الأحد، 16 أغسطس 2020

حمى التمتمات/ بقلم علي الدليمي

حمّى التمتمات..
.......

أنا جئتُ مِن عُمقِ السُّكات
أنا ذلكَ المنسيُّ في حربٍ
ك أشلاء الرّفاة .

الكلّ قالَ الانَ
مَن هذا القتيلُ مُمدّداً في أرضهِ يَحكي مع الموتى
تفاصيلَ الجُّناة.

قد جئتُ من عهدي القديمِ مُحدّثا( رَبعي)
بأنّ الموتَ صارَ الانَ في دنيا العروبةِ
يا صغارَ القومِ أبشعهُ نَجاة.

وعلى تفاصيلي رَسمتُ بشاشةً
ألبستها رُغمَ التأوّهِ
ثوبَ قهقهةٍ تُزيفُ بصوتها طعمَ الحياة.

لوّنتُ مِن خضبِ الحروفِ مَدائنا
تَمشي عليها أرجلٌ
لا تَعرفُ القصدَ المُميتَ بسيرِها
لكنّها راحت
لصوبِ الأمنيات .

وتَفرعَنت في جُعبتي
كلّ القصائدِ حينما خاصَمتها يوما فقالت
هل نسيتَ الليلَ والوحي المصاحبَ والجدائلَ والتواشيحَ القديمةَ و القوافي
واشتريتَ الأغنيات.

أنا هكذا في اليمِّ
لا أدري بليلِ الحُزن إن طالت دقائقهُ
فموتي مِثل مَن حولي
شعورٌ باردٌ والظلمةُ السوداءُ
واثقةُ الثّبات.

هذه روحي كأجنحةِ المرايا
رفرَفت ضوءاً وحَرفا
ثمّ طارت في رحابِ الخوفِ
تعصفها رياحُ التّمتمات.

حدّتثُ كلّ الناسِ عن ما شاهدَت عيني بذاكَ الحلمِ
مُذ ماتت على جرفِ الخواطر فكرتي
وتبرّأت مني اللّغات.

...علي الدليمي...

الجمعة، 14 أغسطس 2020

رؤية عام..للشاعر حسن ابوقطيش

.
أرى الأشواقَ تذبحُ كلَّ صبٍّ
و إنّي الآنَ أعلنُ فيكِ حبِّي

فتىً ذقتُ المرارةَ وَ المآسي
بِعشقي للتي ليسَتْ بِقربي

كَنورٍ قدْ أضاءَ اليومَ درباً
وَ سَطْعُ الضّوءِ أعماني بِدربي

فلسْتُ أرى مِنَ الدُّنيا جَميلاً
وَ لكنّي أراكِ بِأمِّ قلبي

الخميس، 13 أغسطس 2020

عروج الأيائل /بقلم أحمد نجم الدين


عُروج الْأَيائل
---------------

عِقدٌ فِضيٌ حولَ عُنقهِ مَكسوٌّ بالْزُمرّد الْأخضَر؛
سيَنطَفئُ بريقَهُ الْيوم.. إرثُ الْعائِلَة.

أُسطورَة؛
أثينا قَبلَ الْميلاد..

إِبنُ مَلِك الْجان؛

- استَميحُك عُذراً ..
حَضرة الْسيّد الْدّوق الْنَبيل، الْسّاحر الْمُحتَرم..
خَدَمتُكَ طوالَ حياتي فَحَقّق لي أُمْنيَتي الْوَحيدَة.
- ما هِيّ أُمنِيَتُك؟
- الْلّيلةُ عيدُ ميلادي للألف الْعاشر،
كما تَنُصّ الْمَخْطوطات.. إنّه الْيومُ الْأَخير مِن عُمري..
عَرَبة لُؤلُؤيّة تَجُرّها الْأيائل الْبَيضاء الْمُضيئَة،
أُعرجُ بها الى الإله زيوس الْعَظيم.
- لكَ ذلك.. سَأفتَقِدُك،
أَعِدُك بِأنّها سَتَليقُ بِمقامكَ.. يا خادمي الْمُطيع..

دقّت الْسّاعة؛

ديباجٌ أبيَض مُطَرّز بالْياقوت الْأحمر يُغطّي جُثْمانَه،
داخل الْعَربة الْلُؤلُؤية الَّتي تَجّرها الْأيائلُ الْناصِعة الْمُشِعّة.

رسالَة مِن إله الْرّعد و الْبرق زيوس الْحاكم إلى الْآلِهة..
- إله الْسّفر هيرميس.. فتح بَوّابة الْعُروج.
- إله باطِن الْأرض هيدس.. إِيواءِ الْجسد.
- إلهة الْحكمة آثينا، إله الْنّار هيفيستوس، إلهة الْحب أفروديت..
الْحضور فوراً إلى الْسّماء الْسابِعة.

الْمُحاكَمة؛

آثينا
كانَ يُساعِدُ الْمَظلومين و يُحقّق أُمنيات الْأَطفال.
كانَ يقنِع الْمَلك ليُعطي حقوق الْشّعب الْفَقير.
لكن كانَ يُطيعُ مالِكهُ طاعةً عَمياء..
فَقد ساهَم في قَتل بعض الْأبرياءِ و الْعُلماء.

أفروديت
لَم يَحظى بِحبيبَتهِ..
فَباتَ بِقَلْبه الْطيّب يَلُمّ شَمل الْأَحباب.

هيفيستوس
كانَ يُنفّذُ وَساوسي.. بدون تَفكير.

زيوس
مائَة عامٍ في الْدّرك الْأسفل.. خُذه يا هيفيستوس.
تَبقى الْأيائلُ فوقَ الْغمام لحينِ إنتِهاء الْأَعوام.

مُكبّلٌ بِسَلاسِلٍ من حَميمْ، يُجْلَدُ باِستِمرار.
أرواحٌ شِرّيرة تُتَمتِمُ في أُذنيه..
أَصواتُ و نواحُ الْأبرياء يَضِجّ في رأسِه،
طِفلٌ يَمّدُ يَدهُ الْمُزرقّة على كَتِفِه.. يَنبِسُ بأَوّاه.. أَوّاه..
كَهلٌ أشعث بلِحيةٍ كَثيفَةٍ نَتِنة بِلا عَينين
يَكْسو الْتّجاعيد جَبْهته يَصْرخُ في وَجهِه كالْرّعد..
دويّ الْغَليان، جَلجَلةُ أَجراس الْثّعابين.

ويلاه.. ويلاه.. أَعيدوني.. ويلاه.. زيووووووس.

عُروج الْأَيائل // احمد نجم الدين - العراق

---------------------------------------------------------

تهويدة/بقلم أحمد نجم الدين


تهويدة
--------
على بُعدِ ذكرى تخطَّيت الْلّيل في غُضونِ شَوق
ما ان اِستفَقت.. فإِذا بالحَنين أَوقَد نار اِبتِهالاته..

سأنام الْيومَ على متن الْخيال؛

جُرمٌ سَماويّ

أنتِ مَجَرّة! و أنا قُبطانُ سَفينة فَضائية!
‏سأزورُ عينيك زحل! فَتَغمز لي الْنّجوم،
الْفضاءُ تَرسُم لي وجهكِ بالْشُّهُب..
فاَرْتَمي بأَحضان الْكون مُغَنّياً أنشودةً لِلّقاء..

مَطبّات.. اِضطراب.. إسوداد..
بعدَ الإغماء!

يَنتَهي بي الْمَطاف في الْثُّقب الْاسود..
حيثُ الْلّا مكان و الْلّا زمان! توقّف الْوقت، هدوءٌ تام.
كضوءٍ في الْأُفق.. نحنُ ساكنان..
هكذا كانَ الْلّقاء.. في الْزمكان..

رُباه.. أنجِدنا..

أما مِن أحد؟
هَل أَنت هُنا يا ألبرت أينشتاين؟

احمد نجم الدين - العراق

ما بعد السواد/ بقلم إيمان هاني

حياةٌ سوداويةٌ مُتكوّرةٌ بشخصٍ سَوداويٍ مثلي، منغمسٌ بحسرةِ الماضي، يأنُّ بألمٍ عسيرٍ ولا قوةَ له، هشٌّ وكأنه لم يكُن، ضعيفُ البنيةِ كذاك المنزلِ القديمِ المُهترئِ المُهددِ بالهدمِ والتلاشي، عاجزٌ كالأصمّ الذي لا يستطيعُ أن يصدحَ بصوته لينتشلَ حُزنه من جوفه.

 حَالي أصبح مريرًا، فهل لي بتغيرٍ يا عزيزتي ؟  

اقتربي من سوادي قليلًا، فالأمر لا يتطلب إلا عناقًا حارًا، مُتغمدٌ بدفءِ الحُبّ، شبّثي وصالكِ وخذيني بَعيدًا، أُنثري نجومًا سرمديةً مليئةً بِسمفونياتِ العشقِ على سواديَ اللعين، ضعيني بين ذراعيكِ، كبّليني، قيّديني، احتويني، ومن ثمّ لا تتركيني، لنصنع من سوادي سعادةً كسعادةِ العاشقين بالسماءِ القاحلة المليئة  بالنجومِ اللّمعة.

هَلُمّي إليّ ما بعد منتصف الحب، بعد زوال الآهات بثباتِ النفسِ، لتدعِ القلبَ بالقلبِ والكفَّ بالكفِّ والروحَ بالروحِ، ومن ثمّ الوريدَ بالوريدِ إلى حدِّ الانتشال، ثمّ إلى حدِ الممات.

المماتِ الذي سننجوا به سويًا للأبد المؤبّد، إلى حد البداية التي لا تعلو بها نهاية.

Eman hani 🌸❣

بيروت/بقلم د. عاطف الدرابسة


بيروت :

سأُرخي الحبلَ للغتي ، وأفُكُّ عقالَ الدَّمعِ ، وأبكي كما لم أبكِ من قبلُ ؛ لعلَّ النَّفسَ تهتزُّ ، تتزلزلُ ، ولعلَّ الرُّوحَ تُخرجُ أثقالها ؛ فما أوجع الأثقال التي تتزاحمُ بينَ جوانحِ الرُّوحِ وأساريرها ، وما أقلَّ الدّمع !

بيروت :

يا عروساً
تساقطَ شعرُها قبلَ ليلةِ الزَّفاف
يا دَماً تناثرَ كالمطرِ
كأوراقِ الشَّجرِ
كأشلاءِ الأطفال
من سرقَ أحلامَ طائرِ الفينيق
من كتبَ على صفحة البحرِ
هنا كانت مدينةٌ تُسمّى بيروت ..

بيروت :

أقفُ على ضفافِ الأفكار
أتأمَّلُ صورَ العُشَّاق
وأستعيدُ أوائلَ الأحلام
حينَ كانَ البحرُ ينحني لبيروت
ويغسلُ قدميها واليدين
وحينَ يزورها الثَّلج
كثوبِ الزَّفاف
ينصبُ الخِيام في فضائها
ويكتبُ بالأبيض :
هنا وُلدَ الشَّرق
هُنا كانَ الحرف ..

بيروت :

يا رمادَ التَّاريخ
يا أنقاض الحضارة والأبجديَّة
يا جداولَ النُّور
يا كلَّ الجهات
مَن أخرسَ صوتَ المآذن
مَن أسكتَ أجراسَ الكنائسِ
وأحلَّ سفكَ دمِ الخيول ؟

بيروت :

يا أوَّلَ نقشٍ في التَّاريخ
يا أوَّلَ ميلادٍ قبلَ الميلاد
يا أوَّلَ جهةٍ قبلَ أن تكونَ الجهات
يا أوَّلَ فصلٍ قبلَ أن تبدأَ الفصول
أيُّ يدٍ تلكَ التي اغتالت رأسَ التَّاريخ 
في لحظةٍ لا تُشبهُ اللحظات ؟

بيروت :

دمُكِ لا يُشبهُ دَمَنا 
دمُكِ من عصيرِ الجنةِ 
من خمرِ الإله  
من سحرِ الكتابِ 
ودَمُنا غُبارٌ تحملهُ رياحُ الخيانات ..

د.ع7

ذات ليلة بكماء /بقلم ضرغام عباس

ذات ليلةٍ بكماء

لن تراودني الكوابيس بعد الآن
أنا الحلمُ والضحية 

مرآةٌ كُنت، حين لاذَ الليل بالفرار
جسدي غير مُهيأٍ بعد، لم أجس يوما فرو قط
وكما يفعل البدو القداما
وقفتُ كـالمحاربِ على الساحل
عدتي، كأس خمرٍ و قلم 
كنتُ أنتظرُ الشمس، 
أنتظرُ تلك الراهبة أن تخلع ثيابها
كانت شُبه سجارةٍ بينَ، بين شفاه المدى
تقمصت دون قصدٍ كلام الشاعر
(بذوق الأمير الرفيع البديع، أنتظرها) .

ذات ليلةٍ بكماء 
حين أطبق الكون جفنيه
كان الصمتُ حارسا شُجاعا لا يهاب الظلام 
النوافذ مغلقة 
حين نفذت ذخيرة الضوء في جسدي 
كنتُ وحدي 
وحدي، أصارع ثور الظلام الهائج 
وحدي، اشاهدُ تقطرُ أشيائي، قطعا فضية .

ذات ليلةٍ بكماء 
حين فاحت رائحة الظلام
كل شيءٍ داخلي تسرب، كل شيءٍ لاذَ بالفرار
فـبدل أن يعرج قمري إلى السماء
غاره إلى العمق. 
كورَ كوخهِ من التراب الهش 
ترابٍ تفيق الشمس على وجنتيه 

الذكرياتُ خائفةَ أيضاً 
كانت أشبهُ بقطعِ غيارٍ أو صدف محار
 لا تراني حين أراها 
إلا إني رأيت قشرها يتموج ك الأفعى 
 كل شيءٍ داخلي لاذَ بالفرار، الكميةُ نفذت .. 
ألا يوجد زر إطفاء ؟ 
أنا خالٍ، خالٍ من كل شيء 
لن تراودني الكوابيس بعد الآن 
أنا الحلمُ والضحية ..

دعيني اكتب لك / بقلم منى شكرى العبود


بقلمي...✏

لايذهبن عقلُكِ بعيداً عن خبايا بوحي
فما يخفيهِ القلبُ
أسمى من مشاعر تُسطر بحرفين
..............****...............
أختلجَ بالنفسِ وهماً
قد ظنوا أنهُ غائباً عن البال
قد ظنوا أنكِ نسيان
لم يعلموا أنكِ تأتيني من بين أحضان الغياب
بسرعة الضوء وأكثر
تحتلين الفكرَ والأعماق
تتربعين كملكة بل تستوطنينَ كعدوٍ مغتال
تحرضينني على أحرف الشوق
تُجبرينني على البوح
تُرغميني على الخروج عن جُرحِ الصمت
..............****...............
لازالت ياأمي قهوة الصباح
تثير تفاصيل الذكريات...
المتناثرة على أكوام حطام الماضي
ولا زالت تتراقصُ ضحكاتُكِ على وجه كوبي
وتترنم بسماتُكِ على يدهِ باحتراف
ولازلتُ أرتشفُ تعاريج وجهكِ الراكنة في القاع
ولازلتُ أُمارس هدوء الأشواق كُلَ صباح
ولازلتِ تحتلين جنون مخيلتي في المساء
..............****................
آهٍ ياحبيبتي...!!!
كيف أصفُ لكِ مدى الأشواق
فمازالت تفاصيلُكِ مسجونةٌ
لدى كوب قهوتنا المفضل
لدى رابطنا المقدس
ومازلتِ رغم الغياب..
رغم المسافات...لدي كل الحياة
ومازالتْ حروفي بين السطر والسطر
تثير الشوق الراكن في الأعماق
وتكسوني هم الاشتياق
................****.................
دعيني أكتب لكِ...
دعيني أكتب لكِ...
ماظننتهُ قد غاب
مع أني أدرك أن ثقل كلماتي لن يصل إليكِ
ولن تدركِ مايلِجُّ بالنفسِ من أشواق
دعيني أرسم تفاصيل وجهك
تفاصيل الابتسامة...تفاصيل الجنون
تفاصيل ماتُحدثين من روعةٍ في كل الارجاء
على قمرٍ سكنتهُ ملامحكِ في ليلي كل مساء
مع أني أُدرك لن يُزين قمري لكِ سماء
لكن رغم الرغم عني ياعشيقة الروح
سأبقى على أمل اللقاء.

منى شكري العبود

عتب /بقلم أليسار عمران

..........عتب........

ظننت غيابي يحضنه خوفك!
 عند زوال خطّ الشفق!

 أكنت أحسبني كعبتك..
جنونك... تطرفك.. 
تشرب وجهي في صباح الفنجان!

تصدّق!!!!؟
 حافية القلب على بيادر الشوك، كنت أسعى.. وأجري..
أشدّ على النبض ليتهادى نبضة ..نبضة...
أستكين تحت وطأة كل الجراحات...

 ينقلب الشوك  تحت قدمي الحافيتين!!
 عشباً.. شجراً ... جورياً

كأنّ حضورك  في عالمي مظلة!
 تنقذ آخر ما تبقى من الثواني في كفّ بصّارة، عيناها معلقتان هناك في الأفق البعيد!!

ظننتني أنت..

جمعتنا جراحاتنا كي نلتئم بمراهم اللقاء!
ظننتني أشياء وأشياء!
لم أكن سوى تلك البلهاء!
 مظلتها ضربٌ من الغباء

أحترق بعشر أصابع!
وأذبح حواساً  خمسة!
أضبط يومي على توقيت كلمة..
  و أرسل أشواقي على جناح أمنية!
يباغتني حضورك المفاجىء في كل أغنية!
 
كم كان وقع سحبك من قلبي مؤلماً!

........

تقطّرت كحبّات سكّر في مرّ دمع الغياب!

أتذكر!!؟
بحضوري تناثرت ألف شظية!!!
وبكيت.. بكيت ...
ألملم هشيم زجاج قلبك المتكسر!!

أتذكر!!!!؟
حين قابلتك   للمرة الأولى !!!!!؟
رأيت في عينيك (مئة عام من العزلة)
نذرت أن أهديها الشوق ألف ألف عام

لوكان الحزن يبدّل بالمال لاشتريت وجهك
ورفعت نخبه عالياً في وجه هذا العالم 
لأحيله برداً وسلاما.. !!

...................................................................

تعالي بنفسك/بقلم أحمد دياب

تعالي بنفسك
لا أريد أن ترسلي بارفانك
يبلغني ان هذا من رائحة العناق
الموجل
ليصلح ما أفسده
غيابك

أنت مطلوبة شخصيا لترممي
تشققات حدثت
في سقف علاقتنا
هات الشتاء معك
هنا الطقس صعب للغاية
لقت نمت لي أضلع جديدة
غير التي كسرتها 
في الشتاء الماضي
لأشعل لك كومة الحنين 
لازودك بالدفء
وهذا ما تبقى
رماد القسوة وحفرة كبيرة
تسكنها الريح كل ليلة

تعالي وحدك بدون
إبتسامتك النووية
فحالتي تثير الشفقة والضحك ايضا

بدون يدك التي لا تهش ولا تنش
العاطلة عن الحنان الصيفي
تعالي نبحث معا عن خاتمك الذي ضاع 
في آخر رقصة
ليلتها قلت دعنا نرقص
لا تبحث عنه الآن
وأنا الافريقي الذي
يبحث عن كل ما وقع منه
سمعت كلامك

تعالي قبل أن تنطفي رغوة الوقت
أنا اغني
وأنت اقعدي بجواري كوردة الموسيقا.

إلى ريتا وحدها/بقلم محمد سيزيف


إلى ريتا وحدها
_____________________
محمد سيزيف

أعلم تماما يا ريتا إنني لست كاتبا جيدا مثل كافكا، لأكتب لك رسائل عشق عميقة، و لست بمخيال غسان كنفاني ايضا لكنني اكثر حزنا منه لأخلدك في نصوصي.
انا سيزيف، الكائن الحزين بالميلاد، ابن الحروب و القرى المحتضرة، فاشل في كل شيء، في الموت، في الحب، في الحياة، مشرد منذ الصرخة الأولى، اتذكر حين كنت مراهقا كتبت لأصدقائي العديد من رسائل الحب مما كان سببا في إرتباطهم أما انا كالعادة لم أحظي حتى بحبيبة هلامية، حظي و أعرفه جيداً، كنت خجولا لم يبسق لي النظر مرتين في وجه اي امرأة الا في وجهك يا ريتا انت تملكين كل شيء و انا فارغ من كل شيء، تملكين الفكر، الجمال، الحظ، المال، و ترفلين في آسرة السعادة، هذا هو الفرق، انا اتنفسك و انت تتنفسين الاوكسجين، انت أجمل نساء المدينة و انا بلا شك أقبح رجال القرية و افقرهم، لكن الاختلاف دوما كان مصدرا للوئام، و في فيزياء المغنطيس الأقطاب المختلفة تتجاذب، لذا جذبتيني نحوك كما تفعل المغنطيس ببرادة الحديدة.
اه لو تعلمين حجم معاناتي بعد رحليك عني، علقتني في شنكل الوحدة كما يفعل القصاب بالعجول، لكن كل ذلك الحزن و العذاب الروحي لم يكن كافيان لقتلي لكنه دفعاني للإنتحار، أي أن أغدو كاتبا.
غالبا لا يكتب المرء و هو بخير، أكتب لعلني أنجو من ورم فراقك الخبيث،
لعلني ان لم أتعافي منك يكفيني أن يوضع خربشاتي في رفوف المكتبات.
ما الفرق بين الحرب و الحب؟
بالنسبة لي لا فرق، في كلا الحالتين تسقط ضحايا، و الكثير من الخراب.
لا فرق أن تصاب برصاصة كلانشنكوف او بقذيفة إنفصال نزق كلاهما مؤلمان و مميتان أيضا.

دعوني أعزف/بقلم مؤمن الطيب


دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ جَمِيل لِكُلّ الْأَوْطَان
لَحْنٌ رَائِع بأروع الْأَلْحَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ طفولتي بنشيد البُلْبُل الْفِتَان
لَحْنٌ السَّعَادَة وَالْحُبِّ فِي كُلِّ مَكَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ الْحَيَاة وَالْأَمَان
لَحْنٌ الْأُخْت وَالْأُمّ وحبهما كَمَا رُزِقْنَا الْمَنَّان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ تَتَفَتَّح بِه اﻷزهار فِي الْبُسْتَانِ
لَحْنٌ جَمِيل لِكُلّ عَاشِقٌ وَلَهَان

دَعُونِي أعزف
لَحْنٌ أرسم بِه جَمَال أَزِقَّة بَغْدَاد
مِنْ رِيفِ مَدِينِي إلَى رِيفِ مِيسَان

دَعُونِي أعزف
عَلَى الْعَوْدِ والكمان
مِنْ بَغْدَادَ إلَى دِمَشْقَ إلَى تِطْوان
لَحْنٌ تتراقص عَلَيْه طُيُور الرافدين
ونوارس النِّيل وَلُبْنَان

مُؤْمِنٌ الطَّيِّب

شاطىء الخيال / بقلم حسام الدين فكري


شاطىء الخيال
شعر : حسام الدين فكري
**************************
أسبحُ بلا دراية بالسباحة
تتقاذفني أمواجٌ تمتطي مُتون بعضها
في أحشائها أبدو وليداً معصوب العينين
لم يكتشف أبجديته بعد
في تلك اللحظات الوسطى
ما بين الصعود بالقصور الذاتي
والغوص في أعماق المياه المالحة
يلوحُ لي زورقٌ خشبيّ من بعيد
ويرسم لي خيالي، طوقاً للنجاة، يُرفرف بجناحين
ألقاهُ صاحب الزورق المُسنّ، بذراعيه النحيلتين
ورأسه الجرداء، وعينيه الغائرتين
أختطفُ الطوق اختطافاً، وأسبحُ نحو الشاطىء
يحتضنُني برماله الناعمة المُزغبة
استلقي بعض الوقت، ثم أستيقظُ فزعاً
أبحثُ عن هاتفي، فلا أجده
أحزنُ قليلاً، ثُمّ أضحك
فما كُنتُ لأجد "إشارة"، في شاطىءٍ مُقفرٍ كهذا !
وحيداً صِرتُ، مُنعزلاً، وضائعاً تماماً
لا شيء يلوحُ في الأُفُق
كان الزورق صورة في خيالي
لكني الآن على الشاطىء
كيف ؟!..لا أدري !
............................
يزحفُ الليلُ فوق صدري، فيؤنسني القمرُ
في أول الأمر، لم أُدرك من ثرثرته شيئاً
يفتحُ عينيه، ثُمّ يُغلقهما، في تتابعٍ مُستمر
يُرسلُ لي ما يُشبه "إشارات مورس"
الأيام طويلة، يركضُ بين ساعاتها المللُ
شيئاً فشيئاً، أتقنتُ "اللُغة القمرية" تماماً !
صار القمرُ، رفيقي الوحيد، يقرأُ لي "تقريراً يومياً"
عمّا جرى في شتى بقاع الأرضِ
عن الذين صعدوا، والذين هبطوا
والذين تاهوا في أنفاق الطول والعرض
وحين أدركنا، القمرُ وأنا
أن شجَر الأُلفة، قد أورق بيننا
رُحنا نتكاشف بكل شيء
يُخبرني هو، عن الغُيوم التي تؤرقه
تضعُ نفسها أمام وجهه، وتُغطّي عينيه !
وأُخبره أنا عن "غادة"
ضوءُ قلبي الوحيد، الذي لا أعرفُ الآن
كيف أعودُ إليه ؟!
والليلُ بيننا، ثالثُنا الحكيم
يواسينا تارة، ويضحكُ معنا تارة
ويغرقُ في صمته الأثير، تاراتِ أخرى !
كذا تمضي أيامي، في قبو الانتظار الطويل
أتقلّبُ بين شوكِ اليأسِ
ونسيمِ الرجاءِ العليل !
....................................
أعرفُ أن رسالتي، قد شقّت طريقها إليكم
أخبرني القمرُ، صديقي الوحيد، أن الأمواج
قد ألقتها تحت أعيُنكم
فلِمَ، حتى الآن، ما جاءني أحدٌ منكم ؟!!

أنت جسور / بقلم عبداللطيف العولي


..........أنتَ جَسُورُُ.........
قال أحد السادة الكرام
لِمَ أنتَ جَسُورُُ
تقول ما لا يقال
ألا تهاب تهما أو سجنا
ألا تظن أنك أبلها وقحا
ألا تَستكِين و تهدأ
و تأكل خبزا أسود
و تحمد ربك
و تصلي فجرك
و تستعين بالإستغفار
و الإكثار من النوافل
و طلب العفو و المغفرة
قلتُ قولك حق
لكن سيدي
أنا لست إلا إنسانا
أحب الحق و الصراحة
لا أهاب ظلما
و لا جورا و لا زنازين
أقول بفصيح العبارة
هناك ظلم
هناك بؤس و فقر
هناك برد و قر
هناك يأس و غرق في البحر
هناك جوع هناك أمراض
هناك تقاعس
هناك تهاون
هناك ضحك على الذقون
هناك طرد و تشريد
هناك موت بطيء
هناك آلام و تأوهات
هناك ظلمات و كوابيس
هناك قبور
لم تُقرأ عليها فاتحة
هناك و هناك صديقي
قال
أنت جسور جسور...
ع.اللطيف العولي
القنيطرة/المغرب
05/12/2019

قديسة الطرب/ بقلم عبداللطيف العولى

.............قديسة الطرب.............
"لم يسق المودة بيننا سباب"
ساقها كمان و ناي ورباب
وهيمن صوت رخيم
صدحت به فيروز  
فصمت الطير و البشر
و الورد و الزهر
إجلالا لفيروز
وقد بدت كقديسة
تمسح بكفها الذنوب
و تغسل القلوب
مما علق بها من ضجر
غنت فأطاعها الكمان
و سبح الناي
و سجد العود
خرج الكون من صمته
و عمت الترنيمات الأرجاء
و بلبل فيروز يغني
فيندمل جرح 
و يبسم ثغر 
و يرقص قلب
ويطرب طير
و تتمايل سنابل
و أزهار و شقائق نعمان
و تتماوج  أنهار
و تضحك شمس
ولما تغرب
تتورد وجنة قمر...
                      ع.اللطيف العولي
                                      القنيطرة/المغرب
21/08/2019