الثلاثاء، 29 يونيو 2021

محمود توفيق من العراق يكتب ... ترنيم النبض

تّرنيمُ النَبض

طيفكِ البخيل
وصوت زهزقتكِ
وحديثُ صمتكِ
ومايُخبَّئ بين نبضاتكِ
ومايُرتجى أن يُقولهُ ثغركِ
أشياؤكِ المفقودة سابقاً
أغنيتُكِ في هذه اللحظة
بعضُكِ الّذي فقد بعضه
وبعضُكِ الّذي عانقَ بعضه
شموعُكِ الّتي ماتت بضوءها
أوراقكِ الممزقة
أحلامكِ المُهترئة
وأيضاً صغارُ مُهملاتكِ
جُزيئاتُ أموركِ وكل تفاصيلكِ
تنتمي لقافلة أشواقي
مُقيّدٌ بجنون الليل ولونُ عينيكِ
هذا ماجعلني أُمارس شوطاً آخر من التَوق
نبضكِ الّذي يقتفي أثر الأمل
أمنياتكِ المكبوتة
حكايا أوجاعكِ
وهجكِ الّذي يشعل الأحاسيس
كُتلة اللهب تحتَ ضِلعكِ
(صباح الخير لأولِ جفنٍ صاحٍ في البيت)
عَطَشُكِ لصدفةٍ جميلة
عُقوبة الذكرى لفؤادكِ
أحلامكِ المحاكة بريشة القدر
جفنكِ الّذي يُعاني عدم الإنطباق والإغلاق
أوَّل جرحٍ لكِ بسكين المطبخ
ضجيج أفكاركِ المبثوثة
مسكتُكِ ليَدي بلا أصابع
إرتطامكِ بغياب أحبابكِ
زفراتُ إنتظاركِ
لحظات إضطرابكِ في وحدة الليل
قرقعات صدى حروفكِ الّتي تدور في جوفكِ
كلّْ ماسَلَف
وإفرازات جهازكِ العصبي والتنفسي
تعنيني...
وأمسيتُ حاسداً
لذرات التُراب الّتي تُعانقُ صورتكِ الجدارية. 
محمود توفيق/العراق

الاثنين، 28 يونيو 2021

الكاتب محمد قزيز يكتب ....لوحة على الجدار

*لوحة على الجدار*    استَيقَظَ على دويّ الانفجاراتِ ، هلع إلى النافذةِ ليرى ما يدورُ في الخارج ، رأى سُحبُ الدخانِ تأكلُ ضوءَ الشمسِ ، والظلامُ يكادُ يهزمُ عتمةَ ليلةٍ لا توجدُ بها نجومٌ ، عينهُ عكستْ شحوبَ ما يحصلُ في الخارج ، والصّمتُ يسري تارةً ويستأنفُ تارةً أخرى ، يجولُ هدوءٌ بينَ انفجارٍ وآخرَ ، لا يدري متى يكونُ وجهةَ انفجارٍ. حديثه مع الموتِ دامَ وطالَ ، بينَ صرخاتٍ تسودُ بفضاءٍ لا انقطاعَ لمددٍ، وبينَ دويٍّ يسرحُ في الأرجاءِ. يتمزقُ معَ كلِّ صرخةَ أملٍ عاشَ عليه ، كأنَّه يشاهدُ مسرحيةً من شرفةِ منزلهِ ، جعلت أصواتَ العرضِ واقعاً. تنتفضَ الروحُ باكيةً معَ كلِّ مشهدٍ. سئمَ من هذا الهراءِ ، اعتقدَ أنه إنْ أغلقَ النافذةَ سوف ينتهيْ كلُّ شيءٍ. فعلَ ما أرادَه بحركةٍ رشيقةٍ من يدهِ ، وخطا خطواتٍ عائداً إلى سريره ، الذي انتفضَ منه مذعوراً منذُ برهةٍ ، مضى يمشيْ لكنه ضيعَ طريقَ العودةِ، تاهَ بينَ الخيالِ والواقعِ، حارَ بينَ الأحلامِ واليقظةِ ، هامَ بينَ الحياةِ والموتَ، يخطو وهوَ مكبلٌ ، يجري دونَ أنْ يتحركَ؛ ليرىَ أنَّ كلَّ شيءٍ يتطايرُ من حولهِ ، شظايا الزجاجِ تتسابقُ إلى كلِّ زاويةٍ في الغرفةِ ، اللوحاتُ تحلقُ في مشهدٍ انعدمتْ فيه الجاذبيةُ ، والدخانُ أغرقَ عينيه ببحرِ الظلامِ ، لكنْ هذا كلّهُ حصلَ دونَ أنْ يصدرُ أيِّ صوتٍ ، كان صامتاً تماماً ، لا يدريْ كيفَ أصبحَ على حافةِ فراشهِ مرمياً كقطعةِ قماشٍ باليةٍ ، لا يعي ما يجري ، كلُّ شيءٍ يهزمهُ ، لم يكنْ يعتقدُ أنهُ ممثلٌ في هذهِ المسرحيةِ ، وعليهِ أن يمثلَ دورهُ دون سيناريو ، حتى أنهُ لا يتحسسُ جسدَهُ من فيضٍ الواقعةِ ، لم يعلمْ لمنْ هذهِ الدماءُ التي تلطخُ الجدارَ ، لكنَّهُ على يقينٍ أنَّ الغرفةَ لا يوجدُ بها أحدٌ غيرُهُ. جاهدَ في استيعابِ ما حدثَ ، عاركَ أنفاسَهُ ، ورويداً رويداً خفتَ ما حصلَ حاولَ النهوضَ من جديدٍ ، وبدأ يسرحُ في عالمِ القيودِ ، وتوارى عن أنظارهِ النورُ ، ليصبحَ كلُّ شيءٍ مظلماً ،ليهدأ على أثرِ ذلك كلُّ مَنْ حولَهُ ويصمتُ ، ليسمعَ صوتاً يقولُ   -إنّه يتنفسَ .   ليشتعل حريقاً تهيمن عليها نزعةُ الحياةِ ، وصبَّ في أُذنهِ جمراً ليلتهمَ ما بقي لديه من صبرٍ ، وفي الوقتِ ذاتِه ، عندما سمع هاتين الكلمتين ، ارتطمتا في طبلةِ أذنهِ وأقامتا حفلاً ، إنه يسمعُهما مراراً وتكراراً ، يدورُ صدى حروفِهما في الفضاءِ ، هاتان الكلمتانِ جعلتا منهُ بطلاً في مسرحيتهِ ، التي بقي في دورانِ أحداثِها ورغمَ عسفِها ، فإنَّ الحياةَ اعتادتْ أن تمرّرَ عجلتها على أحلامهِ ، وعينُه تقودُه للبحثِ عن بصيصِ أملٍ. يجولُ باحثاً فقط عن الحياةِ ، عندما سمعَ الكلمتين عادتْ به الذاكرةُ إلى الوراءِ، إلى البحرِ إلى ما وراءِ المحيطِ ، على مقربةٍ من الشمسِ ، ذكَّرتُه هذهِ الجملةُ بحادثةِ طفولتِهِ ، عندما كانَ في رحلةٍ إلى شاطئِ البحرِ ، حينَ كانَ لا يجيدُ السباحةَ ، ليغدرَ به البحرُ ويغرقهُ في طيّاتِ أمواجهِ ، فقط لأنهُ لا يستطيعُ أنْ يتغلبَ عليها ، لأنَّه ضعيفٌ لا يقوى على معاركتِها وحيداً ، حينئذٍ استيقظَ على الجملة ذاتِها ، في مشهدٍ مختلفٍ تماماً ، الفرقُ أنَّهُ الآن لا يدري أينَ أودت به الخيبةُ ، لا يدري إن كان يفقدُ عضواً من جسدهِ ، لا يعلم قدر الأسى ، الذي تشكل منهُ زجاجٌ مكسورٌ ، وبدأ يجري في شرايينهِ. فقط يسمعُ لكن لا يرى ، قضى بهِ الأمرُ في متاهةِ الواقعِ حيثُ الوجودُ مثبتً ، وفي الوقتِ ذاتهِ معدومٌ ، يريدُ أنْ يخرجَ من هذا الكابوسِ بأقلِّ الخسائرِ ، لترمي بهِ الحربُ ببحرِ الظلامُ ، ليغرقَ بأمواجِ تعاسِتها ، هوَ لا يجيدُ السباحةَ الآنَ في هذا الظرفِ المميتِ. شيءٌ واحدٌ يراودُه ، شعورٌ صامتٌ يختبئُ في ثنايا الصخبِ ، وصرخاتٌ ودخانٌ وانفجارتٌ كان يسمعُها ويراها ، ترسوْ بهِ مخيلتُهُ إلى أخر شيءٍ رآهُ ، هيَ صورةُ الدماءِ الذي رسم لوحةً على الجدارِ ، لوحةً ليس لها مثيلٌ في عفويتِها ، وفي وسطِ هذا الازدحامِ ، عادت الأصواتُ تطرقُ سمعَهُ من جديدٍ ، استجمعَ كلَّ قواهُ ليفتحَ عينه ، ليرى أينَ رماهُ عدمُ المبالاةِ ، يحاولُ كبحَ ضبابياتِ خيالهِ ، ليستوقفهُ عن المحاولةِ صوتٌ يقولُ بنبرةٍ يطفو عليها الحزنُ .   -أعلمْ أنكَ تحاول ، لكن لا جدوى، ليس بمقدورِك أن ترى الواقعَ بعدَ الآن .   هذهِ الكلماتُ وقَعتْ على مسمعهِ كعاصفةِ رعدٍ ، لكنَّ عينَه ليست موجودةً لتمطرَ ، حاولَ أن يحرّكَ يدَهُ ، وأعادَ المحاولةَ مراتٍ عدةً ، أيعقلُ أن يكونَ الأمرُ بهذهِ البساطةِ ، فالغموضُ أصبحَ متعباً وسطَ هذا الوضوحِ .   هوَ الشاب الذي طمح أنْ يقومَ بعرضِ لواحاتِه في أحدِ المعارضِ الدوليةِ ، وقد تمَّ ذلك لكنْ بعدَ أن فواتِ الأوانِ ، ليبقى أجملَ ما رسَمه هي التي بقيت على جدارِ غرفتهِ..     الكاتب محمد قزيز/ سوريا

الأحد، 27 يونيو 2021

مثقال الإبراهيم يكتب .... تحجر عقولٍ

 

مُجتَمعٌ مُتَخَلّف، كَثيرُ الثَّرثَرة، ينعتُ المَرأة بأنَّها بنصفِ عَقل، وكأنَّهُ لم يَعدّ أختهُ من ذلكَ النَّعت، أو أمّه الَّتي حملتهُ في بطنها لتسعةِ أشهُر، ورَبَّته حتّى كَبُرَ وأصبحَ رَجُلاً، وإنَّما اكتَملَ عقلهُ من نصفِ ذلكَ العَقل الّذي يستهزِئُ بهِ، وفي النهاية ماذا؟! 

يقولُ ساخِراً: هههه، المرأةُ بنصفُ عَقل، كَلّا ياعزيزي، إنّما الّذي بنصفِ عَقل هو أنتَ، تَفكيركَ، كلامكَ، ثرثرتكَ، ونصفُ عقلكَ بنصفِ عقلٍ، وإنَّ المرأةَ الّتي تَسخرون منها، هي نَفسها الّتي تقِفُ معكَ عِندما تَسقُط، وتَقع من أجلِكَ حتّى تَقف أنتَ من جديد،تسهرُ بجانبكَ عندما تَمرض، تبكيكَ عندما تَرى ضعفكَ وقلّة حيلتكَ، 

لكِن في مُجتمعِنا هذا، لطَالما حاربوا كلمة (امرَأة)

عزيزي: 

• أُمُّكَ، أُختكَ، زوجتكَ، ابنتكَ، عمتكَ، خَالتكَ، جَميعهنّ امرَأة،

فإن لم تَعِ هذا الكَلام فالمَرأة هي أنتَ. 


ويَبدو أنَّكَ نسيتَ بأنَّ من أنزلكَ على الأرضِ هي امرَأة، 

فمن الّذي بنصفِ عَقل؟! 


فالمُضحك في هَذا كلّه أنَّ هناكَ رَجُل تزوَّجَ امرَأتين لكيّ يكمِلا عقلَ بَعضهما،


فمَن بنصفِ عَقل بِرأيَكم؟! 


#ارحَموا_المَرأة_من_تَخلّفكم

الإبراهيم الإبراهيم _سوريا_

يارا أبو زايد تكتب ... لعبة القدر

 



 لعبة_القدر 

ما بالك يا هذا ؟!
من تكون ؟!
بأيِّ حقٍ اقتحمتَ أسوارَ قلبي المنيعة ؟
لم يقو أحدٌ عليها قط..
أيّ بشر أنتَ ؟!
أعانقُكَ جهراً في خيالي ألوذُ بينَ طيّاتِكَ من مكدّراتِ الحياةِ لعلّي أنال راحتي الّتي أبغاها
يلازمني الحنينُ إليكَ كلّما عاندتني الحياةُ ربّما أجد الأمانَ الّذي أحتاجه
أمان؟!
أيّ أمان هذا ؟!
ذاك الّذي يسلب مني خوف الماضي ورهبة المستقبل
أحتمي ببريقِ عينيك بما تحمله من لمعان دافئ 
يبعثُ فيّ رجفة تصل لباطني تلازمني كلّما استرقت بعض النّظرات المكلّلة بخجل مع جرأةٍ 
قبل أن أحتمي برجولةٍ قد طغت وغطّت ..
مغازلتك المفعمة بجرأةِ رجلٍ وخجلِ عاشقٍ وكبرياءِ محبٍّ وخوفِ مخذولٍ وصدقِ أب قد أحييتَ ما ماتَ بداخلي 

حسناً .. قد بدأت لعبةُ القدرِ 
أكابرُ ببعدي عنه لربّما نلتقي ذات يوم 
لأخبرهُ عن الفزع الّذي كان ينتابني حين تراودني فكرة أنَّه ليس لي ولن يكون
تارة أختنق من ألمِ الصّبر والمكابرة وتارة استسلم لواقعٍ مريرٍ يفتكُ بيَ 
حين تتوازى أعيننا بالنّظر أشعر وكأنني خلقت لأجله.. ليس لأجلِ أحدٍ 
أشعر بتشابه الأرواح قبل تشابه الملامح تصيبني نوبة ضحك وفجأة بكاء شديد أهو الخوف؟! 
أم التّخبط أو ألم  المكابرة ،فرح لعين يأبى أن ..!! يأبى الكثير ....

تبّاً لحروفٍ تجمعنا دون لقاءٍ

بقلم يارا أبو زايد _سوريا_

حنين الحسن تكتب .... كأم لا تملك من الأولاد سوى وحيدها


 كأمٍّ لا تملكُ من الأولادِ سِوى وحيدها..

ترياقُ روحِها..ونبضُ قلبِها..يجري فيها مجرى الدَّمِ في عروقِها...هو ماؤُها وعذبُها..ظلُّها وظليلُها...خلُّها وخليلُها..حبيبُها الباقي وفلذَّة كبدِها...

تغارُ عليهِ من نسماتِ الهواء الّتي تداعبُ خصلات شعرهِ المبلَّلة...

تخافُ عليهِ من غبارِ الطَّلعِ في نهاراتِ آذار الدَّافئة...

تكلِّلُه بحبِّها وحنانِها...وتحتفظُ فيهِ سِرَّاً لنفسِها بعيداً عن البشريَّةِ...

 ترى كلَّ ليلة شأنها ترتدي حُلَّة بيضاء..وتلوّحُ في الأفقِ بعيداً...تستيقظٌ فزِعةً وقد اعترى الخوفُ شغافَ قلبِها..

في كلِّ ليلةٍ تتجدَّدُ الرُّؤية ويكونُ هو أوَّل المهروَل إليهم في كلِّ صباح...

...تلك الليلة...

رأت أنَّ الأفقَ أطبقَ وما عاد أفقاً..

وما عادت تتردَّد الرؤيةُ...

وما عادت تهرولُ...

...هكذا أنا يا عزيزي...

كأمٍّ فقدت وحيدَها..وحيدُ قلبِها...وقد نضبَ سيلُ كلماتي وجفَّ حبري عن ترجمةِ الشُّعور...

ثلاثةُ أحرفٍ أبقت في داخلي ثلاثين ندبةٍ..وثلاثمئة مأساةٍ.. أتجرَّع كأسَ مرارتها كلّ يوم..لا يسعني وصف معاناتي بشكل كافٍ لتصل إليك...ترانيم ألمي الّتي أغفو على أوتارها...ونهاراتي البائسة التي لا تخلو من جنازة تشييع لدموعي إلى مثواها الأخير.

غابت ضحكتُي بغيابِ ذلك اليوم الحالك الذي لا شمس فيه...واكتشحَ السَّواد عالمي بعدما انطفأت أنوار عينيك الّتي تبعث فيَّ الأمل...

الشُّعور ذاته يتكرَّر كلَّ يوم..يستلُّ سيفه ليفتِّت ما بقيَ من بريقٍ في مُقلتيَّ..

الصّراع الدائم بين الشّعور واللَّاشعور..يجعلني أتلاشى كرمادٍ اشتدَّت به الرِّيح في يومٍ عاصفٍ...يتوارى عن الأنظار في غضون ثوانِ..

وبثمانٍ وعشرين حرفاً.. لا يسعني القول سوى أنَّني لا زلتُ أقتبسُ من ذكرياتك نوراً يضيءُ عتمة أيامي...

لا زالتْ ذكراك تواسيني...

يا صديق القلب..أوَ للقلب مواساة أكبر من هذه.. ؟!

أقفُ على شرفات الأملِ...أُغمضُ عينيَّ وأعيشُ فيكَ...عزائي الوحيد أنَّنا هُنا...تحتَ سماءٍ واحدة..لنا قمرٌ واحد ومطرٌ واحد...

لنا نبضٌ واحدٌ...وقلبٌ واحدٌ..وربّما تجمعنا أقدارُنا ذاتَ يومٍ..ويعزُّ على أحدنا الفراق... 


#بقلم حنين_الحسن💚 _سوريا _

أحمد صهريج يكتب .... ما بالك يا أيلول ؟!


19/9/2015
مابالُكَ يا إيلول،
لماذا أخذتَهُ وجعلتَ الوجعَ في صدري مكنون؟!
لماذا فقدتُهُ وجعلتَ دُموعي تجري من العيون؟!
في كُلِّ يومٍ أنتظرُهُ أن يعُود،
في آخرِ مكانٍ جلسنا فيهِ أنتظرهُ كالمجنون، 

هجرتَني ورحلّتَ، وخِنجرُكَ في صدري طعنتَ،
وقُلتَ لي بأنّك لن ترحل فلماذا رحلت؟!
ألم تسمع أنينَ صوتي يناديكَ قائلاً: كيف يهون عليك فراقي يا قاتلي.
تركتَني في منتصفِ الطريقِ، دون أخٍ أو صديق،
أشعلتَ في داخلي نارَ الفراقِ والاشتياق،
حياتي دونَك لا تطاق
منذ رحيلكَ حتى الآن حياتي مُرّةُ المذاق،
ألمْ يحن موعد اللقاء، تباً للهجرةِ والاشتياق.
بحثتُ عنكَ في أحلامي، عسى أن تظهرَ أمامي،
جفّتْ دموعُ العيون وأصبحتُ بدونك ك المجنونِ،
طالَ الوُصولُ إليكَ ونفذَ صبري عليكَ
فأسألُ اللهَ أن يدلَني عليكَ.
متى ستعودُ وتكسر ماعلى صدري من القيود،
رحلتَ وقُلْتَ:أنّك آتٍ لكنّك حتى الآن لم تعدْ
لكنّي سأبقى على أملِ اللقاء يا أعزَ الأصدقاء
بقلم أحمد صهريج _سوريا _

ألين رستم تكتب .... ما بالك يا أذار ؟!


 17 /3💔💔💔

ما بالكَ يا آذار ؟! 

ما الّذي جعلكَ تثورُ عليَّ وتخنقُ فؤادي بتلكَ الطريقةِ الغريبةِ ؟!

كيفما حللتَ إلتهمتْ منيَ الحياةُ جانباً من جوانبِ روحي، أيان أردتُ النهوض تُغرِق المستنقعات آمالي، وترمي بشتات

 روحي وتبعثرُها يمنة ويسرى، هل الخلل فيّ أم إنّها الأقدارُ تتلاعبُ بنا؟!

سرقت مني لذّةَ الوصولِ والفرحة، نهبت مني مشاعرَ الحبِ، كُسّرت أجنحتي وحرمتُ من الطّيران، جعلت مني تمثالاً بلا روح وبلا مشاعر💔

جمعت كلّ مصائبَ الأيام وقذفتها دفعةً واحدةً بوجهي، ألم تترأفي بحالي قليلاً ؟!

أم أنَّك تريني بتلكَ القوةِ حتى أستطع التحمل؟! 

لأخبرك بسرٍّ، أنا بهشاشةِ قطعةٍ من الزّجاج، عند أولِ ضربةٍ شُعِر قلبي ولكنّ الثَّانية حطمتْ ما تبقى وشُلَّ جَسدي. 

تبقى مواساتُنا الوحيدةُ أنَّ الذكريات تبقى لا تفارق أرواحَنا، تأتي إلينا لتحيّ نبضَنا وترسمَ لوحات لمَن فارقنا في كلِّ الأوقات الّتي نحتاجهم بها ، أنغامنا التي اندثرت عند ذهابكم انتشلتها الذكريات من تحتِ ركام المشاعر وكذلك فعلت معنا، دمتي لروحي أملاً سواء بوجودك أو غيابك.

ألين رستم _  سوريا _

فرح ابو حليلو تكتب ... نص خارج عن النص

نَصٌّ خَارِجٌ عَن النَّص

يسقطُ الآن قلمي صريعَ العَنَتِ وقد أُغْمِي عليه من بعد إعياءٍ أصابَه، ويتفلَّتُ من بين أصابعي الثلاثة، التي ما أفلتَتْهُ إلَّا لتمسكَ بتلابيبِ فنجانِ قهوتي، فأرتشفُ الرشفةَ الأخيرةَ والأخيرةَ من كلِّ شيء، لا أعلمُ المعنى الخفيَّ خلف عبارةٍ اعتدتُ سماعَها “آخرُها أطيبُها"، ولكنِّي شعرتُها الآنَ…
أسندُ ظهري للخلفِ على كرسيِّ مكتبي، أتنفَّسُ ملءَ رئتَي، بعدَ طولِ ركضٍ ما بينَ السُّطورِ، وحوافِّ الهوامش،تعودُ إليّ روحي بعدَ سفرٍ طويلٍ في أزقَّةِ الخيالِ وطفولةِ الأبجديّة، وحبوٍ بينَ حافتيِّ الحياةِ والموت؛ حياةُ النَّصِ وموتُ الخاطرة، أستعيدُ خاطري الذي كان يتماهى خلفَ ظلالِ الحياة، يخاتِلُهَا، يسرقُ منها حياةً غيرَ تِلْكَ التي اعتادَ عيشَها، أزيحُ ستارةَ اللاوعي عن عينينِ مُثقَلَتَينِ طافتْ بينَ عيونِ القرَّاء، من حيثُ كانت تراهُم هي، ولا يَرَونَهَا هُم.
نحنُ الَّذينَ عاشتْنَا الدنيا كما تشتهيها هي، لا كما نشتهيها نحنُ.
نحنُ الَّذينَ عايشْنا القهرَ فانتَعَلْنَاهُ وَلَعَنَّاهُ، وشايعْنَا الصَّبرَ فافتَرَشنَاهُ وَرَشَفنَاهُ.
أمَّا أنا يا عزيزتي، فأنا واحدٌ من "نحنُ"، وزيدي على ذلكَ أكثرَ أنَّ الدنيا أتعبتني كثيرًا، فلم يَعُدْ فيها شيءٌ يُثيرُ شهيَّتي، بما فيها أنتِ، نعم أنتِ.
أعلمُ الآنَ أنَّ كلمةَ "أنتِ” باتَتْ تَنْخِرُكِ مِنَ الدَّاخلِ، وقد عَلِقَتْ بين لَهَاتِكِ وحَنجَرَتِكِ فَحَبَسَتْ معها أنفاسَكِ، وأنتِ تصغينَ لنداءاتِ قلبِكِ وتقولينَ في خاطرِكِ: “كَذَبْتَ”.
لا عليكِ حبيبتي، هي لحظةُ سخطٍ عابرةٍ، أعلمُ أنني سألومُ نفسي كثيرًا عليها بعدَ قليل، لحظةَ أن يحتاجَ أحدُنا الآخرَ، فلا يجِدُهُ ويُحرَمُ منه.
فبالرَّغمٓ من المسافاتِ التي نجحْنَا في طيِّها معًا مُتَعَالينَ على الواقع، لتُصْبِحَ مسافةَ نبضةٍ ونِصْف، وقد رَبَطْتِني إليكِ بسحرٍ لا يُفَك، حتى صِرتِ فيَّ، وصِرتُ فيكِ، إنها حالةٌ من الحلولِ بدأْتُ أشعرُ معها بوجودكِ في كلِّ مكانٍ حتَّى على رأسِ لسانِي عندما أتحدث، وباتَ كلانا يجري في الآخرِ مجرى الدّم، إلّا أنَّ ذلكَ كله سرعانَ ما يتلاشى مع الشعورِ الذي يعتريني ويكتسيني حينَ أنشدُ منكِ قُرْبًا ولا أَجِدُكِ قُبَالةَ نِشْدَاني، فأجملُ الغيومِ وأحلاها قد تكونُ فارغةً جافّة.
حبيبتي يا قَدَرِيَ الجميل، أعترفُ: “أنِّي أحبُكِ، وأنِّي موبوءٌ بِكِ، وأرفضُ الاستشفاءَ مِنْك"، أما الباقي فَتَعرِفِينَهُ أنتِ جيدًا، فليسَ ثمة مَنْ يَعرِفُني مثلُكِ أنتِ.

فرح شريف ابو حليلو

الكاتبة مريم القواص تكتب .... بحة وتين



 في تلك الزاوية من الغرفة الباردة في توقيت الشوق بمدينتي البائسة ، أنظر القمر البعيد ، يخيل لي وجهك الملائكي  فتنهمر الدموع  من عيني كقطرات المطر تتناثر كتلّك النجوم المتباعدة ، انطفئت روحي وحل الظلام داخل أعماقي  كدجى هذا الليل أشاطره أشياءه ، أتألم وأبكي على فقيد قلبي الّذي اختطفه الموت من بين يدي، وسرق الفرح الذي كان يلمع في عيني ،  كُسر قلبي في غيابه  وراح متناثراً مع نسمات الهواء 

لا شيء يصف  ألمي ووجعي ..

كنت أبصر الدنيا بعينيكَ أصبحت الآن أتحسس الأشياء بعصا الفقد 

فقيد قلبي "ولدي"

برحيلك أصبحت حياتي مجرد كابوس متلونة بالأسود الضارب للرماد قليل

غيابك شطريني إلى نصفين إحداهما تلاشي مع نسمات الشوق الحزينة والآخر دفن معك تحت الثرى

لا أستطيع تناسي ضحكاتك التي كانت تعبق بالأرجاء 

وشقاوتك الّتي تطرب بها الزقاق  

ومحو صوت وقع قدميك صارخا بإسمي 

كيف لي أن أتناسى ذكرياتك ... وصورك الّتي علقتها لك في جدار قلبي ...

يأتي النهار ليضم في النهاية ليله ولكن هذه المرة يأتيني ولم يحمل  لي طفولتك دون ضحكاتك دون شقاوتك دون لمسات أناملك الصغيرة على وجهي لتوقظني باكراً

في الخامس من شهر يوليو في عام 2021 وكيف لي أن أنسى هذا التاريخ  

خرجنا في نزهة مثلما أردت أنتَ بعد إلحاحٍ طويل  كنا في منتهى السعادة، لكن سرعان ما تلاشى فرحنا بسقوط قذيفة وحشية فحلت الفاجعة عندما أختطفتك مني.

بت كالمجنونة أصرخ وأركض نحوك  لأحملك لأحتضنك ويتلون حضني بدمك لأشبع ناظري لآخر مرة منكَ كنتَ صريع الأرض مغلق العينين ، مرمل بالدماء 

أجتمع كم هائل من الناس بسبب بكائي وعويلي عليك 

لم أعد أسمع صوتي أحسسته لم يغادر حنجرتي 

جعلت رأسك عند قلبي ورحت أتمتم لك بكلمات يكبلها الحزن 

رحل سندي ، رحل من كان سيحميني ، رحل من سيحمل عني متاعب الحياة 

رحلت لذة العيش ، رحلت ولدي ورحلت معك أيام فرحي  

     أختلسك الموت من بين أحضاني  ، سلبني ثوب القوة 

   شوش عقلي .... أخذوك من بين أضعلي ليلبسوك ثوبك الأبيض .. لتذهب لمنزل جديد 

رحت أردد صغيري يخشى الظلام لا تدفنوه يخاف العتمة يترعب إن بقي وحيداً خذوني معه ولكنهم لم ينصتوا إلي 

ضمتك الأرض إلى جوفها وجعلتني عارية

 حلَّ الخريف على أيامي كي أسقط...

عدتُ إلى البيت كانت الجدران تنعيك وكلماتك تلاحقني أيمنا ذهبت 

أخاطب طيفك 

من سأنادي الآن طفلي...؟!

من سيكون مدلل قلبي.. .؟!

من سيملء الفراغ الّذي تركته بني ...؟!

من سيخلدُ في أحضاني ...؟!

إلى من سأبث شكواي ، من سيضحكني ....؟!أوجعتني صغيري وأضعفتني ....

لما نصيبي من الحياة الفقدان. ، ألم يفكر الموت بما سيحل بي في غيابك ....؟!


لم ألقى جواباً منك وعيت حينها للمصاب الذي حل بي ونام سواد الليل تحت عيني ولم أنم وسطرت دموعي قصة حزني عليك بصمت مخيف 


              بقلمي  مريم محمد القواص _سوريا_



الجمعة، 25 يونيو 2021

الشاعر حسين الصلاح يكتب .... " ذات الخمار "


<ذات الخمار "

ذَات الخِمَار جَاوَرتْنِي بِجَوَانِبها
                      فَأيقَظَتنِي من غَفوةِ مَنَامِي 
وَنَظرْتُ أُولَى نَظراتِي لَها فـ
                    ارتبكت كيفَ التَقى لَيلها بِنهَاري
ولَفَتَنِي بِالظَّلامِ الحَالكِ هِلالها 
                     قدْ بَزَغَ قِندِيل نُور أَعلى الظَّلامِ
سُبحَانَ  اللَّه مِمَّا كوَّنها
                  جَمَعَ لَيَالي السَّمر بِهدُوءِ الأسحَارِ
ولَفَتَنِي بِالظَّلامِ الحَالكِ هِلالها 
                     قدْ بَزَغَ قِندِيل نُور أَعلى الظَّلامِ
سُبحَانَ  اللَّه مِمَّا كوَّنها
                  جَمَعَ لَيَالي السَّمر بِهدُوءِ الأسحَارِ
سَمِعْتُ رُوحي بُشَغَفٍ حِينَها 
                          تُنَاجِي الرّبّ ليُغَيِّر الأحوَالِ 
فجنَّ السَّواد الكَاسي وَجهَها
                          وجُليَ لينكَشفَ بَدر الكَمالِ
كأنَّ اللَّه أنبَتَ دوحَةً بِبَدرِها 
                        يُزيّنها التِين والدُّرّاق والعِنابِ
ومنَ العَرجونِ أُخِذَ ثَراها
                      وعُجِنَتْ بالعَنبرِ والمسكِ والكَادِ
وصاحَ قَلبِي آهٍ من جَمالِها                       
                فَأَثارتْ حُرُوب الرَّدة بينَ عَقلِي وفُؤادِي
ونسائِمٌ هفَّتْ عليّ من محيَاها
                            كنَسائمِ هِضابِ الجَولانيّ
فأحيَتْ تُراثي في رِيحها
                          وغلّتْ بِشرايني دِمَاء أجدَادي
ونَظرتُ نظرَة أُخرى لها 
                                فَازدَاد بِجمَالها إيماني
وتَراْءَتْ عيني على نحرها                
                         مِحرابٌ دمشقيّ من الرّخامِ 
وأذَّنَتْ الشَّمس على ثغرِها
                فحقَّ على جَبيني الصَّلاةُ بالمِحرابِ
أيَا لَيتَني أُصبِحُ مَرادها
                           وأجعلُها قبلتي وأقطَابِ
وأنالُ الإحسَان بعشقِها
                        فَأعلى مَراتِب الإيمَان الإحسانِ
وبانَ العاجُ في معصَمِها
                               مُرَّصّعٌ بِعناقيدِ الحِنَّاءِ
وأشَاحَ نَظَري على ثغرِها
                      فَرَأيتُ الدّرّ المَكنُون بشفتانِ 
أصَابَها الخَوف ورَتَّبَتْ مقصَلتها.
                   وعِندَ عِناق العُيون أعدَمَتْ نَظراتي. 
وأشَارتْ مُوَدّعةً بيسارِ كَفها
                      فَرأيْتُ على أنامِلها خَاتِم مُعَانَاتي
ونفضْتُ غُبَار نَظراتي عَنهاولَمـ
                       لَمْتُ ذِكرَى ابتِساماتي ومَسرَاتي
ذَهبَتْ وارتَحَلَتْ جَوانبها 
               وَعدْتُ أنا على غَفلَةِ مَنَامِي

بقلم الدجى :حسين صلاح _سوريا_

الخميس، 24 يونيو 2021

بيداء وعد الناصري تكتب ... تمسك بي

🌼  تمسك بي 🌼
انا لست بكتابٍ تركنه على الرف
وتلجئ اليه حين تحتاجه 
تقرأ العنوان فحسب 
تتصفح به حسب مزاجك
تقرأ  سطر وتتركه
تكمل صفحة إذا اعجبتك
تتركه أيام لأنشغالك 
تعاود القراءة لتحسن مزاجك
لاتتركني على الرف
إما أن تاخذني معك حيث انت
تُمسك بي بكفيك و تحتويني
 تقرأني بعينك وعقلك وروحك 
تستمتع بكلماتي وتُشعرني بوجودي
 بلذة حروفي وجمال مفرداتي 
ارى ابتسامتك واشعر بسعادتك...
او ان تعيدني حيث كنت
 وتمر لتقترب مني اكثر 
وتمسك بي بقبضة لاترتخي 
مدى عمري معك
فكل طرقي تؤدي نحوك و اليك.

بيداء وعد الناصري
٨/٣/٢٠٢١

إسأل_عننا ❤❤️#مبادرة_تصحيح_المسار ❤💙الروائية #منى_شكرى_العبود ✨كاتبة روائية و قصصية من سوريا ✨

#إسأل_عننا ❤❤️
#مبادرة_تصحيح_المسار ❤💙
الروائية #منى_شكرى_العبود  ✨
كاتبة روائية و قصصية من سوريا  ✨

تشارك مع #دار_المصرية_السودانية_الإماراتية_للنشر_و_التوزيع 💜  ✨ برواية #حب_تحت_رحمة_الراء (حب و حرب )  ✨ 

لقد كنت أعيش حياة لا تشبهني، أغوص في عالم فارغ، إلى أن أغرقني اليأس، وغصت الحياة في وجدي وتوحدت مع الموت، فما عاد للعودة إليها في نظري سبيل، سألت الله عدة مرات أن يرشدني إلى طريق الحياة ما دمت فيها، كررت رجائي إلى أن أرشدني إلى طريق الكتابة الذي وجدت به ما ارنو إليه من حياة وسعادة، ليسطر أسمي في عدة كتب قصصية مشتركة منها...
نهايات أخرى، ليلة في دمشق، الوصول، كيف نجونا من 2020، وهناً على وهن، مقام الشيخ عوض، أبناء الطين، هز نخاع العالم، إليك يا ولدي (شعر).....والعديد من المشاركات الأخرى.
ولدي بعض المشاركات في مجلات إلكترونية منها دنيا الوطن، موقع الأدب اليوم... ومواقع عدة منها كابوس.. والعديد من المشاركات الأخرى.
وأما بالنسبة لمولود حياتي الأول وهو روايتي حب تحت رحمة الراء (حب وحرب)
أحرفها ولدت من رحم الواقع بعد مخاض دام عشر سنوات، تحمل بين طيات كلماتها جنين حب شوه ملامحه الألم والمعاناة.
إن كنت قد عشت معاناة الحرب فالرواية دي أكيد تفاصيلها بتمثلك حرفياً.
وإن لم تكن قد عشت معاناة الحرب فإليك عزيزي القارئ معاناتنا.
#معرض_الكتاب_2021  ❤️❤️💜

محمود توفيق يكتب ... الحب عبر التواصل الإجتماعي

بسمِ الله الرحمن الرحيم 
(الحب عبر التواصل الإجتماعي)
✍️محمود توفيق 
الحب حالة تركع لها رؤوس الجبابرة وتُلين خوافق المُغرمين هو الكأس الذي تتناول منه رشفة واحدة يجعلك ترى العالم بلون مختلف سابقاً كان المغرمون يعشقون المفاتن واسلوب الكلام وغيرها من الصفات فيتبادلون الرسائل ويعبرون عن إحساسهم عبر الرسائل أو اللقاء المباشر أما الآن تغيرت طرق التواصل فالحب عبر الإنترنت يمثل حب الأفكار حيث يعشق تحليلك وطرحك ونظرتك الخاصة حتى يتخذك شخصية قريبة من روحه وربما مشابهة لنمطه.
الموضوع يتحمل شقين السلبي والإيجابي 
الجانب السلبي:
1_يعبرون البعض بمشاعر وهمية للفتاة ربما تعطي مشاعر صادقة وربما العكس هؤلاء يفسدون كل المشاعر الّتي تتعلق بالحب ومن يتلقون الصدمات تنتقل معهم إلى عقدة من الطرف الآخر يصعب أن تذهب بسهولة. 
2_90%من العشاق عبر الشبكة العنكبوتية مدانين بجرائم القلب الذي لاينفك أن يقعوا في مشاكل الروح والجسد والزواج المزيف 
3_مثل هذه العلاقة حب إفتراضي مؤقت لايخضع لمعايير الحب الطاهر النقي حب راح ضحيته الكثير من الجنسين واصبح لغة الإحتيال والنصب حتى صار يقال عنه:(حب الشبهات) 
الجانب الإيجابي:
1_أن الارواح تلتقي مع شبيهاتها وأن القلوب تعشق مثيلاتها وأن الحب وفاء وليس لقاء 
2_تحقيقاً لقوله تعالى(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم)، 
ربما الأرتباط بهذه الطريقة يكلل بالزواج الناجح..!
أما ماذكر عن عدم إمكانيتنا ملامسة الصدق في القول وعدم الثقة في هذه الكيفية؛
فهل ياترى باللقاء المباشر ضمنا الصدق أيضاً؟ وهل أمِنا على الثقة.
أخيراً(الحب شيئ مقدس فلا تفسدوه بشهواتكم حتى لو كانت نفوس بعضكم ضعيفة).
تم بحمد الله

ساره طه غنام تكتب ...توقفت الحياة

تَوقَفت الحَياة 
أَصبِحي وَما أصبحتُ إلا كما اَصبَحتي 
 فَروحٌ منكِ وريحانٌ ورمانِ
 أيا مَنْ تربعتِ في عَقلي وَفُؤادي 
 فلا يُغنيني الشوق عَن شوقكِ سِوى لُقيايكِ 
 نَظرَتُكِ أَعجَبتني تَعَلقتُ بِكِ
 أَحببتُكِ عَشِقتُكِ 
 أَهيم بكِ يا مَجنونتي 
 ذَهبتُكي طَلبتُكي خَطبتُكي 
 كَتبنا كتابُنا مَلكتُكي 
 زَوجتُك نَفسي يا بَهجتي يا فَرحتي
 و يا جَمال صَباحي
 ويا أَجمل ما تَحقق مِن أَحلامي
 وها هيه وَقد مَرت الشُهور.
 وَبُشرى منكِ بِقطعة منكِ وَمِني
 ويا سعادةً دقت باب قَلبي،
 وجَنَ علي اليوم 
 صُراخُكي
 وَانتَظرتُ على باب عَملية،  لِأَراكم 
 لِأَنظر لِأَجمل أُمٍ وأَجمل طِفل 
خِفتُ، دَخَلتم أَحياءاً
 فَكَيف خَرجتم أَمواتاً،
 تَحول صَباحي إِلى مَساء 
 أَصبَحَ كُلَ لَون في الدنيا أَسود، لا أَرى سِوى مُقلَتيكِ
 ولا حَنينٌ سوى إليكِ، فَلا طَعام بلا لَمسَتُكِ
 ولا جَمالٌ سوى هَيئَتُكِ 
 ولا بَسمةٌ بلا ثَغرَيكِ
 هِمتُ بكي لا مَعنى لِحَياةٍ بَعدكِ
 إِلى ضُوءِ عَيني .
 
 
بِقَلم الكاتِبة: ساره طه غنام .

دانا العلي تكتب ... الثانية بعد منتصف الليل

الثانية بعد منتصف الليل.. 
وليلٌ كئيب، بردٌ لاذع، أرقٌ كليل، أفكارٌ واهنة، وأصوات ضحك هيستيرية، من هو المختل الذي يضحك بهذه الطريقة؟، 
سألتُ نفسي ثم نهضتُ من سريري لتقودني أقدامي إلى منبع ذلك الصوت، هل سأستطيع إيجاده في وسط هذا الظلام الدامس! ، 
ثم بدأت تلك الضحكات تتحول إلى أصوات نحيب شديدة؛
 أشعلتُ شمعة وأكملتُ السير إلى أن وجدتُ شخصاً يبدو مألوفاً قليلاً، اقتربت منه شيئاً فشيئاً وهَلُمت يدي لملامسة كتفه ليلتفت ذلك الشخص نحوي، إكتساني الجمود،
 كانت الكلمات تتصارع للخروج من فمه فقال: أنا مرهق ومنهك ومتعب هل لذراعيكِ أن تحتويني قليلاً؟
كيف لي أن أقول لا وذلك الشخص كان أنا؟!
كيف لي أن أحتضن نفسي وأن أُمتصَّ إرهاقها؟! 
وكيف لي التوقف عن سماع أصوات بكائي المريعة المحتجزة داخل رأسي كل ليلة؟! 

|دانا العلي|
سوريا.

الأربعاء، 23 يونيو 2021

امل خالد ابو محفوظ تكتب ... ان قبلتها هل سترتد عن رأيها ..؟

امل خالد ابو محفوظ. الأردن 

-ان قبلتها هل سترتد عن رايها؟ 

اجلس بجواره، وكعادته يظهر مهيبا، مرتديا معطف الكبرياء وكأنه يهاب من برد صمتي.
اطقطق اصابعي، يحدق باتجاهي وكأني فهمت استياؤه من صمتي، يبتسم ببرود يهلك اعصابي، يلتقط جواله بيده السمراء الساحرة ويجل كل تفكيره فيه، احدق بتلك العروق التي شجة دربها على ساعديه وكأنها ترجو التحرر من جسده.
 أُخمن. تُرى ان قبلتها هل سترتد عن رأيها؟ اتأمل في تفاصيل وجهه وكأنه جميع احلامي، شعره الاسود، عيناه تختفيان وراء زجاج النظارة، نظراته ممزوجة بين  الجدية وبراءة الطفولة، متفردا في كيانه، متمردا في وجوده،
اعقد حاجباي واسأل، على غير عادتك اليوم صامت؟
يتنهد ويرد عليي بابتسامته الباردة تلك، ينتابني الصمت هذا المساء ولكن يلتف حولك دائما ، انتِ عاجزة عن جمع كلماتك التي توقفت في حلقك كلقمة يابسة تأبى الخروج، 
لماذا لا تجرأي على كسر قيودك وتحرري عقلك من تلك الفوضى؟ أما انا فقد كنت اشق من الوضوح سبيلا. عدت لتلك الإبتسامة القاتلة ، ورددت :
(أكثر ما يثير دهشتي فيك عدم ترددك في قول ما تود ،تجلِ  كل ما بداخلك  من كلام ثم تمضِ 
اتعلم ؟
فوضىٰ الصمت بداخلي لا يرتبها سوىٰ أحاديثك، فلا تلتجأ للصمت لتعبر عن إنزعاجك مني ،تحدث إلي ، استهلك حروف يومك عندي ثم امضِ صامت لغيري ،
فليبقَ صوتك حاضرًا معي دومًا، 
شعر بالطمأنينة حينها، لقد  هدم جبل صمتي بكلمات وددت حقًا سماعها منه، في العادة تنساب أحاديثه دون إدراك منه تركض نحوي لأنها مدركة بانني ساحتضنها 
ولكني هذا الصباح 
تعلمتُ التأمل، شعرت بالسكينة، وسأكتفي بسؤال يتردد داخلي
إن قبلتها هل سترتد عن رأيها؟

منى شكري العبود تكتب ... أبناء آيلولين


منى شكري العبود _ سوريا

العنوان: أبناء أيلولِين

كما في كل ليلة أعانق الوسادة وأبث لها كيف أني غدوت نكرى، كيف أنني أب لأبناء أيلولين، جالسٌ أتأمل بحرقة كيف تتعرى شجرتي الهرمة من أوراقها بخريف عقوق قد عصف بهم، استيقظت فزعاً على صرخات زوجة ولدي رائد تطرق مسمعي برفضها وجودي، بينما ولدي يحثها صبراً على وجودي، ليس رضا إنما خوفاً من فضحية تعتريه أمام مجتمعه المخملي، أن رائد هو الأبن البكر لقلبي، أحببته دون أخوته حباً جماً، كيف لا وهو فرحة عمري الأولى، زادت زوجته حدة صوتها، جررت نفسي وأنا أحزم حقائب الرحيل باكياً، لملمت شتات كرامتي، وبقايا احترامي وقيمتي، متحفظاً على بعض الود لولدي رائد بجعبة الرضا، هدء الضجيج في الخارج، خرجت من الغرفة متثاقلاً بحزني، كان ولدي يجلس بصحبة زوجته يحتسون القهوة وعلى ثغرها بسمة تلاشت لرؤيتي، باغتهم بهدوء:
_سأذهب إلى ماجد، فهو ينتظرني، وقد أراد حضوري على الفور بشدة.
لم ينبس أحدهما ببنت شفة، ولم يكلف ولدي رائد نفسه عناء النظر إلي، جررت حقائب الأسى، خرجت من منزل ولدي منهكاً بالخيبة، تصفعني أكف الكرامة، تباغتني نصائح ولد زوجتي يونس الذي لم أحبه أو أبره يوماً (لا تفعلها يا أبي، لا تبع منزلك وكل ما تملك لترضي أولادك، ستغدو ضيفاً ثقيلاً بعدما كنت سيداً) لكن ما كان مني إلا أن طردته للمرة التي لا تعد، دخل يونس منزلي يتيماً وهو أبن الستة أعوام، لم تفلح براءته بتسلل محبته إلى قلبي، بل زادتني بغضاً له، ظلمته كثيراً، تلقى مني أعنف تعذيب بحجة تربيته، لم يكن من أمه سوء ذرف المزيد من دموع القهر عليه، أنجبت لي أربعة أولاد عاقين، قد نخرو عقلي لأبيع ما أملك ليتقاسموه ولأحل عليهم ضيفاً ثقيلاً ترمقني العيون بأحدّ النظرات، بينما ترشقني الألسنة بأسواء الألفاظ، وبنت واحدة تزوجت رغماً عني لبلاد المهجر، لم ينل يونس نصيب والدته كما أوصت، فقد حرمه أبنائي أن يرث أمه كما حرموه حنانها وعطفها باكراً، حينما غدت صريعة ذبحة قلبية سببها لها أبنائي الأربعة بعقوقهم لها، كنت سيافاً أضرب بسيفهم، ينسل نصل خنجري بوجد كل من قال لهم لا، حتى غدوت خادماً لأطفالهم بغية مأوى يسترني من صقيع الوحدة، لكن ما كان منهم إلا الإهمال و العقوق.
وصلت إلى منزل ولدي ماجد، ضجة صاخبة في منزله هدأت ما أن سمعوا صوتي، باب المنزل لازال مغلقاً في وجهي، ولا أظنه سيفتح، فقد مر على طرق باب المنزل ساعة ونصف أجهدت أقدامي الهشة فجلست أرضاً، أسترق من الحياة همة جديدة لأكمل حيث منزل ولدي ياسر، سرت أرمي ثقلي على عكازي، تثاقلت خطواتي إلى منزله، تعثرت ذاكرتي بشتائم زوجته لي، فقد كانت أشدهم بغضاً لي، رغم أن ولدي ياسر كان أكثرهم رأفة بي، لكن قلة الحيلة هي سيدة الموقف، وصلت حيث منزله، ارتعشت يدي، تصلب جسدي، رفضت كرامتي طرق الباب بعدما أسعفها عقلي لآخر طرده كانت لي على هذه العتبة، هممت بالرحيل، وإذا بصوت سيارة من خلفي، هرول نحوي مرحباً، أنه ياسر:
_أهلاً بك يا أبي، كيف حالك؟.
فتح الباب وعيناه تختلس النظر برعب إلى داخل المنزل، دعاني للدخول بصوت خافت، سخرت مني كرامتي، رميتها أرضاً دست عليها بقدمي معللاً أنه منزل ولدي، ودخلت، صوت باغتنا قائلاً:
_لا مرحباً بضيفٍ يجثو على قلبي كصخرة.
أردف ولدي ياسر قائلاً:
_أنه والدي يا سارة، لا أسمح لكِ، الضيف ضيف الله.
رميته بابتسامة سخرية أذاً قد غدوت ضيفاً، أردفت بحنق شديد:
_فلترحل بصحبته إذاً، أم أنك نسيت أن هذا المنزل باسمي؟!.
نظر لي ولدي بعجز، ربت على كتفه بابتسامة، كوني تلك القطعة المرنة القابلة للتمدد وتقبل جميع الأحوال، لملمت أشلاء كرامتي، جلدتني عقاباً على استهتاري بها، جررت حقائب الخيبة إلى أصغر أولادي سالم، حيث الفشل متمركز في حياته، غارقاً بأزمات طلاق وأطفال ونفقات، ومشروبات كحولية، معتنقاً فتيات الليل والسهر، وقفت على أعتاب منزله، ضجة صاخبة تصدر من خلف الباب، طرقت الباب كثيراً لكنه لم يسمع، جلست أرضاً لأريح هشاشة عجوز هرم، تساقطت جميع أوراقه، أعدت طرق الباب بقوة أكبر لكن فائدة، جلست أرضاً من جديد إلى أن هدأ الضجيج، أعدت طرق الباب بعكازي، فتح لي سالم الباب وفي يده زجاجة النبيذ، يترنح يميناً وشمالاً، سألني بغضب هادر:
_ماذا تريد أيها العجوز الهرم؟!.
انتابتني نوبة بكاء جامحة، جلست أرضاً فلم تعد قدماي تقوى على حملي، باغتني بحدة متلعثماً:
_هيه هيا ارحل من هنا أيها الحثالة.
زدت من حدة نحيبي، وقفت على قدمي مستعيناً بعكازي البار بي، أوليته ظهري وأنا أردد:
_قد صدقت أنني حثالة، قد صدقت، قد...
افترشت الأرض وتلحفت السماء، غدوت مشرداً بعدما كنت سيداً، تكورت على نفسي ونمت أرضاً، بجانبي حقائب لملمت بها ما تبقى لي، استيقظت على صوت أحدهم يجهش بجانبي ببكاء حار، قال بصوت متقطع وهو يقبل يدي:
_أرجوك أن تسامحني إن نسيتك، والله أني متمنياً لو أنني في جوف الأرض على أن أراك هكذا.
وهو يرجوني أن أسامحه على غيابه، أتدرون من كان؟؟
أنه يونس ولد زوجتي!، عانقته بشدة أبث له عقوق أبنائي، أرجوا منه أن يسامحني على كل صفعة ظلم صفعته إياها يدي، ساقني إلى حيث منزله البسيط، رغم أن الفقر قد نسج خيوطه في أركانه، ألا أن هالة الحب كانت تحتويه، قدمني لعائلته مبجلاً إياي:
_أنه والدي، من رباني واجتهد في تربيتي، فلترحبوا بسيد المنزل الذي نقطن فيه.
قبلت زوجتهُ يدي، ركض أطفاله يتعلقون بي ضاحكين، بكيت بشدة.

ساره طه غنام تكتب ... توقفت الحياة

تَوقَفت الحَياة 
أَصبِحي وَما أصبحتُ إلا كما اَصبَحتي 
 فَروحٌ منكِ وريحانٌ ورمانِ
 أيا مَنْ تربعتِ في عَقلي وَفُؤادي 
 فلا يُغنيني الشوق عَن شوقكِ سِوى لُقيايكِ 
 نَظرَتُكِ أَعجَبتني تَعَلقتُ بِكِ
 أَحببتُكِ عَشِقتُكِ 
 أَهيم بكِ يا مَجنونتي 
 ذَهبتُكي طَلبتُكي خَطبتُكي 
 كَتبنا كتابُنا مَلكتُكي 
 زَوجتُك نَفسي يا بَهجتي يا فَرحتي
 و يا جَمال صَباحي
 ويا أَجمل ما تَحقق مِن أَحلامي
 وها هيه وَقد مَرت الشُهور.
 وَبُشرى منكِ بِقطعة منكِ وَمِني
 ويا سعادةً دقت باب قَلبي،
 وجَنَ علي اليوم 
 صُراخُكي
 وَانتَظرتُ على باب عَملية،  لِأَراكم 
 لِأَنظر لِأَجمل أُمٍ وأَجمل طِفل 
خِفتُ، دَخَلتم أَحياءاً
 فَكَيف خَرجتم أَمواتاً،
 تَحول صَباحي إِلى مَساء 
 أَصبَحَ كُلَ لَون في الدنيا أَسود، لا أَرى سِوى مُقلَتيكِ
 ولا حَنينٌ سوى إليكِ، فَلا طَعام بلا لَمسَتُكِ
 ولا جَمالٌ سوى هَيئَتُكِ 
 ولا بَسمةٌ بلا ثَغرَيكِ
 هِمتُ بكي لا مَعنى لِحَياةٍ بَعدكِ
 إِلى ضُوءِ عَيني .
 
 
بِقَلم الكاتِبة: ساره طه غنام .

فاديا شيخموس تكتب ...رسائل إلى الله

رَسائل إلى اللَّه

من عَرشِك الكريم . . 

تَرَى فَاقِع الجَحيم . . 

فُسيفساء الموْت وظامئي الدَّم . . 

راجمي اليقين بأخطاء التَّخْمين . . 

لاقفي الظَّنّ بجحافل الاتّهام . . 

نابشي القُبور بإسم الدِّين . . 

هاتكي الكَرامة . . 

أَنْت فقط تَرَى أَوزارهم . . 

كيف يُلقونَها على عَاتِق الخَراب . . 

كَيْف يحدفونها خَارِج الصَّواب . . 

سأقود صَوتي إلَيك . . 

سأسترد حنجرَتي . . 

سأصرخ وأهز الأَرض . . 

كَنَفخة صَعق . . كَنَفخة بَعَث . . 

كَالقِيامة .. بعيداً عن قَرع المطبلين ..

ليستَوي الاعوِجاج كالصراط . . 

ليقشعر بَدَن السِّياط . . 

مِنْ جور الجلادين . . 

وأَديم المعتقلين . . 

سأنتفض على طاعني الطُّفولة . . 

قانصي الابتسامات بِبلَادة . . 

ناكثي العَهد بأوج النَّهار . . 

على مَرمَى العَين بفضاضة . . 

سأفضح جاحدي النِّعمة . . 

سأبلغك بِأَسمائهم . . 

مُعكري صَفو الصَّبَّاح . . 

بأزيز الرَّصاص وشراهةالنباح . . 

سأُحدِّثك كُلَّ يَومٍ . . 

دُون كَلَّل . . 

عن الدَّم البارد . . 

عن الدَّم الحارّ المسفوك . . 

دُون مَلَل عن البُقَع المرقعة . . 

عن رائِحة اللَّحم المَشويّ . . 

المُحْتَرِق بِاستِمرار . . 

المتبل بِفتات البارود . . 

عن فَرْقَعَة الْجَمَاجِم ..

وبجوفها كل الاحلام . . 

عن فَقأ العيون تحت الاعتقال . .

تَحْت صَفْع الهراوات . . 

عن طَعم الْوَلَائِم  بمدائن الملح . . 

وتُخَمة التُّرَّهات . . 

عن الرَّغيف اليابِس وقَرقَرَة الجُوع . . 

عن الخُبز المَسحُوق بِرَحَى الفَقر . . 

عن تَكاليف الفَوضى والهرطقات . . 

تَصاعد الفِتنة . . 

و عَشوائِيَّة القَتل والأرقام . . 

عن تَضارُب الذُّنُوب وتَطَايَر الحُقوق . . 

سأفتح فَم الجُرح . . 

و أَزرار النزف بِأَصابع الخِذلَان . . 

لأكشف انفطارالقلب . . 

و عَراء الِاحتِواء . . 

جَنَائِز الأبرياء بتوابيت النِّفاق 

فَوق ثلوم الأنفلات . . 

عن تنمرالجليد وتجمهر السّديم . . 

سأجهر الضَّوء عَن لَفِيف المرقطين . . 

وحشدالمنمقين عن انقراض الضَّمير . . 

وتَعَدُّد الهلاميين عن رمادية الشُّهود . . 

وازدواجية التَّمثِيل عن زَوَالِ القداسة . . 

وانهمار الهشاشة عَن تَكاثَر المَقابِر . . 

بجعجعة الاسْتِعْراض . . 

سَأُخْبِرك أَكْثَر . . وَجلالتك تَعلم أَ كثَر. . 

مُكوث الضّلالة والوَضر . . 

ضّألة التَّحمُّل ونفاذ الجلّد . . 

سأرصد لَك . . 

وَحدَك صَرير الغطرسة . . 

عَسف المأجورين . . 

عنجهيَّة المَمسُوخِين . . 

سأُكشف وُجُوه المَوتى . . 

شردقة الدُّموع بِالعُيون . . 

بثلاجات المنفى . . 

علو العَويل تَحت لَهَيب الطَّمَع . . 

غَزو البَشَع لمحافل البشَر . . 

سأكرر تَضَرُّعي سأكرر رسائلي 

لَك وَحدَك . . لَك وَحدَك . .

        فاديا شيخموس

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

ظلمٌ على مقصلة الموت... منى شكري العبود_ سوريا.

 ظلمٌ على مقصلة الموت
منى شكري العبود_ سوريا.

جالسٌ عند ناصيته، أراقب سيلان الدم الخاثر على امتعاض ملامحه، وانصت لنفحات شهيق روحه المتألمة، ذرفت المزيد من دموع الألم بعجزٍ قاتل، وأسرفت بمشاعر الحزن والأسى حتى غدوت صريع نوبة قلبية، اجتزت الكثير من المحطات بصلابة رجل مغوار، وعقدت الصفقة الأخيرة مع الموت لأعود للحياة بعجزٍ في القلب قد يودي بحياتي أن أسأت إليه أو أن سمحت لأحدهم بالإساءة، كتب في البند الأخير (قد ولى زمن الفرص المتتالية)، فتحت عيني أتلقف أول ما أرى بعناق حار مبللاً بدموع الشوق، لكنني لا أرى سوى خيالات شفافة ناصعة تترنح أمامي، هل يعقل أن الحياة قد استهزئت بي؟ نظرت حولي بشغف ضالٍ يطمع برحمة ربه التي لا يستحقها،  أتمعن في أيّ الدرجات غدوت، بعد حسنات قاحلة، وأعمال مسخطة، وذنوب فائضة، أفزع... أغرق في صمت مطبق يصحبه ليل دجوجي من جديد، يلفظني الموت مرة أخرى لتلتهمني الحياة بنهم، ينتشلني من دوامة فزعي صوت أحدهم الذي يهمس لي (أمجد...أمجد هل تسمعني؟؟)) أهز له بطرف سبابتي بجهدٍ بالغ، يصرخ بسعادة تطغى على كل شيء، وكأنه يترقب اللحظة، أنه أخي زيّد المحب الوحيد ليّ:
_لقد عاد أمجد... لقد عاد يا شغف.
أسأل نفسي :وهل رحلت لأعود من جديد!، شريط باهت يعرض أمام عيني بسرعة فائقة، أسأل بحرقة:                   
_هل مات مهاب؟؟
تقترب مني بتؤدة متوشحه باللون الأسود، ترمقني بنظرات شتى لم أتبين لها معنى صريح، تقترب مني أكثر، ثم تهمس في أذني بغل:
_لقد سلبوك كل شيء يا أمجد، رغم ذلك لقد سلبوا منك أقل ما سلبت منهم، تستحق لكنني ومهاب لم نستحق الأذى يوماً، أنت السبب، (أردفت بحنقٍ شديد:) لقد قتلتنا ألف مرة يا أمجد، أنظر لنفسك نصف حيٍّ عاجز لا حول لك ولا قوة، (صمتت قليلاً ثم أضافت بلطفٍ مصطنع تصحبه بسمة سخرية:) لعلك تقصد باب التوبة بيقين كي يفتح لك.
ألقي في وجهها سؤالي وأذناي منتظرة أن تتلقف الإجابة بنهم:
_وهل تغفري لي؟؟.
همست في أذني بحنق شديد تتعثر حروفها بسيل دموعها فتخرج متقطعتاً:
_لم ولن أغفر لكَ يوماً، سلبتني نقاء روحي وإنسانيتي، أدميتني ألف مرة، وأهنتني ألفاً، كنت أتألم برضا، وكنت لكَ دوماً نعمَ المرأة الصالحة، {صمتت قليلاً تشهق أنفاسها، ثم أردفت حانقة بغضبٍ هادر:) لكنك كنت رجلاً خائناً جباراً، أحكمت علي قضبانك كي لا أفر من ظلمك وقهرك يوماً، (صمتت برهة ،ثم أردفت بحنان أعلمه لطالما تذوقت طعمه مراراً وتكراراً رغم جبروتي ،لطالما كان وجبة روحي المفضلة:) لكنك لم تكن تعلم أنني لم أنوي الرحيل، إنما كنت انتظر لحظة عودتك لي تائباً، لم ارجوا لكَ الموت أبداً وأنت على حالك، خشيت عليك من نار الجحيم، رغم ما فعلته بي، (أردفت بنشيج بكائها بغضبٍ هادِر )،لكنني لم يخطر لي يوماً أنني ومهاب سنقطف زرعك بأشواكه ونأكله بسمه.
_الآن قد عدت تائباً و....
قاطعتني بحدة:
_اصمت، قد عدت متأخراً، الآن قد يئست ولا أرجوا لك ألا مما أشعرتني به ألماً مضاعفاً، فلتغرق في جحيمك، تباً لكَ يا أمجد.
همت بالرحيل، كل ما فيني بدأ بالصراخ والبكاء وعينيّ تحلق بأسى خلفها ترجوا غفراناً لا تستحقه، طالعتني بازدراء طعنني في قلبي ثم همت بالرحيل، نظرت إلى عجزي الذي لم يستحق الآخر حتى شفقتها، صرخت أرجوها:
_أرجوكِ فليبقى كفكِ بكفي لأنفض عن عاتقي أكوام الذنوب، لم أقصد إيذاء مهاب يوماً صدقيني.
تجرد لساني من الكلمات، أصبحت عارياً من التبرير عما فعلته، استقطبت أعذاري بطلب الغفران مرة أخرى، صرخت في وجهي بصوت كاد يقتلع حنجرتها:
_لقد مات مهاب، قد قتلوه بأبشع الطرق، لقد مات شر ميتة انتقاماً منك، فلتهنئ بذكرياتك العفنة أيها السفاح، ها قد لاقيت ما وعد ربنا الظالمين أمثالك حقاً.
ورحلت، بعد أن تركتني خلفها أنازع الموت، هرولت ذاكرتي إلى ذاك الزواج بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات، ذاك الزواج الذي أثمر لي بعد عشر سنين عجاف ولداً معاق قلبياً، سلب مني روحي لتردم ذاك النقص الذي يعتريه، لازمته بقلبي وعينيّ ثمانية أعوام حتى شفي تماماً، أينع على يدي هاتين باسماً ضاحكاً.
حلقت في سماءنا غيوم حربٍ سوداء، غردت الغربان، ونعقت العصافير، تبشر بانقلاب الليل لنهار والنهار لليل، غدوت واحداً ممن يقبض الأرواح، تمردت متناسياً نهاية النمرود، وتجبرت متجاهلاً غرق فرعون بجبروته، متجاهلاً العدل والقصاص الرباني، بطشت بمشاعر زوجتي حبيبتي أولاً، تمرنت أمام دموعها وتوسلاتها بتركها وشأنها على الصمود أمام قهر المظلومين، أعدت المحاولات مراراً وتكراراً إلى أن غدوت بقلبٍ حديدي لا يعرف الرحمة، خرجت لساحة الحرب كوحشٍ كاسر، أزئر بصوت ((الغلبة للأقوى))، أنهش بأنيابي التي برزت كل ما يعترض طريقي، وئدت الضعفاء، سلبتهم أطفالهم ونساءهم، كرامتهم وشرفهم أمام أعينهم، وتركت بعضهم معاقين مبتورين الحياة منتظرين الموت.
في ليلٍ عاتٍ انقلبت الموازين وحان وقت القصاص، صرخت أرجو رحمة لا استحقها لكن ولدي يستحقها ((لم يحن وقت القطاف بعد لازال في أوائل نضوجه))، سلبه الموت مني عنوة، بعد أن سلبوا جمال وجهه بحربة أسلحتهم، وصفاء صوته بصراخ الألم والاستغاثة بي، ونقاء جسده بدماء ضجرتها جروحٌ بالغة أهلكته، بتروا قدميّ  اليسرى ويدي اليمنى وتركوني حياً بعد أن أجلسوني عند مقدمة رأس ولدي أراقب لحظاته الأخيرة، وأطرب بشجن ألمه، أخذني الموت في رحلة للنهاية، ثم أعادني بإعاقة قلبية يمنحني بها الفرصة الأخيرة للتوبة. ينتشلني زيّد من دوامة الذكريات، ربت على يدي بحنان ثم همس لي:
_لا تقلق باب التوبة لم يغلق في وجه أحد يوماً.
_وهل لدي وقت لقرعه، أظن أنني لن أستطع اللحاق به يا زيّد، عجوزٌ يقرع ذاكرتي صوت دعائها باستمرار بعد أن قطفت روح ولدها أمام عينيها (أرجوا لكَ من الله انتقاماً لا سلام بعده، أرجوا لكَ من الله جحيماً يغلي بك إلى أن لا يبقى منك الأثر، ثم تخلق من جديد لتذوب بجحيمه من جديد) يتبعها صوت طفلة أجهشت من البكاء والخوف بعد أن قتلت والديها وعيناها المختبئة مني تترقب ما يحصل، تبعت حينها صوت بكائها، لتنفجر في وجهي باكية تردد:(أذاقك الله ناراً كالتي في جوفي لا راحة لكَ بعدها) أتعلم ماذا فعلت يا زيّد حيّنها؟، قد ذبحتها بخنجري!، قطعت أوتار صوتها كي تكف عن الدعاء، وهناك صوت رجل يرجوني بعد أن قبل قدمي ألف مرة ألا أسفح عرضه ولا أذبح أطفاله، أتعلم ماذا فعلت يا زيّد، قد قيدته وقيدت زوجته، ثم ذبحت أطفاله أمام أعينهم، وبعدها سفحت عرضه وهو يبكي بحرقة ويتوسل إلي، ثم قتلت زوجته بتأني، وتركته خلفي مبتور اليدين يبكي حرقة مصابه، وصوته يجلجل في الفضاء(أرجو من العدالة الربانية أن تذيقك مما فعلت أضعافاً مضاعفة، أهلكك الله أيها المتجبر) وهناك المزيد والمزيد من الأصوات تقيم ضجة صاخبة ترجوا انتقاماً يليق بظالم مثلي.
صرخ زيد باكياً:
_كفاك كذباً يا أمجد، لن أصدق انك فعلتها.
أجهشت بالبكاء ألفظ دموع الندم، نكست رأسي خجلاً، أردف لساني يتلو باختصار نبذة عن ما فعلته:
_قد فعلتها يا زيّد، لقد جردتهم من أعراضهم، ذبحت أطفالهم، سرقت أموالهم، تاجرت بأعضائهم، لقد فعلت أكثر مما سمعت عني يا زيد.
قال زيد يرجوني أن أنكر حقيقة ما يسمعه مني عني:
_أرجوك قل أنك لم تفعلها يا أمجد؟.
أكملت بحرقة مؤكداً:
_هرولت خلف متاع الدنيا ألهث كالكلاب الضالة، إلى أن صفعتني ساعة القصاص، لم يرديني صريع هذ الفراش عجزي، بل ما فعلوه بولدي، لقد قتلوا مهاب أمام عيني يا زيّد، لقد جردوه من الحياة على مهل، لقد استمتعوا بتعذيبه.
سأل زيّد بحرقة:
_من كانوا يا أمجد؟؟
أجبته بصوت يمزقه الألم:
_أشقاء ضلالي، رفقاء الجحيم.
سألني زيّد بنبرة تشوبها المرارة، بعد أن طالعني بازدراء:
_لماذا؟ طالما كنت رفيقهم، طالما أنك شاركتهم طقوس التعذيب والتفنن بأساليب موت عصيبة؟
أكملت اعترافاتي في حرج شديد، بعد أن جلدت نبضي بسياط الهرولة، خشية أن يتوقف قبل أن أفرغ ما بجعبتي:
_ قد اعتدت الخيانة والغدر، ففعلت بهم كما فعلت بغيرهم، سلبت شرف أخت أحدهم تحت مسمى الحب، ثم قتلت زوجته وأطفاله بعد أن كشفوا أمري، وهربت، أتصل بي يشكو حاله، هرولت إليه معزياً، نصبت فخاخ الخبث، وجهت أصابع الاتهام إلى أحدهم، فقتل عائلته ثم قتله، وقد شاركته بذلك!، ظن نفسه أنه أخذ بثأره، طفق برفع قارورة الكحول، شرب بشراهة، طرق كوبه بكوبي احتفالاً بنصره، خشيت أن يكشف أمري مرة أخرى، شاركني الشيطان بنصب الكمائن إلى أن أوقعته، ظننت أنني قتلته، لأفاجئ به مقدماً وخلفه مجموعته يحمل بين يديه كفن طفلي.
بكى زيّد بحرقة، صم أذنيه، ثم أردف بحنق شديد:
_كفى، لم أتوقع أنك بهذه الوحشية يوماً ،قالوا الكثير عنك، لكنني لم أصدق أحدهم، لطالما كانت صورتك الإنسانية القابعة في جوفي تتحداهم، قولك هذا قد أرداني أمامهم صريعاً مهزوماً يا أمجد، (صمت برهة، ثم أضاف بصوت رقيق تطغى عليه بحة الخيبة:) قد خيبت أملي يا أمجد.
وخزٌ قاتل في الضمير يصحبه ضيق تنفس رهيب يجتاحني، أشعر بأن الأوكسجين قد أصيب بداء الشح، عرق بارد غزير يتساقط من جبهتي ويحتل سائر جسدي الذي غزته قشعريرة أرعدت أطرافي، غثيان أرجوه أن يلفظ كل ما في جوفي من ذنوب ومشاعر وبؤس، أشعر بأن قلبي أصيب بنوبة هلع جعلته عاجزاً عن تنظيم نبضه، ألم قاتل يجتاح ظهري ثم رقبتي وصولاً إلى ذراعي الأيسر، حالتي تزداد سوءاً، أشعر بأن الأوكسجين قد تفاقمت حالته وأصيب بداء البخل، دوار شديد جعلني أحلق، شهقت أنفاس عدة لأسترق الحياة من جديد، لكن محاولاتي بائت بالفشل، صوت صفير عالي يخترق طبلة أذني وصولاً إلى قاع جمجمتي، أسمع صوت زيّد يصرخ:
_أيها الطبيب أنه يموووت أسررررع.
نعم أصبت أنني أموت، عاركت لنطق الشهادتين لكنني لم أفلح بفعلها، وغدوت في ثباتٍ عميق.

نهى سامي الدويري تكتب ...ماذا عن حبك



ماذا عن حُبك؟
دُفن 
وقلبك؟
مات!
لِمَ ذهبتَ؟ أكان حُبُكَ لي مُجرد عبور؟
رياحٌ هجرت قريتها، وحريقٌ نشبَ بأهلها، وهُوجرت تلك المنطقة، سُكانها هربوا، وتغلغل المساجين بين محاصيل الحياة، يبقى الهدوءُ يعمُ المكان، ويُزرعُ بالروح، عانقتُ قلبي وأسرتهُ بكلماتٍ متعددة فكانت إحداها يرحلون بلا وداعٍ، كانت تلك الكلمات تُطمئن قلبي إلا اتعلق بأحد، فحلمي الذي بين طياتِ الكُتبِ رسمته على ورقٍ وتمزق!!
فكيف لقلبٍ تشتت أن يجمع ما تبقى بهِ ويرحل!
فمن أين لي بتلك القوة والصمود؟
فقط سأرحلُ بهدوءٍ، حيثُ لا أُزعجُ ولا انزعج.
نهى سامي الدويري