الخميس، 16 يوليو 2020

عبد اللطيف العولي يكتب .. كتاب الحياة

...........كتاب الحياة.........
لا تسألني كم قرأت من كتاب
ما قرأت قليل
لكن اسألني كم عشت من كتاب
هنا أقف واجما
و أرد بكثير من الحسرة
و كثير من البهجة
عشت كتابا واحدا فقط
بدأته في سن الخمس أو ست سنوات
و لا زلت أعيشه
انتقلت بين  رواية و شعر و مسرح
بين فلسفة و تاريخ
بين إيمان و شك و إلحاد
بين سحر و دجل
لم أترك زقاقا إلا و خطته
مدينة إلا و اجتبتها
شطا إلا و بصمته
جبلا إلا و اعتليت قمته
و في تجوال لا يكل
ليل نهار
عشت الليل و النهار
كانا ليلا دائما
أو نهارا لا ينتهي
شخوص الكتاب ألوان
أشكال يتشابهون
لا يتشابهون
طويل قصير
نحيف سمين
وسيم مقرف
في أحسن تقويم
في أسوئه
ذو مال و ذو فاقة
جاهل و عارف
ناهب و منهوب
حاكم و محكوم
تلوت كتابا مقدسا
مع أتقياء و منافقين
شربت نبيذا مع طيبين و خبثاء
نمت على أسرة الأبهة
ركبت "بورشاتهم"
نمت على حصير
ترك أخاديد على أضلعي
ركبت دوابهم
أكلت ترابا و زيتا
أسماكا و ظأنا
عشت أفراحا
عشت بكاءا و نواحا
زرت زنازين مكبل المعصمين
أهنت و داستني الجزم
كمموني و أخلوا سبيلي
نزعت الكمامة و فضحتهم
تقفوني و ضيقوا الخناق
لكني غنيت مع العصافير
و صدحت في السماء
و نثرت حبا و إخاءا
و رميت السفهاء بنبال و حجارة
و لا زلت أعيش كتاب الحياة
بين مد و جزر...
             ع.اللطيف العولي
                                 القنيطرة /المغرب
12/07/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق