الثلاثاء، 14 يوليو 2020

محمد السمعي يكتب...... تائه متسول للحرف

تَائِه مُتَسَوِّل للحرف
 
فِي لَيْلَةٍ 
كَانَ الْقَمَرُ مُكْتَمَل 
وَالصَّمْتُ كَان
َ يَعُمّ أرْجَاء الْمدينة  
وَفَرَاغ يَنْبَعِثُ مِنْ دَاخِلِيّ 
كَاد يَقْتُلْنِي لَوْ لَمْ 
أتدارك نَفْسِي بِالْكِتَابَة 
فَإِذَا بِي أَجِد نَفْسِي 
أكْتُبْ عَنْ أُمُورٍ 
أَعْجِزُ عَنْ مَعْرِفَتِهَا 
تنبثق مِن اللاوعي 
الْمَوْجُودِ فِي دَاخِلِيّ .
 بَلْ مِنْ الْفَضَاءِ 
الْفَسِيح فيني
 وَالصَّحْرَاء اللامتناهية 
القابعة دَاخِلِي
ّ حَتَّى عَجَزَت
ْ عَنْ اسْتِخْرَاج الْحَرْف
ِ مِنْ اللاوعي لَدَيّ 
وَلَم أَسْتَطِع الْإِتْيَان بِالْأَفْكَار 
مِنْ الْفَضَاءِ الْفَسِيح 
وفشلت فِي 
إيجَادِ الْكَلِمَاتِ 
فِي هَذِهِ الصَّحْرَاء اللامتناهية . 
فَإِذَا بِي أَجِد نَفْسِي 
تَكْتُبُ عَنْ أُمُورٍ 
أَعْجَز تَمَامًا عَنْ فَهْمِهَا
 وَكَيْف أنِّي قُمْت بِكِتَابَتِهَا 
 وَهَل كُنْت فِي ذَلِكَ الْوَقْت
ِ سَلِيمَ الْفِكْرِ وَنَبِيِّه الْحِسّ ؟
لَا لَا أَعْتَقِدُ ذَلِكَ
 فَأَنَا لَسْتُ سِوَى مَرِيض
 وَمَرَضِ هَذَا 
يُوهِمُني بِأَنِّي شَخْصٌ عَظِيم
 وَيُفْرَضِ عَلِيًّا الْتِزَامَاتٌ 
 هي لَيْسَتْ مِنْ مسؤوليتي .
 تَبًّا لَكَ أَيُّهَا الدَّاء
 لِمَاذَا اخترتني؟
 أَنَا بِالذَّات
 لِكَوْنَّ مريضك الْوَحِيد
ِ مِنْ بَيْنِ كُلِّ هَؤُلاَءِ الْبَشَر . 
هَل فِعْلًا لِأَنِّي 
الشَّخْص الْوَحِيد
 الْفَرِيد النَّادِرِ مِنْ نَوْعَي 
وَالْقَادِر عَلَى هَذِهِ الْمُهِمَّة
ِ الَّتِي أوكلتني بِهَا . 
وَمَن سيحمل تَبِعَات
 هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ
 الَّتِي سَأقومُ بِها 
أَنْتَ أَمْ سَأَكُون
 أَنَا الْمُلَام الوَحِيدُ 
عَلَى هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ اللعينة.
لِمَاذَا أَشْعُرُ ؟
أَنَّ مَا يَحْدُثُ 
فِي هَذَا الْعَالم
 هُوَ أنَّنِي السَّبَبُ فِيهِ 
وَلِمَاذَا يَجِب عَلِيًّا إصْلَاحِه . 
 
#محمد السمعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق