جارنا إنسان يعشق المأساة، ربما بسبب ما يجده من عطف أصابه بالاحتياج المزمن لجرعات العطف والمواساة تلك، حسنًا، خروجه من بيته وطرده منه كانت جريمة قاضية قضت على تفكيره وعمره، يعلق مفتاح بيته القديم بارزًا في عنقه، ويحدث الصحافة والأجانب وكل ما يجده من مخلوقات عن ألمه، حتى كاد يكلم الجدران في هذا المخيم الموحش بعد أن كلَّمَ قطط الحي جميعها.
كل الأماكن موحشة إلا الوطن!
ستقول لي أن ذلك لا يبرر عشق المأساة، ولكنك لا تعلم يا عزيزي القارئ أن جارنا قد سرق مفتاح عودتنا من بيتنا كي يعلق كلاهما ويزيد مرارة المأساة عليه، هو لم يسرق مفتاحًا فقط، سرق قضية!
الشخص المليء بالجراح، مكلوم بالجوارح!
وإني يا عزيزي أتحدث عن جارنا؛ لأنني أتألم عندما أتحدث عن نفسي، يا سيدي، وطني وحبيبتي مصابان بالسرطان! أدع لهما بالشفاء.✨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق