الأحد، 27 يونيو 2021

الكاتبة مريم القواص تكتب .... بحة وتين



 في تلك الزاوية من الغرفة الباردة في توقيت الشوق بمدينتي البائسة ، أنظر القمر البعيد ، يخيل لي وجهك الملائكي  فتنهمر الدموع  من عيني كقطرات المطر تتناثر كتلّك النجوم المتباعدة ، انطفئت روحي وحل الظلام داخل أعماقي  كدجى هذا الليل أشاطره أشياءه ، أتألم وأبكي على فقيد قلبي الّذي اختطفه الموت من بين يدي، وسرق الفرح الذي كان يلمع في عيني ،  كُسر قلبي في غيابه  وراح متناثراً مع نسمات الهواء 

لا شيء يصف  ألمي ووجعي ..

كنت أبصر الدنيا بعينيكَ أصبحت الآن أتحسس الأشياء بعصا الفقد 

فقيد قلبي "ولدي"

برحيلك أصبحت حياتي مجرد كابوس متلونة بالأسود الضارب للرماد قليل

غيابك شطريني إلى نصفين إحداهما تلاشي مع نسمات الشوق الحزينة والآخر دفن معك تحت الثرى

لا أستطيع تناسي ضحكاتك التي كانت تعبق بالأرجاء 

وشقاوتك الّتي تطرب بها الزقاق  

ومحو صوت وقع قدميك صارخا بإسمي 

كيف لي أن أتناسى ذكرياتك ... وصورك الّتي علقتها لك في جدار قلبي ...

يأتي النهار ليضم في النهاية ليله ولكن هذه المرة يأتيني ولم يحمل  لي طفولتك دون ضحكاتك دون شقاوتك دون لمسات أناملك الصغيرة على وجهي لتوقظني باكراً

في الخامس من شهر يوليو في عام 2021 وكيف لي أن أنسى هذا التاريخ  

خرجنا في نزهة مثلما أردت أنتَ بعد إلحاحٍ طويل  كنا في منتهى السعادة، لكن سرعان ما تلاشى فرحنا بسقوط قذيفة وحشية فحلت الفاجعة عندما أختطفتك مني.

بت كالمجنونة أصرخ وأركض نحوك  لأحملك لأحتضنك ويتلون حضني بدمك لأشبع ناظري لآخر مرة منكَ كنتَ صريع الأرض مغلق العينين ، مرمل بالدماء 

أجتمع كم هائل من الناس بسبب بكائي وعويلي عليك 

لم أعد أسمع صوتي أحسسته لم يغادر حنجرتي 

جعلت رأسك عند قلبي ورحت أتمتم لك بكلمات يكبلها الحزن 

رحل سندي ، رحل من كان سيحميني ، رحل من سيحمل عني متاعب الحياة 

رحلت لذة العيش ، رحلت ولدي ورحلت معك أيام فرحي  

     أختلسك الموت من بين أحضاني  ، سلبني ثوب القوة 

   شوش عقلي .... أخذوك من بين أضعلي ليلبسوك ثوبك الأبيض .. لتذهب لمنزل جديد 

رحت أردد صغيري يخشى الظلام لا تدفنوه يخاف العتمة يترعب إن بقي وحيداً خذوني معه ولكنهم لم ينصتوا إلي 

ضمتك الأرض إلى جوفها وجعلتني عارية

 حلَّ الخريف على أيامي كي أسقط...

عدتُ إلى البيت كانت الجدران تنعيك وكلماتك تلاحقني أيمنا ذهبت 

أخاطب طيفك 

من سأنادي الآن طفلي...؟!

من سيكون مدلل قلبي.. .؟!

من سيملء الفراغ الّذي تركته بني ...؟!

من سيخلدُ في أحضاني ...؟!

إلى من سأبث شكواي ، من سيضحكني ....؟!أوجعتني صغيري وأضعفتني ....

لما نصيبي من الحياة الفقدان. ، ألم يفكر الموت بما سيحل بي في غيابك ....؟!


لم ألقى جواباً منك وعيت حينها للمصاب الذي حل بي ونام سواد الليل تحت عيني ولم أنم وسطرت دموعي قصة حزني عليك بصمت مخيف 


              بقلمي  مريم محمد القواص _سوريا_



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق