-ان قبلتها هل سترتد عن رايها؟
اجلس بجواره، وكعادته يظهر مهيبا، مرتديا معطف الكبرياء وكأنه يهاب من برد صمتي.
اطقطق اصابعي، يحدق باتجاهي وكأني فهمت استياؤه من صمتي، يبتسم ببرود يهلك اعصابي، يلتقط جواله بيده السمراء الساحرة ويجل كل تفكيره فيه، احدق بتلك العروق التي شجة دربها على ساعديه وكأنها ترجو التحرر من جسده.
أُخمن. تُرى ان قبلتها هل سترتد عن رأيها؟ اتأمل في تفاصيل وجهه وكأنه جميع احلامي، شعره الاسود، عيناه تختفيان وراء زجاج النظارة، نظراته ممزوجة بين الجدية وبراءة الطفولة، متفردا في كيانه، متمردا في وجوده،
اعقد حاجباي واسأل، على غير عادتك اليوم صامت؟
يتنهد ويرد عليي بابتسامته الباردة تلك، ينتابني الصمت هذا المساء ولكن يلتف حولك دائما ، انتِ عاجزة عن جمع كلماتك التي توقفت في حلقك كلقمة يابسة تأبى الخروج،
لماذا لا تجرأي على كسر قيودك وتحرري عقلك من تلك الفوضى؟ أما انا فقد كنت اشق من الوضوح سبيلا. عدت لتلك الإبتسامة القاتلة ، ورددت :
(أكثر ما يثير دهشتي فيك عدم ترددك في قول ما تود ،تجلِ كل ما بداخلك من كلام ثم تمضِ
اتعلم ؟
فوضىٰ الصمت بداخلي لا يرتبها سوىٰ أحاديثك، فلا تلتجأ للصمت لتعبر عن إنزعاجك مني ،تحدث إلي ، استهلك حروف يومك عندي ثم امضِ صامت لغيري ،
فليبقَ صوتك حاضرًا معي دومًا،
شعر بالطمأنينة حينها، لقد هدم جبل صمتي بكلمات وددت حقًا سماعها منه، في العادة تنساب أحاديثه دون إدراك منه تركض نحوي لأنها مدركة بانني ساحتضنها
ولكني هذا الصباح
تعلمتُ التأمل، شعرت بالسكينة، وسأكتفي بسؤال يتردد داخلي
إن قبلتها هل سترتد عن رأيها؟
الى الامام يا امل
ردحذف