أو أنّ حناني المزعوم ذاك كان يفتقد للوعي، أو ربّما لحظة غضبٍ خشنة وعنيفة مُناطة بغيرة فلاحٍ متيّم
كان من الهيّن عليها أن تنسِف أي شعور دافئ قبلها أو بعدها.!
أتفقد اليوم ملامحك، لاعنًا هذا الشحوبَ الهارب من قلبك
وباديًا في وجنتيك الشقيّتين اللتان أحبّ تقبيلهما كما كنتُ أقبّل لك "خاطرك" كلما أوجعته الحياة!
أعترف أنّ كل واحدٍ منا قد أخذ نصيبهُ من القهر والوجع، مع اتفاقنا التامّ غير المعلن أن أحدنا لم يكن السبب في ذلك،
كتّفتنا الحياة وتقادُم الأحداث وتسارع الظروف ليس إلّا!
وأعترف أني ورغم هذا حين تبكين تغرُسين حزنك إزميلًا
في شقّ صدري الأيسر..
حيث كنتِ تقبعين دائمًا.. وحيثُ ستظلين!
تذكرين حين قلتُ لكِ أني صرتُ شخصًا كافرًا وساذجًا حين لجأت إلى "بصّارة" أعرف كذباتها مُسبقًا؟
لم أكن أقل هذا مجازًا بل حقيقة، كنتُ من قلة حيلتي أتمسَكُ بكُل كذباتها كمحاولة لتصديق أنّ أملًا ما سيجد مثواهُ في ما بيننا وأني سأقدر أخيرًا على ضمك إلى صدري صرتُ أُصدّقُ العرافات أبصُم على أقوالهن وأفعالهن بأصابعي العشرة وأشعلهم لهن شمعًا إذ هُنّ أردنّ ذلك وأفتش ساخطًا وباذلًا ما عندي لأجدَ لهنّ فأرًا يتيمًا مثلًا
أو أنزع لهنَّ شارب قِطّ يعتنقُ البوذية!!
كل هذا وأكثر وأكثر..
كنتُ سأفعل ما بوسعي لأُبقيكِ بين يديّ في مأمن عن العالمين وأعترف أني فشلت.. وأنك تواطأتِ مع الدنيا وجبروتها والعرافات في إحالتي إلى مجنون لا يحتاج لأوراق تُثبِتُ ذلك حتى..
وأعترفُ أنني تواطأتُ معكم في ذلك أيضًا حينَ قررتُ
رميَ عقلي تحت أرجُل الحياة علّها تركُله فتعيدهُ إلى وعيه
أَو حتى أظلُ مجنونِا فأركضُ إليك أحتضنك وأقبّلُ ثغرك دون أن تنهال علينا أحكام الناس وأعرافهم..
يضحك بعضهم.. ويشتمني بعضهم
ويقول أكثرهم هذا مسكين ومجنون
فيُرفَع عني ثقلَ القلَم وأحظى بحضنك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق