الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

منى العبود تكتب ...القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع

((العنوان: القوة الباقية حين يتخلى عنك الجميع))

_لقد تخلى الجميع عني يا أمي
_فلتهدأِ يا وجد، فليرحل الجميع، لكن فلتبقي لي

_لم يظهر لأدم أي أثر أليس كذلك؟ لم أتوقع منه أن يهجرني لمجرد أن أبتلاني الله بمرض مميت

_أنظري إلي يا وجد، كفي عن البكاء وأسمعيني

نظرت إليها بينما عيناي توشي لها عن كمية الألم والقهر الرهيب الذي يجتاحني، كانت تدرك أن سبب تدهور حالتي النفسية غياب أدم أكثر من المرض الذي أحتلني عنوة وتسبب بسقوطي قبل سقوط شعري بكامله، أردفت أمي بصرامة:
_أن رحل أدم هناك من هو الأفضل؟؟ لكن أن رحلت أنا قهراً عليكِ يا وجد هل سيأتي الأفضل من بعدي؟ فكري جيداً يا ابنتي

همت أمي بالرحيل، فعانق كفي كفها يرجوها ألا تذهب، مرضي قد تسبب لها بإعاقة قلبية كادت تقضي عليها، غدت حالتها النفسية والصحية في تدهور سريع، مرضي كان كأداة حادة أستأصل عافيتها وضحكتها وسعادتها، كيف أمر كهذا يجتثه من عقلي التفكير بأدم، ويح أدم وويح الكون بأسره أن غابت أمي، باغتها أرجوها قائلة:
_أن رحلتِ يا أمي رحل الكون بأسره، كوني بخير لأجلي، فأنا بحاجة للشخص الوحيد الذي التفت لي، رحيلكِ يعني رحيلي، فكري جيداً يا أمي

ربتت على يدي بيدها الأخرى عانقتني بقوة، باغتها بمرح:
_أرغب بنزهة في الهواء الطلق، ما رأيكِ؟؟

أومأت لي بابتسامة عريضة، فمنذ أن علمتُ بمرضي لم أخرج من المنزل سوى لتلقي العلاج، لم أرغب أن يرى أحدهم الشبح الذي بات يحتلني، ولا أن يرى هشاشتي وضعفي، لم أرغب أن يروني مكسورة مبتورة الجنحان، كنت أخشى نظرات الشفقة أكثر من النظرات الشامتة، ألبستني أمي حاجياتي، وأجلستني على كرسي متحرك، نعم فشراسة المرض لم تكتفي بتشويهي.. رمتني عاجزة أيضاً ،خرجت من قبري المؤقت لأول مرة لنزهة، وليس نحو درب الألم والحقن والصراخ والبكاء، تنفست بعمق، كانت أمي تربت على كتفي بين الحين والآخر وهي تشير لي على جمال الطبيعة الساحر وكأنني لازلت طفلتها الصغيرة {أنظري هناك إلى ذاك العصفور، وإلى تلك الفراشة الملونة... وهناك إلى ذاك الرجل الذي يبيع المثلجات، أترغبين بالمثلجات التي تحبينها؟؟ أومئ لها فتهرول مسرعة لإسعادي}كانت أمي تدعيّ السرور لتجذبني نحوه، نظرت حولي أتعمق بالطبيعة، ثم سرعان ما هرولت عيناي نحو أولئك الذين يسيرون ويضحكون بسرور، أغبطهم
باغتتني ذاكرتي التي هرولت نحو كوم تلك الذكريات المحطمة، نحو أدم، نحو كلماته الغزلية وحبه الأبدي، وسرعان ما حلقت عيناي نحوه، وكأن تلك الذكريات لفظته بعد أن غصت به آلاف المرات، يمسك بيد فريسته الجديدة ما أن التفتت حتى علمت أنها صديقتي شغف، يضحك ضحكة هوليود المصطنعة ليوقعها في شباكه لم يكن يعلم أنها من تصطاده، يمطرها بحب هندي، بينما يغرقها بغزل تركي، لكنها لم تدرك أنه سيرميها برحيل غربي مفاجئ ما أن تباغته بحاجتها الماسة إليه، المشهد الأخير ساذج جبان يليق ببطله، تغرق مقلتي ببحور فاضت لعدة مرات حتى كادت أن تجف، لكنني أبكي هذه المرة على عقلي الذي جعلتُ الفوضى تعثو به بذكريات عفنة أفسدت غيرها...

"_وجد أعذريني لا أستطيع النظر إلى وجهكِ بعد أن غدى...
_قبيحاً فلتنطقها لا تعبئ لأمر مشاعري التي أهملتها وأنا في أمس الحاجة إليك، فقد اعتدت الأمر
_وجد يكفي أن تنظري في المرآة حتى تعذريني، علي الرحيل، سأسافر، جئت لأودعكِ الوداع الأخير
_فلترافقك السلامة أنت وعهودك الكاذبة"

،باغتتني يدٌ تمسح فيض الدموع عن وجنتاي، نظرت إليها بينما عيناها تتفرس ذاك الأحمق وحبيبته الخائنة لخبزنا وملحنا بشراسة، ثم أردفت بحدة:
_الفئة التي هما منها هي كذلك لا تحفظ وداً، الخيانة تسري في عروقهم الجافة

_لكن طعم الخيانة مر شائك يا أمي، غص به قلبي حتى غدى ليس بقادر على ابتلاعها ولا على لفظها، أرشديني يا أمي

_أنظري هناك، ليس إلى المدى إنما للمستقبل، أن كان مثل هذا زوجكِ، يتسكع مع العشرات غيركِ، كيف ستغدو حياتك؟ {نظرت إليها بعجز، أبحث عن الإجابة الصحيحة في مقلتيها، ثم تنبس بحدة:} غارقة في هموم الحياة، تهرولين نحو مستقبل الأطفال وحيدة، وعندما تقعين ستقعين وحيدة، رجل كهذا لا يصلح أن يكون أساس المنزل وعاموده، هذا يكفي لتلفظي خيانته كلقمة ممضوغة وتدهسيها تحت قدميكِ وتمضي

_وشغف يا أمي تلك التي أعددتها كأخت لي، وتسلحت بها لأشد بها عضدي، ها هي قد علمت من أين تأكل كتفي وهمت بتناوله

_قد أينعت وحان قطافها وانتهى الأمر، هناك دائماً يوجد الأفضل أنظري حولكِ جيداً

وأخيراً تنبها لوجودي، غرقا في نوبة ارتباك لا داعي لها، رميتهما بنظرة احتقار ومضيت بصحبة أمي أأكل المثلجات، لكن عيناي أبت الرحيل بعيداً عنهما، عانق كفها بكفه ثم أطلق بصحبتها ضحكات شتى أوجعتني ومضيا، باغتتني أمي تربت على يدي:
_ستمضي الأيام ونضحك أمام خيبتهم سوياً، عديني يا وجد

_أعدكِ يا أمي

استعدت رباطة جأشي، غدت حالتي النفسية أفضل بعد أن حددت هدفي في الحياة ألا وهو الشفاء أولاً، ثم مستقبلي كطبيبة ناجحة ثانياً، هرولت الأيام سريعاً، وها قد أينع حلمي وحان قطافه

_دكتورة وجد هناك حالة إسعاف، حادث سير أليم أنتج وفاة الأم، والطفل في حالة حرجة للغاية، يرجى حضورك بسرعة إلى غرفة العمليات

بعد صراع  مع الموت دام لست ساعات متواصلة استطعت إنقاذ الطفل، خرجت إلى غرفتي الخاصة منهكة، بعد ساعة طرق الباب، أذنت للطارق بالدخول، ذهلت لمرآه! كان وجهه متجهماً، ما أن رأني حتى انفرجت أسارير وجهه، باغتني بدهشة:
_وجد!

_أهلاً بحضرتك يا سيد ماذا تريد؟؟

_أنا أدم يا وجد ألا تذكريني؟

_لا، لا أذكر أنني أعرف أحد بهذا الاسم، ماذا تريد سيد أدم؟

أردف بخيبة:
_أردت الاعتذار، ثم شكرك على إنقاذ طفلي

_هذا واجبي سيد أدم، ومن واجبي أن أرثيك بوفاة زوجتك شغف

_لم تكن شغف، هي فتاة أخرى تدعى يارا، تزوجتها بناء على رغبة والدي لعمل جمعه مع أبيها

لم أصدم بما قال فهو كما عهدته الخيانة تسري في عروقه الجافة
_وما حال شغف؟؟

_هجرتها بعد زواج سري أثمر إجهاض طفل تعمدَته هي تسبب لها بالعقم {ثم باغتني بسذاجة:}هل تعودين لي؟! لازال حبكِ ينبض في قلبي، لم أنساكِ لحظة، تمنيت لكِ الشفاء دوماً

غرقت في نوبة ضحك موجعة، ثم أردفت في وجهه بحدة:
_كما عهدتك ساذج أحمق جبان، أرحل من هنا

طرق الباب من جديد فأذنت للطارق بالدخول، باغتنا الطارق قائلاً بسعادة:
_لقد ظهرت النتيجة يا وجد، وأخيراً في أحشائكِ ينبض قلب طفلنا الأول {جود}

ضحكت بسعادة بعد أن عانقني زوجي الدكتور لؤي الذي عالجني مسبقاً من مرضي المميت، وعيناي تراقب عيني أدم التي تشي بالكثير من الندم المتأخر، أردفت بمرح بينما هم بالرحيل:
_سأخبر أمي سيسعدها الخبر المنتظر
يسألني لؤي:
_ من هذا يا وجد؟!
أجيبه دون أن التفت إليه:
_لا أحد
 
بقلمي: منى شكري العبود_ سوريا

الخميس، 3 ديسمبر 2020

محمد الدبلي الفاطمي يكتب ... كوتني خمرة الشفتين كيا

كَوتْني حُمْرَةُ الشَّفَتيْنِ كيّا
حبيبك من يلين إذا انزعجتا***ويصْفحُ بالسّخاءِ متى أســـــــــــأْتا
يشاركُك السّرائِرَ والأماني***ويسرع في الجــــــــــواب إذا سألتا
فتشعرُ أنّ عشرتَهُ ابتهاجٌ***وأنّك في الغَرامِ قـــــدِ انْتــــــــصرتا
وإنْ أنتَ ابْتُليتَ وجدْتَ روحاً***تمدُّ لكَ الدّواءَ متــــى طـــــــلبْتا
ومنْ لمْ تكثرتْ بكَ لا تُبالي***أكُنْتَ من الحضورِ أم انْـصــــرفْتا
////
أتتني حُمْرَةُ الشّفَتَيْنِ طوْعا***وقالت:إنّها للعِشْقِ تَسْـــــــــــــــعى
قبلتُ مَحَبَّةَ الخنساءِ صِدْقاً***وكان شروقُها كالشّمسِ طبْـــــــــعا
تجاوبتِ المشاعرُ فانْشرحْنا***كأنّ العشقَ في الأحشاء مــــرْعى
تعمّدت التّخفّي خلف وجه***تلحّف بالهدى فازداد وقـــــــــــــعا
وحين طلبتُ منها ما دهاني***وجدتُ جوابها قد صارَ لسْـــــــعا
////
شرحتُ لها المظاهرَ والخفايا***وسقْتُ لها السّليمَ من النّــــــوايا
حكيتُ لها الغرائبَ منْ حياتي***ومن شعْري صنعتُ لها الهدايا
ولم أعلمْ بأنّ زَفيرَ شعري***سيُرمى في الحضيض مع الزّوايا
وجدتُ صدودَها خدشَ اشْتياقي***وأظهرَ لي الدّفينَ من الخبايا
فعدتُ إلى فؤادي مُسْـــــتجيراً***وغادرتُ التّـــــوهّمَ في هوايا
////
كوتني حُمْرَةُ الشّفتيْنِ كيّا***وفي أشْــــــواقِها كذبتْ علـــــــــيّا
تصنّعت المــــــحبّة كيْ أراها***بصدقِ الحُــــبّ قد قدِمتْ إليّـا
وقد نسيتْ بأنّ الحـــبّ صدقٌ***وليس كما رأتْ وهــــماً وغيّا
ستذكرني إذا مرّ الزّمـــــــانُ***على أنّي عشقتُ الحـــبّ حيّا
فتأسفُ عن سلوكٍ كان خرقاً***بنارهِ قد كوى الأحشــــــاءَ كيّا
////
أحبّ الصّابراتِ من النّـــــساءِ***فهنّ القادراتُ على العــطاءِ
وهنّ الأمّـــــــهاتُ بكلّ عصرٍ***يلدْنَ لنا المـــزيدَ من الـذّكاءِ
وأكره في النّساء المومساتِ***لأنّ الفسقَ يوصفُ بالبـــــــغاءِ
يمارســـــنَ الدّعارةَ بازْدراءٍ***وداءُ الجنسِ يصْعبُ في الدّواء
وهذا أخطرُ الأمراض فتـــــكاً***وأعسرُها امتثالاً للشّــــــــفاءِ
محمد الدبلي الفاطمي

احمد العوجي يكتب ... إلى جاحد

إلى جاحد
          --------------
أنا الوردةُ التي كلما دَفَنْتَها
بيدِ اهمالكَ ملأتْ دنياكَ عبقاً..
أنا الروحُ التي كلما خنقتها
بكفِ الهجرِ أمطرتكَ بألقِ
الحضورِ..
أنا امرأةُ( القنديلِ) التي
غسلتْ وحشتكَ كل ليلةٍ
فسرقتَ زيتها وبعتهُ لزناةِ
الليلِ..
أنا منْ أطعمتْ أسماكَ وحدتكَ الجائعةِ فتافيتَ
عمرها فوشيتَ بها: أنها
  لوثتْ نهرَ المدينةِ
على مرمى لهفةٍ من هنا
يتناثرُ زجاجُ قلبي...
اطلقْ سراحَ امنياتي
وخذْ وجعكَ..
اضمرتَ لي حباً عاقراً
وأنا من سددَ فواتيرَ الوفاءِ
دقائقَ...ثم أسجلكَ في
قوائمِ الموتى.
لن أقبلَ فيكَ العزاءَ..
دقائقَ وانهضُ من رمادي
وحينَ تعودُ في قطارِ الندمِ
ستجدُ كلَ المحطاتِ
قد سافرتْ...
وسأتركُ لكَ عنواناً مزيفاً
تلتقي فيه مع غروركَ
ولتتبادلَ معهُ انخابَ اليباسِ..
سأسكبُ ماتبقى من الوقتِ
على رصيف ِالنسيانِ
وارمِ بحبي كطفلِ خطيئةٍ
على بابكَ أيها الجاحد..
امضِ وانتعلْ
نبضكَ البارد
وكل خيباتكَ..
    ----------------
 سليمان أحمد العوجي.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

الشاعرة نرجس عمران تكتب .... همس أخرس

همسٌ أخرسٌ 
هل غادر الهيًام من أمسى دمي ؟
هل واكب الخذلان نبض المعصم ؟ 

يا ساكنا قلبي  ولست بعالم  
كم مرة ً ناداك دون تكلّمِ ؟!

للحب همسٌ أخرسٌ يجتاحني 
وله من الهمسات صوت الأبكم 

يا أنت أنت كما التراب فضمني 
بلغ ترابك قد أتيت   لأرتمي 

هذي أحاسيسي وإن  قد  لمتني
حضني لغير سواك لا لن ينتمي  

فارفق بمن قصد الحبيب ليحتمي 
بك منك من قلبٍ  حزينٍ  ارحمي 

نرجس عمران 
سورية


A mute whisper

 Did the wanderer leave from my blood?
 Did letdown coincide with the pulse of the wrist?

 O dwell in my heart and I am not a world
 How many times have he called you without speaking ?!

 Love has a dumb whisper sweeping through me
 And his whispers dumb voice

 O you you are as dirt, so he gathered me
 Get your dust, you have come to Artemy

 These are my feelings, even if you blamed me
 My bosom to anyone but you does not belong

 Be compassionate with those who intended the beloved to take shelter
 Have mercy on you from a sad heart

 Narges Imran
 Syrian

الخميس، 26 نوفمبر 2020

عبد الله محمد علي يكتب تسكبين الدهشة

 تسكُبينَ الدهشة من خلالِ كتابتكِ للرسائل الباذخة، 

وللنصوصِ النثرية البديعة،

وتتعَثرُ في طُهرِ أصابعكِ

 وفي جنون ترتيلكِ المُقدس 

وهجُ الحروف والكلمات

،وتضيع ..


أضيع أنا في قراءة ما تكتبينْ

 ومّا بينَ سطوركِ والإدعاء 

أضع خدي على كفّ يدّي في ذهولٍ تام

وأقفُ في حَرَم جمالكِ المُثير حزيناً ..

أرددّ الهاء في اللّه ولا أملكُ 

جرأةً للصمتِ إلا البكاء


_

تتبسمينَ بغنجٍ كالعادة ..

تُشاكسينَ النهار الجديد كل يوم

فيشرق النورُ في كل البقاع رائحة العبير

ويُقامُ حفل زفاف بسيط لعصفورين 

في فصلِ ربيعِ البسمات


_

تتضحكين بلطفٍ أثناء حديثك،

تُردِّدين المواويل وضاحةً صدّاحةً ذبّاحة 

فيعود الغائبون من البعيد إلى وطن الديار، 

وأعود أنا من مسافاتي إليكِ 


_

تقومين بفتح فمك الجميل ساهية،

توزعين على الفقراء قُبلات عيد مجيد،

فيولد فجر الفراشات الملونة، 

ويُرَشُ الماء والأحلام على جسد الحياة 


_

تقولين أحبك ؛

تحومين حول الفضاء الكبير ،

فتدور الألحان في حفل مهرجانكِ الراقص

ويطير سرب حمام في سماء فلسطين

وأتقوس أنا مثل قلبي وأنحني به


_

تمشينَ على الأرض 

بخطواتك المخفوقة بالحب

تُنثرين الأماني على الشرفات

فتُزهر في شفاه الصغار الأغاني، 

وينبت الورد،

يرتدي خديك ويبقى في البساتين 


_

تقرأين هذا النص،

تقفين ملهوفة على أصابع قلبي ،،

فتسيل أصابعي أنهاراً ،

ويهرعُ صمتي خائفاً بين يديكِ


_

تتدفقينَ في قلبي

ک سفينة ضائعة بلا قبطان

تصيرينَ سمكة قرش في مخيلة البحار،

تلتهمينَ كلّ أحاديث الغرق

 وأغرق أنا للتو أكثر.


المبدع محمد عيسى يكتب لو أنكِ هنا فقط

 أتخيل أننا في هذا الوقت

في المنزل، بكأسين نبيذ

وسجائر رديئة 

تحدثيني عن أمرٍ ما 

كما كل ليلة 

عندما كنتِ هنا

واضعةٍ رأسك على يدي

تخبرييني عن صديقٍ سيء

أو عن فكرة ما

وأنا أمرر يدي في خيوط شعرك

لطالما أحببتِ النقاش معي

إلا أننا دائما ما نتشاجر في نهاية المطاف

ثم نعود كما لو لم يحصل شيء .


أتخيل الآن أنك نائمة على صدري 

تغنين لجوليا بطرس

تمررين يديك على جسدي

-تنغوشيني-، أغار.

أحكي لكِ حكايةٍ تافهة

تضحكين عليها، فأقول أحبك 

 في كل مرة، حقاً أحبك.

كنتُ أراكي بطريقةٍ عظيمة 

لا أحد يستطيع الوصول إليها.


عزيزتي

لازلت  أكافح النسيان

في هذه الليالي

أحب أن اتذكركِ دائماً 

أحببتُ الحديث عنكِ 

بشغفٍ عظيم، أصبح 

كل من حولي يحبونك أيضاً 

أحبُ كوني أحبكِ.


أتمنى لو كنتِ هنا 

لو كنتِ قريبةٍ للحد 

الذي يسمح لي بعناقك 

أن أحكي لكِ مئات القصائد 

أخبرك عن النصوص المبللة في الدموع

عن صاحب القهوة الذي يفتقدك 

في الحديقة المفضلة 

يسألني عنكِ كل يوم 

كما لو أننا  لازلنا سوياً.


فأحزن،وأشعر بكِ تحزنين أيضاً 


أتمنى لو كنتُ شامةً حنونة 

تهمس أحبك كل ليلة 

لازلت أحفظ تفاصيلكِ 

درجة أحمر الشفاه 

وطريقتك في وضع الآيلاينر

وردتك المفضلة الصفراء 

أحفظ حتى طريقة حديثك.


لا أعلم لما، لكن ربما حقاً 

الإنسان يحب مرة واحدة فقط

الشارع الذي نحبه 

أصبح مثلي لا ينام 


أتمنى لو أني قريبٌ منكِ الآن

واضعاً رأسي على فخذك 

لا أفعل شيء سوى التحديق بكِ

للحد الذي يسمح لي 

بالبوح لكِ بكل شيء


لو أنك هنا فقط.




الشاعر محمد سرحان يكتب تلك التي

 تلك التي قد الهمتني ندى الحنين 

وهي التي فاحت كجوريًّ المرام

,

و هي التي أنثى كنبع الياسمين 

و ربيعها شدنٌ يعلمّني الغرام 

,

يا دفئها المنثال بالعسل المحلّى 

يا روضةً فاضت بروعات الكلام 

أترها تسمع خافقي حين التجلي 

و شغافي لاح يقرؤها ألسّلام 

_________________


المبدعة ليال خير تكتب كش ملك




لَقد علمتهُ تجارُبَ الحَياة أن يكونَ حِصاناً أكثرُ حِكمة، وَورطتهُ بِأسئلة غامِضة، مُبهمة، أقلَقت وجودُه ودفعتهُ للتأملِ طويلاً في مَعنى الحياة على هذهِ الرُقعة، وهذا ما حَفزُّه وأضاءَ لهُ أفق حلمهُ الذي يَسعى إليه ..

ها قَد أنتقلَ إلى الأمامِ نقلةٌ مُميزة ، جَعلت خطوط العَدُو تَستفز جَميعها، وكانت عيونَ البيادِق مَشدوهة الى الحصانِ الشُجاع، وقلوبَهم ترقصُ نَشوةً وفخراً، فأستدار نَحوهم وشَرع يتحدث بلهجةٍ خطابيّة قَوية، عن الأخلاق القِتالية، وعن المبادِئ التي تَجعلهم جنودَ الرقعةِ السَاهرين على حِماية كل مُربع من مُربعات رُقعَتهم الغالية، والتَفاني في حِماية حُدودها. 

كان أسلوبهُ ساحرٌ إلا أن في صَوتهُ رائِحَة الدَّم ، الذي يُذكرنا بأرواحِ أجدادُنا الأبطال في زمانِ الحُروب الرُقعيّة الكُبرى .. 

يَبدو أن عَقل وزيرهُ المُدّبر ، قد أدركَ طُموحه، فأصدَر أوامر بِحمايتهِ 

فشعرَ بالثقةِ العارِمة تُكلّل خطواتِه، وبادرَ تحتَ مظلةِ الحِماية، الى قتلِ بَيدقٌ مُعادي حاول إعتراضِه، وشكّلَ بقتلهِ نقلةً الى الأمامِ، كانَت نقلةً نَوعية في كيانهِ أيضاً، حيثُ كان ذلكَ البَيدق الأسود، أول بَيدق رُقعي يَقتلهُ في حياتِه، شَعر بالقسوة تجتاحُ كيانِه وتجعلهُ يضع نصبَ عينهِ هدفهُ وبتصميمٌ لآ يُقهر 

وقفَ على مشارِف العالَم الجَديد الذي تفصلهُ عنهُ نَقلة

لم يَكتمل شعورُ عظمةِ المَوقف، حتى تَجرأ فيل العدّو الأسود الى إعلان هجومٍ مفاجئ، حيثُ سُمِعَ صوتهُ يَرعد في الفضاءِ  

(كِش مَلك) 

فَصدرت أوامرٌ لِلحصان بالوقوفِ في وجهِ العدو بسرعة

فأسَترق النظرِ لِلوراء، ليرى وزيرهَ الأبيض ينظرُ اليه، وعلى شفتيهِ إبتسامةٌ سَاخرة 

وقالَ في موتُك حمايةٌ لِملكنا وإحراز تقدمٌ لَنا ..ولآ تنسى لآ أزالُ علي قيدِ الحَياة أيها الحِصان الطَموح 

كانَ مُضطراً حسبَ قوانينِ الحَرب، الى الإمتثالِ للأوامرِ كفارس شُجاع

رنّت في إذنُه عِبارة الوَزير الآخيرة، مُعلنة وصولهُ الى الجَحيم

ساهَمت فرقةُ الجنود في إخلاءِ جثتهُ من ساحةِ المَعركة، كان مُثخناً بالجراحِ القاتِلة، وفي لحظاتِ الحَياة الاخيرة كانَ يَتطلع الى وجوهِ البيادِق ليخبرهُم حقيقةً واحِدة

لَم يُدركها إلا في هذهِ اللّحظةِ الفَضيعة، لقدّ تيقّنَ الآن وبعدَ فواتِ الآوان أن الآجدوى هي الإجابة الوَحيدة، وإن الطُموح هو أعتى أشكالِ العبوديّة في هذا العالم الشَطرنجي!


الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

فتحي مهذب يكتب ... أروض متناقضاتي في دار الأوبرا

فتحي مهذب

       

       

أروض متناقضاتي في دار الأوبرا. 

** أطلقت بلبلا من قفص حنجرتي.
شكرني تمثال يحرس بيتي
من هواجس يولسيس..
(كان ضيفي منذ سقوط أوديب
في هاوية الطابو)..

ا********

أغزو قرى ومدائن
وعلى كتفي ببغاء 
تطارد الكلمات بشراهة..
أبصر ثيرانا مجنحة تتحاور..
نشأت في شقق نظيفة..
تبتلع ضبابا طازجا
ثم تدخل بوابة صدري..
أبصر قسا يستقبل غرقى
في بهو كنيسة..
يصعدون تلة ماضيهم
ويتلاشون.

ا*********

لن أزور تمثال غوتاما بوذا
لأني مفلس ومفتش عني..
تلاحقني تماثيل مسنة..
ونساك عميان وأجهزة الأنتروبول..
لأني قتلت بوذيا في قارب صيد..
إختلست ذكرياته المملحة..
وكيس أرز .

ا**********

أنا وحصاني وكلبي
هربنا من آخر صفحة
في رواية 
إلى غابة مجاورة..
ثمة إستقبلنا هنود الأباتشي
بقذائف الآربجي..

ا***********

وليمة قصائد
في جحر ترتاده جوقة من الأضداد.
أيل حصد ذكريات صديقته بمنجل.
نسور محنطة دائمة البكاء..
تمثال فر من فضيحة..
جحر أثثته لي سحليات
وزينه غراب بضحكته المريبة.

ا**********

سعيد بصداقة شجر الهندباء..
أنا قارئ جيد لأسرار الهاوية..
أنام مع ذئبة على سرير ضحوك..
بينما غيمة تفر مذعورة من مجزرة
في حانة يرتادها صيارفة من التنك..وباعة شواهد القبور .

ا*********

دائم النسيان
أبتلع شجرة آخر الزقاق..
يرشقني سرب متناقضاتي بفواكه جافة..
يحوم غراب فوق رأسي
بحثا عن شقة أنيقة
مؤثثة بحرير ذكريات حلوة..
آلات موسيقية لتهدئة الأشباح..
امرأة لشن مظاهرة في مرتفعات النوم..
دائم النسيان..
مخيلتي في المستشفى..
يطاردها ممرضون بالعصي..
والهراوات..
وحين يشتد زئير الأضداد
تختفي في مغارة .

ا***********

لم أره إلا وأنا سكران. 
هذا الهواء الذي تحول إلى كنغر..
يضرب الباب بحوافره..
يقفز من تلة كتفي إلى مخيلتي
يختلس قصائد نيئة..
كنت سأطبخها على نار هادئة..
هاهو يسقط مثل تفاحة نيوتن
من أعلى الرأس ..
مكركرا عظامه الهلامية..
باتجاه شباك جارتي الأرملة
طارقا بابها مودعا قصائدي 
بين ظهرانيها ..
طعاما لرهائن لم يولدوا بعد..

ا***********

أعذروني
أنا في تابوت
في مقبرة مهجورة..
أهاتف طفولتي التي قتلوها
في قطار نائم يتنفس بصعوبة..
إن شئتم
إتصلوا بي من خلال موميائي الحنونة .

ا************

حياني ميت
من شباك المشرحة..
كان يحاضر في رواق الأبدية..
أنا بانتظار زوجتي آخر الأرض..
لتسلمني مفاتيح الخميلة..
تشيعني دموع الموتى..
إلى كهفي القديم .

ا************

مثل نيزك 
إبتسم لي حظي الأعمى..
إختلست مصباح علاء الدين
من طائرة صغيرة
تنام في مخيلة قس..
صرت مربي خيول في شقق ضحوكة..
رائدا جيدا لفضاء اللازورد..
صديقا صميما لخيميائيين ومهربين..
ونجوم متهتكة 
تخبئ نقودها في حديقتي..
لا أدفع الضرائب للأشباح..
لا أمشي وراء جنازة الأضداد..
يحترمني ناس كثر..
جبلوا من قش الحداثة..
تنحني لي ذئاب المستنقعات..
ويلمع حذائي كبير الدببة. 
يحملني أسخيليوس على ظهره
(في زقاق ضيق) .

ا**************

أنا ميت منذ قرون
يحرسني جنود أفارقة..
ويزورني قس مرة في الأسبوع..
يهديني ملابس نظيفة في عيد الشكر..
لا أخرج إلا نادرا إلى مقهى أو حانة. 
أروض متناقضاتي في دار الأوبرا..
وأغني لهاديس في مظاهرة..
أو في رحلة صيد مروعة
داخل غابة الذكريات ..
أنا متورط في جريمة نسيان..
سأقتل إوزة بيضاء يوم القيامة..
وأبيع قوارير عطر فاخرة للملائكة.

فتحيمهذبيكتب .. لأن العدم ينظف البندقة

فتحي مهذب

                     

         

            لأن العدم ينظف البندقية. 

** لأن جوادك مكسور الخاطر. 
يشتم القباطنة في المبغى. 
يجلب الغيمة من ذقن الزبون. 
 ويحمحم في الصلاة. 
لأن جوادك بعين واحدة. 
وقوائم من الجبس . 
خسر الحروب كلها. 
خسر التاج وفصوص الحكمة. 
قمر الغابة الأسمر. 
مفاتيح القلعة البهية. 
 القنديل في الشرفة. 
الأميرة في ألبوم العائلة. 
لذلك ستقف على تفاحة الوقت بساق  واحدة.
في انتظار خاتم سليمان. 
***
دخلت الكنيسة 
بمخالب فهد متربص. 
حاملا قارب التوبة بأسناني الهشة. 
وفي دمي يلهث التنين. 
آلاف السنين من النكران والجحود. 
من الصديد واللامعنى. 
البركات هنا والجوقة ترتق البراهين. 
 أعلى البرج. 
***
أنهارك مظلمة جدا. 
المراكب ترصع أعشاشها باللازورد. 
أنا السمكة التي تقرص المياه. 
لتؤمن وجبتها من النور. 
بأسنانك مزقت المسافة الحلوة. 
وفي القبو الداكن 
قتلت الفهد الذي يلعق متناقضاتنا
بشراهة باذخة. 
صنعت مني مسيحا أرعن. 
تغسلين صلبانه بدم الحيض. 
وضحكت على ذقن السرير.
أف, النميمة ليس البرد الذي يهشم العظام. 
وفي الحانة يشنق أتباعي الواحد تلو الآخر.  
بعت وجهي لمطاردي العواصف. 
آزرك البرابرة في الجنازة. 
بين أصابعك تخفين تابوتي الأزرق. 
***
لأن خيول المطر جائعة. . 
تهشم النوافذ وكثبان النوستاليا. 
لأن الباص سيسقط في التجربة. 
وتغرد الهاوية بغزارة. 
يتلاشى المغنون ويطير شلال الدم.
لأن العدم ينظف البندقية. 
لشن سهرة عائلية في الجحيم. 
لأني منذور للخسران. 
خانني الجسر.  
خذلتني طبائع الأشياء. 
لأن العالم سرد عدمي خالص
والروائي معلق في خرم الإبرة. 
لأن الله قلق جدا. 
والملائكة ذابوا في المحيط. 
لأن الآخرين هم الموت والقيامة. 
لذلك قلت للمعنى وداعا
وارتديت قناع المهرج. 
***

أف, الأقزام يصعدون المنصة. 
العربات تكبو في مضائق الشريان. 
الصولجان بيد العراف. 
أيها الغراب لا تمزح معي. 
السفينة تثغو في المغارة
الوحوش تتقاسم الغنيمة. 
لتسليتي أقفز من الباص في حنجرة القرش. 
كان عرقي ذهبا خالصا. 
الإوزة جائزتي في الهاوية. 
***
 بكينا مع الأسد في الخلوة
قذفتنا الثعالب بالقش والحجارة. 
لم نجد أما ولا شجرة
لترويض الهواجس. 
ذهب الرعاة إلى المستشفى. 
القطيع في غرفة الإنعاش.
طاردوا خبزنا اليومي.  
 لم نر الضوء آخر النفق. 
لم تصدق نبوءة الخوري. 
والهواء هو الصديق الأبدي.
***

Parce que La Futilité Nettoie le Fusil
Fathi Mhadbi – Tunisie
Version Française : Salah Mohamed El Hassan Osman Al-Giwaidi - Soudan

                                                                              ***
Car, l'esprit de ton cheval est brisé,
Il maudit les capitaines au bordel.
Apporte le nuage du menton du client
Et il hennit pendant la prière.
Car, ton cheval n’a qu’un seul œil,
Et des jambes de gypse,
Il a perdu toutes les guerres,
Il a perdu la couronne et les mystifies de la sagesse,
La lune brune de la forêt,
Les clés du château magnifique,
La lanterne sur le balcon,
Et la princesse dans l’album de famille,
Donc, vous vous tiendrai sur la pomme du temps,
Sur une seule jambe,
Attendant l’anneau de Salomon.
                                                                              ***
Je rentre à l’Eglise,
Avec les griffes d’un guépard qui guette.
Portant le bateau de repentir entre mes dents fragiles.
Et dans mon sang, halète un dragon.
Des milliers d'années de déni et d'ingratitude,
De pus et de non-sens,
La baraka, ici, et le chœur fabrique les preuves,
En haut de la tour.
                                                                              ***
Tes rivières sont trop sombres,
Les bateaux décorent leurs nids par des Lapis lazulite,
Je suis le poisson qui pince l'eau,
Pour assurer sa ration de lumière,
Par tes dents, tu as déchiré la belle distance,
Et dans la grotte sombre, 
Tu as tué le léopard qui lichait nos contradictions,
En gourmandise extravagante,
Faisant de moi Mésie affreux,
Dont tu nettoies les croix par le sang de tes règles,
Je t’ai triché au lit,
Merde !
Les Potins, ce n’est pas le froid qui cas les os,
Et dans le bistrot, mes disciples sont suspendus, l’un après l’autre,
J’ai vendu mon visage aux chasseurs d’orages,
Les barbares vous ont soutenu aux funérailles,
Et entre tes doigts, tu caches mon cercueil bleu.
                                                                              ***
Car, les chevaux de pluie ont faim,
Les cassures de fenêtres et les dunes de nostalgie,
Car, le bus échouera l’épreuve,
L’Abyme, chantera intensivement,
Les troubadours détèleront et le cascade du sang s’écoulera,
Car, le néant nettoie le fusil
Pour lancer une soirée familiale dans l’Enfer,
Car, je suis promis à la perte,
Le pont m’a trahi,
La nature de chose ma déçu,
Car, le monde est néant pur,
Le romancier est inséré dans la creuse de l’aiguille,
Car Dieu est très anxieux,
Les anges disparus dans l’océan,
Car, l’autrui, c’est la mort et la résurrection,
 J’ai dit à Dieu à la raison,
Et j’ai mis le masque du clown.
                                                                              ***
Marde!,
Les avortons montent au tribune,
Les véhicules se tracasse dans les détroits de l’artère
Le sceptre est entre les mains du voyant,
Corbeau, ne me fait rien de blague,
Le bateau bêle dans la grotte,
Les monstres se partagent l’enjeu,

Pour me plaire, je saute du bus dans la gorge du Baleine,
Ma sueur est de l’

جودات الغريب يكتب ... مقعد الدراسة

...... - ١١٢ -..... مقعدالدراسه 
كنّا على مقعد الدراسة صِغار
نُخططُ لقادم الأيامِ
كما لو أننا كِبار
لم نكن نزرع في حقولنا وعقولنا
إلّا عِطراً وورداً وأزهار
لم نكن نعرف أن الورودَ 
بحاجة إلى أشواك تحميها 
كما تحمي ثمارِها شجرة الصبّار
لم نكن نحلم بغدٍ 
كنا نعيشه واقع مُختار 
لم نكن نعرف أننا نتسرب إلى بعضنا 
كما البوح إلى الأسرار 
أو كعروق الماءِ الصغيرةِ إلى الأنهار 
مشينا العمرَ مرغمين بإجبار أو بإختيار 
أو كما أرادت لنا الأقدار 
مضت أيام وأعوام ولم نلتقِ
كنت أعرف غاليتي
أن وصولي إليكِ بعد ستين عاماً 
ليس مستحيلاً
غداً مسافرٌ إليكٍ
أو بعد غدٍ
بكفني الممهور بنكهة الطبشور
وصوت الإسعاف يسبقني
كصفارة الإنذار 
سألتني يوما أن أختار بينك وبيني
وحيف عليّ أن أختار
لأني مذ عرفتكِ
مذ عشقتكِ إتخذت القرار
أن أُخَبِئكِ تحت أضلعي 
وأعمل مني طيارةً على مدرج المطار
فلا ضابط التفتيش يوقِفُنا
ولا نحتاج لشارة البدء بالإقلاع
ولا إلى صفارة الأذن بالسفر 
كصفارة القطار 
فقط أصمتي وأنصتي
واسكني جنب خافقي
فقد مللتُ الإنتظار 
وإلّا أعودُ وإياكِ 
....... إلى مقعدِ الدراسةٍ الصغيرِ
........ نَحلمُ أحلام الكبار
...... ونعود كما كنّا
.......... صِغار 

.... -٢٠٢٠-.... جودات الغريب ... سوريا ... حمص...

السيد الهاشمي الحتاني يكتب ... نثرية

نثرية
بين المدن الخاوية
بين الحواري والأزقة
أقنعة تختبئ خلفها
وجوه التا ئهين
فاقدين  الذاكرة
وجوه" بلا أسماء
وتاريخ " زهايميري
فقدت فيه قيمتها الأشياء
الأرواح  مشردة
الأجساد بالية
تبدد النور  
غفى الصبح  
لن تشرق الشمس 
بعد اليوم 
حتى  يضيء القنديل
بزيته الأحمر الوردي

محمد عبد الحميد السيد يكتب ... النيل مارد كبير

***** النيل مارد كبير ******
  اذا حاولتم تقييده بسدكم 
 فإنه حتما سينهار
 مهما كان حصنا منيعا  عالى الأسوار
  النيل وحش إذا حاولتم 
  حبسه
 سينطلق عليكم بقوة ودمار
 ماذا  تعتقدون أن يمنع سدكم
  منه فضربة
 صغيرة من غضبه تجعل 
كل سدودكم تنهار
 النيل يجود بالعطايا لكم ولنا
 أطماعكم ستجلب لكم
  المرار
 عودوا إلى عهود قد سبقت
 تذكرو أن  طريق الحق 
  سيفه بتار
 منذ القدم والنيل رفيق دربنا
 لن تستطيعوا جعله يتركنا
 مهما حاولتم بأصرار
  لم تحترموا المواثيق فأنتم
 تخونون عهدكم  بتكرار
 النيل حر لن تتحكموا
في منبعه فهو
  يجري بامر الواحد القهار
  النيل ملك حدود مملكته 
 من منبعه إلى قلب بلادي
 ثم إلى نهاية الديار
 عظيم الشأن يجري حبه
 مع دمائنا
 كما تجري السفن في البحار
مهما حاولتم  لن تقدروا
 على  حبسه وأسره فان
 نيلنا لا يقبل الاحتكار
 النيل يحبنا و نحبه
 كحب الأب وأطفاله الصغار
 النيل   نهر عظيم
 عبر الزمان جواد بالخير
مدرار
مهما تفاخرتم بسدكم  فأن النيل
أقوى منكم ومن هذه الأسوار
 احذروا أن يغضب عليكم 
فأن غضبه يهدم كل شيء
كما الاعصار  
النيل هبة  لمصر من الله الواحد القهار

 بقلمي محمد عبدالحميد السيد
جمهورية مصر العربية
mohamed Abdelhamid Mohamed

محمد الفاطمي يكتب ... ما بالجزائر بيننا تتدخل ؟

ما بالجزائرِ بيننا تتدخَّلُ؟
أَطُبولُ حربٍ بالجزائر تُقْرعُ؟***أمْ تلك حعْحعَةٌ تَجيئُ وتَرجــــــــــــعُ؟
هلاَّ قرعْتُمْ بالسَّلام طُبولَكُم***ليكونَ أصْدقَ ما يُقالُ وَيُسْـــــــــــــــــمعُ
فاليوْمَ بانَ لكُلّ شخْصٍ عاقلٍ***أنّ الجزائرَ لا تزالُ تُجعْـــــــــــــــــجعُ
ولقد أرى أنَّ الوعيدَ سفاهةٌ***ومتى المنيَّةُ أقْبـــــــــــــــــــــلتْ لا تُدْفعُ
لابُدَّ منْ يوْمٍ عصيبٍ فانْتَظرْ***أَبأرضكَ أمْ بأُخرى المَــــــــــــــصْرَعُ؟
////
ظلَّتْ تُهدّدُنا الجزائرُ كُلَّـــــــما***شَعرتْ بأنَّ الإنْفـــــــــــــــصالَ تقَزَّمأ
وَإذا به قمرُ التَّجسُّس شلَّــــــــــــها***فَتأكَّدتْ أنَّ الجــــــــــــــوارَ تقدَّما
وَتيَقَّنتْ منْ بعدما عَلمتْ بما***سَيرُدُّ مــكْرَ الإنْفصال توهُّـــــــــــــــما
صحراؤُنا أرْضُ الجُدود وشَعْبُها***بالمغْرب اعتنَقَ الهُدى وتعــــــلَّما
فَلمَ الجزائر في الأُمور تدخَّلتْ؟***وكأنَّها طرف على الوطن ارْتَـــمى
////
ماذا سنجْني والحروبُ خرابُ؟***وحوارُنا عنْد الخــــــلاف جـــــوابُ
أَوليْس عاراً أنْ نُقاتلَ بعْضَنا***وكأنَّنا في الكائـــــــــــــــــــناتُ ذُبابُ؟
إنَّ الحوار به التَّفاهُمُ ممْكنٌ***وبحكْمةٍ قدْ تُفْتَــــــــــــــــحُ الأبــــــوابُ
فاسْعوْا إلى وَأْدِ الخِلافِ بسُرْعةٍ***إنَّ التَّحاوُرَ في الخِـــــلافِ صوابُ
وَدعوا الصِّراعَ على المصالِحِ جانِباً***فالحرْبُ شَرٌّ والسَّــــــلامُ توابُ
////
ما بالجزائر في الحُروبِ تُفَكِّرُ؟***وبها العساكِرُ في البلادِ تَجـــــــبَّرُوا
تسعى إلى نشْرِ العداءِ بمغْربٍ***وَتُريدُ بلْقَنةَ الجــــــنوبِ وَتَمْــــــــكُرُ
إنَّ الدَّسائس والخُطوبَ إذا سَطتْ***سَتُصيبُ مَنْ للْبيِّــــــــناتِ تَنكَّروا
وَشُعوبُنا بِدمِ القرابَةِ إِخْوةٌ***فَلِمَ العداءُ وأرْضُـــــــــــــــنا سَـــــــتُدمَّرُ؟
تجْجري الرِّياحُ بما أرادَهُ عسْكرٌ***في شنِّ الحروبِ على الجِوارِ يُفَكِّرُ
////
ما بالجزائِرِ بــــــــــيْننا تَتدخَّلُ***وَكأَنَّها لِدَمِ القرابةِ تَجْـــــــــــــــــهلُ
تُبْدي مخالبها وتَحْسبُ أنَّــــــها***في شأْننا قدْ أصْـــــــــــبحتْ تتوغَّلُ
هلاَّ أَقَرَّتْ بالحقائِقِ بــــــعدما***عَلِمتْ بأنَّ ضلالها سَيُعَـــــــــــــطَّلُ
وإذا الحكومةُ في الجزائرِ فكَّرَتْ***وجدتْ بأنَّ الزَّائِفاتِ سَتــــــرْحَلُ
نرجو السَّلامةَ بيننا بتقارُبٍ***يُنْهي النِّزاعَ بِحِكْمةٍ تُتَـــــــــــــــــقبَّلُ
محمد الدبلي الفاطمي

محمد عبد الحميد السيد يكتب ... تحيا مصر

تحيا مصر
  
 مصر يا حاملة لواء العروبة
  تحمي أرضك دائما تحفظي
         حدودها

  أحبك يا بلادي حبا عظيما
  على الدوام أفتخر  بأنني
       أنتمي لها..
  
   اسألوا التاريخ عن مصر
  سينطلق ناطقا يروي
       كل أمجادها

  مصر يا وردتنا  عطرك 
  يفوح  في   أرض العروبة يصل
      كل ركن  من أركانها

  بأفعالك ليس بأقوال علمتي
  العالم كله كيف يكون الحب بين
   الشقيقة وأشقائها

  يا أشقائنا العرب هيا  جميعنا
  نقف وقفة إحترام وتعظيم 
    وإجلال .. لها

   من قديم الزمان وقفت  
   يا مصر بوجه أعداء العروبة 
   والكل يعلم  أمجادا
   أرسيتيها..

  قفي شامخة يا مصرنا عبر 
   العصور لا تأبهي  لأقوال جهلاء
      لا يعرفون  إنتصاراتها

  مهما حاول الجهلاء العبث
  بأسمك لن يبلغوا مرادهم أبدا
  ولن يساموا   يوما ظلها

   إلى الأمام تقدمي يا مصرنا
    يا بلد الأمن والأمان  لقد
   تعدد في القرآن ذكرها

   أنا عاشق ترابك يا مصر 
  أحبك  فليشهد العالم بأثره
       على عشقي لها

    يارب  احفظها  على الدوام
  وبارك في كل رجالها ونسائها
      وكل شعبها

   بقلمي ومن قلبي
   محمد عبدالحميد السيد
  جمهورية مصر العربية
mohamed Abdelhamid Mohamed

د.جاسم الطائي يكتب ... أين أذهب

تشطير 
أبيات من قصيدة نزار قباني 
( أين أذهب ) 
(لم أعد داريا الى اين اذهب )
في متاهات خلوتي أتعذبْ 
كلما قلت للحياة وداعا 
(كل يوم أحس أنك اقربْ )
( كل يوم يصير وجهك جزءا ) 
نابضا مثل طفلة حين تلعبْ 
كيف تلهو بمهجتي وفصولٍ 
( من حياتي ويصبحُ العمر أخصبْ )
(وتصير الاشكال أجمل شكلا )
لا تفاصيل لا مجالَ لِمهربْ
وتصيرُ الزهور تقطُرُ شهدا 
(وتصير الاشكال أحلى وأطيبْ )
(قد تسربت في مسامات جلدي ) 
وأنا فيك مدمنٌ حينَ أشربْ
مَن لِكأسي إذا احتللتِ حياتي
( مثلما قطرة الندى تتسربْ )
(اعتيادي على غيابك صعب ) 
كلما زارَ خاطرٌ منكِ أرهَبْ
فأمَنِّي الفؤادَ بالوصل دوما 
( واعتيادي على حضورك أصعبْ ) 
( كم أنا ، كم أنا أحبك حتى ) 
ليس لي في سواكِ شِعرٌ ومطلبْ 
خبِّريني بما أنا فيهِ حتى 
( أن نفسي من نفسها تتعجبْ)
---------
د٠جاسم الطائي

عارف البواري يكتب ... بيننا سر غريب

بيننا سر غريب وشعور علوي عجيب

فانجذابي إليك عظيم كم هو الإنجذاب مهيب

وكأنني لا أرى سواك وكأني عن الناس غريب 

أما في حماك فإني يا حبة القلب عندليب

يجف حبر أشعاري ويحلو في سناك أناشيد

صحراء لا عشب فيها وحياتي قربك أعراس وعيد

فن الهيام أتقنت وغير الود والصمت لا أجيد

عجوز هرم معهن ولكني كل يوم في هواك وليد

عارف البواري
16.11.2020
Aref Ah Boueiri

محمد عبد الحميد السيد يكتب ... الأمل بالله

الأمل بالله

  الأمل باللّه نعمة ونور
  اذا ما سكن الأرواح
  يتجدْد هذا النّور مع
  اشراقة الشّمس كلّ صباح
  عش بالأمل مهما عاندتك
  الدّنيا قاومها بالرّضا والكفاح
  الأمل باللّه نعمة ونور
  سيقودك حتما للفلاح
  الرّضا والقناعة سرّ الهناء
  اذا امتلأ قلبك بهما تعش 
  فرحا مرتاحا
  لا تشغل عقلك بهموم الدّنيا
  فالله يدبّر شؤونك فلا تكثر
  البكاء والنّواح
  عش الحياة كما هي فانّها
  يدبْرها اللّه فالق الاصباح
  وأترك الأمر لصاحبه
  تجد الهموم عنك تبعد وتزاح
  لا تكن بهمومك مشغولا
  فانّها ستجعلك تغرق في 
     عذاب وجراح
  اللّه قريب من الخلق موجود
  ودعوتنا تصل  اليه بسرعة
  الرّياح
  تقرّب الى اللّه بالطّاعات
  ولبي المنادي اذا قال
   حيّ على الفلاح
  
  

  بقلمي محمدعبدالحميد السيد
mohamed Abdelhamid Mohamed

أنيس ديان يكتب ... ساندويتش عار

((ساندويتش عار ))            

أنيس ديان/اليمن/عدن
              -1-

ما أجمل !!
أن تصنع ساندويتشا من
العار
تضعه في حقيبة ابنك
المدرسية
يأكله بعد درس الحرية !!
الخوف أوغل في الرجال
فنبتت في صدورهم
أثداء
والأحلام الفاتنات فقدت
عذريتها 
على الأرائك المخملية
رباه  !!
الحياة فكرة طائشة
لا تسعد ولا تغني من وجع
الحرية حدائق ورد عاجية
هل حان حصاد الرماد !!
            -2-
قال أبي وهو يذرع الموت
إن أدركت قحط القلوب 
أرجم شيطان الحياة
حتى الموت
أضرب رأسك بهراوة
غليظة
وموتا معا ذلك أزكى
وأكثر  تراجيدية
ليت لنا نافذة قُبالة
النار
نتشفَّى بمن رصفوا آفاقنا
كي لا تشرق لنا شمسا
ماذا بعد !!
الوقت الأدهم يداهمنا
كفوا عن حك رؤوسكم
خجلا
كفوا عن الابتسام بزاوية
منفرجة
هبوا الى الحرية

فتحي مهذب يكتب ... جسد ......ترجمه للإنكليزية : د.يوسف حنا

فتحي مهذب -تونس .  
 ترجمة للإنجليزية: د. يوسف حنا / فلسطين. 

                                     الجسد. 

إعتنيتُ به طويلاً مثلُ خادمٍ متفانٍ في معبدٍ بوذا..
أَقصُّ أَظافرَه كلَّما حاولَ الهروبَ إلى طبيعتِه الأُولى..
إِلى عشيرةِ الذئابِ في المرتفعات..
وبعنايةٍ فائقةٍ أَحْلِقُ شعر إِبطيْهِ لِئَلّا أَجرح أحاسيسَ أطفالِه القادمين ببطءٍ من تقاطيعِ عمودِه الفقريّ..
أَقوم بترويضِ وُعولِ متناقضاتِه
في الخلوة..
لِئَلّا يَجِنّ دفعةً واحدة..
ويسقط مثلُ نيزكِ في بركةٍ آسنة..
وكلَّما خذلتْهُ طبيعةُ النقصانِ
أُعزيهُ لِئَلّا يذوبُ مثلُ سمكةٍ في المحيط..
أَو يختفي في أَدغالِ النكسة..
كُلَّما خانَه الآخرون واضطهدتْه الحواسُ في مقتبلِ الضوء..
يرفعُ صلواتِه إِلى بناتِ نعش.
آبقًا من جنازيرِ الشكِّ إلى منصةِ الكلمات ..
هو ينمو مثلُ شجيرةِ جُمّيز ..
أَو فهدٍ يُقلِّمُ نثرَهُ اليوميَّ على حافةِ الغابة..
منتظرًا عبورَ قِرَدَةِ الكسلان
لينقضَّ عليها..
يطيرُ في العتمةِ وأُلاحقُه على صهوةِ رُخ..
لئَِلّا يرتكبُ مجزرةً في عُشِّ الحمام..
أَو يملأ كوابيسَه في سلَّةِ النَّوم..
كانَ مليئًا بزوارق النساء..
بفهارس طويلةٍ من أَسماءِ الحوريات..
وعلى رملِ هواجسِه آثارُ عروسِ البحر..
يذهب الى الفلاسفةِ بروحٍ عرجاءَ
كُلَّما حاولَ التحديقَ في وجهِ الحقيقة..
وقراءَةَ حركاتِ اللاوعي في المرآة..
يحملُه الليلُ والنهارُ مثل رهينة..
ويقتلُه الحنينُ إِلى الميتافيزيقا..
يبني ويهدمُ ديرَ ذاتِه بيديه..
وفي الحاناتِ يبكي كثيرًا..
تزورُه وحوشٌ مهذبةٌ من تجاعيدِ المسنين..
هو ماضٍ الى غبارِ البدايات..
تاركًا دموعَ متصوفة
على مائدةِ العِلَلِ الأُولى..
والعالمُ ماضٍ في دورتِه العدميَّة..
كنتُ أُعزيه مثلُ أَبٍ روحيّ
واعدًا إِياهُ بثمرةِ التناسخ..
إِن العدمَ بابٌ إِلى الوجود..
حيثُ تجدُّد الهيولى في الغياب..
سنطاردُ الموتَ مثل لِصّ..
وفي جيوبنا تشقشقُ مفاتيحُ الأَبديَّة..
هكذا يمضي فاردًا جناحَيْهِ
إِلى طينتِه الأُولى..
حزينًا ومكسورَ الخاطر..
مثل آلافِ المصابيحِ في الحديقة..
ستنام وحدَك في الظلمات..
في انتظار المعجزة ..
بينما اللاشيءُ يعوي في الفلاة .

*******************

*** The body ***

Fathi Muhadub / Tunisia

Translation from Arabic Dr. Yousef Hanna / Palestine

I took care of him for long like a dedicated servant in the Temple of Buddha ...

I trim his nails whenever he tries to escape to his first nature.

To the Clan of Wolves in the highlands ..

With great care, I shaved its armpits, so that would not hurt the sensations of its children, coming slowly from the sections of its spine.

I tame the caribous of its paradoxes

In seclusion ..

Lest it go mad all at once ..

And it falls like a meteor in a stagnant putrid pool.

The more its nature of fails disappoints him

I mourn it lest it melts like a fish in the ocean.

Or it disappears in the jungles of setback ..

Whenever others betray him and oppress him by the senses in the prime of light ..

He raises his prayers to the daughters of a coffin. Fleeing from chains of doubt to the platform of words ..

It grows like a sycamore bush.

Or a cheetah trimming his daily prose at the edge of the forest.

Waiting until the sloth's cross

to pounce on it ..

It flies in the dark and chases it on a rook,

lest he commit a massacre in the pigeon's nest.

Or fill his nightmares in the sleeping basket ..

It was full of women's canoes..

Of long indexes of nymph names.

And on the sand of his obsessions, traces of mermaid.

He goes to the philosophers with a lame spirit

Whenever he tries to stare at the truth

And reads subconscious movements in the mirror.

Night and day carry him like a hostage.

And nostalgia for metaphysics kills him.

He builds and demolishes his own monastery with his hands.

And in bars he cries a lot ..

It is visited by polite monsters from the wrinkles of the elderly

He is going to the dust of beginnings ..

Leaving mystical tears

At the buffet of first explanations

While the world is going through its nihilistic cycle,

I comforted him like a godfather

Promising him the fruit of reincarnation.

Nothingness is an entrance to existence

Where the chaos was renewed in absence

We will chase death like a thief

And in our pockets the keys to eternity are cracking

This is how he spends his wings

To his first place

Sad and heartbroken...

Like thousands of bulbs in the garden.

You will sleep alone in the darkness,

Waiting for a miracle..

While nothing howls in the desert.

د.عبد الله دناور يكتب ... وردة

ـ وردة ـ
ــــــــــــــ
أصبحت أصدّق أن الورود الغالية على القلب تعيش ربما أكثر مما نعيش.. أمس تصفحت قصائدي الأولى.. كانت وردتك تختبيء آخر الصفحات.. وكان الختام مسكا.. وردتك أحلى قصيدة.. بين يدي حضنتها.. أستعيد تلك اللحظات الهاربة من الزمن تتوج لحظاته ببسمة ونبضات شغف.. لحظات لن تستعاد.. أمام أنظار الجميع ودهشتهم وحقّ لهم فمثل هذه اللحظات حتى الزمن يتعجب منها.. شممتها.. حية ماتزال في القلب.
ورغم تعدد ألوان الورود وقتها سؤال كان بنفسي
لمادا اخترت هذه الوردة بالذات
وكيف عرفت أنني أحب اللون الأبيض. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور25/11/2020

صلاح الورتاني يكتب ... لا تسقطوا قلمي من يدي

لا تسقطوا قلمي من يدي 

قلمي هو جراح وطني 
صوت أجدادي 
هائم في أوطاننا العربية 
يستنشق عطرها وشذاها
يسير في روابيها 
يشحذ العزائم 
يبدٌد الأحزان 
يمسح دموع الثكالى 
يربت على أكتاف اليتامى 
يحفٌزهم على العطاء 
دون هوادة ولا استثناء 
يدفعهم نحو الرقي 
لإعلاء كلمة الحق 
مدوٌية في وجه الأعداء 
قلمي سيظل يجول 
في كل البقاع 
يقتلع ظلم الكبرياء 
صلف من كبٌلوه 
كي لا يصدح بالحقيقة 
لكنه ماض في طريقه 
مع الشرفاء 
يقاوم كل خائن 
كل ظالم 
كل ماصٌي الدماء 
دماء الأبرياء 
دماء الشهداء 
دماء الأمهات الحيارى 
هائمات باحثات 
عن رزقهنٌ في الشتاء 
قلمي الحر ينتفض 
لمن سعى للمجد ولم يصل 
سهر الليالي ولم يزل 
لكنٌهم سرقوا عزمه وكفاحه 
لم يجد بعد الحل 
مازال ينشد الكرامة 
والعزٌة وسيظل 
لن يسقط قلمي من يدي 
مادام الدم يجري في عروقي 
وقلبي ينبض بالحياة 
وذاكرتي تحفر في أمجادي 
أحفٌزهم أولادي 
على حب الوطن 
أزرع فيهم النخوة والشرف 
أبعث فيهم الحميٌة 
لكل من سعى ويسعى 
معي للمجد والحرية 
أصافحه بقلبي وأهديه 
باقة ورد وتحية 

صلاح الورتاني // تونس

الاثنين، 23 نوفمبر 2020

عارف البواري يكتب ... هذا الحسون عصفورك

هذا الحسون عصفورك

أجمل اللحظات عندي أمضيها في حضورك

أستلهم الود منك واستهدي بنورك 

وأنتشي يا قلبي بنقاء شعورك

ليتني طيف لطيف في الأحلام يزورك

وفي حدائقك الغناء واحدة من زهورك

لاشيء  يضاهي سعدك ياقلبي وسرورك

أكرمك الله كثيرا ويسر كل أمورك ...

هل أكون مركبا يتهادى في بحورك

 او رشفة لذيذة يامناي من خمورك

ولدت حقا من جديد يوم تنشقت عطورك

أنفاسك ملء أنفي وإلي إمتد سرورك

عليك أرق سلام من الحسون عصفورك

يستمد الألحان منك مطمئنا في دهورك

سئلت عن أجمل الأيام قلت يوم ظهورك

عارف البواري

21.11.2020

Aref Ah Boueiri

د.جاسم الطائي يكتب ... نوائب الدهر

نوائب الدهر 
نوائبُ هذا الدهرِ تنهى وتأمرُ 
وليس لنا منها سوى الله يجبر ُ 
رمتني وأيامي بِكاراً ولم أزل 
من العيش في عمر الزهورِ وأصغرُ
حملتُ عذاباتي وفي القلبِ غصَّةٌ 
ورحتُ أشدُّ العزمَ طوعاً فيكبرُ
أنا ابنُ سياطِ الظلمِ بِراً بها وقد 
رضعت كؤوس المرِّ دَراً تقَطَّرُ
أنا ابن زمانٍ غادرته طفولةٌ 
ولم يبق مني غيرُ حلمٍ ويكبرُ
خبرتُ متاهاتِ الدروبِ بقفرها
ولي من جميل الزرعِ فيها فيزهرُ
ولي من مغاني الصبرِ لحنٌ على البلى 
إذا شابَ عقلي ظلَّ قلبي يُفكرُ 
فهل تشرقُ الأحلامِ من بعد دجنةٍ
وكلِّي أمانٍ لستُ أخفي وأنكرُ 
ألا إنَّ روحي ما تزالُ كريمةً
تعفُّ وتستكفي الإله وتشكرُ 
----------
د٠جاسم الطائي

د. عبد الله دناور يكتب ... الحق يقال

ـ الحقّ يقال..  ـ
ـــــــــــــــ
إشهد أيّها الليل
هي الآن نائمة
بعد دهر من التّعب
وتعرف حقيقة ..
ما في القلب
أني اكتفيت بصحبتها
وبأنها رأس مالي 
في هذا العمر
يكفي ..
لا أحد سواها ..
يبتسم بوجهي إذا عبست
ولولاها في هذا الوقت
ـ والأعمار بيد الله ـ
من زمان كنت رحلت
وانا بانتظار القمر
أن يطلّ من وراء الغيوم
للحظة واحدة
ليكون شاهدا ـ بعد الله ـ
على ما أقول.
ــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور20/11/2020

أدهم سلامة يكتب ... عاشق

عاشقٌ
أبلِّلُ شفتيَّ
بتمتمةِ 
حروفِ
 اسمِها
أحاولُ ألّا 
أستفيقَ
إلا على 
بلاطِها الرخاميّ
الشّامةُ
 المقدسيةُ
على خدِّها
كنجمةٍ تغيِّرُ
ملامحَ 
القمرِ
أذوبُ في 
سكّرِها
نبيذٌ معتقٌ
أنظرُ في 
عينيها
أرى السِندَ
والهندَ
وكنوزَ كسرى
وأسرارَ
 رشيدٍ
ضمّيني ضمةً 
واحدةً
أسمعُ بها
طقطةَ 
ضلوعي
واضطرابَ 
البحرِ
وزفيرَ النارِ
دقّ الروحِ 
في عودِ
الثقابِ 
يشتعلُ مرةً 
ومرةً
اروي ظمأي
من سنينَ 
عجافٍ
لوِّني حبّي
وجسدي
بألوانِ قوسِ 
قزحٍ
ودعيني أنامُ
في حضنِ
قبلةٍ ...

الجمعة، 20 نوفمبر 2020

د.عبد الله دناور يكتب ... اقتراح

ـ اقتراح ـ
ــــــــــــــ
بيني وبينك
مسافة خصب طويلة
ضفاف نهر
وحتى نلتقي
مارأيك أن أقطع
نصف هذا الطريق الحالم
وأنت نصفه الآخر
وعند ناعورة ..
آخذك بالأحضان
نعقد قراننا الأبدي
نجني مواسمنا ..
عائلة من الأزهار
قبيلة من القصائد
أشجاراً من الألحان
وبهذا المشوار..
هذا التعب الجميل
نكون علامة
فارقة بين المحبين
هكذا أشارت عليَّ عشتار
ووقع القلب ..
أطلق سمفونية من النبض
رقص الحور والصفاف
فما رأيك بهذا الإقتراح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.  17/11/2020
سورية ـ حماة

إدريس سراج يكتب ... خلف البحر

خلف البحر
صباح الخيل الهائم
في دمي .
غيم خلف الاسوار
يوجع صدري
ويقض الهواجس
التي ترابض في عيني .
اليوم كغيره من الرعشة
أخط  تمائم الحروف
و تجاعيد الصور 
على ماء يجرف صحراء الروح
ويوقظ الحمام من نشوته .
و اليوم أيضا أتهجى  صرخة الطفل
الضائع في حروفي 
و أولم للنار ذاكرتي .
خلف البحر تركت  رياض العذارى
و ياسمين غيابي
خلف البحر ذكرى لا تقبل النسيان
وخلف البحر جرح يفتح دراعيه 
لخناجر الماء
خلف البحر رماد أدروه
 على نعوشي 
كلما يممت شطر الحزن
خلف البحر صرخة 
تعوي كلما تربصت بغيمي كي أرضع
منه اشتعالي
و خلف البحر شارذة في غيمي
شمس كانت 
شبح صارت تهدهد كف الجثث
حتى مفترق الصدى 
خلف البحر 
نار تكلست في عين الظبية
المهاجرة منذ سفر الانين
الى بدر التكوين 
في صدرها الموشوم
بأصابيعي البدائية
خلف البحرامرأة نا مت
حتى مطلع الخوف
تطل من نافذة الذكرى
على خبل الصبا
و دعابات الريح حين
يعري تكوينها المبلول بحلمي
و أسماء فجرها المجهول
خلف البحر
سائحات مررن بروضتي
و اشتعلن  في الريح
ياسمينا و أطيافا
خلف البحر نهايات  تنتظرني
خلف البحر بدايات
لصحاري لا تنتهي........

                                         ادريس  سراج
                                         فاس المغرب

د.محمد الأهدل يكتب ...الصلاة على الأحياء

الصلاة على الأحياء 

 تناثرت أشلاء 
 بجسد ممزق
 روحها تنبض 
   وأبناءها  
في سُبات عميق 
  لم توقظهم 
 قرعات الطبول

   عدد أبنائها ...
    عشرون !!
   وزد عليهم ... 
    تؤم عاق !!
لا يعرفان الطاعة ..
 ويجهلان الأنتماء 
ولم يؤمنا بأن الخير 
معقود .. بنواصي 
      الخيول !!
 
تناثرت أشلاء 
مع ستة عشر ...
من أبنائها !!
أحياء يتنفسون ! 
لكنهم دون حراك 
تحبسهم الأعاقة 
 وتلجم أفواهم 
طلاسم الشيطان !
وشهوة الميول
 
ستة عشر إبناً ... 
مجموعهم .. وقوتهم 
لم تشفع لهم بالحراك  
يسيرهم (تؤم الشؤم )
ويمنيهم بالأماني ..
  والخلود .. 
 على بنود الرضى ..
               والقبول !!!!

  تبقى من أبنائها 
  خمسة ... أشداء 
  مازالوا يدركون ..
   حكمة لقمان 
  ويعلمون أسرار ..
      البيان 
 ويحفظون قصة ..
  الجِن مع سليمان
 والعذاب المهين ..
(خمسة) فاقوا بذكائهم 
 ذكاء ثمانية عشر  
من إخوتهم البلهاء 
  أعلنوا العصيان 
ولم يرضخوا لأملاءات 
      العجول ...

  لم أرى أماً .. بقسوتها !!
    بغبائها ... بخبثها 
    وصمتها وغياب ...
        الحنان 
 الضيم والقهر والظلم 
ينهشُ أجساد خمسة        
    من أبناءها ... 
 يُقَّتَلونَ ويُذبَحون ..
  محاصرون بلا دواء
      ولا غذاء ... 
  يفترشون الأرض ..
 وينامون في العراء
ولم نجد لها غيرة 
ولم نرى على ملامحها 
  حتى الذهول !!!

   تناثرت أشلاء
لم يبقى منها .. سوى
  جسد بلا روح 
أعضاءها مشلولة ..
وتشخيصها ( الإعاقة )
فلنصلي عليها صلاة ..
      الجنازة !! 
 بلا وضوء ولا طهور 
وبدون فاتحة الكتاب 
 بلا دعاء ولا صلاة 
 على طه الرسول !!

أحضِروا تابوت نعشها 
وليتقدم أكثركم حكمة 
للبدء بتكبيرة الإحرام
 ويؤم المصلين ..
  ويُكبر الحضور ...
  شَرعَ الإمام  للصلاة ...
   بالتكبيرة الأولى 
  وأعلن صلاة الغائب 
  على أموات أحياء ..
 من تماثيل الفجور !!
  لم تكن الصلاة .. 
 سوى إيماء وإيحاء
دون قرٱن ولا حتى 
      دعاء ... 
فالنعش قد خالف ..
   المسار  !!
ولا يرجى للموتى ..
  رضىً ولا قبول 

د. محمد الأهدل
١٨/ نوفمبر /٢٠٢٠

صلاح الورتاني يكتب ... مساء الخميلات

مساء الخميلات 

تمشي على البحر بخيلاء 
تخالها غزال 
يمتشق الخطى 
تهز خصرا على خصر 
يهتز القلب طربا 
لسحر محياها 
تثير فيك رغبة الكتابة 
تبعدك عن الرتابة 
تبعث فيك روح الدعابة 
توقفها عن مشيتها 
لتقول لها :
مساء سعيد غزال البحر 
تبتسم كبسمة الفجر الضحوك 
تستمر في مشيتها 
تتابعها بنظراتك 
تأخذ ريشتك لترسم لوحة 
جميلة أخاذة 
بكلمات شفافة 
تنظر إلى السماء الزرقاء 
كما تراها في عينيها 
يتعطل الكلام مع الريشة 
وهي تعود بعد سيرها 
لتقول لك :
مالك يا شاعر بماذا تشعر ؟
برعشة قلبية 
أخذتني لعالم الأحلام الوردية 
تهت في عالمك اللامتناهي 
لم أقدر على الكلام 
تعطل السلام 
من حسنك ضاعت كلماتي 
تبعثرت أحرفي 
لم تتشكل رسوماتي 
تداخلت الألوان 
بالزهور والأقحوان 
سبحانه الرحمن 
خالق الحسان 
من سحرهنٌ تاه البيان 
راح الشعراء يتجولون 
في كل مكان ..
ورحت أنا في رحلة التيه 
مع الجمال والسحر والدلال 

صلاح الورتاني // تونس

منى فتحي حامد تكتب ... عبلة الاشتياق

.  .       عبلة الإشتياق
قصيدة/منى فتحي حامد
--------------------------------
قرأت من عينيه 
 كلمات و كلمات ..
اشتياقآٓ متأججآٓ
 تجاه كل النساء ..
فسألتُ عن ماذا و لماذا 
كل هذا الإشتياق ..
محبة نادرة
 افتقد مذاقها الأغبياء ..
بالتاريخ عنها 
قصص و أساطير 
تروي و تحكي 
عن كل العشاق ..
فحلقت متعجبة بمقلتيٌٓ 
من تلك الجفاء ..
زهور نرجسية متفتحة 
 في ريعان الشباب ..
أذاب الحنين أغصانها 
و أذبل ملامحها 
خريف الشقاء ..
أيقنت الآن من جلستكٓ 
 على شاطيء اليٌٓم 
مترقبآٓ مجيئآٓ 
لضياء هلال ..
و إذ هي تأتي إليكٓ 
سابحة بين الأمواج ..
 فتبصر الحنين 
و سائر زنابق الأشواق .. 
من بين كفيها 
عناق أزليٌ الفناء ..
فتتهافت إليها القبلات ..
و يتزلزل من حولكٓ
 لهيب البركان ..
و تبوح لمساتكٓ 
إلى ياسمين الهمسات ..
ها هي حوريتي 
ما أبغى سواها بليلتي  
هي عبلة 
و أنا ما زلت عاشقها 
 عنترة بن شداد ...

/////////////////////

سليمان أحمد العوجي يكتب ... كش وطن

( هذا النص كتبني بمفرده ولم يستعنْ بأحدٍ مني) 

كشْ وطن 
---------------------------
ضفادعُ الشغبِ تهدمُ أخرَ أسوار صمتي.... 
ماعُدْتَ لي.. 
غداً سأتلفُ بطاقتي الذكيةَ
حالما تَصِلُني رسالةُ المخالعة.. 
ماعُدْتَ لي وطناً
ولامقاسكَ من مقاسِ كوابيسي.. 
سنونكَ تستأصلُ ربيعها
لعلةٍ في أرحامِ الزهرِ والشجر..
وتتنكرُ لعُطَلها الرسمية فهي لاتستريحُ ولاتريدُ لأحدٍ أن يستريحَ..
وعمري طائرٌ فينيقيُ النسبِ يرقدُ على بيضٍ من رماد لاالريشُ يسعفهُ ولاأهازيجُ القيامة... 
عصبةُ الأممِ تهدهدُ البحرَ حتى ينامَ..
ترفعُ المصاحفَ والعمائمَ والصلبانَ ومذكراتِ حُسْنِ النوايا والجوار.. 
ثمَّ تقيمُ مأدبةَ النارِ لغاباتِ الضحكِ من ( رأس البسيط)  إلى رأسي.. 
تصادرُ الحرائقُ كلَّ الحكايا التي كانتْ تسعفني يوماً على النومِ في سريرِ أمانكَ.
ونكايةً بالدود المتربصِ أُمَلِّحُ الحزنَ كلَ مساءٍ وأبتاعُ لهُ جناحين من (كربلاء).. 
أطرقُ بابَ أحجياتكَ بقبضةِ العقلِ فتجفلُ غزلانُ روحي من صافرةِ النهايات
تمرُّ النشوةُ بعناقكَ على بركِ دمي مرورَ الوعدِ بالحياةِ على مسامعِ الموتى
أخبارُ فتوحاتكَ ماعادتْ تلطخُ وجهي بأصباغِ الدهشة.. 
أناديكَ فيخرجُ النداءُ تحتَ جنحِ العويلِ ويعودُ بخفّي
الصدى ومانفعُ الخفِّ بلا أرضٍ أوقدم.. 
كنا لوحاتُ الجراحِ على جدارِ الملحِ في معرضِ آلامكَ ..
فأوقَفْتَنا على صراطٍ تستوي فيه النجاةُ والهاويةُ..
ونحن التُعَساءُ فيكَ نجهشُ بأناشيدِ الغرباء ورحى الشتاتُ تطحنُ عظامَ أنسانيتنا ولا أحدٌ يقبلُ فينا العزاء... 
على أسلاكِ صوتكَ كانتْ تستريحُ زرازيرُ مسامعنا
تفلي ريشها من آفاتِ الغربة.. 
قصبُ حواسنا تركه ماؤك المخاتلُ يواجهُ محنتهُ وغارَ في شقوقِ ملذاتهِ الشخصية.. 
كم حـَذَرَنا( ريختر) من المشي على فالقِ الزلازلِ الممتدِ من قممِ كرامتكَ إلى شاطئِ بطيننا الأيسر.. 
فتظاهرنا بالصممِ وماانتهينا.. 
يسألني صديقي
وأنا أدقُ آخرَ مسمارٍ في حدوةِ المكانِ لأغادركَ:
( ماذا تعرفُ عن الشطرنجِ
ومن أوصل َاللعبةَ إلى بلادنا؟) 
أضعُ قلمي جانباً وأجيب:
( كانَ هولاكو حافيَ الذهن
ولم تكنْ تعنيه الألعابُ الذكية.. 
ربما كانت لعبةً فارسية.. 
ربما كان القيصرُ يقتلُ بها الوقتُ مع قائدٍ انكشاري.. 
أو جاء بها الأوربيون بعدَ أن تخلصوا من شرور الهنودِ الحمرِ الغاصبين) وأظنُ ياصديقي أنَّ كلَ هؤلاء مجتمعين كشّوا الفرحَ عن رقعةِ أرواحنا... 
/ عن لعبةِ الشطرنجِ لازلتُ أتحدثُ......
يارب:
على رقعةِ وطني
كلُ ملوكِ الكبرياء الهائمون بغرامه أرهقهم الإمساكُ بعصا الحقيقةِ  من المنتصف كحلوا الترابَ بمرودِ الدمِ وقضوا.. 
يارب:
 داستنا فيلة( أبرهة) 
وأبابيلكَ لم تنبسْ بحجر
وزيرٌ بنصف عين وربعِ لسان بحضورهِ اكتملَ نصابُ الجراد يرطنُ بالنشيد الوطني ملأَ جيوبهُ لوزاً وجواربهِ عسلاً ونحنُ لازلنا وقوفاً للنشيد.. 
يارب:
 جندُ الغنائمِ ألهاهمُ التكاثرُ
ونحنُ لازلنا زوارَ المقابرِ
وماجفَ ريقُ صبرنا.. 
يارب:
لالقاحَ لِكَلَبِ الحاجة وعضاتِ الجوعِ..
- يقاطعني صديقي:
( وماعلاقةُ الكلابِ بحجارةِ الشطرنج) 
لاأجيب ولن أجيب.. 
يارب:
 تلوكُ أحصنةُ الندمِ لجامَ العفةِ المر وتخرجُ عن المضمار.. 
تسقطُ في سواقي الخيبة بلاصهيل.. 
 يارب:
قلاعُ الكراماتِ حاصرها الرومُ والفرس
ولم تنطلِ على القيصرِ
خدعةُ طروادة.
--------
- سليمان أحمد العوجي
- سوريا

محمد عباس الغزي يكتب ... بعران الحي

بعران الحي :
…………………
لمَّا شدَدّتُ مِئزَري 
مالتْ عَليِّ بمئزَرٍ مهتوكٍ
بخيطِ شرياني تريدُ أخيطهُ 
أكفُ حُماتهِ 
خطفتْ بياضَ نقائهِ المنهوكِ
أهدتهُ منشفةً لأيدي العابثين 
قالت : 
ما بالها نوقنا وجِمالنا … ناعسةً في متاهاتِ المُرجفين ؟!!
سيدتي :
للجِمال جمالٌ في البيداء 
يرسمُ قِطارها لوحةَ الفِراق 
في أُفقِ السماءِ  
لكنها بعرانٌ لو هاجتْ 
في دروبِ الحَيّ 
تخبطُ كُل الأطناب 
رَكَلَتنا في أعتى الأمواج
بين قروشٍ يُغريها بريقُ الصِنارةِ تعلقُ بالأنيابِ 
وعلى الساحل 
تضجُّ لها قردة
ما أبقتْ من يقطينِ يونس
قَلَعَتْ أشجار موسى 
حَطَمَّتْ ما بَقِيَ من جِذعِ نخلةِ مريم 
حقداً … 
تقيئتْ في بيوتِ الله 
قَفَزَتْ …  
رَكَبَتْ … ألفَ عجلٍ عربيٍّ بخطامِ الأهواء
………………………………………… 
                                   محمد عباس الغزي 
                                   العراق / ذي قار 
                                    ٢٠٢٠.١١.١٨

الجمعة، 13 نوفمبر 2020

أشرف سعده يكتب في صدري تنهيدات

 في صدري تنهيدات 

لطفل انهكه الشيّب 

قبل أن يبلُغ الحُلم،


وبين يديَّ براعم لأزهار 

ماتت قبل ان تكتمل،

وفي رأسي رجُل 

عجوز يحتضر،


وفي أذني صَريخ

لإمرأه تُغتَصب،

وفي قدمي قيد 

يمنعني أن أنتصر،

وفي قلبي فتاه 

حزينه ولكِنها تبتسم !!



الشاعر حسن قنطار يكتب ثمّ ماذا

 ثمّ ماذا؟


ألم يُشبعْ ذئابَكَ صوتُ جوعي؟

وعزفي لا تنادمُه الذئابُ


ألم تركعْ بناتُ الحِلمِ منّي 

وسبّحكَ التأوّهُ والغيابُ؟


وعرّيتُ القصائدَ فيك حجّاً

ليسعى بين خديكَ الرّضابُ


وأسكرتُ اللياليَ من دموعي 

فيرقصَ فوق جفنيك الضبابُ


أيا وطناً عصرتَ اليوم قلبي

فهل أحيا وقد جفّ الخضابُ


ويا أمّاً حليبُك حال سمّاً

قتلتِني قبل أن يلدَ السحابُ


تُراني أرصفُ الأفلاكَ جسراً؟

وأرويني إذا ضحك السرابُ؟


وحقّكَ ما سئمتُكَ رغمَ موتي 

ولن أقصيكَ لو عزّ الخطابُ


فقل لي إذ فديتُك ثمّ ماذا؟

أترضى أن تساومني الذئابُ؟


عمرو قاعود يكتب على مقربة من الهذيان

 على مقربة من الهذيان 

أجلس قبالة عينيها

أراقب ارتعاشات الكحل 

في بصرها السراب

لا أجد غير ضياع قصيدي

ارتقب ثجاجات رمشها 

بقية من سحب وشمها

يجرني ظل السمانة 

إلى  تضخم الندى 

في كواعب البلور 

أحب الشتاء أكثر

فخلف جوقة ملابسها 

مزيد من نعيم الشهداء

خرائط النسيان تحاك بدهشة

خطوط الطول هناك 

مشبعة باهتزازات القافية

وكثير من الآهات ....ع.مرو


هيثم الأمين يكتب كل شىء على مايرام

 كل شيء على ما يرام؛

المراة التي اجتازت حدود وحدتها، خلسة

على متن رجل لا يتذكّر أسماء حبيباته و لا مقاسات أحزانهنّ

و ينسى وجهه معلّقا، كلوحة، أعلى  رأس السّرير

صارت محطّة...

الرّجل الذي فقد ظلّه في زاوية عتمة

صار حارسا للمدينة، ليلا؛

يتقاسم خطواته مع الأرصفة

و يتعكّز على ضوء قدّاحة

و الموت صار لعبة الأطفال المفضّلة؛

يرسمون، بالطبشور، أجنحة على ظهورهم

ثمّ يقفزون... من أعلى أحلام أمهاتهم!

كلّ شيء على ما يرام؛

ركبتاي ما عادتا تحيكان ملوحة الرّعشة،

أصابعي صارت ستالينيّة المذهب

تكتب للجميع عن الجميع 

و تصفني بالبورجوازي العفن فلا تكتب لي أو عنّي،

دمي مازال أحمر

و لكنّه أميّ لا يجيد كتابة الحبّ، بشفرة، على معصمي

و أنا

شاعر!!!

كل شيء على ما يرام؛

الجميع خارجي، الآن

و أنا... مازلت أكتب عن الحب

و لا امرأة تطلّ، عليها، وحدتي؛

ورود بلاستيكيّة

تزيّن شرفة بيت يجلس على قارعة طريق مهجور

أنا...

و لكن

كلّ شيء على ما يرام

أو ربّما

على ما يرام!!!


الشاعر رؤوف يوسف يكتب هدَهدَ القلب




قَتَلني في هَـوىٰ مـنْ كُنتُ أَهـواهُ

            سَهماً أَصابتْ وَسطَ القَلبِ عَيناهُ


يا رَبي سَلمْ ما أصابَني مـن قاتلي 

            و احفَظْ وَ سَلمْ لِقاتِلي عَيناهُ رَباهُ


و لا تُحـاسِـبهُ إن كـانَ قَـد يرضىٰ

            فَرضاهُ بَعدَ رِضـاكَ سُـبحانَكَ الله


وَ أَنا مُسـامِـحُـهُ وَ كُـلي فِــداً لَــهُ

             القَلـبُ وَ الـرُوحُ و العُـمـرُ فَـدواهُ


أَلسـتَ يا رَبي منْ أعطَيتني قَلبي ؟ 

             وَ لقاتِلي عَـيناهُ مـنْ أَنتَ أَعـطـاهُ

 

وَ زَرعتَ الـروحَ في جَسٰدي أَحبتهُ

            حُبهُ أضنى الروح و الجَسدَ أصناهُ


و عُمري أَعطيتني و لقاتلي أُعطِيهْ

             أنقصـهُ لي عُمري لـتطيلَ مَـحياهُ


أَجِنُ سُليمانَ بالأَمسِ كانَ يسكُنني 

             أَم أَنَّ هُــدهـــداً جـــاءَ سُـــكـنـاهُ


أسمهان همو تكتب يسبقني الوقت

 يسبقني الوقت 

وانا في شجار معه

البارحة ارهقني الركض

وانا افتش عن حذاء يليق بقدمي

وقفت كشجرة تساقطت اوراقها الصفراء

وتاهت الطرق مني 

الذين سرقوا المسافات

اهدوني الركض

سارسم دروبي على جناح الريح

ولن انسى اوكسجين الحب 

وانا اردد حبيتك بالصيف والشتا

وبكل  صباح انهض من سباتي لاقول لك

وحدك من يفك شفرة صباحاتي

الحب موت

وانا كلما اموت لااخبر احدا

اليوم ان سمحت لي او لم تسمح ساقول

بصوت كبير

صباح الخير 

ياحب


الشاعر جواد الأصيل يكتب على أنّي أراك

 على أنّي أرآك بنجــلى عيني

و لو غابت رُباك أغيب عنّي

,

إني الصّب لم أهدأ وجـــــيفا

أعتّق صمتي في لهف التمنّي

,

أتيتك و الحـــــنايا يافـــــعات

و شبّ العشق وأنهار الـتأنّي

,

و فاض هٌيامي لما صافحتني

يداك حبيــبي و طفِقتُ أُغنّـي

,

أردد أسمك المشّتولُ حُــــبا

ألوكك بالهٌيام كنســك ليلي

,

أحبك قلتها في عمق شعـري

وقافيتي إنتشاء العشـــق مـنّي

,

أيا بللُ الفراشة ذات عِـــــطرٍ

وحيث تفوح فيّ العطر أجني

,

اليك القلب يا عمري سلافٌ

شغافي فيك نبض ٌالمطــمئنِّ

,

لعمري يا خليل الروح حالي

كطيرٍ في سماك يجول فنّــي

,

أطوف صبابة تحنان ريشي

و عنق الروح عـــنقاءٌ كأنّي .


علي كريم يكتب كالبرق ظهرتْ

 كالبرق ظهرتْ سريعاً 

أسرع من الصوت 

 إلا صوتي ينطق اسمها لا يسبقه شيئ.. 


تقلب ليلي نهار بومضة عين 

 لتمطر سمائي كلمات غزل 

اسقي بها اطراف شَعرها و شِعري 


هي الشتاء بكل ما يحمله من حنين و عنف.. 

دفئ و برود 

عواصف و جمود 

 و الكثير من الكستناء فوق خديها .


كوثر نزهه تكتب مسافاتٌ طويلة

 مسافاتٌ طويلة تتبعها مسافات 

أركض على مد النظر دون توقف .. 

أخالُ نفسي داخل لعبة مجنونة 

أختتمُ مرحلة منها ليُلقيني العمر في مرحلة تالية فجأة 


الفرق أنني لا أملك كبسة زر لأغيّر الصورة أو حتى لأخرج عنها .. 


.....


غرقٌ لذيذ في التفاصيل 

و أنا لا يمكن أن أنجو بكل أجزائي منها 

أستعدُّ كل يوم لأحداث المشاعر 

ثم إذا ما التقيت إحداها 

ابتسمتُ 

و فتحت لها قلبي 


.....


أريد أن أستريح مرة واحدة 

تحت ظلك .. 

مد لي يديك 

واترك للطير فكرة بناء عشه .. 



رشا الشامي تكتب سخرية القدر

 

في إحدى الليالي الباردة ..
كانَ صوت المذيع الصاخب ينبعثُ من التلفازِ ..
معلناً اسم الفائزة بالمسابقةِ !
وفي نفسِ الدقيقة ، مرّ الشريطُ الإخباري
العاجل بخبر ..
سقوطِ امرأة في مُقتبلِ العمر من شرفة
أحد المنازل !
.
.
اتصلَ المذيعُ برقم الفائزة ..
ليرّد عليه أحد رجال النجدة !

الخميس، 12 نوفمبر 2020

الشاعر د.حاتم جوعية يكتب ... إن الروح هائمةٌ

-   إنَّ  الروحَ هائمةٌ   - 
( شعر :  الدكتور  حاتم جوعيه  -  المغار -  الجليل  -  فلسطين  )

        لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى  صفحة  أحد الأصدقاء في الفيسبوك ، وهو :

( فكُنْ   بقربيَ   إنَّ  الروحَ   هائمةٌ      رغمَ   الهمومِ   إذا  لاقتكَ   تبتسمُ )

   فنظمتُ هذه القصيدة الشعريَّة  ارتجالا ومعارضة  لهذا البيت :

أنتِ الهوى والمُنى  والشعرُ  والنغمُ      العيشُ   طابَ  وكلُّ   الكونِ   يبتسمُ

أنتِ    النعيمُ    لقلبي   والحياةُ    لهُ      معًا    سَمَونا   مع   الأنوار   نلتحِمُ   

الحُبُ   نورٌ  وهديٌ   للألى   خلدُوا     تاريخهمْ  بحروفِ النورِ  قد  رسمُوا  

الحُبُّ  إكسيرُ  روحٍ   شعَّ  جوهرُهَا     معِ     الملائكةِ    الأطهارِ    تنسَجمُ 

الحُبُّ   نارٌ   ونورٌ  للالى   ارتفعُوا     وفي   سماءِ   العُلا    يبقى   مكانُهُمُ 

الحُبُّ   دومًا على  الطغيانِ  مُنتصرٌ     بالحبِّ   يرتدعُ    الأشرارُ  والطغمُ 

وباذلُ النفسِ  من أجل الحبيبِ  سمَا      هُوَ    النبيِّ   بعصر ٍ  سادَهُ    الظلمُ

ونحنُ  في عصرِ طغيانٍ  لقد  نفقتْ      فيهِ   المبادىءُ    والأخلاقُ   والقيَمُ

وعصرُنا عصرُ كفر فيهِ قد سقطتْ      تلكَ النفوس ..تساوى  الناسُ  والبُهُمُ

أضحى الشّريفُ  ذليلا ، عيشُهُ  ألمٌ       وسادَ  في عصرنا  الرِّعديدُ  والبَجَمُ

وإنّني عن  خطى الأوغادِ  في  بعُدٍ       أنا    لربّي   ومهما  استفحلَ   الألمُ 

الحُبُّ والسلمُ نهجي ،الدَّهرَ، أسلكهُ       مَنْ  يتبع  الحقَّ  لا  يُطوى  لهُ  علمُ

هذي  حياتي  لأجلِ   الربِّ   أبذلهَا       لا  أحفلُ  الموتَ  والأهوالُ  تحتدمُ 

عرشُ  الفنونِ   لقد   شَيَّدتُهُ   بدمي       شعري  المُخلّدُ  كم  تاهَتْ   بهِ  أمَمُ

وشعريَ   التبرُ  والياقوت   موقعُهُ       والماسُ    والدُّرُّ    إلا    أنّهُ     كلمُ

قد   يعجزُ  المُتنبِّي  أن   يُعارضَهُ        وكلُّ  مَنْ  خُلدُوا  للشعرِ  قد  نظمُوا

كلُّ  الجَهابذةِ   الأفذاذِ   لي   شهدُوا      ربُّ  القريضِ  وإنِّي  الفارسُ  العلمُ

فوقَ   المجرَّةِ   قد  أرسلتُ   قافلتي      المجدُ     قبَّلني     والعزُّ     والشَّمَمُ

والخيرُ  يرفلُ  في  دربي   ويتبعني      كلُّ الاشاوسِ ، يسمُو العزمُ  والهمَمُ

جوائزُ   الذلِّ   والتّطبيعِ    أرفضُهَا       مصيرُ  مَن  نالهَا   الإذلالُ   والنَّدَمُ

الحرُّ    والشَّهمُ    والمقدامُ    ينبذها      ثمَّ   المبادىءُ   والأخلاقُ    والكرَمُ 

هذي  جناني  مدى  الأزمانِ  وارفةٌ      كلُّ  الينابيع   تجري   ماؤُها    شبِمُ

أنا  أحبُكِ   يا  عُمري   ويا   فرحي      مُستقبلي  أنتِ   والأنفاسُ    والنَّسمُ 

وأنتِ   أنتِ   مدى  الأيامِ    مُشرقةٌ      زادُ  المُتيَّمِ  ،  أنتِ   الفجرُ   والحُلمُ 

لولاكِ   أنتِ   حقولُ  الروحِ  مُقفرةٌ     على سُهوبِ  المُنى  لا  تمطرُ  الدّيَمُ 

أبقى  أحبُّكِ   يا   سُؤلي   ويا   أملي      وفي الوصالُ  يكونُ  الرَّغدُ  والنعمُ

أنتِ    النعيمُ    لقلبي   والحياةُ    لهُ      معًا    سمونا   مع   الأنوارِ   نلتحمُ 

حبيبةَ   القلبِ   إنَّ   الروحَ    هائمةٌ      وفيكِ   أنتِ   جراحُ    الدَّهرِ   تلتئِمُ 

أشواقنا  في  الهوى  تبقى   مُؤجَّجَةً       دومًا     براكيننا     نيرانُها    حِمَمُ  

لا    كانَ   خطبا  ولا  همًّا   يُفرِّقُنا       ففي   البعادِ   يكادُ   القلبُ    ينقصمُ

يبقى  هوانا  مدى   الأزمانِ  مُؤتلقًا       وكم  غرامٍ    طواهُ  اليأسُ   والعَدَمُ 

أبقى    وفيًّا    لعهدٍ    لستُ    أنكثهُ       لوِ  النجومُ   بهذي الأرضِ  ترتطمُ

أبقى    وفيًّا     لآرائي    وَمُعتقدي       حتى  يُعانقَ  جسمي التّربُ  والرّدمُ

ميتافيزكيا  وُجودِ  الخلقِ   مُنطلقي       وراءَ  حُجبِ  الدًّنى ما  زلتُ  أقتحمُ

(  شعر : حاتم جوعيه  - المغار -  الجليل  - فلسطين )