الأحد، 12 يوليو 2020

الدكتور جهاد صباهي يكتب......غيفارا

غيفارا
الشاعر الدكتور جهاد صباهي

كلُّ حدودِ العالمِ وطني
تُسْمَعُ وقعُ خُطاي حيثما تسيرُ الخُطى
وحيثما تستديرُ ورقةُ عبادِ الشمسِ ترانيْ
كلُّ قلوب ِالناسِ جنسيتيْ
( فَلتُسقِطوا عني جوازَ السفرْ  )

أنا طائرُ النارِ الذي ارتطمَ 
بزجاجِ الخيانةِ
ابتكرني النضالُ أَيقونةً
ليُطيحَ ببريقِها قراصنةَ الأوطانِ
أسيرُ ودخانُ سيجاريْ
يرسمُ قبريْ .. أراهُ أماميْ
ويومَ عزائيْ
ودموعَ رفاقيْ 
أنفُخُ عليهِ .. أُبعثرُهُ ولا أُباليْ
وأطردُ الحُلُمَ المتورطَ
بإيذائيْ

 يَصرُخُونَ  بي 
عُدْ من حيثُ أتيتْ
دروبُكَ  مفخخةٌ والموتُ يتبعُ خطاكْ
لكنني أسيرُ 
وجسديْ مكبلٌ بأسلاكْ
وفي فمي بقايا قهوةٍ 
تُذكِرُنيْ بعصيانيْ 
على سارقِ حَنْجَرَتي 
يحاولُ أن يمنعَني من ترتيلِ أغانيكمْ 
أُعلِقُ نياشيني على جدرانِ أمانيكمْ
أحاولُ أن أُسقطَ سوادَ الغرابِ
أُحاولُ أن أُزيحَ غموضَ الضبابِ
أحاولُ أن أستديرَ الى ضفيرتي أميرتي المذهبتينْ
أجعلُ منهما سنابلَ قمحٍ
نمارس معها طقوسَ العبادةِ
لتُبعدُ عنَّا شبحَ الخطرْ

مازالَ الطريقُ طويلاً
وشبحُ الموتِ مصرٌ على مرافقتيْ
عيونُ بنادِقِهم لا تَمَلُّ البحثَ عنيْ  
تهددني بفصلِ روحي عن جسديْ
وإطعامِ الكلابِ من كَبِديْ 
لكني الريحُ ...
تجرُّ ذيولَ خيباتِهمْ
لو زرعوا في الأرضِ جمراً
لو جعلوا من زادي قهراً
سأحصُدُهُ بمناجِلِكُمْ
سأهجرُ مناصبَ   تُكبلُنيْ
وأحرفُ إسمي
على الجدرانِ تُبعثرُني
أرتدي ثوبَ من ظُلِموا
وأنصرُ شعوباً قد كُلِموا
أحرقُ جُبنَ بنادقِهِمْ
أدكُّ جذورَ معاقِلِهمْ
وأجعلُهُمْ
كحُلُمِ ثعلبٍ مكّارْ
أرادَ قِطعةَ الحلوى
فذاق مرَّ مايهوى

يتحولُ صوتُ البنادقِ الى وشايةٍ تقتلُنيْ
وتفصلُ بيننا 
أَمْسَكَتْ بسيجاري المشتعلِ وأطفأتنيْ
 أمسحُ دماءَ بكائيْ
وأفتحُ بابَ قبريْ
أَدخُلُهُ بقدمي اليمنى
راياتٌ حمراءُ تُرافقنيْ
وهديرُ غضبِكُمْ
ممزوجٌ بطينِ الأرضِ
أَسمَعُهُ
يجوبُ ظلامَ الكونِ
في الآفاقِ
يُبعثِرُهُ
يُمزقُ شراعَ قراصنةٍ تجولُ
بعرضِ البحرِ
يُغرقهُ
ولو شاءَ
بحممٍ من قاعِ جهنَّمَ
بلهيبِ الغضبِ
يُحرقُهُ
أُغلِقَ بابُ القبرِ
وبدأ السؤالُ : مَنْ أَنتْ ؟
إرنستو تشي غيفارا
بذرةُ نضالٍ كَسَرَتْ قيدَها
صَرَخَتْ بما تقوى عليهِ الحَنْجَرَةْ
وبما أَبقى عليها الوجعُ الداميْ
مهترىءٌ جسدي تحتَ الترابْ
وصرخَتي ماضيةٌ تُحققُ قصدَها

بذرةُ نضالٍ كَسَرَتْ قيدَها
وصرخَتي ماضيةٌ تُحققُ قصدَها

د . جهاد صباهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق