الخميس، 24 يونيو 2021

دانا العلي تكتب ... الثانية بعد منتصف الليل

الثانية بعد منتصف الليل.. 
وليلٌ كئيب، بردٌ لاذع، أرقٌ كليل، أفكارٌ واهنة، وأصوات ضحك هيستيرية، من هو المختل الذي يضحك بهذه الطريقة؟، 
سألتُ نفسي ثم نهضتُ من سريري لتقودني أقدامي إلى منبع ذلك الصوت، هل سأستطيع إيجاده في وسط هذا الظلام الدامس! ، 
ثم بدأت تلك الضحكات تتحول إلى أصوات نحيب شديدة؛
 أشعلتُ شمعة وأكملتُ السير إلى أن وجدتُ شخصاً يبدو مألوفاً قليلاً، اقتربت منه شيئاً فشيئاً وهَلُمت يدي لملامسة كتفه ليلتفت ذلك الشخص نحوي، إكتساني الجمود،
 كانت الكلمات تتصارع للخروج من فمه فقال: أنا مرهق ومنهك ومتعب هل لذراعيكِ أن تحتويني قليلاً؟
كيف لي أن أقول لا وذلك الشخص كان أنا؟!
كيف لي أن أحتضن نفسي وأن أُمتصَّ إرهاقها؟! 
وكيف لي التوقف عن سماع أصوات بكائي المريعة المحتجزة داخل رأسي كل ليلة؟! 

|دانا العلي|
سوريا.

الأربعاء، 23 يونيو 2021

امل خالد ابو محفوظ تكتب ... ان قبلتها هل سترتد عن رأيها ..؟

امل خالد ابو محفوظ. الأردن 

-ان قبلتها هل سترتد عن رايها؟ 

اجلس بجواره، وكعادته يظهر مهيبا، مرتديا معطف الكبرياء وكأنه يهاب من برد صمتي.
اطقطق اصابعي، يحدق باتجاهي وكأني فهمت استياؤه من صمتي، يبتسم ببرود يهلك اعصابي، يلتقط جواله بيده السمراء الساحرة ويجل كل تفكيره فيه، احدق بتلك العروق التي شجة دربها على ساعديه وكأنها ترجو التحرر من جسده.
 أُخمن. تُرى ان قبلتها هل سترتد عن رأيها؟ اتأمل في تفاصيل وجهه وكأنه جميع احلامي، شعره الاسود، عيناه تختفيان وراء زجاج النظارة، نظراته ممزوجة بين  الجدية وبراءة الطفولة، متفردا في كيانه، متمردا في وجوده،
اعقد حاجباي واسأل، على غير عادتك اليوم صامت؟
يتنهد ويرد عليي بابتسامته الباردة تلك، ينتابني الصمت هذا المساء ولكن يلتف حولك دائما ، انتِ عاجزة عن جمع كلماتك التي توقفت في حلقك كلقمة يابسة تأبى الخروج، 
لماذا لا تجرأي على كسر قيودك وتحرري عقلك من تلك الفوضى؟ أما انا فقد كنت اشق من الوضوح سبيلا. عدت لتلك الإبتسامة القاتلة ، ورددت :
(أكثر ما يثير دهشتي فيك عدم ترددك في قول ما تود ،تجلِ  كل ما بداخلك  من كلام ثم تمضِ 
اتعلم ؟
فوضىٰ الصمت بداخلي لا يرتبها سوىٰ أحاديثك، فلا تلتجأ للصمت لتعبر عن إنزعاجك مني ،تحدث إلي ، استهلك حروف يومك عندي ثم امضِ صامت لغيري ،
فليبقَ صوتك حاضرًا معي دومًا، 
شعر بالطمأنينة حينها، لقد  هدم جبل صمتي بكلمات وددت حقًا سماعها منه، في العادة تنساب أحاديثه دون إدراك منه تركض نحوي لأنها مدركة بانني ساحتضنها 
ولكني هذا الصباح 
تعلمتُ التأمل، شعرت بالسكينة، وسأكتفي بسؤال يتردد داخلي
إن قبلتها هل سترتد عن رأيها؟

منى شكري العبود تكتب ... أبناء آيلولين


منى شكري العبود _ سوريا

العنوان: أبناء أيلولِين

كما في كل ليلة أعانق الوسادة وأبث لها كيف أني غدوت نكرى، كيف أنني أب لأبناء أيلولين، جالسٌ أتأمل بحرقة كيف تتعرى شجرتي الهرمة من أوراقها بخريف عقوق قد عصف بهم، استيقظت فزعاً على صرخات زوجة ولدي رائد تطرق مسمعي برفضها وجودي، بينما ولدي يحثها صبراً على وجودي، ليس رضا إنما خوفاً من فضحية تعتريه أمام مجتمعه المخملي، أن رائد هو الأبن البكر لقلبي، أحببته دون أخوته حباً جماً، كيف لا وهو فرحة عمري الأولى، زادت زوجته حدة صوتها، جررت نفسي وأنا أحزم حقائب الرحيل باكياً، لملمت شتات كرامتي، وبقايا احترامي وقيمتي، متحفظاً على بعض الود لولدي رائد بجعبة الرضا، هدء الضجيج في الخارج، خرجت من الغرفة متثاقلاً بحزني، كان ولدي يجلس بصحبة زوجته يحتسون القهوة وعلى ثغرها بسمة تلاشت لرؤيتي، باغتهم بهدوء:
_سأذهب إلى ماجد، فهو ينتظرني، وقد أراد حضوري على الفور بشدة.
لم ينبس أحدهما ببنت شفة، ولم يكلف ولدي رائد نفسه عناء النظر إلي، جررت حقائب الأسى، خرجت من منزل ولدي منهكاً بالخيبة، تصفعني أكف الكرامة، تباغتني نصائح ولد زوجتي يونس الذي لم أحبه أو أبره يوماً (لا تفعلها يا أبي، لا تبع منزلك وكل ما تملك لترضي أولادك، ستغدو ضيفاً ثقيلاً بعدما كنت سيداً) لكن ما كان مني إلا أن طردته للمرة التي لا تعد، دخل يونس منزلي يتيماً وهو أبن الستة أعوام، لم تفلح براءته بتسلل محبته إلى قلبي، بل زادتني بغضاً له، ظلمته كثيراً، تلقى مني أعنف تعذيب بحجة تربيته، لم يكن من أمه سوء ذرف المزيد من دموع القهر عليه، أنجبت لي أربعة أولاد عاقين، قد نخرو عقلي لأبيع ما أملك ليتقاسموه ولأحل عليهم ضيفاً ثقيلاً ترمقني العيون بأحدّ النظرات، بينما ترشقني الألسنة بأسواء الألفاظ، وبنت واحدة تزوجت رغماً عني لبلاد المهجر، لم ينل يونس نصيب والدته كما أوصت، فقد حرمه أبنائي أن يرث أمه كما حرموه حنانها وعطفها باكراً، حينما غدت صريعة ذبحة قلبية سببها لها أبنائي الأربعة بعقوقهم لها، كنت سيافاً أضرب بسيفهم، ينسل نصل خنجري بوجد كل من قال لهم لا، حتى غدوت خادماً لأطفالهم بغية مأوى يسترني من صقيع الوحدة، لكن ما كان منهم إلا الإهمال و العقوق.
وصلت إلى منزل ولدي ماجد، ضجة صاخبة في منزله هدأت ما أن سمعوا صوتي، باب المنزل لازال مغلقاً في وجهي، ولا أظنه سيفتح، فقد مر على طرق باب المنزل ساعة ونصف أجهدت أقدامي الهشة فجلست أرضاً، أسترق من الحياة همة جديدة لأكمل حيث منزل ولدي ياسر، سرت أرمي ثقلي على عكازي، تثاقلت خطواتي إلى منزله، تعثرت ذاكرتي بشتائم زوجته لي، فقد كانت أشدهم بغضاً لي، رغم أن ولدي ياسر كان أكثرهم رأفة بي، لكن قلة الحيلة هي سيدة الموقف، وصلت حيث منزله، ارتعشت يدي، تصلب جسدي، رفضت كرامتي طرق الباب بعدما أسعفها عقلي لآخر طرده كانت لي على هذه العتبة، هممت بالرحيل، وإذا بصوت سيارة من خلفي، هرول نحوي مرحباً، أنه ياسر:
_أهلاً بك يا أبي، كيف حالك؟.
فتح الباب وعيناه تختلس النظر برعب إلى داخل المنزل، دعاني للدخول بصوت خافت، سخرت مني كرامتي، رميتها أرضاً دست عليها بقدمي معللاً أنه منزل ولدي، ودخلت، صوت باغتنا قائلاً:
_لا مرحباً بضيفٍ يجثو على قلبي كصخرة.
أردف ولدي ياسر قائلاً:
_أنه والدي يا سارة، لا أسمح لكِ، الضيف ضيف الله.
رميته بابتسامة سخرية أذاً قد غدوت ضيفاً، أردفت بحنق شديد:
_فلترحل بصحبته إذاً، أم أنك نسيت أن هذا المنزل باسمي؟!.
نظر لي ولدي بعجز، ربت على كتفه بابتسامة، كوني تلك القطعة المرنة القابلة للتمدد وتقبل جميع الأحوال، لملمت أشلاء كرامتي، جلدتني عقاباً على استهتاري بها، جررت حقائب الخيبة إلى أصغر أولادي سالم، حيث الفشل متمركز في حياته، غارقاً بأزمات طلاق وأطفال ونفقات، ومشروبات كحولية، معتنقاً فتيات الليل والسهر، وقفت على أعتاب منزله، ضجة صاخبة تصدر من خلف الباب، طرقت الباب كثيراً لكنه لم يسمع، جلست أرضاً لأريح هشاشة عجوز هرم، تساقطت جميع أوراقه، أعدت طرق الباب بقوة أكبر لكن فائدة، جلست أرضاً من جديد إلى أن هدأ الضجيج، أعدت طرق الباب بعكازي، فتح لي سالم الباب وفي يده زجاجة النبيذ، يترنح يميناً وشمالاً، سألني بغضب هادر:
_ماذا تريد أيها العجوز الهرم؟!.
انتابتني نوبة بكاء جامحة، جلست أرضاً فلم تعد قدماي تقوى على حملي، باغتني بحدة متلعثماً:
_هيه هيا ارحل من هنا أيها الحثالة.
زدت من حدة نحيبي، وقفت على قدمي مستعيناً بعكازي البار بي، أوليته ظهري وأنا أردد:
_قد صدقت أنني حثالة، قد صدقت، قد...
افترشت الأرض وتلحفت السماء، غدوت مشرداً بعدما كنت سيداً، تكورت على نفسي ونمت أرضاً، بجانبي حقائب لملمت بها ما تبقى لي، استيقظت على صوت أحدهم يجهش بجانبي ببكاء حار، قال بصوت متقطع وهو يقبل يدي:
_أرجوك أن تسامحني إن نسيتك، والله أني متمنياً لو أنني في جوف الأرض على أن أراك هكذا.
وهو يرجوني أن أسامحه على غيابه، أتدرون من كان؟؟
أنه يونس ولد زوجتي!، عانقته بشدة أبث له عقوق أبنائي، أرجوا منه أن يسامحني على كل صفعة ظلم صفعته إياها يدي، ساقني إلى حيث منزله البسيط، رغم أن الفقر قد نسج خيوطه في أركانه، ألا أن هالة الحب كانت تحتويه، قدمني لعائلته مبجلاً إياي:
_أنه والدي، من رباني واجتهد في تربيتي، فلترحبوا بسيد المنزل الذي نقطن فيه.
قبلت زوجتهُ يدي، ركض أطفاله يتعلقون بي ضاحكين، بكيت بشدة.

ساره طه غنام تكتب ... توقفت الحياة

تَوقَفت الحَياة 
أَصبِحي وَما أصبحتُ إلا كما اَصبَحتي 
 فَروحٌ منكِ وريحانٌ ورمانِ
 أيا مَنْ تربعتِ في عَقلي وَفُؤادي 
 فلا يُغنيني الشوق عَن شوقكِ سِوى لُقيايكِ 
 نَظرَتُكِ أَعجَبتني تَعَلقتُ بِكِ
 أَحببتُكِ عَشِقتُكِ 
 أَهيم بكِ يا مَجنونتي 
 ذَهبتُكي طَلبتُكي خَطبتُكي 
 كَتبنا كتابُنا مَلكتُكي 
 زَوجتُك نَفسي يا بَهجتي يا فَرحتي
 و يا جَمال صَباحي
 ويا أَجمل ما تَحقق مِن أَحلامي
 وها هيه وَقد مَرت الشُهور.
 وَبُشرى منكِ بِقطعة منكِ وَمِني
 ويا سعادةً دقت باب قَلبي،
 وجَنَ علي اليوم 
 صُراخُكي
 وَانتَظرتُ على باب عَملية،  لِأَراكم 
 لِأَنظر لِأَجمل أُمٍ وأَجمل طِفل 
خِفتُ، دَخَلتم أَحياءاً
 فَكَيف خَرجتم أَمواتاً،
 تَحول صَباحي إِلى مَساء 
 أَصبَحَ كُلَ لَون في الدنيا أَسود، لا أَرى سِوى مُقلَتيكِ
 ولا حَنينٌ سوى إليكِ، فَلا طَعام بلا لَمسَتُكِ
 ولا جَمالٌ سوى هَيئَتُكِ 
 ولا بَسمةٌ بلا ثَغرَيكِ
 هِمتُ بكي لا مَعنى لِحَياةٍ بَعدكِ
 إِلى ضُوءِ عَيني .
 
 
بِقَلم الكاتِبة: ساره طه غنام .

فاديا شيخموس تكتب ...رسائل إلى الله

رَسائل إلى اللَّه

من عَرشِك الكريم . . 

تَرَى فَاقِع الجَحيم . . 

فُسيفساء الموْت وظامئي الدَّم . . 

راجمي اليقين بأخطاء التَّخْمين . . 

لاقفي الظَّنّ بجحافل الاتّهام . . 

نابشي القُبور بإسم الدِّين . . 

هاتكي الكَرامة . . 

أَنْت فقط تَرَى أَوزارهم . . 

كيف يُلقونَها على عَاتِق الخَراب . . 

كَيْف يحدفونها خَارِج الصَّواب . . 

سأقود صَوتي إلَيك . . 

سأسترد حنجرَتي . . 

سأصرخ وأهز الأَرض . . 

كَنَفخة صَعق . . كَنَفخة بَعَث . . 

كَالقِيامة .. بعيداً عن قَرع المطبلين ..

ليستَوي الاعوِجاج كالصراط . . 

ليقشعر بَدَن السِّياط . . 

مِنْ جور الجلادين . . 

وأَديم المعتقلين . . 

سأنتفض على طاعني الطُّفولة . . 

قانصي الابتسامات بِبلَادة . . 

ناكثي العَهد بأوج النَّهار . . 

على مَرمَى العَين بفضاضة . . 

سأفضح جاحدي النِّعمة . . 

سأبلغك بِأَسمائهم . . 

مُعكري صَفو الصَّبَّاح . . 

بأزيز الرَّصاص وشراهةالنباح . . 

سأُحدِّثك كُلَّ يَومٍ . . 

دُون كَلَّل . . 

عن الدَّم البارد . . 

عن الدَّم الحارّ المسفوك . . 

دُون مَلَل عن البُقَع المرقعة . . 

عن رائِحة اللَّحم المَشويّ . . 

المُحْتَرِق بِاستِمرار . . 

المتبل بِفتات البارود . . 

عن فَرْقَعَة الْجَمَاجِم ..

وبجوفها كل الاحلام . . 

عن فَقأ العيون تحت الاعتقال . .

تَحْت صَفْع الهراوات . . 

عن طَعم الْوَلَائِم  بمدائن الملح . . 

وتُخَمة التُّرَّهات . . 

عن الرَّغيف اليابِس وقَرقَرَة الجُوع . . 

عن الخُبز المَسحُوق بِرَحَى الفَقر . . 

عن تَكاليف الفَوضى والهرطقات . . 

تَصاعد الفِتنة . . 

و عَشوائِيَّة القَتل والأرقام . . 

عن تَضارُب الذُّنُوب وتَطَايَر الحُقوق . . 

سأفتح فَم الجُرح . . 

و أَزرار النزف بِأَصابع الخِذلَان . . 

لأكشف انفطارالقلب . . 

و عَراء الِاحتِواء . . 

جَنَائِز الأبرياء بتوابيت النِّفاق 

فَوق ثلوم الأنفلات . . 

عن تنمرالجليد وتجمهر السّديم . . 

سأجهر الضَّوء عَن لَفِيف المرقطين . . 

وحشدالمنمقين عن انقراض الضَّمير . . 

وتَعَدُّد الهلاميين عن رمادية الشُّهود . . 

وازدواجية التَّمثِيل عن زَوَالِ القداسة . . 

وانهمار الهشاشة عَن تَكاثَر المَقابِر . . 

بجعجعة الاسْتِعْراض . . 

سَأُخْبِرك أَكْثَر . . وَجلالتك تَعلم أَ كثَر. . 

مُكوث الضّلالة والوَضر . . 

ضّألة التَّحمُّل ونفاذ الجلّد . . 

سأرصد لَك . . 

وَحدَك صَرير الغطرسة . . 

عَسف المأجورين . . 

عنجهيَّة المَمسُوخِين . . 

سأُكشف وُجُوه المَوتى . . 

شردقة الدُّموع بِالعُيون . . 

بثلاجات المنفى . . 

علو العَويل تَحت لَهَيب الطَّمَع . . 

غَزو البَشَع لمحافل البشَر . . 

سأكرر تَضَرُّعي سأكرر رسائلي 

لَك وَحدَك . . لَك وَحدَك . .

        فاديا شيخموس

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

ظلمٌ على مقصلة الموت... منى شكري العبود_ سوريا.

 ظلمٌ على مقصلة الموت
منى شكري العبود_ سوريا.

جالسٌ عند ناصيته، أراقب سيلان الدم الخاثر على امتعاض ملامحه، وانصت لنفحات شهيق روحه المتألمة، ذرفت المزيد من دموع الألم بعجزٍ قاتل، وأسرفت بمشاعر الحزن والأسى حتى غدوت صريع نوبة قلبية، اجتزت الكثير من المحطات بصلابة رجل مغوار، وعقدت الصفقة الأخيرة مع الموت لأعود للحياة بعجزٍ في القلب قد يودي بحياتي أن أسأت إليه أو أن سمحت لأحدهم بالإساءة، كتب في البند الأخير (قد ولى زمن الفرص المتتالية)، فتحت عيني أتلقف أول ما أرى بعناق حار مبللاً بدموع الشوق، لكنني لا أرى سوى خيالات شفافة ناصعة تترنح أمامي، هل يعقل أن الحياة قد استهزئت بي؟ نظرت حولي بشغف ضالٍ يطمع برحمة ربه التي لا يستحقها،  أتمعن في أيّ الدرجات غدوت، بعد حسنات قاحلة، وأعمال مسخطة، وذنوب فائضة، أفزع... أغرق في صمت مطبق يصحبه ليل دجوجي من جديد، يلفظني الموت مرة أخرى لتلتهمني الحياة بنهم، ينتشلني من دوامة فزعي صوت أحدهم الذي يهمس لي (أمجد...أمجد هل تسمعني؟؟)) أهز له بطرف سبابتي بجهدٍ بالغ، يصرخ بسعادة تطغى على كل شيء، وكأنه يترقب اللحظة، أنه أخي زيّد المحب الوحيد ليّ:
_لقد عاد أمجد... لقد عاد يا شغف.
أسأل نفسي :وهل رحلت لأعود من جديد!، شريط باهت يعرض أمام عيني بسرعة فائقة، أسأل بحرقة:                   
_هل مات مهاب؟؟
تقترب مني بتؤدة متوشحه باللون الأسود، ترمقني بنظرات شتى لم أتبين لها معنى صريح، تقترب مني أكثر، ثم تهمس في أذني بغل:
_لقد سلبوك كل شيء يا أمجد، رغم ذلك لقد سلبوا منك أقل ما سلبت منهم، تستحق لكنني ومهاب لم نستحق الأذى يوماً، أنت السبب، (أردفت بحنقٍ شديد:) لقد قتلتنا ألف مرة يا أمجد، أنظر لنفسك نصف حيٍّ عاجز لا حول لك ولا قوة، (صمتت قليلاً ثم أضافت بلطفٍ مصطنع تصحبه بسمة سخرية:) لعلك تقصد باب التوبة بيقين كي يفتح لك.
ألقي في وجهها سؤالي وأذناي منتظرة أن تتلقف الإجابة بنهم:
_وهل تغفري لي؟؟.
همست في أذني بحنق شديد تتعثر حروفها بسيل دموعها فتخرج متقطعتاً:
_لم ولن أغفر لكَ يوماً، سلبتني نقاء روحي وإنسانيتي، أدميتني ألف مرة، وأهنتني ألفاً، كنت أتألم برضا، وكنت لكَ دوماً نعمَ المرأة الصالحة، {صمتت قليلاً تشهق أنفاسها، ثم أردفت حانقة بغضبٍ هادر:) لكنك كنت رجلاً خائناً جباراً، أحكمت علي قضبانك كي لا أفر من ظلمك وقهرك يوماً، (صمتت برهة ،ثم أردفت بحنان أعلمه لطالما تذوقت طعمه مراراً وتكراراً رغم جبروتي ،لطالما كان وجبة روحي المفضلة:) لكنك لم تكن تعلم أنني لم أنوي الرحيل، إنما كنت انتظر لحظة عودتك لي تائباً، لم ارجوا لكَ الموت أبداً وأنت على حالك، خشيت عليك من نار الجحيم، رغم ما فعلته بي، (أردفت بنشيج بكائها بغضبٍ هادِر )،لكنني لم يخطر لي يوماً أنني ومهاب سنقطف زرعك بأشواكه ونأكله بسمه.
_الآن قد عدت تائباً و....
قاطعتني بحدة:
_اصمت، قد عدت متأخراً، الآن قد يئست ولا أرجوا لك ألا مما أشعرتني به ألماً مضاعفاً، فلتغرق في جحيمك، تباً لكَ يا أمجد.
همت بالرحيل، كل ما فيني بدأ بالصراخ والبكاء وعينيّ تحلق بأسى خلفها ترجوا غفراناً لا تستحقه، طالعتني بازدراء طعنني في قلبي ثم همت بالرحيل، نظرت إلى عجزي الذي لم يستحق الآخر حتى شفقتها، صرخت أرجوها:
_أرجوكِ فليبقى كفكِ بكفي لأنفض عن عاتقي أكوام الذنوب، لم أقصد إيذاء مهاب يوماً صدقيني.
تجرد لساني من الكلمات، أصبحت عارياً من التبرير عما فعلته، استقطبت أعذاري بطلب الغفران مرة أخرى، صرخت في وجهي بصوت كاد يقتلع حنجرتها:
_لقد مات مهاب، قد قتلوه بأبشع الطرق، لقد مات شر ميتة انتقاماً منك، فلتهنئ بذكرياتك العفنة أيها السفاح، ها قد لاقيت ما وعد ربنا الظالمين أمثالك حقاً.
ورحلت، بعد أن تركتني خلفها أنازع الموت، هرولت ذاكرتي إلى ذاك الزواج بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات، ذاك الزواج الذي أثمر لي بعد عشر سنين عجاف ولداً معاق قلبياً، سلب مني روحي لتردم ذاك النقص الذي يعتريه، لازمته بقلبي وعينيّ ثمانية أعوام حتى شفي تماماً، أينع على يدي هاتين باسماً ضاحكاً.
حلقت في سماءنا غيوم حربٍ سوداء، غردت الغربان، ونعقت العصافير، تبشر بانقلاب الليل لنهار والنهار لليل، غدوت واحداً ممن يقبض الأرواح، تمردت متناسياً نهاية النمرود، وتجبرت متجاهلاً غرق فرعون بجبروته، متجاهلاً العدل والقصاص الرباني، بطشت بمشاعر زوجتي حبيبتي أولاً، تمرنت أمام دموعها وتوسلاتها بتركها وشأنها على الصمود أمام قهر المظلومين، أعدت المحاولات مراراً وتكراراً إلى أن غدوت بقلبٍ حديدي لا يعرف الرحمة، خرجت لساحة الحرب كوحشٍ كاسر، أزئر بصوت ((الغلبة للأقوى))، أنهش بأنيابي التي برزت كل ما يعترض طريقي، وئدت الضعفاء، سلبتهم أطفالهم ونساءهم، كرامتهم وشرفهم أمام أعينهم، وتركت بعضهم معاقين مبتورين الحياة منتظرين الموت.
في ليلٍ عاتٍ انقلبت الموازين وحان وقت القصاص، صرخت أرجو رحمة لا استحقها لكن ولدي يستحقها ((لم يحن وقت القطاف بعد لازال في أوائل نضوجه))، سلبه الموت مني عنوة، بعد أن سلبوا جمال وجهه بحربة أسلحتهم، وصفاء صوته بصراخ الألم والاستغاثة بي، ونقاء جسده بدماء ضجرتها جروحٌ بالغة أهلكته، بتروا قدميّ  اليسرى ويدي اليمنى وتركوني حياً بعد أن أجلسوني عند مقدمة رأس ولدي أراقب لحظاته الأخيرة، وأطرب بشجن ألمه، أخذني الموت في رحلة للنهاية، ثم أعادني بإعاقة قلبية يمنحني بها الفرصة الأخيرة للتوبة. ينتشلني زيّد من دوامة الذكريات، ربت على يدي بحنان ثم همس لي:
_لا تقلق باب التوبة لم يغلق في وجه أحد يوماً.
_وهل لدي وقت لقرعه، أظن أنني لن أستطع اللحاق به يا زيّد، عجوزٌ يقرع ذاكرتي صوت دعائها باستمرار بعد أن قطفت روح ولدها أمام عينيها (أرجوا لكَ من الله انتقاماً لا سلام بعده، أرجوا لكَ من الله جحيماً يغلي بك إلى أن لا يبقى منك الأثر، ثم تخلق من جديد لتذوب بجحيمه من جديد) يتبعها صوت طفلة أجهشت من البكاء والخوف بعد أن قتلت والديها وعيناها المختبئة مني تترقب ما يحصل، تبعت حينها صوت بكائها، لتنفجر في وجهي باكية تردد:(أذاقك الله ناراً كالتي في جوفي لا راحة لكَ بعدها) أتعلم ماذا فعلت يا زيّد حيّنها؟، قد ذبحتها بخنجري!، قطعت أوتار صوتها كي تكف عن الدعاء، وهناك صوت رجل يرجوني بعد أن قبل قدمي ألف مرة ألا أسفح عرضه ولا أذبح أطفاله، أتعلم ماذا فعلت يا زيّد، قد قيدته وقيدت زوجته، ثم ذبحت أطفاله أمام أعينهم، وبعدها سفحت عرضه وهو يبكي بحرقة ويتوسل إلي، ثم قتلت زوجته بتأني، وتركته خلفي مبتور اليدين يبكي حرقة مصابه، وصوته يجلجل في الفضاء(أرجو من العدالة الربانية أن تذيقك مما فعلت أضعافاً مضاعفة، أهلكك الله أيها المتجبر) وهناك المزيد والمزيد من الأصوات تقيم ضجة صاخبة ترجوا انتقاماً يليق بظالم مثلي.
صرخ زيد باكياً:
_كفاك كذباً يا أمجد، لن أصدق انك فعلتها.
أجهشت بالبكاء ألفظ دموع الندم، نكست رأسي خجلاً، أردف لساني يتلو باختصار نبذة عن ما فعلته:
_قد فعلتها يا زيّد، لقد جردتهم من أعراضهم، ذبحت أطفالهم، سرقت أموالهم، تاجرت بأعضائهم، لقد فعلت أكثر مما سمعت عني يا زيد.
قال زيد يرجوني أن أنكر حقيقة ما يسمعه مني عني:
_أرجوك قل أنك لم تفعلها يا أمجد؟.
أكملت بحرقة مؤكداً:
_هرولت خلف متاع الدنيا ألهث كالكلاب الضالة، إلى أن صفعتني ساعة القصاص، لم يرديني صريع هذ الفراش عجزي، بل ما فعلوه بولدي، لقد قتلوا مهاب أمام عيني يا زيّد، لقد جردوه من الحياة على مهل، لقد استمتعوا بتعذيبه.
سأل زيّد بحرقة:
_من كانوا يا أمجد؟؟
أجبته بصوت يمزقه الألم:
_أشقاء ضلالي، رفقاء الجحيم.
سألني زيّد بنبرة تشوبها المرارة، بعد أن طالعني بازدراء:
_لماذا؟ طالما كنت رفيقهم، طالما أنك شاركتهم طقوس التعذيب والتفنن بأساليب موت عصيبة؟
أكملت اعترافاتي في حرج شديد، بعد أن جلدت نبضي بسياط الهرولة، خشية أن يتوقف قبل أن أفرغ ما بجعبتي:
_ قد اعتدت الخيانة والغدر، ففعلت بهم كما فعلت بغيرهم، سلبت شرف أخت أحدهم تحت مسمى الحب، ثم قتلت زوجته وأطفاله بعد أن كشفوا أمري، وهربت، أتصل بي يشكو حاله، هرولت إليه معزياً، نصبت فخاخ الخبث، وجهت أصابع الاتهام إلى أحدهم، فقتل عائلته ثم قتله، وقد شاركته بذلك!، ظن نفسه أنه أخذ بثأره، طفق برفع قارورة الكحول، شرب بشراهة، طرق كوبه بكوبي احتفالاً بنصره، خشيت أن يكشف أمري مرة أخرى، شاركني الشيطان بنصب الكمائن إلى أن أوقعته، ظننت أنني قتلته، لأفاجئ به مقدماً وخلفه مجموعته يحمل بين يديه كفن طفلي.
بكى زيّد بحرقة، صم أذنيه، ثم أردف بحنق شديد:
_كفى، لم أتوقع أنك بهذه الوحشية يوماً ،قالوا الكثير عنك، لكنني لم أصدق أحدهم، لطالما كانت صورتك الإنسانية القابعة في جوفي تتحداهم، قولك هذا قد أرداني أمامهم صريعاً مهزوماً يا أمجد، (صمت برهة، ثم أضاف بصوت رقيق تطغى عليه بحة الخيبة:) قد خيبت أملي يا أمجد.
وخزٌ قاتل في الضمير يصحبه ضيق تنفس رهيب يجتاحني، أشعر بأن الأوكسجين قد أصيب بداء الشح، عرق بارد غزير يتساقط من جبهتي ويحتل سائر جسدي الذي غزته قشعريرة أرعدت أطرافي، غثيان أرجوه أن يلفظ كل ما في جوفي من ذنوب ومشاعر وبؤس، أشعر بأن قلبي أصيب بنوبة هلع جعلته عاجزاً عن تنظيم نبضه، ألم قاتل يجتاح ظهري ثم رقبتي وصولاً إلى ذراعي الأيسر، حالتي تزداد سوءاً، أشعر بأن الأوكسجين قد تفاقمت حالته وأصيب بداء البخل، دوار شديد جعلني أحلق، شهقت أنفاس عدة لأسترق الحياة من جديد، لكن محاولاتي بائت بالفشل، صوت صفير عالي يخترق طبلة أذني وصولاً إلى قاع جمجمتي، أسمع صوت زيّد يصرخ:
_أيها الطبيب أنه يموووت أسررررع.
نعم أصبت أنني أموت، عاركت لنطق الشهادتين لكنني لم أفلح بفعلها، وغدوت في ثباتٍ عميق.

نهى سامي الدويري تكتب ...ماذا عن حبك



ماذا عن حُبك؟
دُفن 
وقلبك؟
مات!
لِمَ ذهبتَ؟ أكان حُبُكَ لي مُجرد عبور؟
رياحٌ هجرت قريتها، وحريقٌ نشبَ بأهلها، وهُوجرت تلك المنطقة، سُكانها هربوا، وتغلغل المساجين بين محاصيل الحياة، يبقى الهدوءُ يعمُ المكان، ويُزرعُ بالروح، عانقتُ قلبي وأسرتهُ بكلماتٍ متعددة فكانت إحداها يرحلون بلا وداعٍ، كانت تلك الكلمات تُطمئن قلبي إلا اتعلق بأحد، فحلمي الذي بين طياتِ الكُتبِ رسمته على ورقٍ وتمزق!!
فكيف لقلبٍ تشتت أن يجمع ما تبقى بهِ ويرحل!
فمن أين لي بتلك القوة والصمود؟
فقط سأرحلُ بهدوءٍ، حيثُ لا أُزعجُ ولا انزعج.
نهى سامي الدويري

السبت، 20 فبراير 2021

مريم القواص تكتب ...ترانيم عشق

♥️ترانيم عشقٍ ♥️
أيّ تعويذة ألقيتها عليّ 
أيّ سحرٍ كننته وخططته لي
ما ذلك الوباء الذي حلَ بيَّ 
ملعونةُ تلك الساعةَ التي جعلتني مريضة بمرضِ حُبك 
كيف سلبتَ قلبي الرقيق مني ؟!
ذهبتَ بكل حواسي إليكَ 
لا أسمع سوى صوتك ...
لا أبصرُ غير صورك ...
أي عشق هذا ؟! 
أكاد أصيبُ بالزهايمر ، لا أنادي إلا باسمك 
وأشتم عطرك ، وأتحسس ثغرك 
كاذبون من قالوا الحب أعمى فانا لم أبصرْ إلا حينما أحببتك كنت أتحسس طريقي وأشيائي بعصا الفقدِ فصدقنيَ حينما أقول عندما أحببتك أبصرتَني 
فأنت ضوئي الذي لا ينطفئ ...
ووردتي التي لا تموت ...
يا ملهمي في الشعر دلني.... 
يا يوسفي بالعشق ارحمني.. 
سلبت النوم من عينيِّ ...
سرقتَ قلبي فبات يعصيني....
أعذرنيَ فلا تستطيع أناملي وصف حُسنك 
والأبجديات تصغرُ أمامَ سحر مبسمك 
دلني أيّ الحروفِ والمعاني تكفي لوصفِ جمال عينك ...
أي القوافي تكفي لتوضيحِ معالم حسنك يا يوسفي الجمال... 
أأبحث لك عن حروف من ياقوت وإلماس ؟! 
لأمتلكك فإنه لا تكفيك أبجديات العالم ...
ترانيم عشقك استحوذتني ...
غرقتُ في بحر عينك وإرتطمَ قلبي بأمواج نظراتك ..
 لا أريد النجاة من سحرك ...
دعني أخلدُ بين أضلعكَ فيسار صدرك موطني ومأمني..
أعتريت عن العالم أجمع وأكتسيت حبك وعشقك.. 
كذبت جميع المقولات وآمنت حروفك ...
لطالما  عذلت جميع العشاق وقعت في نفس الهاوية.. هاوية حبك وأتمنى ألا أصعد منها أتيتَ كملاكٍ من السماء.ِ ...
أي عَالم أنت ؟! 
أيّ جبراً أرسلهُ الله لي بعد إنكساري ..؟!
أي نهاية هذه أحدثها اللهُ لي بعد الكثير من الخذلان...؟!
فقد كنت أنت السند الذي أتكئ عليه حين تؤلمني الحياة كنت القوة والسر الأكبر في نجاحي 

أأدميٌ أنت أم ملائكي؟! ....

يامن خطفت نبضات قلبي ...
وأسرتني بضحكة ثغرك ...
وجذبتني بنظرة عينيك... 
إحفظْ لي قلبي فإنّني أحببتك في زمنٍ أصبحَ الحبُ فيه شبيهٌ بالحرامٍ 
فإنّني أُشهد الله ما كتمتُ أمرك في قلبي إلا لأنّني أردتك حلالاً فلم يخني دربي ، ولم يخذلني ربي ، بل ساقكَ إلى قعرٍ داريّ مجروراً من قلبك فهنيئاً لليلي بك يا قمريّ



               بقلم ✍🏻مريم القواص

الثلاثاء، 9 فبراير 2021

روزان حجواني تكتب .... مفاتيح قلبي العشرين اضعتها سهواً

مفاتيح قلبي العشرين؛ أضعتُها سهواً.

قال: القدر شاء
أن أجرب النساء ،
وأعترفُ ألا واحدة تشبهكِ،
وأن أفتش عن الحب، قبْلاً وأُعَرِّفْه فيكِ.
أما أنتِ فلم تخوضي مضمار الحب؛ لتكوني لي وحدي،
.لأستطيع إبهاركِ. 
لأحكم قبضتي على قلبكِ.
وتمسكينَ بروحي داخلكِ.
وأبعثرُ كل لغات العالم
أبحثُ عن معنى اسمكِ،
ولا أجدُ تعريفاً ينصفكِ.


أنثرُ التقويم،أبحثُ في تاريخ حياتي، لا أجدُ تاريخ ميلادِكْ،
ميلاد حبي، أو ميلاد أشعارِكْ،
بحق الله قُلْ لي متى اخترقتَ قلبي بآثارِكْ،
أبحثُ عن مفاتيحِ قلبي العشرينْ،
و أجدهم في ذراعينْ، لا سبيل لهم إلا منك وإليكْ.
ولأعاود إمساكهم؛ سقطتُ سهواً بين أحضانِكْ،
وأدركتُ أنه أنا وأنتَ لا يمكننا خوض علاقَةْ.
أنتَ طُعِنتَ قبلاً ولا تتحملُ الإعادَةْ،
وأنا لمْ أجربِ الحب قبلاً لأنه للفشل ليس لي طاقَةْ.

كلانا لا يتحملُ أي وجع أي نكسَةْ،
كلانا يحاول النجاة بشبابه مرمماً بنفسِه نفسَهْ.

محارباً عواصف قلبهِ،
بشراعٍ ممزق كأحلامِه،
كلانا أضاع المركب و ربّان السفينَةْ،
تارةً نارٌ مشتعلة وتارةً سكينَةْ.
كلانا قرر أن يتخلى في عرض البحر عن حِملِه،
بعد أن تقاذفَتْه أمواج عقلِهِ،
بعد أن أضاعَ قافلتَهُ في صحراءِ روحِهِ،
وجفاء صدرِهِ.

نحن قضينا
نحاول -ببعثرةِ الكلام على الورق-سنينا
أن نلملم شتات روحنا،
بأن ننفث السواد داخلنا؛
فنلطخ بياض صفحاتنا،
كما فعل القدر مع صُحُفِنا.

وجدتُك ووجدتَني، ولا أحد في الكون بوسعه إحيائي إلاك،
و لا أحد يستطيع غيري شفاكَ،
لكن المتماثلين من عِظَم القوة بينهما،
"مدار لإبعاد الآخر عنه" يشكل كل منهما،
.و إلا سيُهلكان بعضهما.
كلانا لا نستطيع أن نعيش كما ينبغي حبنا،
ولا نستطيع أن نميتَه على يدينا.
فلم يزلْ طفلاً عُمره أيام ملأ حياتنا ويحيينا.
لكنه كالسيف غُرزَ في قلبينا،
أَمسكَ جراحنا وثبتَها وعندما علم كلينا؛
كان قد فات الأوان فنزعه الآن شبه مميتٍ يضنينا..
و سيخرجُ معه كل خيباتنا،
و تُفتَحُ كل جراحنا .
وإبقاءه مكانه يَفتك فينا،
لأنه يتغلغل أكثر فأكثر، والحزن آتينا.
هل من مجير ينقذنا؛ فبالعشق قد بلينا،
ولم نجد سوى صخرٍ كغارِ حراءَ يُؤْوينا،
أيا حُباً نُضرِمُهُ، وبالأعماق يُطفينا،
أيا سهماً نوجهه وبالأرواح يُخفينا،
و جل الشعر يرثينا،
و كل العُشاق تَبكينا،
أين كاظم يُغنينا:
هذه الصفحة قد محينا،
و مضينا!
.
كنتُ أريدُ أن أهنئكَ بعيد الحب قبل مجيئه
لكن لم أستطع...
بماذا سأهنئكَ!.بتاريخ خيباتكَ!
و بماذا سأهنئ نفسي!.بقتلي القلب حياً!
.وظيفته كالساعة على الحائط فقط ليدق ويعلمني بمرور العُمر مع كل دقة.

بدأتُ أشك هل حقاً يُمرر الدم من خلالِهِ
أم من خلال عقلي!
فإن ضَعفتُ "دقائق" يدوم ضعفي
و يعود عقلي يُمسكُ الدفَةْ

انظر الآن حالنا...
لا يستطيع أي منا الابتعاد ولا التقدم خطوةً خطوَةْ
أمتخيلٌ أنت الذي جرى على غفلَةْ!
صدف القدر سريعةٌ، مريعةٌ،
هل وقعتَ بشباكي! أم سقطتُ أمام جراحك!
أم هذا ما عُرف للقدر باسم السطوَة!

لم أتخيلْ أن أجربَ الحب لأيامٍ فقط وأعيش زهوها
ثم أعود للخوف، وإلى إغلاق أبواب قلبي مرة أخرى.
شكراً لك على إزهار قلبي بعد تجمده عقدينْ،
وتبَّتْ يدا القدر على خطف الياسمينْ،
قبل أن تقدمه لي، وتلمسه اليدينْ.

روزان حجواني
البلد: حمص - سوريا 
التخصص: هندسة مدنية عامة

الاثنين، 8 فبراير 2021

محمود البراك يكتب ...بقايا شوق

(بقايا شوق) 
على رفِّ مَكتبتي
إِستَلقت صورتك المليئة بالغبار
كجثةٍ في الحربِ العالمية
تقيدني بقايا الحب
إحترتُ أين أُخبئك
خوفاً من عيونِ العذال
في شريانِكَ الأبهر
يسكنُ بعضي
على هيئةِ دماء
وفي أعماقِ جرحي
توجدُ كلماتٌ جارحه
مصدرها شفتيك
على أعتابِ الليل
يقفُ طيفك
حارساً للجرح
تمُرُّ تفاصيلكَ في خاطري
شعلة من نار
تحرقُ الوعودَ الماضية
أنعى الأمل
وإشتهائي للموت 
يزدادُ مع حركةِ الميل
أيا كلّ خساراتي
تبعثرتُ شوقاً بما فيهِ الكفايه
حانَ موعدُ نسيانك
إغتالت الأقدارُ كلَّ الأحلام
وجارَ العشقُ
وجارت الأيام
فاحت رائحةُ وحدتي
وقضى نحبُ شوقي
يالهُ من شوقٍ يتعبُ كاهلَ المشيعين 
محمود البراك/العراق

روزان حجواني تكتب ...زمن الوأد، قتلوكِ يا صبا

زمن الوأد ؛ قتلوكِ يا صِبا.
حفرتُ حفرةً في أرضي،وزرعتُ فيها حلمي،وانتظرته ليكبر..
ما كنتُ أعرفُ أني صنعتُ قبراً بيداي،وعندما مرتِ السنين ؛ ولم يزهرْ..
قررتُ أن أبثَّ للكون شكواي ، أتتِ الشمس لتضرمَ النار بكلِّ ما يُعيقُ نمو أمنياتي،وبدأتْ بما هو فاسد بعد سماعها صلاتي،
فشرعتَ تبعثُ رياحكَ لتلتهمَ النار جميع أزهاري.
و ماكان من السماء إلا البكاء لحالتي،أما أنتَ أبيتَ الإستفادة من نِعَم السماء ، وحرّمتََ على الأرض ارتشافَ الماء.
ثم غَرقَتْ الأماني،وقررتُ أن أدفنَ حلمي، وأنكسَ قلمي وأروي لكم قصة زمن الوأد ، آخر ما سينطقه فمي...

من البدايةِ معاناة و أوجاعُ الغربة ؛ هي مأساةٌ لم أخضها أنا و الكثيرون.
هل سمعت عن شخص اشتاق إلى السجن ! ،إلى الميتم ، إلى مشفى المجانين ! حتى لو قضى بهم عشرات السنين .
لن نشعر بالحنين ، لمكان عشنا به ميتين.

هل سمعت عن أحد اشتاقَ لجلاده ؟ كنتُ كذلك قبل سنين..
لطالما تمنيتُ أن أجلسَ بين يديك،أشكو لك حزني، أن تحتضنني ولو متُّ بين ذراعيك.
أريدُ العودة إلى ذلك الوقت الذي كنتُ أحسبُ الأمان بين يديك.
وظننتُ أن الاختناق من فرط الحب واقع.
و أنك لن تستطيع العيش في حال ابتعدتْ.
كثيراً ما راودتني تلك الافكار.
هل ستواصل الطيران في غيابي الأطيار!
ماذا عن الأرض ؛ أستكمل الدروان؟
و دقاتُ الزمن ؛ حتماً ستعزف سيمفونية حزينةً في حال غبتْ.
إلى أن قصصتُ أجنحتي بيدي.
ونفيتُ فكرة السفر وقررتُ أن أهرول في أرضكَ
متأملاً أن تدفعني للأمام بنسيمك.
لكنك عاكستَ خطواتي بأعاصير شمالية عاتية .
فما عاد جسدي يستطيع التقدم ؛ ولا روحي تقوى على الاستقرار ؛ و كان مصيري بين يديك الانهيار .

كنتُ أفكرُ دائماً...ااااااه كم أحبك..
حتى لو لم تبادلني الحب بالمنفعة .
لكن..لطالما حسبتُ زقزقة العصافير إشارة منك كي أصحو و أنفض الغبار عن أحلامي المركونة.وأستجمع عزيمتي.
..وظننتُ أزهار الربيع هدية الأمل منك لي وحدي.
.وعندما أزلتُ الغشاوةَ عن قلبي و حلَّتْ عليَّ لعنة الوعي.أدركتُ أن في لغتي ؛ زَقْزَقَ الطائرُ صغارَهُ ؛ أي حاول إطعامهم ، و استنبطتُ هذه النتيجة من معجم لسان العرب ، وما أصدقه من لسان وصف حالنا و أي حال وصلنا إليه ، فما هي إلا شكوى صباحيةً ككل رجلٍ لايعلم إلى أين يمضي وأي بابٍ يطرق وهو يفكرُ : من أين سآتي بالغذاء ، وهل أستطيع العودة هذا المساء .

أما الريح ؛ علمتُ كيف اغتصبتِ الأزهار.
ولم تحملْ بذورها حيث هي شاءتْ، بل جرفتْها وألقتْها بعيداً.
في مكان تنفستْ به الصُعداءَ ، كمن يُحاول أن يهيلَ على الغيوم السود في صدره هواءً نقياً ؛ دون جدوى.
كما يُكدَّس حملةُ الشهادات و عِلْمَهم جانباً ؛ تتقاذفهم الشَّرِكات .

رأيتُ العَجَبَ العُجاب منكَ، يَفقِد فيكَ كل شيء هويته.فلا المصباح يُنير ولا العِلم يَرفع ولا الشهادة تَنفع.
والأم فيكَ غير قادرةٍ على إطعام صغارها، ولا الأب يَتَمكنُ من شراءِ كسوةٍ لأبنائه.
ماذا أقول للجيل من بعدي! ، أنت في وطنٍ تنمو به ؛ عارٍ غير كاسٍ -جائعاً- والداك يكابدان مذ جئتَ لهذه الدنيا في صراعٍ مع القدر ولباسك وطعامك...

عاد عصر الوأد فيكَ،ولم يقتصر على البنات ، ولكن جميع الأطفال لا تستطيع أن تحيا.
وبات الكبار أيضاً يصارعون للبقاء،والشباب نسَوا الحب ؛ وأن يكونوا أرباب أُسرٍ، أما النساء فتخلتْ عن حلم الأمومة...
عاد زمن الوأد ؛ ولكن للبنات ،والأولاد ،والأحلام ،وعمر الصِبا . فحُذِفَ الصِبا من قواميسنا بكل ما حَمَلَهُ من شوق المُهاجر و زَهو الشباب .
حاولت أن أجْبُرَ كَسْرَه فتَبعثرَتْ حروفه برياحه الشرقية التي كان يعنيها .

قتلوكَ يا حلمي أيا ولدي 
 أيا كل ابتهالاتي .
أيا جُلَّ آهاتي ،
 قطعوا أنفاسَكَ بيديّ .
 وصرتُ القاتلَ الجاني. 
فأين حبل مشنقتي !
وأين كل حكامي !
 وما السبيل للعيشِ !.
 دعوني ؛ ألقاه وحتفي يلقاني .
 أيا طيفاً يعذبني ،
 وكلُّ الوهم أشقاني.
وما أردتُ القتلَ يوماً .
 لكن الفقرَ أعماني . 
لا تسامحني يا أمي .
 فإن الذنب أضناني.
 ادفنوه في صوامعكم ، كنائسكم ، مساجدكم ،
أما أنا ؛ دعوني تحرقني أشجاني ،
 للنار روحي ، و لتأكلِ الطير جثماني ،
لكني صدقاً طرقتُ أبواب أخواني ،
وجميعهم حللوا لي القتل باستخدام قرآني.
 أشهدكم أن موتي حياتي ؛ والحياة اندثاري.

كتبتُ هذه القصة عقِب إجهاض صديقتي أو بالأصح قتلها ابنها بعد أن نُفِختِ الروح فيه ؛ لأنها وزوجها وُعِدا بقدرٍ من المال سيُرسل لهما، وتم التخلي عنهما ( "إذا لم يكن باستطاعتكم ما شأننا نحن لنقطع عن أفواه أطفالنا من أجلكم" )
وعَلِمَا أنهما لن يقدرا على تحمل مصاريف الطفل ، وكان القتل نصيبَه قبل أن يعلم معنى الحياة ، وتم دفن المضغة ذاتُ الروحِ في حديقة المنزل.

وإلى الآن صديقتي لا تزال ترى حُلمًا فيه طِفلةٌ شقراءٌ بثيابٍ بيضاءَ تُرمى من نافذة سيارة تقودُها هي و زوجها .
ولو عاش الجنين وكان طفلةً لسمتها صِبا.

روزان حجواني
حمص - سوريا
مواليد : ١٩٩٩
تخصص : هندسة مدنية عامة.

روزان حجواني تكتب ... اليتم في مجتمعنا الشرقي

اليتم في مجتمعنا الشرقي .

النص مكتوب عن فتاةٍ اكتشفتْ للتو خيانةَ والدها و زواجَه من أخرى - بعنوان : اليُتم في مجتمعنا الشرقي - مقسم إلى ثلاث مقاطع : أولاً إنكار الفتاة ؛ والصدمة ، ثم محاولتها مواساة نفسها وتقبل الواقع ، إلى أن عادَتْ لتَتَذكرَ ما ربّاها عليه ولادها ، الذي بفعلَتِهِ هذه أصبح ميتاً بالنسبةِ لها .

• لماذا لا تهدئينْ ؟
جميعُ الآباء تموتُ قبل بناتها
سواء بالأربعين أو بالثمانينْ.

مابالكِ تهذينْ !
سيتزوجُ هذه الساقطة أو غيرها
حتى لو مرتِ السنينْ.

أحقاً كنتِ تصدقين!
ليستْ خيانةً وكل تلك الأقاويلْ ؟

لا بأس على قلبكِ الآن،
فلمَ لا تنسينْ ؟
والداً ضيَّع من يعولْ
كان كذباً كلما يقولْ
سيجلبُ طفلاً عليه يبولْ،
وفتاةٌ منها مع الشباب تجولْ.

ثم ستسمعي ذاك الصياحْ
بلوتُ نفسي بهذا النكاحْ.
يا ابنتي ماذا أصابني ذاك الصباحْ!
فضلتُ الحرامَ على ما هو مباحْ.


• عذراً حبيبتي....
عذراً لوجودكِ في مجمع شرقيْ
لولادتكِ من أبِ صبيْ

رئيسُ دائرةٍ في القرنِ الواحد والعشرينْ
توقِعُهُ فتاةٌ تجاوزتِ الثلاثينْ

فسلامٌ على روحكِ والسنينْ
التي دُهِسَتْ تحت أعتابِ جهلةِ الأربعينْ

انسي حبيبتي كلما رأيتيهْ ،
أمسكتِهِ ، تمنيت لبسَهُ ، ولم تشتريهْ
- لاتقلقي - غداً ترينَهُ عليها ؛
بمالِ والدكِ وما وَفَّرتِيهْ
وما زُرِعَ فيكِ من بردٍ ولمْ تُشْعِرِيهْ 
غداً تُشْعَلُ المدفأةُ يا عزيزتي،
ويُصلِحُ فارس أحلامكِ الأول الكون "لأجل ساقطةٍ"
ويُفْنِيْ كونكِ داهساً على ما تخيلتيهْ.

أتذكُرِين ! كيف كان حلمكِ
لبس شيءٍ من الذهب ؛ حلق أو عقد ولم تمسكيهْ ؟
غداً يشتريه والدك ؛ لاتحزني سيشتري كلما تمنيتيهْ
ولكن لامرأة تغويهْ ..

سامحي عقلكِ يا حبيبتي
هذا قدركِ بكل مافيهْ
فدعينا ننسى كلَّما عانيتيهْ
كلُّ ما في الأمرِ أنّ والدكِ ؛
لم تعد عائلتُكِ تكفيهْ..


• الحبُ يا ابنتي خرافة ،
ولشباب هذه الأيام حرفة ،
فلا تتصرفي يوماً بسذاجة.

يا ابنتي ، لاتصدقي كل شابٍ لعوبْ
يتسلى ثم ذاك الحب يذوبْ.

لن أعطيكِ إلا لرجل كوالدك ،
يصونك ؛ فانظري إلى عائلتك ،
هل رأيتني يوماً أصافحُ حتى غير والدتك ؟

شكرا يا والدي،
كل شيء علمتني،
أريتني منك ما أريتني.

عذراً فقد سقطَتْ من عينيَ الرجالْ ،
عامانِ كذبْتَ عليّ أكثرَ من الدجالْ.

أحقاً لم تكن خيانة !
أأنتَ الجبانُ! أم ساقطتُكَ الجبانة ؟!

بدأتُ أشكُّ يا والدي بكلِّ كلامكْ
حيث خالفتَهُ بجميع أفعالكْ.

حتى الْقِبْلَة أكانتْ جهتُها كما قلتَ لي !!
أم أنَّك كنتَ تحاول أن تُديرَ وجهي !

أتذكرْ ؛ لايتزوج المرء فتاة لاغية ،
قبلَتْ بأن تحدِثَه أو تجلسَ معهُ لثانية.
يا أبي سيشكْ بها طوال العمرِ.
عشرينَ مرةً في الفانية.
..
وكما رخصَتْ بنفسِها معه ستخونُه مع غيره..
أتذكرُ كلامك أم ماتت فيك الغيرة ؟

عذراً يا والدي اختلت جميع المعاييرْ
فمن تنامُ مع متزوجٍ في السريرْ ؛
سيفرشُ لها الأرضَ ويُلبِسُها الحريرْ
ويأتي لها بالذهب والألماسْ،
ويرفعها بين الناسْ،
ويدهس عائلتهُ ،
وينفي أبناءهُ،
ويعيش معها سعادتهُ،
شيئاً فشيئاً سينسى خيانتهُ ،
و ستكون امرأتهُ ،
لكنْ ؛ ألمْ يفكرْ " كيف ستربي من تكون منها ابنتهُ " !!!

لا أعلم كيف ربيتني ،
ما كل تلك القصص التي أخبرتني!!!!
ظلمتَ شبابَ الجيلِ بقصصكَ ، وبأفعالكَ ظلمتني .

واليوم يا والدي طلبَ مني وصفُ اليتيم .
لكن من يمكنُهُ وصفُ ما وضعتَني به من جحيم !


المنظمات والمجتمعات وصفَتْ من يفقد أباه على أنه يتيم ، ومن يفقد أمه على أنه لطيم ، ماذا يصفني إذاً المجتمع يا والدي ! ، انتَ حي ميت ؛ اخترتَ أن تجعلني يتيمةً لتكون أباً لفتاةٍ أخرى سوف تُنْجِبُها تلك الساقطة -هدمتَ بيتي لتعمرَ بيتَها - أنا لمْ أخسرك من القدرِ ؛ أو من حربٍ أو من رصاصة ؛ خسرتُكَ جراء أنثى ؛ فلم تعدْ في عيني لا أباً ، ولا رجلاً .
هااااااا..أجل فهمتُ الآن ، الألم أكبرُ من أن يُحصَرَ في مجردِ كلمة ، فلم تعد تستوعِبْه كلُّ حروفِ الأبجدية.

أنتَ حالةٌ غير موجودةٍ في لغتِنا العربية يا أبي ، فلماذا مثلُكَ الكثيرُ في مجتمعنا الشرقي ؟ 

روزان حجواني
سوريا - حمص
التخصص : هندسة مدنية عامة
مواليد : ١٩٩٩

رحيق سالم الدهون تكتب ... الأم

الأم'' 
أمي هي نعمه من الله تعالى
أمي احلى من الورد
يا أغلى من في الكون، انت  الأحلى والأجمل ، أحبّك أمّي
'' الأم'' 
هي كنز من كنوز الدنيا 
أمي هي سر الحياه فيه،هي الحضن الدافئ 
فالأم مشاعر عظيمة تختزلها كلمة صغيرة عميقة المعاني
لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من أمي. 
مهما كانت النعم جميلة.. تظل أمي أجملها.
'' أمي هي كل شي بالنسبة لي'' 
أَنتِ في حَياتِي كُل شَي.. ♥️
هي ليست أمي فقط هي دنيتي كلها 
اللهم اجعل قلب أمي فرحاً
ابتسامة أمي تجعلني اسعد انسان 
يارب تريني ابتسامة أمي دائما 
'' الأم''
هي القلب الحنون 
أمي نبع الحنان
عندما استيقظ واسمع صوت أمي اشكر الله تعالى
افتخر انها أمي.. 💙
أمي انت في نظري كل شي انت سبب سعادتي وفرحي 
انت سبب نجاحي 
احبك أمي💜
أمي انت روحي وعمري وقلبي وعيوني ودنيتي وكل شيئ
انت الشمعة التي تضيئ البيت  
انت الورد والعسل والسكر وكل شيء.. 
هي سكر البيت، ووردة البيت
هي القمر التي يضيئ ليلا ونهارًا
مهما كتبت عبارات وكلمات لن يكون هذا هو حق الأم
الأم تستحق كلمات وعبارات أجمل 
انا سعيدة لأنك أمي
أمي روحي فداكِ
ما أجمل أمي وابتسامة أمي وروح أمي وقلب أمي ❤️
عندما احزن أجد أمي بجانبي 
وعندما افرح أجد أمي بجانبي 
هي أمي التي تكون بجانبي في كل شيئ.. 
هي أمي التي تنور حياتي 
أحب أمي وكل شيئ فيها 
هي الأم المثالية
أمي حبيبتي 
أنت الام المقدسة أنت ذات القلب الطيب 
هذه الكلمات  صغيره لكِ يا أمي 
تحتاجين لكلمات أكبر واجمل 
أمي كم انت انسانه رائعة
احبك أمي💛
عبرت عنك بشكل صغير لكن لا تعرفين انك تستحقين الأكثر والأجمل والاروع 
اللهم وفق أمي في حياتها 
أمي يا قلب أبيض لا تعرفين الحقد 
أنت الإنسانة التي تنورين حياتي ودربي 
عندما تضميني لصدرك الدافئ أشعر بالأمن والسلام
ولساني يعجز عن وصفك يا أمي💜
#أمي
رحيق سالم الدهون /الأردن 🇯🇴
❤️

ثريا الكردي تكتب... عسليتان في مغترب

عسليتان في مغترب 
ليل مسدل على اكتافها ... و كأن عقود الياسمين نمت من سنابل شعرها ... و قمران زانا سمرتها العربية ...  
طائرة متعبة ألقتها امام نسمات ناعمة لتجتاح أرجاء جسدها لتحاول أن تقراء سطور أصولها ...جسد عربي ... رائحة الاصالة العربية تفوح منه ... و لكن رائحة الغربة تتضاعف داخل هذا الجسد.... في اول صباح حاصرها ضجيج الغربة ليطبق عليها و عاء من الافكار المبعثرة .... اغلقت عسليتيها لتتوه بين الارجاء ... بدأت نواعم النسمات تنساب و تمتزج مع ثغرات افكارها ... لتداعب ليلها  الاسود ... و همست قبلات الامل على مسامع فكرها ببعض النسمات ... انت قوية ... لا تقلقي هنا و في الافق البعيد ستربط الحرية خلاخل هندية و ترقص رقصة شرقية على أستعباد أمات الحرية ....    ثريا الكردي

سعاد إسقاتي تكتب ... حب سكتاوي

حب سكتاوي
قشمرني حبيبي وبقيت هايم بهواه
ولوعة عذابي راحت تتدنك لمسراه
ماكو وداع يليق بمقامه
وماكو دمع يهيج لبعداه
كون أصير لمحة بطريق العشق التهفلك
وكون أصير خيال وكلي بيك
كلبي الي هام بيك وبسوالفك وياي
وباوعلك بكل صدك وماقشمر نظراتك
فدوة لا تعبر قلبي بيه أنت
وبلمحة تغيرت علي وشبساع تتحول؟
اني الحملتك يم روحي بجسد واحد
واني الجنت أهواك وما فرطت بيك
اني الما فرطت فد يوم بإحساسك
هاي النظرة تباوعلي بيها وتخرم بكلبي
هاي نظرة لو سيف يكطع بيا
وهيج تروح وماتسأل علي
ورحت من دون استئذان ودرت ظهرك
دارت بيا دنيتي واكلك انتبه علي
تعبانه وثكلت روحي من جثمانها
رحت بدرب ظلام ومابي نور 
على مودك أمشي الدرب لو برد جازني
كون تحس بيا وما تشمت بي
اني الما فرطت فد يوم بإحساسك
تصيح وصوتك يروي صدى الليالي
واني كل ليلي ألم سكتاوي
هاي شبيك مو أنت الاعرفك مدري اتغيرت علي
ومدري اني  اتقشمرت بيك
زيج السنين تكص بيا أعضائي ومن بعد فركاك هم مابقيت اني
تريد تسأل علي اني الي يجاوبك
مالكيت روحي يم كلبي من بعد هواك
هاد مو انت واتغيرت مو مثل الجان
روحي بروحك ترهم وترخص 
عليك جنت أكدر أجذب مثل ماجذبت
لكن شبيا وشبيه كلبي الي يحب
واكول لا لا هذا جريح الروح
وارجع وعاتبك والكى نفسي بكاع الجذب انغمس
واني حبيتك من صدك واليحب ماينجح
واني كاتبة وغيرك ماكو بأوراقي
كون تبقى بخير بعد فركاي
وكون تصير يمهم الماي
بعتني لأجل ناس راح يبيعوك
واني كون صرت بدنيا أحد ثاني
فراكك هد حيلي وروحي هاي الطارت تجذب الموت وتنادي باسمك
وتعود تذب روحك علي واني لحبك من صدك شاري
لكن هذا الزمن مابي وفا
انقضت وكل منا هم بطريقه
انت داري واني مو داري
والحب بكلبي بقي سكتاوي
#SOUAD_AK