24 ساعة ضائعة !
شعر : حسام الدين فكري
**************************
ألقى أحدُنا قصيدة ماجنة لأبي نواس
ضحكنا جميعاً بأفواهٍ مائلة
قام آخر وسكب خمراً فوق رأسه
فنشبت معركة لم ينتصر فيها أحد
لكن الراقصة لم تتوقف عن رقصها
فجأة لاحظنا أن وسطها راح يتمايل
كبندول الساعة
ثم توقف الزمن
اختطفت أبصارنا ساعات الحائط الطائرة
أربع وعشرون ساعة، كانت تحوم حولنا
اختفت تماماً
من فتحات السقف انهمرت فوق رؤوسنا
قناطير من المياه المُثلّجة
أذبلت رائحة الخمر في أفواهنا
تحوّلنا إلى أعيُن جاحظة وألسنة مُلّجمة
لم نتفق على شيء، لكننا ركضنا جميعاً
في كل اتجاه نركض
في كل اتجاه نبحث
لم نفهم لِمَ أصبحت الطيور تنبح
وأمست الفئران بين أقدامنا تموء !
صعدنا فوق هامات الجبال
غُصنا في أعماق البحار
أركمنا الصخور فوق الصخور
نبشنا بأيدينا آلاف القبور
جمعنا الساعات..كل الساعات
ألصقنا ساعات الصباح بساعات الظهيرة
ونجحنا في لصق ساعات الأصيل
كُنّا نسبح بلا هُدى في أنهارعَرَقنا
تتدلّى حناجرنا من أفواه أعناقنا
فلا فتّ الألم في عضدنا
ولا انتقص شيئاً من عزمنا
لكنّا حين وضعنا ساعة الغروب في أكفّنا
وأوشكنا أن نُنهي عملنا ونرتق يومنا
اقتحمتنا ريحٌ هوجاءٌ مُستنفرة
بعثرتنا في أركان الأرض الأربعة
أعقمت السُحُب وشجّت رؤوس الخيل
فما استطعنا أبداً لصق ساعات الليل
ووقفنا نرقُب بعيونٍ خاشعةٍ
يومنا الذي صار
نهاراً سرمدياً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق