع المهرج. 
***

أف, الأقزام يصعدون المنصة. 
العربات تكبو في مضائق الشريان. 
الصولجان بيد العراف. 
أيها الغراب لا تمزح معي. 
السفينة تثغو في المغارة
الوحوش تتقاسم الغنيمة. 
لتسليتي أقفز من الباص في حنجرة القرش. 
كان عرقي ذهبا خالصا. 
الإوزة جائزتي في الهاوية. 
***
 بكينا مع الأسد في الخلوة
قذفتنا الثعالب بالقش والحجارة. 
لم نجد أما ولا شجرة
لترويض الهواجس. 
ذهب الرعاة إلى المستشفى. 
القطيع في غرفة الإنعاش.
طاردوا خبزنا اليومي.  
 لم نر الضوء آخر النفق. 
لم تصدق نبوءة الخوري. 
والهواء هو الصديق الأبدي.
***

Parce que La Futilité Nettoie le Fusil
Fathi Mhadbi – Tunisie
Version Française : Salah Mohamed El Hassan Osman Al-Giwaidi - Soudan

                                                                              ***
Car, l'esprit de ton cheval est brisé,
Il maudit les capitaines au bordel.
Apporte le nuage du menton du client
Et il hennit pendant la prière.
Car, ton cheval n’a qu’un seul œil,
Et des jambes de gypse,
Il a perdu toutes les guerres,
Il a perdu la couronne et les mystifies de la sagesse,
La lune brune de la forêt,
Les clés du château magnifique,
La lanterne sur le balcon,
Et la princesse dans l’album de famille,
Donc, vous vous tiendrai sur la pomme du temps,
Sur une seule jambe,
Attendant l’anneau de Salomon.
                                                                              ***
Je rentre à l’Eglise,
Avec les griffes d’un guépard qui guette.
Portant le bateau de repentir entre mes dents fragiles.
Et dans mon sang, halète un dragon.
Des milliers d'années de déni et d'ingratitude,
De pus et de non-sens,
La baraka, ici, et le chœur fabrique les preuves,
En haut de la tour.
                                                                              ***
Tes rivières sont trop sombres,
Les bateaux décorent leurs nids par des Lapis lazulite,
Je suis le poisson qui pince l'eau,
Pour assurer sa ration de lumière,
Par tes dents, tu as déchiré la belle distance,
Et dans la grotte sombre, 
Tu as tué le léopard qui lichait nos contradictions,
En gourmandise extravagante,
Faisant de moi Mésie affreux,
Dont tu nettoies les croix par le sang de tes règles,
Je t’ai triché au lit,
Merde !
Les Potins, ce n’est pas le froid qui cas les os,
Et dans le bistrot, mes disciples sont suspendus, l’un après l’autre,
J’ai vendu mon visage aux chasseurs d’orages,
Les barbares vous ont soutenu aux funérailles,
Et entre tes doigts, tu caches mon cercueil bleu.
                                                                              ***
Car, les chevaux de pluie ont faim,
Les cassures de fenêtres et les dunes de nostalgie,
Car, le bus échouera l’épreuve,
L’Abyme, chantera intensivement,
Les troubadours détèleront et le cascade du sang s’écoulera,
Car, le néant nettoie le fusil
Pour lancer une soirée familiale dans l’Enfer,
Car, je suis promis à la perte,
Le pont m’a trahi,
La nature de chose ma déçu,
Car, le monde est néant pur,
Le romancier est inséré dans la creuse de l’aiguille,
Car Dieu est très anxieux,
Les anges disparus dans l’océan,
Car, l’autrui, c’est la mort et la résurrection,
 J’ai dit à Dieu à la raison,
Et j’ai mis le masque du clown.
                                                                              ***
Marde!,
Les avortons montent au tribune,
Les véhicules se tracasse dans les détroits de l’artère
Le sceptre est entre les mains du voyant,
Corbeau, ne me fait rien de blague,
Le bateau bêle dans la grotte,
Les monstres se partagent l’enjeu,

Pour me plaire, je saute du bus dans la gorge du Baleine,
Ma sueur est de l’

جودات الغريب يكتب ... مقعد الدراسة

...... - ١١٢ -..... مقعدالدراسه 
كنّا على مقعد الدراسة صِغار
نُخططُ لقادم الأيامِ
كما لو أننا كِبار
لم نكن نزرع في حقولنا وعقولنا
إلّا عِطراً وورداً وأزهار
لم نكن نعرف أن الورودَ 
بحاجة إلى أشواك تحميها 
كما تحمي ثمارِها شجرة الصبّار
لم نكن نحلم بغدٍ 
كنا نعيشه واقع مُختار 
لم نكن نعرف أننا نتسرب إلى بعضنا 
كما البوح إلى الأسرار 
أو كعروق الماءِ الصغيرةِ إلى الأنهار 
مشينا العمرَ مرغمين بإجبار أو بإختيار 
أو كما أرادت لنا الأقدار 
مضت أيام وأعوام ولم نلتقِ
كنت أعرف غاليتي
أن وصولي إليكِ بعد ستين عاماً 
ليس مستحيلاً
غداً مسافرٌ إليكٍ
أو بعد غدٍ
بكفني الممهور بنكهة الطبشور
وصوت الإسعاف يسبقني
كصفارة الإنذار 
سألتني يوما أن أختار بينك وبيني
وحيف عليّ أن أختار
لأني مذ عرفتكِ
مذ عشقتكِ إتخذت القرار
أن أُخَبِئكِ تحت أضلعي 
وأعمل مني طيارةً على مدرج المطار
فلا ضابط التفتيش يوقِفُنا
ولا نحتاج لشارة البدء بالإقلاع
ولا إلى صفارة الأذن بالسفر 
كصفارة القطار 
فقط أصمتي وأنصتي
واسكني جنب خافقي
فقد مللتُ الإنتظار 
وإلّا أعودُ وإياكِ 
....... إلى مقعدِ الدراسةٍ الصغيرِ
........ نَحلمُ أحلام الكبار
...... ونعود كما كنّا
.......... صِغار 

.... -٢٠٢٠-.... جودات الغريب ... سوريا ... حمص...

السيد الهاشمي الحتاني يكتب ... نثرية

نثرية
بين المدن الخاوية
بين الحواري والأزقة
أقنعة تختبئ خلفها
وجوه التا ئهين
فاقدين  الذاكرة
وجوه" بلا أسماء
وتاريخ " زهايميري
فقدت فيه قيمتها الأشياء
الأرواح  مشردة
الأجساد بالية
تبدد النور  
غفى الصبح  
لن تشرق الشمس 
بعد اليوم 
حتى  يضيء القنديل
بزيته الأحمر الوردي

محمد عبد الحميد السيد يكتب ... النيل مارد كبير

***** النيل مارد كبير ******
  اذا حاولتم تقييده بسدكم 
 فإنه حتما سينهار
 مهما كان حصنا منيعا  عالى الأسوار
  النيل وحش إذا حاولتم 
  حبسه
 سينطلق عليكم بقوة ودمار
 ماذا  تعتقدون أن يمنع سدكم
  منه فضربة
 صغيرة من غضبه تجعل 
كل سدودكم تنهار
 النيل يجود بالعطايا لكم ولنا
 أطماعكم ستجلب لكم
  المرار
 عودوا إلى عهود قد سبقت
 تذكرو أن  طريق الحق 
  سيفه بتار
 منذ القدم والنيل رفيق دربنا
 لن تستطيعوا جعله يتركنا
 مهما حاولتم بأصرار
  لم تحترموا المواثيق فأنتم
 تخونون عهدكم  بتكرار
 النيل حر لن تتحكموا
في منبعه فهو
  يجري بامر الواحد القهار
  النيل ملك حدود مملكته 
 من منبعه إلى قلب بلادي
 ثم إلى نهاية الديار
 عظيم الشأن يجري حبه
 مع دمائنا
 كما تجري السفن في البحار
مهما حاولتم  لن تقدروا
 على  حبسه وأسره فان
 نيلنا لا يقبل الاحتكار
 النيل يحبنا و نحبه
 كحب الأب وأطفاله الصغار
 النيل   نهر عظيم
 عبر الزمان جواد بالخير
مدرار
مهما تفاخرتم بسدكم  فأن النيل
أقوى منكم ومن هذه الأسوار
 احذروا أن يغضب عليكم 
فأن غضبه يهدم كل شيء
كما الاعصار  
النيل هبة  لمصر من الله الواحد القهار

 بقلمي محمد عبدالحميد السيد
جمهورية مصر العربية
mohamed Abdelhamid Mohamed

محمد الفاطمي يكتب ... ما بالجزائر بيننا تتدخل ؟

ما بالجزائرِ بيننا تتدخَّلُ؟
أَطُبولُ حربٍ بالجزائر تُقْرعُ؟***أمْ تلك حعْحعَةٌ تَجيئُ وتَرجــــــــــــعُ؟
هلاَّ قرعْتُمْ بالسَّلام طُبولَكُم***ليكونَ أصْدقَ ما يُقالُ وَيُسْـــــــــــــــــمعُ
فاليوْمَ بانَ لكُلّ شخْصٍ عاقلٍ***أنّ الجزائرَ لا تزالُ تُجعْـــــــــــــــــجعُ
ولقد أرى أنَّ الوعيدَ سفاهةٌ***ومتى المنيَّةُ أقْبـــــــــــــــــــــلتْ لا تُدْفعُ
لابُدَّ منْ يوْمٍ عصيبٍ فانْتَظرْ***أَبأرضكَ أمْ بأُخرى المَــــــــــــــصْرَعُ؟
////
ظلَّتْ تُهدّدُنا الجزائرُ كُلَّـــــــما***شَعرتْ بأنَّ الإنْفـــــــــــــــصالَ تقَزَّمأ
وَإذا به قمرُ التَّجسُّس شلَّــــــــــــها***فَتأكَّدتْ أنَّ الجــــــــــــــوارَ تقدَّما
وَتيَقَّنتْ منْ بعدما عَلمتْ بما***سَيرُدُّ مــكْرَ الإنْفصال توهُّـــــــــــــــما
صحراؤُنا أرْضُ الجُدود وشَعْبُها***بالمغْرب اعتنَقَ الهُدى وتعــــــلَّما
فَلمَ الجزائر في الأُمور تدخَّلتْ؟***وكأنَّها طرف على الوطن ارْتَـــمى
////
ماذا سنجْني والحروبُ خرابُ؟***وحوارُنا عنْد الخــــــلاف جـــــوابُ
أَوليْس عاراً أنْ نُقاتلَ بعْضَنا***وكأنَّنا في الكائـــــــــــــــــــناتُ ذُبابُ؟
إنَّ الحوار به التَّفاهُمُ ممْكنٌ***وبحكْمةٍ قدْ تُفْتَــــــــــــــــحُ الأبــــــوابُ
فاسْعوْا إلى وَأْدِ الخِلافِ بسُرْعةٍ***إنَّ التَّحاوُرَ في الخِـــــلافِ صوابُ
وَدعوا الصِّراعَ على المصالِحِ جانِباً***فالحرْبُ شَرٌّ والسَّــــــلامُ توابُ
////
ما بالجزائر في الحُروبِ تُفَكِّرُ؟***وبها العساكِرُ في البلادِ تَجـــــــبَّرُوا
تسعى إلى نشْرِ العداءِ بمغْربٍ***وَتُريدُ بلْقَنةَ الجــــــنوبِ وَتَمْــــــــكُرُ
إنَّ الدَّسائس والخُطوبَ إذا سَطتْ***سَتُصيبُ مَنْ للْبيِّــــــــناتِ تَنكَّروا
وَشُعوبُنا بِدمِ القرابَةِ إِخْوةٌ***فَلِمَ العداءُ وأرْضُـــــــــــــــنا سَـــــــتُدمَّرُ؟
تجْجري الرِّياحُ بما أرادَهُ عسْكرٌ***في شنِّ الحروبِ على الجِوارِ يُفَكِّرُ
////
ما بالجزائِرِ بــــــــــيْننا تَتدخَّلُ***وَكأَنَّها لِدَمِ القرابةِ تَجْـــــــــــــــــهلُ
تُبْدي مخالبها وتَحْسبُ أنَّــــــها***في شأْننا قدْ أصْـــــــــــبحتْ تتوغَّلُ
هلاَّ أَقَرَّتْ بالحقائِقِ بــــــعدما***عَلِمتْ بأنَّ ضلالها سَيُعَـــــــــــــطَّلُ
وإذا الحكومةُ في الجزائرِ فكَّرَتْ***وجدتْ بأنَّ الزَّائِفاتِ سَتــــــرْحَلُ
نرجو السَّلامةَ بيننا بتقارُبٍ***يُنْهي النِّزاعَ بِحِكْمةٍ تُتَـــــــــــــــــقبَّلُ
محمد الدبلي الفاطمي

محمد عبد الحميد السيد يكتب ... تحيا مصر

تحيا مصر
  
 مصر يا حاملة لواء العروبة
  تحمي أرضك دائما تحفظي
         حدودها

  أحبك يا بلادي حبا عظيما
  على الدوام أفتخر  بأنني
       أنتمي لها..
  
   اسألوا التاريخ عن مصر
  سينطلق ناطقا يروي
       كل أمجادها

  مصر يا وردتنا  عطرك 
  يفوح  في   أرض العروبة يصل
      كل ركن  من أركانها

  بأفعالك ليس بأقوال علمتي
  العالم كله كيف يكون الحب بين
   الشقيقة وأشقائها

  يا أشقائنا العرب هيا  جميعنا
  نقف وقفة إحترام وتعظيم 
    وإجلال .. لها

   من قديم الزمان وقفت  
   يا مصر بوجه أعداء العروبة 
   والكل يعلم  أمجادا
   أرسيتيها..

  قفي شامخة يا مصرنا عبر 
   العصور لا تأبهي  لأقوال جهلاء
      لا يعرفون  إنتصاراتها

  مهما حاول الجهلاء العبث
  بأسمك لن يبلغوا مرادهم أبدا
  ولن يساموا   يوما ظلها

   إلى الأمام تقدمي يا مصرنا
    يا بلد الأمن والأمان  لقد
   تعدد في القرآن ذكرها

   أنا عاشق ترابك يا مصر 
  أحبك  فليشهد العالم بأثره
       على عشقي لها

    يارب  احفظها  على الدوام
  وبارك في كل رجالها ونسائها
      وكل شعبها

   بقلمي ومن قلبي
   محمد عبدالحميد السيد
  جمهورية مصر العربية
mohamed Abdelhamid Mohamed